17097- وعن ابن مسعود قال: إذا ركب الرجل الدابة فلم يذكر اسم الله ردفه الشيطان فقال له: تغنّى، فإن لم يحسن قال له: تمنى. رواه الطبراني موقوفاً ورجاله رجال الصحيح.
هل هذا الأثر له حكم الرفع ؟
17097- وعن ابن مسعود قال: إذا ركب الرجل الدابة فلم يذكر اسم الله ردفه الشيطان فقال له: تغنّى، فإن لم يحسن قال له: تمنى. رواه الطبراني موقوفاً ورجاله رجال الصحيح.
هل هذا الأثر له حكم الرفع ؟
في جامع الأحاديث : (3/203) أخرجه الطبرانى (9/156 ، رقم 8781) . قال الهيثمى (10/131) : رجاله رجال الصحيح . وأخرجه أيضًا : عبد الرزاق عن معمر فى الجامع (10/397 ، رقم 19481) ، والبيهقى فى السنن الكبرى (5/252 ، رقم 10098) ، وفى شعب الإيمان (4/279 ، رقم 5101) .
ومن غريب الحديث : (ردفه الشيطانُ) : أى ركب خلفه .
وورد أيضًا بفظ : إذا ركب العبدُ الدابةَ فلم يذكرِ اسمَ اللهِ ردفه الشيطانُ وقال تغنَّ فإن كان لا يحسنُ الغناءَ قال له تمنَّ فلا يزال فى أمنيتِهِ حتى ينزلَ) . (الديلمى عن ابن عباس) .
رواية معمر عن منصور فيها كلام كما قال بن رجب الحنبلى فى "العلل" (2/721):
ومعمر في منصور كأنه ليس بالقوي، فإن معمراً روى عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر "أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا سجد جافى".
ورواه سفيان عن منصور، عن إبراهيم مرسلاً.
والصحيح عند أحمد وابن معين قول سفيان في هذا، وحديث معمر عندهما خطأ. انتهى
وقال ابن أَبي خَيثَمة: سَمِعتُ يَحيَى بن مَعين يقول: إذا حدثك مَعمَر عن العراقيين فخَفه، إِلا عن الزُّهري، وابن طاوُوس، فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أَهل الكُوفَة والبَصرَة فلا، وما عمل في حديث الأَعمَش شيئًا.
كما ان صنيع أحمد فى رواية معمر عن منصور يدل على أنها لم تكن قوية .
ذكر الخطيب فى "تاريخ بغداد" (10/325-326):
عن محمد بن صالح أبو عبد الله البغدادي قال: رأيت أبا زرعة الرازي دخل على أحمد بن حنبل وحدثه، ورأيته قد مجمج على حديث كان حدثه عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه. وقد مجمج عليه أحمد فقال له أبو زرعة أي شيء خبر هذاالحديث؟ فقال: أخاف أن يكون غلطا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن سفيان قد حدث عن منصور عن إبراهيم أنه كان إذا سجد جافى بين جنبيه. فقال له أبو زرعة:
يا أبا عبد الله، الحديث صحيح، فنظر إليه فقال: أبو زرعة.
حدثنا أبو عبد الله البخاري محمد بن إسماعيل، حدثنا رضوان البخاري قال:
حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن سالم عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه.
وحدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني، أخبرنا معمر عن منصور عن سالم عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه. فقال أحمد: هات القلم إلي، فكتب صح، صح، صح، ثلاث مرات.
فتوقفه ليس لأنه من رواية عبد الرزاق كما قد يظن من قرأ هذا الخبر بل لأنه من رواية معمر عن منصور فلما شاركه غيره وتابع عبد الرزاق هشام وهو دونه فى معمر اطمأن الامام أحمد .
فقد قال الدورى : سَمِعت يحيى يَقُول حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن مَنْصُور عَن سَالم عَن جَابر قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سجد لَيْسَ لَهُ أصل إِنَّمَا يروي عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا سجد.
الغاية هذه الرواية انفرد بها معمر عن منصور عن مجاهد عن أبى معمر عن عبد الله بن مسعود وإن كان يروى مرفوعا عن ابن عباس.
