الاكذوبة الرابعة – نظرية اخناتون التوحيدية الكاذبة : : رات ان الاله الخالق هو الواحد الاحد أتون الذي يمثل قرص الشمس لا اله قبله او بعده. فقد بشر اخناتون بالاله آتون الذي يعني قرص الشمس والذي رمز له بهذا القرص مع أشعة تنتهي بأيدي تمنح الحياة لمن يطلبها بمعني انها لاتخلف كثيرا عن عقيدة رع وعلي الرغم من انها حرمت تصوير الاله في شكل بشر ومنعت اية صورة لاتون الا انها وجهت العبادة نحو الاشعة المرئية المنطلقة من قرص الشمس وهي في ذلك لاتختلف كثيرا عن عبادة رع القديمة وهذه الاشعة كانت تصور وكانها منطلقة من محيط قرص الشمس علي شكل أشعة طويلة تنتهي بأيدي بشرية وهذه مادية في الواحدنية المزعومة بالاضافة انها عقيدة اخناتون الكاذبة سمحت للالهه اتون بتلقي القرابيين من الطعام والشراب وحرق البخور امام مذبحه وهو ما كان يفعل بالنسبة لامون وغيره من الآلهة المصرية القديمة ايضا علي الرغم من انها لم تعترف بمملكة اوزوريس الاخروية ،الا انها احتفظت بالتحنيط ووضع جعران فوق قلب المتوفي وتزويد القبر باشكال سحرية تشبه اليوشابتي لتقوم بالاعمال نيابة عن المتوفي في العالم الاخر (62). ولم يصور اتون بصورة حيوان أو أنسان مطلقا كما هو حاصل مع جميع الالهة المصرية ورفض اخناتون أن يكون آتون له علاقة بهيولي العالم القديم أو أنه مظهر من مظاهر الطبيعة ورأي أنه الخالق الواحد الاحد لاشريك له من الالهة (63) بمعني ان اخناتون لم يكن لديه رغبة في نظريات الخلق الاول للكون – فآتون هو الذي انشا نفسه بيديه فهو يخلق العالم بضوئه خالص الحضور باستمرار ومن ثم فلا حاجة الي الماضي الاسطوري أو الزمن البدائي البعيد (64) لاشك القول ان ما جاء به من العبادات كانت مطلقة بعكس العبادات الاخري فقد كانت نسبية ،والعبادة كانت بتعدد في حين ان عبادة اخناتون وحدانية ولكنها وحدانية مزيفة ،وايضا العبادات الاخري كانت تبحث عن السبب الاول بعكس اخناتون لم يعير اهتمام بما لايمكن اداركه(65). وقد وصف كاتب روماني اخناتون "بأنه ملحد فما تركه جلالته لمصر لم يكن الها بأي حال من الاحوال بل مجرد قرص في عرض السماء(66). فآتون معناه قرص وهو كان يستخدم للاشياء الدائرية مثل المرايا أو الاجسام الشبيه للاقراص التي تستخدم في العبادات وايضا كانت الكلمة مستعملة في التعبير الذي يقول عن الشمس المادية : "قرص النهار" وهذا الاستعمال الاخير هو الذي أدي الي انتشار مشتقات عديدة من هذا الاسم في الادب الديني .. فنسمع كثيرا أن رع بصفته " الكائن في قرصه" أي هو الذي يتجلي في قرص الشمس المادي الذي نراه بأعيننا . وفي مثل هذه الحالات كان الحديث يدور حول القرص بصفته كيانا متميزا عن اله الشمس الذي يتجلي بذاته خلاله . وتربط فقرات قليلة قرص الشمس بالكلمة التي تعني " ضوء الشمس" أو " مدرسة أون : فضلت آتوم، الكامل الواحد الذي خرجت منه (عن طريق الانبثاق والامتزاج اللاحق للمواد الاولية ) كافة اشكال الوجود في الكون . (67)أشعة الشمس" وهو ربط لايخلو من مغزي . واعتبارا من المملكة الوسطي استعارت لغة الامبراطورية التي نهضت كظاهرة جديدة قرص الشمس كرمز ملكي عام وشامل. وبصفة الملك حاكم عالمي كان بالامكان وصفه بانه " قرص شمس كافة البلدان " وخلال ارتباط الحية التي تزين جبين الملك بصرف النظر عن التاج الذي يرتديه بعين رع أي الشمس المتوهجة اكتسبت الحية تلك صفات "قرص الشمس " كما سار قرص الشمس امام الجيش الامبراطوري الي الحروب وتشهد ذيوع ترنيمة الشمس خلال اوائل الاسرة الثامنة عشرة علي وجود اهتمام متزايد بعبادة رع فكان نص الترنيمة ينقش علي مداخل القبور النموذجية ومع حكم الفرعون تحتمس الثالث كان هناك نوعا من التماثيل اصبح مألوفا يظهر شخص راكع وهو شخص صاحب المقبرة ممسكا بشيء نقشت عليه ترنيمة رع ، وتختلف هذه الترنيمة اختلافا يسيرا في كل حالة من الحالات ولكن اللهجة واحدة الي حد بعيد، : " التحيات لك يا من تكون رع عند بزوعك وتكون اتوم عن غروبك الجميل ، فانت تشرق وتضيء علي ظهر امك (الارض) ساطعا كملك التاسوع ونوت تركع امامك وماعت لاتكف لحظة عن احتضانك فتعبر عباب السماء بقلب يملاء السرور .. رع في موكب النهار ويكون مركب الليل قد قضي باهلاك من يحمل عليه،الجنوبيون والشماليون والشرقيون والغربيون يقطرون مركبك تمجيدا لك .فأنت الاول الازلي الذي خلقت وحدك دون خالق لك ! وأنت الملك وسيد كل ماخلقت ..ياأيها الفرد الفريد الذي ظهر الي الوجود بين السماء والارض في الوقت الذي لم يكن فيه للارض أو العالم السفلي وجود." (68)ايضا فنشيد اتون الكبير الذي وجد منقوشا علي مقابر بعض رجال بلاط اخناتون في العمارنة وأهمهم" آي" فقد وجد في قبره هذه القصيدة الطويلة ففي الواقع لايوجد فيها شيء جديد فنجد فيها ان اله الشمس ابدع الكون بيديه " عندما كان وحده" (اي من العدم )وهذه النظرية قديمة جدا وكثير من هذا النشيد ظهرت في الاسرة الثامنة عشر فيوجد نشيد لامون يعود لعهد امنحتب الثاني له نفس الطبيعة يتكلم عن الاله " شبه المطلق " في مظهره الذي هو الشمس التي وجدت نتيجة اندماجه مع اتوم- رع ،وهناك نشيد أخر موجه هذه المرة لاوزير وسابق علي فترة العمارنة يذكر الاله علي النحو التالي : لقد صنع هذه البلده بيده... وخلق ماءها وهواءها ..وزرعها وماشيتها .. وكل طائر يرفرف بجناحيه .. وكل الزواحف والوحوش في الصحاري "(69). والغريب ان اله اخناتون علي الرغم من عدم تشبهه بالانسان الا اننا نجد اتون(القرص) تتفرع منه ايدي بشرية قابضة علي العنخ أو مفتوحة كي تمسك القرابين (70)! مع ان اشعة اله الشمس في متون الاهرام قد شبهت بذراعين له " ان ذراعي اشعة الشمس قد رفعت الملك اوناس صاعده به الي السموات " (71) ايضا علي الرغم من ان اخناتون نبذ عادات الدفن الاوزريرة الا انه اعد لنفسه ولزوجته نفرتيتي تماثيل اليوباشي السحرية التي كانت تكلف بأعمال السخرة نيابة عن المتوفي في الآخرة الاوزورية!!الا انه استبعد منها النصوص المتعلقة بها . (72) ،والغريب اننا في احد لوحات الحدود لتأسيس مدينة اخت اتون نجد اشارة غريبة جاء فيها ان عجل ممفيس في هليوبوليس يجب ان يدفن هو كذلك في مدينة أخت اتون وهي دلالة علي اعتماد الاتونية الجديدة علي واحدة من اقدم العبادات الدينية في مصر (73) ايضا لم تشمل حربه ضد الآلهة الاله تحوت وانشودة مقبرة "أي " وهي من نظم اخناتون نفسه وبالرغم من البراعة الشعرية للقصيدة الا انها لم تحجب عن الذهن فالقرص هو الخالق والحافظ لكل ماعلي الارض وما تحتها .وهي ايضا لاتضيف مفاهيم جديدة بشأن الاله الجديد. لقد خلق القرص الكون كيف ؟ لم يخبرنا اخناتون ،ايضا الهه يصور علي انه لم يكن يملك أي عطف علي خلقه ،حقا انه يمدهم بالحياة والقوت معا ولكن بصوره اقرب الي عدم الاهتمام اذا لم يوجد أي نص يخبرنا انه يسمع صرخة الفقير أو يشفي المريض أو يغفر الذنوب .لذا يمكن القول ان قرص الشمس بالنسبة لاخناتون اكثر من أقنوم للملكية المقدسة وانعكاس باهت لصورته هو علي هذه الارض وقد اسقطت باتجاه السماء ،ايضا لم يكن القرص حاكما مطلقا للكون فلقد استحق التوقير الذي يجدر بالملوك فكل الذين يكونون في حضرة الملك يرحون وبغدون في وضع الركوع أو يقبلون الارض عند قدميه ،(74)ايضا المخلوقات التي يرسمها الفنانون لاجل الزخرفة مثل طيور " رخيت" أو الحية ذوات الرءوس الثعابين مزودة بأيدي ترفعها لتقديس قرص – الشمس وكانت القرود ترفع كفوفها علي نفس النحو تعبدا له. (75) فقد كانت عقيدة قرص الشمس تنطوي علي اعادة تأكيد جازم للملكية المقدسة كما يتضح من الدور الذي اسنده اخناتون لنفسه في النصوص توجد علي ابوة القرص للملك : الملك هو ابن قرص الشمس وهو الطفل الجميل المحيا للقرص الذي خلق النور السماوي وجماله. ولقد وهب الوالد الملكية لابنه اخناتون الذي يشغل عرش ابيه علي الارض : " السماء والارض ملك له وحدود مملكته تصل الي اعنان السماء وكل البلدان ستلقي تحت قدميه وليس هناك من يعرف حقا "قلب الاب سوي ابنه" (76)وفي المقابل فأن هذا الاب الودود يصغي للصلوات التي يرفعها ابنه ف أخناتون هو الملك علي الارض وأبوه هو الملك في السماء وهو يشبه أباه بل ويعد في الحقيقة صورة لابيه علي الارض .وهو جمال قرص – الشمس ومنصب الملك نابع من قرص-الشمس . وهو ،دون سواه الذي نصب أخناتون علي العرش : الملك يستوي علي العرش الذي خلقه قرص الشمس : وأنت يا ذا الجلال – أي القرص قد أقمته في منصبك كملك للوجهين القبلي والبحري " (77). ومن الطبيعي أن يحابي قرص-الشمس ابنه . وكان جلساء الملك يقولون عنه : لم يعظم قرص-الشمس "اسم أي ملك أخر سوي أسم جلالته".(78) وهكذا تمتع الملك بأوثق العلاقات مع أبيه .فكان صورة القرص علي الارض ولهذا السبب علي وجه التحديد شغل موقع المركز في مجمل النسق ولما كان جلالته هو ودون غيره ،الذي يقف علي ماينتويه الهه،وما يرضاه ،فهو وحده الذي يستطيع أن يفسر مايريده لسائر البشر والتعاليم الصادقة لاتصدر الا عن " أخناتون" والنصوص المتوفرة تركز علي هذه التعاليم دون أن تحدده مع ذلك مضمونها (79)فوثائق اللاهوت المنفي وترانيم المملكة الحديثة للالهين بتاح وآمون رسائل فلسفية علي درجة عالية من الانجاز فما الذي جاء به اخناتون كبديل لهما طالما أعلن عليهم اللعنة؟ الاجابة لاشيءتاما بخصوص الايقونة التي ابتدعها وهي القرص الاشبه بعش عنكبوت فمن المستعصي ان يري فيها أحد الها. أما ماذا تكون تلك الايقونة فأنا اخناتون يخبرنا عنها صراحة : القرص يكون والده وهو ملك العالمين (80) ،فهناك رسالة من ملك "آشور"يحتج فيها علي اخناتون قائلا: لماذا تفرض علي رسلي أن يقفوا في صهد الشمس ،كان يمكن أن يموتون من شدة حرارتها، اذا كان يفيد الملك أن يقف في صهد الشمس فلتقف اذن في صهدها ولتمت تحت لهيبها ،" ويضيف ساخرا " وعندئذ فلينعم الملك بما سيعود علبه " (81) فمن الواضح أن أخناتون كان يجهل حق الفرد في أن يختار بحرية .فهو أنتصر لوجود قوة سماوية كلية تتطلب خضوعا كليا هكذا ظنه وتزعم انها الحق الكلي ولايتوقع منها أحد أي حي أو أي الهام أخر هذه هي صورة الملك الفرعون عند المصري القديم فهو قد ولد " ليحكم حتي وأن كان جنينا" وهو الذي سوف يفني في كبير الآلهة بعد مماته حيث يطير في الافق علي صورة صقر (82)، . وكان اتباع اخناتون يصفونه بأنه " الاله الذي صنعهم"(83) فالفرعون ليس عند شيئ محرم كباقي الشعب والمثال زنا المحارم الذي كان في ابشع صوره عندما اباح لنفسه الزواج من ثلاثة من بناته كما سنري عند الحديث عن ذلك.وثورة اخناتون لم تكن ثورة كما يدعي البعض وان المسألة لم تكن فكرة صراع بين ملك تقدمي مستنير في مواجهة كهنة مستبدين فلو نظرنا الي الامور العقادية نجد أن الفرق بين عبادة آتون وعبادة آمون رع لايعدو أن يكون شكليا وليس جوهريا فقد افصح عالم المصريات يبانكوف عن أن قرص الشمس ، كانت الصورة المرئية للاله أي انه مظهرا للالوهية ، ومن ثم اقتبس انصاره مذهب العمارنة ليميزوا مذهبهم وهذا كل ما في الامر. فهم لم ينكروا قط أن القوة الفعالة والفاعلة هي الاله رع وهذا واضح تماما من اسم اله اخناتون .اما المناوئون لحركة الاصلاح الاتونية فقد اصروا علي بقاء الحال علي ماهو عليه واعتبار القوة الفاعلة غير المرئية وليس مظهرها هي الاله عينه (84) ولم تكن اجراءات اخناتون الاصلاحية او اصلاحاته كما يحلو للبعض أن يسميها سوي مصادرة عوائد ودخول المعابد القديمة وتحويلها لخزانة آتون التي هي في الواقع خزانة الملك الفرعون مع المحافظة علي جهاز الحكومة القديم، ومن الواضح أن ماحدث لم يكن أكثر من قلب أوضاعها، مما أدي الي ترهل الجهاز الاداري وارتباكه بسبب تخويله سلطات تفوق قدراته ولذلك فعندما اراد حورمحب بعد ذلك تصحيح مسار الجهاز الاداري لم يجد امامه بديل سوي نقل جزء من اختصاصته وسلطاته الي مديري المعابد (85) والجدير بالذكر ان تمويل اقامة مدينة "أخت آمون" (86)وبناء معابدها كان نتيجة مصادرة الاموال التي كانت تخصصها الدولة للصرف علي معابد كهة آمون والتي كانت تزيد عن الاموال المخصصة للقصر الملكي وبقية المعابد .(87) ايضا في المجال الديني حافظ اخناتون علي الكثير من الاتجاهات المحافظة بما فيها تماثيل الشوابتي الخاصة بعبادة اوزوريس ،ومنها تجسيد الروح في صورة ثور منفيس الذي يرجع الي اقدم العصور، ومنها التوحيد المشوب اي عبادة الشمس في صورتها المرئية، ولم يضيف اخناتون لهذه الفكرة تطوير ذا بال وهي عبادة أساسها عبادة الشمس في صورتها المرئية (88)فالتوحيد الاتوني والعبارة المستخدمة عن طريق اخناتون في صلاته " الاله الواحد الاحد، " كانت مطبقة منذ الف عام وتقال لامون بل ونجدها واضحة جدا عندما اشار الوزير رخمي رع وزير تحتمس الثالث معبرا عن علاقته الوثيقة بسيده الفرعون قال : " رأيت شخصه في شكله الحقيقي رع –اله السماء ،ملك مصر العليا والسفلي حين يشرق ،وآتون حينما يكشف عن نفسه "(89) ونستدل من النص ان اتون هو الاسم الذي يعبر عن قرص الشمس ،وكما اوضحنا ان الاسم كان متداولا منذ فترة طويلة سابقة عن اخناتون لدرجة ان بعض الملوك حينما ماتوا قيل انهم رحلوا الي السماء واتحدوا مع اتون(90) ،ورع وآتوم والآلهة أخري ايضا ما اتي به اخناتون عبارة عن الهان لان اخناتون كان نفسه معبودا وان صلوات اعيان قصره وموظفيه كانت توجه لاخناتون وليس آتون ويعلن اخناتون في صلاته الشهيره أن آتون هو الهه الخاص : " انت في قلبي ولا (91)، ولا أحد أخر لايعرفك بأستثناء ابنك اخناتون وانك كشفت الاسرار في تصميماتك وقدرتك أو في ترجمة اخري لانك احطته علما بتدابيرك وقوتك (92))وهذا يفسر أو مايفسر زوال الاتونية بشكل خاطف وسريع بعد موت اخناتون . أضافة لذلك فقد كان رع يسمي " سيد القرص(آتون)"وفي نصوص أخري من الاسرة الثامنة عشرة أن آمون الاله المستور بينما يوصف رع بالاله ذو " الوجه المحجب " والذي يستتر في العالم الآخر وبعبارة أخري أن الصفة السرية والغير قابلة للرؤية لرع هما مظهران معلنان ومتممان لاتون الاله الظاهر بالكمال في قرص الشمس (93)) ويقول سليم حسن والرغم من الطفرة التي قام بها أخناتون باعلان وجود اله واحد يتمثل في القوة الكامنة وراء قرص الشمس الذي يعد المظهر العظيم ل الهه فأن ديانته لم تكن وحدانية خالصة فقد وجدنا أنه كان يشرك نفسه مع الهه أتون فكان فكان اخناتون نفسه واسرته يعبدون آتون ولكن من جهة أخري نجد أن الشعب نفسه كان يعبد أخناتون نفسه لانه فضلا عن القابه الرسمية كان يلقب بالاله الطيب ، هذا فضلا عن أنه قرر أنه ابن آتون من جسده وتدل المناظر التي وجدت في العمارنة علي أنه كان يقوم بخدمة قرص الشمس الحي في حين كان رجال بلاطه ينحنون اجلالا تعبدا للملك نفسه فلم تكن صلواتهم موجه لاتون مباشرة..(94) والدليل علي ان رجاله بلاطه لم تكن صلواتهم موجهه الي اتون بل الي اخناتون ما وجد في مقبرة بانحسي يقول : ماقاله الخادم الاول للاله "آتون " في اخناتون بانحسي المبرأ : الحمد لك يا الهي الذي خلقتني وفعلت الخير لي ومن شجعني ومنحني طعاما وأمدني بالمؤن من روحه وانك الحاكم الذي اوجدني بين الخليقة وجعلني ضمن اصحاب الحظوة عنده وجعل كل عين تعرفني ولقد جعلني في المقدمة بعد أن كنت في المؤخرة وجعلني قويا بعد ان كنت مجهول الذكر وكل جيراني فرحوا لاني اصبحت محظوظا " الي ان يقول: وبذلك اصبحت عظيما بأمر من رب الصدق " الخ (95). ويقول ايضا "اقدم ابتهالاتي الي السموات العلا واعبد رب الارضين اخناتون ،اله المصير معطي الحياة رب السلطة نور كل الارض علي نظرته المحدقة يعيش الانسان ،نيل الجنس البشري ،بقوته الحيويه (كاه)يشبع الانسان الاله الذي يخلق العظماء ويحسن من وضع الفقراء نسمة لكل أنف، يتنفس بها الانسان ويحيا " ايضا كان يشار الي اخناتون بجانب هذه الصفات ن كان يسمي " الام التي تحمل الجميع وهو الذي يغذي الملايين بطعامه " وقبل عهد اخناتون كان اله الشمس رع في انشودة سوتي وحور، كان يشار اليه بأنه " أم البشر والآلهة (96) "لاجديد فيما جاء به اخناتون فقد قال اخناتون انه سوف يدفن في " أخت اتون " وادعي انه سوف يمارس بعد وفاته سلطاته عليهم وتدخله في شئونهم كما كان يفعل في عالم الاحياء ،فنجد رجال بلاطه وهو يسمح لهم باقامة مقابر(97) مما يعد انحرافا الي المعتقدات التقليدية التي يدعي انه كان يحاربها وفعل ما كان شائعا في المملكة القديمة اذ كانت المقابر للموتي تقام في صفوف حول اهرامات ملوك الشمس ليخدموهم . واخيرا لتعرف لماذا عبدة الاحجار والملاحدة يعظمون هذا الفرعون المارق علي الرغم مما اثبتناه من اكذوبة داعوه وانه لم يكن سوي صراع سياسي تم تغليفة بالدين ،للسطو علي معابد مصر ،لصالح الهه المزعوم ، فلك أن تعرف ان عبدة الحجارة والملاحدة يطلقون علي هذا الفرعون اسم " رسول الاخاء العالمي " ويؤمن به وبأفكاره الشركية طوائف دينية في امريكا واوربا وتسمي جمعياتهم في امريكا " روز كروشن" وفي اوربا " روزن نكرانشي" ولهم معابدهم الخاصة وطقوسهم الدينية المستمدة من تخاريف اخناتون ويعتبرون الحج الي ارض مصر من الشعائر الاساسية في اركان معتقداتهم وتشاهد في مصر كل عام افواجا منهم عند سفح الاهرام يطوفون حولها ويقلون بصلوات حيث يعتبرون الاهرام المكان الذي هبطت عنده رسالة السماء علي حد زعمهم الي اخناتون (98) بل نجد ان فكرة كلية الوجود اي الوجود في كل مكان وفي جميع الاوقات وتأثير الضوء ألهم ايضا البعض في الاعتقاد في الاله فقد أفضي جوهان فولفجانج فون جوته الي مساعده جوهان بيتر اكرمان الذي كان يثق به سرا وهو انه استعد " لتبجيل وتوقير الشمس لانها فوق ذلك هي تجل للكائن الاعلي لانها حقا أشد قوة التي نحن اطفال الارض يسمح لهم أن يشاهدوها فأنا اعبد فيها الضوء وقة الاله المثمرة والتي نعيش بها جميعا ونتحرك ونمتلك حياتنا – نحن وكل النباتات والحيوانات معا". (99)وانتهت عقيدة اخناتون ولم يتحقق قول معتنيقها ان تبقي حتي يتحقق المستحيل " حتي تسود البجعة ويشيب الغراب وحتي تنهض الجبال وتسير، ويتدفق الماء الي اعلي التل " (100)هوامش- حكماء وادي النيل ص11463- خزعل ص7864- اخناتون ديانة النور ص11165- اخناتون المارق 15966- نفسه 17467- ص17568- اخناتون المارق ص17669- اخناتون سير الدرير ص 15470- عندما حكمت مصر الشرق ص21271- سليم ج5 ص 29872- اخناتون سر الدرير ص 13773- جاردنر فراعنة مصر ص 24874-75-76-77-78-79-80-81- اخناتون المارق ص186، انظر ايضا اخناتون وديانة النور ص 9582-83- اخناتون سير الدرير ص35 والجدير بالذكر ان الوزير رخ مي رع وصف الفرعون تحتمس الثالث قائلا : هو الاله الذي يقود الناس ، أبو البشرية وامها ، الفرد المتفرد "84-85-86-87- اخناتون –سيد عبد الكريم ص 1188-89-90- اخناتون سير الدرير ص 14591-92- آلهة مصر – فرانسوا ديمس ص 15493-94- انظر ايضا جاردنر فراعنة مصر ص 25595- سيلم حسن :96- اخناتون وديانة النور – اريك هورنونج ص 7997-98- اخناتون سيد عبد الكريم ص 4499- اخناون ديانة النور ص 112100- عندما حكمت مصر الشرق ص 223