تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: وصية الشيخ البراك لطلبة العلم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي وصية الشيخ البراك لطلبة العلم

    س: نريد من الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله وصية ترغّب الشباب في طلب العلم الشرعي والاشتغال به. جزاكم الله خيرا.

    ج: الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد: فإني أذكر نفسي وأذكر أخواني بفضل العلم الذي هو العلم، وهو ميراث الأنبياء، وخيره وأفضله ميراث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا، وهو ما تضمنه القرآن المجيد والسنة من النور المبين والهدى القويم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )، (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)، فحظ الإنسان من هذا النور بحسب حظه من العلم والإيمان، فهو الروح لتوقف الحياة الحقيقية عليه، وهو النور لتوقف الهداية عليه، (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ).
    ويجب أن يعلم أن كل العلوم التي يعظمها الناس، ويتنافسون فيها لا حياة فيها ولا نور، فلا يخرج بها الإنسان من الظلمات، ولا يصير بها حيًّا، كالذي قال الله فيه: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)، وهذا ينطبق على هذه الأمم الكافرة التي توصف بالعلم والتقدم والرقيِّ كذبا وزورا، فهم في ظلمات من جهلهم وكفرهم، وفي ريبهم هم يترددون، وفي غيهم يعمهون، أموات غير أحياء ومايشعرون أيان يبعثون، فهم لا يؤمنون بمبدأ ولا معاد، ولم يرتفعوا بعلومهم عن الحضيض في الأخلاق، فهمهم المتاع العاجل في هذه الحياة، وصدق الله إذ يقول: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ)، (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)، فحقيق بمن أنعم الله عليه بالإسلام والإيمان بالله ورسوله وكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنَّ عليه بالعقل والمواهب العقلية والبدنية، حقيقٌ به أن يُقبل على تحصيل هذا العلم النافع لمن أخذ به وعمل به، وأن يوليه جلَّ اهتمامه، وينفق فيه ساعات عمره، مغتبطا ومسرورا، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، وقد ذكر البخاري في صحيحه في باب الخروج في طلب العلم، قال: "ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد"، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة"، وإن من أعظم الحوافز على طلب العلم والصبر على المشاق في ذلك قراءة سير الأئمة وعلماء الأمة في صدر الإسلام وبعده. فاقرؤوا وتأسوا ونافسوا واستبقوا الخيرات صابرين متوكلين على الله، (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).
    وإن الأمة الإسلامية لفي أمس الحاجة إلى الشباب الذين تسمو هممهم لنيل هذا العلم الصحيح المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مستشعرين ضرورتهم وضرورة أمتهم للقيام بواجبهم نحو دينهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم، علما وعملا ودعوة، ويحققوا في أنفسهم حقيقة الاتباع والدعوة، كما قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وبذلك يتحقق لهم معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (وإن العلماء ورثة الأنبياء)، ومن المعلوم أن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة إنما بقاؤها ببقاء حملتها، وإنما يقبض العلم بقبض العلماء، كما جاء في الحديث الصحيح، وفي هذا أبلغ تحذير من التفريط في تعلم ميراث محمد صلى الله عليه وسلم، والتقصير في إبلاغه، فإن ذلك أعظم سبب لفقد العلم، وبذلك تعظم المصيبة بموت العلماء، فهبُّوا يا أصحاب الهمم والمواهب لحمل هذا العلم الذي أعرض عنه الأكثرون، فاظفروا به، حين ضيعه القاصرون المقصرون، وإنه الحكمة التي قال الله فيها: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ). والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    قال ذلك:
    عبدالرحمن بن ناصر البراك
    حرر في 12/8/1435هـ

  2. #2

    افتراضي رد: وصية الشيخ البراك لطلبة العلم

    بارك الله فيكم
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •