دور الأهمية المعنوية في تقديم الأفعى على الفيل
من عجائب قدرة الله
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى :"*والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير (النور 45)
هذه الآية الكريمة مبنية على بيان قدرة الله سبحانه وتعالى في عملية خلق الدواب ، والمباني هي :الدابة التي تمشي على البطن ، والدابة التي تمشي على رجلين ، والدابة التي تمشي على أربع ، وبما أن الأمر كذلك ، فقد تقدم ذكر المخلوقات التي تدل على قدرة الله أكثر من غيرها، وهي المخلوقات التي تمشي على البطن ، كالأفعى وتقدمت نحو المبني عليه بحسب الأهمية المعنوية ، تلتها المخلوقات التي تمشي على رجلين كالطير والإنسان ،لأنها أدل على قدرة الله من تلك التي تمشي على أربع ،كالفيل ، وتأخرت المخلوقات التي تمشي على أربع بسبب ضعف منزلة المعنى مع المبني عليه ،وهي أقل المخلوقات دلالة على قدرة الله سبحانه وتعالى ،وبهذا ترتبت المخلوقات بحسب قوة العلاقة المعنوية مع المبني عليه وهو قدرة الله ، من الأهم إلى الأقل أهمية، والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع كذلك .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس،وأن الكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم.