(1)
سحقًا لكم أيها (الخوارميُّون) !

متى كان من شرط طلب العلم أن يكون الطالبُ كزَّ النفس، عفنَ الروح، ملوَّثَ الوجه ؟!

(2)
(الخوارميُّون) فصيلٌ إنساني، رأى نفسه صدفة في ميادين العلم، وبدل أن يجعل من شريعة الله منهلًا لطلبه، اتخذ "خوارم المروءة" إنجيلًا لامتحان غيره

(3)
(الخوارميُّون) يعانون فقرًا حادًّا في المعرفة الحقَّة، وما وجدوا أليق بعلاج مركب نقصهم من الوقوف بصراط غيرهم من الطلبة ونقد طبائعهم الإنسانية

(4)
(الخوارميُّون) يرون بدوَّ النواجذ سقوطًا في المروءة، وإلقاء الطُّرَف سفولًا في الفكر، واحتساءَك القهوة في مقهى خطيئةً أخلاقية لا تُغتفر
(5)
انظر (الخوارميين) في المقاعد الجامعية ورياض العلم
ترى واحدَهم صلبَ الرَّقبة فلا يكاد يلتفت، فاترَ الوجنتين فلا يكاد يبتسم

نَعَم .. ومشدودَ الحاجبين

(6)
ثم إن هذا المرضَ (الخوارميَّ) لم يقتصر على عفن الروح فحسب، بل استطال ليشمل رقاعة الرأي، فمختارُهم كلُّ رأيٍ متصخِّر، ومرجَّحُهم كلُّ قولٍ ساطوريّ

(7)
ومع عفن الروح، ورقاعة الرأي، تأتي عجرفة اللسان لتكون ثالثةَ الأثافيّ .. تفاصحٌ ممجوج، وتفيهقٌ مقزّز

ما هذا بسبيل طلاب علم، ولكنها عربجةٌ متبرِّجة

(8)
ما تزال بـ (الخوارميّ) قلة العلم حتى يصدق عليه ماوصف به ابن حجر أحدهم بقوله:(كان أعجوبة في قلة العلم) وهو يظن في حماقة خوارميَّته غطاءً لقلة علمه
(9)
دعك من هؤلاء وأمعن النظر في فضلاء طلاب العلم
تراهم ألينَ عريكةً، وأحسنَ خلقًا، وألطفَ روحًا، وأرقَّ بسمةً
أدركوا حقيقة العلم، وفهموا سمت الحياة

(10)
خذها أيها الخوارميّ !

كان الشعبيُّ مشهورًا بالدعابة والطرافة .. ولم يمنع ذلك مكحولًا الشاميَّ من أن يقول: (ما رأيتُ أحدًا أعلم من الشعبي)

(11)
خذها أيها الخوارميّ !

كان الأعمش صاحب طرفة، مشهورًا بها .. ومع ذلك قال عبدالله الخُريي: (ما خلَّف الأعمش أعبدَ منه)

(12)
أيها الخوارميُّ

دع "الحُمق" وابدأ الحياة

مشاري بن سعد الشثري
9 – 4 – 1435 هـ