انتصار الله - تعالى - لعباده المؤمنين من الكفار
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى :"*وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون"(البقرة13)
رفض الكفا ر الدخول في الإسلام ،ونسبوا إلى المؤمنين السفه استهزاء واستخفافا ، فانتصر الله - تعالى - لعباده المؤمنين ، وجاء الرد من الله قاسيا وصعبا على الكفار ، استهزاء بهم ، وإذلالا لهم ، فقال تعالى"ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون"فجاء بــ"ألا" التي تفيد الاستفتاح والتنبيه وتحقق ما بعدها ، ثم بالجملة الاسمية المؤكدة التي تدل على الثبات المؤكد للسفه عندهم ، ثم حصر السفاهة وسخافة العقول فيهم وأكد هذا الحصر بضمير الفصل ،ثم نعتهم بالجهالة ،وردُّه - تعالى - أقوى من ردِّهم ،لأنه رد على الجملة الفعلية المتغيرة بجملة اسمية ثابتة وأكيدة .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس .