[
سليقة الرجل الفصيحتقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بلغات متعددة وبمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قصة هذا الرجل الضرير:
قال أحد علماء النَّحْو: رأيت رجلاً ضريرًا يسأل الناس ؛ يقول:ضعيفا ، مسكينا ، فقيرا.
فقلت له : ياهذا ، علام نصبت ضعيفا ، مسكينا ، فقيراً ؟؟
فقال: بإضمار "ارحـــمـــوا" .
قال النحوي:فأخرجت كل ما معي من نقود وأعطيته إياه ؛ فرحًا بما قال.
وطبعا ، كان باستطاعة هذا الرجل أن يقول:ضعيفٌ ،مسكينٌ ، فقيرٌ ، فيرفع على أنها أخبار عن مبتدأ محذوف تقديره أنا مسكينٌ أو أخوكم ضعيفٌ..............إلخ ، وهو يرفع وينصب بشيء موجود في العقل ، ويربط بين المذكور والمحذوف برابط الاحتياج المعنوي ويدلل على هذه العلاقة بواسطة علامات أمن اللبس ،وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس .