تأملات في سورة العاديات
( العاديات ضبحا ): صوت الخيل وهي تحمحم
( فالموريات قدحا ) الخيل توري النار بحوافرها
( فالمغيرات صبحا ) أغارت على العدو صبحا
فأثرن به نقعا ) رفعن بالوادي غبارا
(فوسطن به جمعا) توسطت القوم
(لكنود ) لكفور
والله أعلم بمراده .
ربط وصف الخيل وخاصة الخيل التي تحب الإنسان ويحبها ولو كانت وحشية سهل ترويضها ، فهي تحب التعامل الرحيم والعطف واللين ، هذه الخيل قال فيها المعصوم : معقود في نواصيها الخير .
وتدعو يوميا كل صباح بأن يحبها صاحبها كعياله بل أشد . هذه الخيل التي عندما تعطيها قطعة السكر وتمسح على رقبتها ، وناديتها تأتيك ولو مريضة لأنها تحبك لأنك تعطف عليها .هذه الخيل تضحي من أجلك فعندما تذهب للمعركة والخيل ليست بغبية ترى الذبح والقتل فهي تضحي لأنك تريد ذلك فلا تؤخر لك طلبا ، انظر لعطفها وحبها لك وتناهي الإخلاص لكي تنقذك ، وقرأنا قديما أن هناك خيلا انتحر بعد موت صاحبه .
هذا الموجز .
هذه الخيل تفعل هذا مع صاحبها الذي يغذيها ويمسح على رقبتها حتى لو كان كافرا أو شريرا في طبعه فهي وفية مع صاحبها أيا كان .
فلماذا أنت كنود ( كفور ) لنعم ربك الذي يطعمك ويسقيك وإذا مرضت يشفيك ، وإذا سألته أعطاك لأنك تحب الخير . ألا تصنع مثل الخيل.
أم تناسيت أن هناك قبرا ستكون فيه وحدك ، لا أنيس ولاجليس ، وربك الخبير والعليم بما فعلت أليس هو الأولى بأن تراقبه .
لما لا تكن مثل الخيل وفيا لصاحب النعم عليك لما لا تحبه ، روي في الحديث الضعيف " أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم " أو كما قيل .
لا أكثر عليك في الكلام وأرى أن المقصود قد ظهر لك ، وكثرة الكلام ينسي بعضه بعضا.
وصل اللهم على محمد وآله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
عادل الغرياني