أخرحه الطبرانى فى "الدعاء" (788) من طريق يحيى بن صالح الأيلي، عن إسماعيل بن أمية، عن عطاء، عن ابن عباس، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ركب العبد الدابة فلم يذكر اسم الله عز وجل ردفه الشيطان، فقال له: تغن، فإن قال لا أحسن الغناء، قال له: تمنه، فلا يزال في أمنيته حتى ينزل ".
ويحيى بن صالح منكر الحديث.
ولكن البيهقى جاء بمتابعة لمعمر بن راشد جرير عن منصور .
فعليه يصح الخبر ومثله لا مجال للرأى فيه والله أعلى وأعلم.
فعليه يصح الخبر ومثله لا مجال للرأى فيه والله أعلى وأعلم.[/quote]
جزاك الله خيرا
بارك الله فيكم جميعا.
آمين
فائدة نفيسة لا تُقدّر بثمن...
طريق نفيس لحديث لا يوجد إلا عند الإمام البخاري، ولم يقع لأحمد ولا لأبي زرعة فاستفادا منه في تصحيح الحديث من طريق آخر..
روى عبدالرزاق الصنعاني في «مصنفه» (2/168) (2922) عن مَعْمَر بن راشد، عَنْ مَنْصُور بن المُعتمر، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِاللَّهِ قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدِ جَافَى حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ».
ورواه أحمد في «مسنده» (22/43) (14138) عن عَبْدالرَّزَّاق ِ، به.
ورواه ابن خزيمة في «صحيحه» (1/326) (649) عن مُحَمَّد بن يَحْيَى، ومُحَمَّد بن رَافِعٍ، وعَبْدالرَّحْمَ نِ بن بِشْرٍ، ثلاثتهم عن عَبْدالرَّزَّاق ِ، به.
ورواه الطبراني في «المعجم الكبير» (2/183) (1745)، و«المعجم الأوسط» (3/223) (2983)، و«المعجم الصغير» (1/172) (271) عن إِسحاق بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيّ، عن عَبْدِالرَّزَّا قِ، به.
وقد توبع عبدالرزاق عليه:
فرواه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (1/231) (1383) من طريق هِشَام بن يُوسُف، عَنْ مَعْمَرٍ، به.
قال الطبراني في «الأوسط» و«الصغير»: "لم يَرْوِهِ عن مَنْصُورٍ إِلَّا مَعْمَرٌ، ولا يُرْوَى عن جَابِرٍ إِلَّا بهذا الإِسْنَادِ".
قلت:
ظاهر كلام الطبراني وحال الحديث أن معمراً تفرد به!!! ولمعمر بعض التفردات المردودة!
فكيف إذا كان هناك من يخالفه في ذلك!
فقد رواه سفيان الثوري عن منصور بغير هذا الإسناد!
رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (1/231) (2645) عن وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى من خلفه بياض إبطيه إذا سجد».
ورواه أحمد في «مسنده» (5/412) (3446) عن عَبْدالرَّزَّاق ِ، عن سُفْيَان، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قال بَلَغَنِي: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ».
وبمقتضى القواعد النقدية فإن رواية سفيان هي الصحيحة، وتُعلّ رواية معمر! ولا يُقبل تفرد معمر بهذا الإسناد!!
وعلى هذا جرى الإمام أحمد.
فقد روى الخطيب البغدادي في «تاريخه» (12/33) عن أحمد بن محمد بن عبدالله الكاتب، قال: أخبرنا أبو مسلم عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله بن مهران، قال: أخبرني أبو عبدالله عمر بن محمد بن إسحاق العطار بالريّ، قال: حدثنا محمد بن صالح أبو عبدالله البغدادي، قال:
رأيت أبا زرعة الرازي دخل على أحمد بن حنبل وحدثه، ورأيته قد مَجْمَجَ على حديث كان حدثه عبدالرزاق، عن معمر، عن منصور، عن سالم، عن جابر: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه»، وقد مجمج عليه أحمد!
