قد ذَكر الأهدل رحمه الله تعالى، في ثنايا شرحه على المتممة الآجرومية، والموسوم بـِ الكواكب الدرية، أبياتًا جمعت أغراض حذف الفاعل وإقامة المفعول مقامه، لكنه لم ينسب الأبيات لأحد، وفي ظني-والله تعالى أعلم- أنه قد نظمها بنفسه، معتمدا في ذلك على كلام التفتازاني رحمه الله تعالى في كتابه (مختصر المعاني)، إذ تقارب الألفاظ يوحي بذلك، وهاؤم الأبيات، منتظرًا من ينسبها لصاحبها، أو من يمتعنها بتوضيح ما حمَّرْتُهُ، مع التمثيل ما أمكن..
والأبيات هي:
وحذفــــــــك الفاعــــــــــ ل للنظـــــــــــ ـام *** والســـــجـــــ ــع والتحقيــــــــ ر والإعظــــــام
والخوف والإبهام والإيــــــــــ ثـــــار *** والعلــــم والجــــهــــــ ـــــل والاخــــــتـــ ــصــــــار
تيســــــــــــ ــــــر الإنـــــــكار واختبــــــار *** تفطـــــــــن السامــــــــــ ـــــــــــــع أو مــــــــــــــ ــقدار
ذكـاء أو تخيـيــــــــــ ـلك الــعــــــــــ ــدولا *** مـــــــــــنــ ــك إلى أقواهــــــــــ مـــــــا دلـــــــــــــ ـــيلا
ولاحتراز ظاهر عن العبـــــــــــ ــث *** وللوفــــــــاق فاشكــــــــــر نّ من نــــــــفـــــ ـــث
ولا تظن الحصر في المذكور *** بل ذا هو المعروف في المشهور.
وقد شرح التفتازاني رحمه الله ذلك، كما أبدع العلامة البارع: عبد الرحمن الميداني رحمه الله رحمة واسعة في ذكر دواعي حذف المسند إليه عموما، ذاكرًا ما نُظِمَ في الأبيات الآنفة ضمن تلك الدواعي..
إلا أن غياب التعبير المبسط القريب إلى فهم المبتدئين، وغياب التمثيل أفضى إلى سؤالي طلبةً العلم ذلك.
فجزاكم الله خيرا