الأهمية المعنوية في سورة الضحى
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى:"ألم يجدك يتيما فاّوى*ووجدك ضالا فهدى*ووجدك عائلا فأغنى*فأما اليتيم فلا تقهر*وأما السائل فلا تنهر*وأما بنعمة ربك فحدث* (الضحى6-11)
أنعم الله على نبيه الكريم بنعم ثلاث، أولها:أنه اّواه من بعد يتم ، وثانيها:أنه هداه من بعد ضلال وحيرة،فلم يكن يدري ما القراّن ولا النبوة ،،فأنزل عليه القراّن وصار نبيا يعلم الناس الهداية ، وثالثها: أنه أغناه مع كثرة العيال ،وبعد تعداد هذه النعم ،أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بعض الأوامر ،وقد جاءت الأوامر مرتبة بحسب الأهمية المعنوية مع النعم السابقة ،فأمره أولا بأن لا يقهر اليتيم، والأمر الأول يتناسب مع النعمة الأولى ،ثم أمره ثانيا بأن لا ينهر السائل ،أو طالب الحاجة المادية أو المعنوية،كالطعا م والعلم والهداية،وهذا الأمر يتناسب مع النعمة الثانية ، ثم أمره ثالثا بأن يظهر النعمة ويشهرها ويتصدق بها على الناس ،وهذا الأمر يتناسب مع النعمة الثالثة ،وبهذا يكون قد ربط بين الأمر الأول والنعمة الأولى ،وبين الأمر الثاني والنعمة الثانية ،وبين الأمر الثالث والنعمة الثالثة، بناء على الأهمية المعنوية بين النعم والأوامر.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس .