حياكم الله جميعاً ..
سأبنى كلامى على أن سفيان بن حسين
"ثقة فيما عدا الزهرى" ليتبين ما أرمى إليه ..
هذا الحديث
"ظاهر الشذوذ والبطلان" بلا شك ولا شبهة ..
روى الإمام البخارى عن أبى ذر رضى الله عنه أنه قال: (كنت مع النبى صلى الله عليه وسلم فى المسجد عند غروب الشمس فقال: "يا أبا ذر أتدرى أين تغرب الشمس ؟" قلت: الله ورسوله أعلم .. قال: "فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش" .. فذلك قوله تعالى: والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) إهـ ..
وفى رواية: (دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس .. فلما غربت الشمس قال: "يا أبا ذر هل تدرى أين تذهب هذه ؟" .. قال: قلت: الله ورسوله أعلم .. قال: "فإنها تذهب تستأذن فى السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها: ارجعى من حيث جئت فتطلع من مغربها") إهـ ..
أما الحديث محل النظر فهو أحد روايات هذا الحديث ..
ومدار إسناد روايات هذا الحديث كلها على
"إبراهيم التيمى عن أبى ذر" ..
أما الحديث أعلاه ففيه سفيان بن حسين ..
وهو الوحيد الذى روى هذه الزيادة الشاذة المنكرة المخالفة للحس
"فإنها تغرب فى عين حامية" ..
وفى تفسير قوله تعالى: (فوجدها تغرب فى عين حمئة) فى سورة الكهف ..
يقول الإمام إبن كثير: (وما يذكره
أصحاب القصص والأخبار من أنه سار فى الأرض مدّة والشمس تغرب من ورائه فشـىء لا حقيقة له .. وأكثر ذلك من خرافات أهل الكتاب ..
وإختلاق زنادقتهم وكذبهم .. وقوله: {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}
أى رأى الشمس فى منظره تغرب فى البحر المحيط .. وهذا شأن كل من إنتهى إلى ساحله .. يراها كأنها تغرب فيه .. وهى لا تفارق الفلك الذى هى مثبتة فيه لا تفارقه) إهـ ..
ويقول القفال فى تفسير هذه الآية الكريمة: (ليس المراد أنه إنتهى إلى الشمس مغرباً ومشرقاً حتى وصل إلى جرمها ومسها ..
وهى أعظم من أن تدخل فى عين من عيون الأرض .. بل هى أكبر من الأرض أضعافاً مضاعفة .. بل المراد أنه إنتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق ..
فوجدها فى رأى العين تغرب فى عين حمئة كما أنا نشاهدها فى الأرض الملساء كأنها تدخل فى الأرض) إهـ ..
وتصحيح الشيخ الألبانى رحمه الله تعالى والشيخ عصام موسى هادى لهذا الحديث معناه ما يلى:
أولاً: أفهم من هذا التصحيح أن هذه الرواية على ما فيها من
"الشذوذ البين" ليست شاذة عندهما ..
ثانياًَ: أفهم من هذا التصحيح أيضاً أنه
"لا يوجد فى متن هذه الرواية بهذا اللفظ ما يناقض الحس عندهما" بالرغم من أن الإمام إبن كثير وغيره من العلماء نافحوا من أجل درء هذه الشبهة عن نص الآية الكريمة ..
وكأن الشيخان بهذا التصحيح يثبتان هذه الشبهة وينفيان كلام الأئمة رحمهم الله تعالى .. !
وهذا ما أستنكره ..
ولو أن الشيخان
"صححا إسناد الحديث فقط دون متنه" لكان الأمر أكثر قبولاً وفقاً لقواعد أهل الحديث المستقرة ..
وما أقوله ليس بدعاً من القول ..
فها هم بعض المحققين خرجا الحديث بهذا الشكل:
وإلا فأفيدونا أفادكم الله ..