فقال له أبو زرعة: أي شيء خبر هذا الحديث؟
فقال: أخاف أن يكون غلطاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك أن سفيان قد حدث عن منصور، عن إبراهيم، أنه كان إذا سجد جافى بين جنبيه!!
فقال له أبو زرعة: يا أبا عبدالله الحديث صحيح، فنظر إليه!!
فقال أبو زرعة: حدثنا أبو عبدالله البخاري محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا رضوان البخاري، قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن سالم، عن جابر: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه».
فقال أحمد: هات القلم إليّ، فكتب صح، صح، صح، ثلاث مرات.
قلت: كان أحمد قد مَجْمَجَ على حديث معمر عن منصور، أي: ضرب عليه بالقلم.
يُقال: "مَجمجَ الكتابَ"، أي: ضَرَب عليه بالقلم حتى يفسد.
فتفرد معمر عن منصور بهذا الإسناد، ووجود رواية الثوري عن منصور وهي تخالف رواية معمر جعل الإمام أحمد يضرب عليه!
فلما رأى أبو زرعة ضرب أحمد عليه سأله عنه؟ فبيّن له أن قد يكون غلطاً؛ لأن سفيان خالف معمرا فيه!
فبيّن له أبو زرعة أم معمراً قد توبع عليه.
تابعه فضيل بن عياض، عن منصور، عن سالم، عن جابر.
فأخذ أحمد القلم وكتب عليه «صح» ثلاث مرات.
وهذا الحديث الذي ساقه أبو زرعة من أنفس الأسانيد؛ إذ يرويه عن الإمام البخاري، فيكون الإمام أحمد سمعه من أبي زرعة عن البخاري.
فلله درّ الإمام البخاري عنده هذا الحديث وليس عند أحمد ولا أبي زرعة! ولولا وجوده عند البخاري لأُعلّوا رواية معمر.
وهذه الطريق عن فضيل بن عياض عن منصور نستدرك بها على الطبراني قوله: "لم يَرْوِهِ عن مَنْصُورٍ إِلَّا مَعْمَرٌ"!!
فلم يتفرد به معمر، بل تابعه فضيل بن عياض.
وقد فاتت هذه الفائدة الحافظ ابن رجب وقبله ابن معين!!
قال ابن رجب في «شرح علل الترمذي» (2/721): "ومعمر في منصور كأنه ليس بالقوي، فإن معمراً روى عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى».
ورواه سفيان عن منصور، عن إبراهيم مرسلاً.
والصحيح عند أحمد وابن معين قول سفيان في هذا، وحديث معمر عندهما خطأ".
وتبعه على ذلك مقبل الوادعي في كتابه «أحاديث معلة ظاهرها الصحة (77) فذكر حديث معمر، ثم نقل قول ابن رجب وأعلّه!
وكتب: خالد الحايك
وعن جابر بن عبد الله قال: " كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه " رواه ابن خزيمة في صحيحه، وقال أبو زرعة : هو صحيح، وفي الأوسط: لا يروى عن جابر إلا بهذا الإِسناد: منصور عن سالم عنه.
وفي سؤالات مهنأ: سألت أحمد ويحيى عنه، فقالا: ليس بصحيح، فقلت لأحمد: كيف لم يقل لعبد الرزاق - يعني: شيخه - فيه أنّه ليس بصحيح؟ فقال: لم أعلم به يومئذ، قلت: فكيف حدثت به؟ قال: لم أعلم إلا بعد ذا، قال: فقلت: كيف علمته؟ فقال: ثنا ابن مهدي عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: حدثت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان إذا سجد جافى ". وقال أبو عبد الله: كنت تركت هذا الحديث حتى ذكر لي أن فضيل بن عياض روى عن منصور مثل هذا - يعني: مثل رواية عبد الرزاق -.
شرح ابن ماجه لمغلطاي[5/316]
وطني الجميل، جزاك الله خيرًا على الفائدة؛ لكنها ليست متعلقة بالموضوع الذي معنا.
وحديث كان إذا سجد جافى ...
صححه الالباني والارنوؤوط رحمهم الله ...
ولعل لشواهده ....
جزاكم الله خيراَ.