21-06-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
ورغم كل ما سبق فإن حكومة الجزائر تريد إعادة ترخيص محلات بيع الخمور التي أغلقت سابقا بقرار حكومي, وهو ما دفع عشرات النشطاء السلفيين بالعاصمة الجزائرية للتظاهر بعد صلاة الجمعة أمس, الذين تجمعوا أمام ساحة مسجد "نادي الإصلاح" بحي بلكور الشعبي بالعاصمة الجزائر، في وقفة دعا إليها حزب الصحوة الحرة السلفي قيد التأسيس.


على الرغم من كونها محرمة بنص القرآن والسنة وإجماع الأمة, بل تعتبر من الكبائر التي توجب الحد على شاربها, وعلى الرغم من الأضرار الجمة التي تنتج عن تعاطيها وتداولها في المجتمع, فإن بعض الدول الإسلامية ما زالت تخالف شرع الله تعالى الذي فيه المصلحة كل المصلحة, وتراوح مكانها في تقليد الدول العلمانية في إباحة تداول الخمر وبيعه وشرائه, رغم أن معظم تلك الدول الغربية باتت تضع اليوم البرامج المكثفة لمكافحة الخمر والمخدرات للتخلص من آثارها السيئة على مجتمعها وأفراده.
فقد شنت وزارة الصحة الفرنسية حملة شديدة ضد تناول الكحول بوصفه أحد أسوأ مسببات السرطان, وكانت الحملة بناء على توجيهات للمعهد الفرنسي لمكافحة السرطان تؤكد أن تناول الكحول وخاصة الخمر ينبغي أن يتوقف, وتؤكد الوزارة أن كأسا واحدة من الخمر يوميا تزيد فرص احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 168%.
ويقول مدير معهد مكافحة السرطان دومينيك مارانشي: إن شرب جرعات من الخمر مهما كانت قليلة يسبب أضرارا لا يمكن تصورها لصحة الإنسان, "فلا يمكن لكمية من الخمر - مهما قلت - أن تفيد الإنسان في شيء" على حد تعبيره.
وحذرت دراسة لمؤسستين ألمانيتين للبحوث الصحية من وجود علاقة وثيقة بين الإصابة بسرطان الحلق والمريء ومعاقرة وإدمان الخمور.
وقال هيلموت زيتس مدير مركز بحوث أضرار الخمر للدراسة في برلين: إن شرب الخمر بأي نسبة يؤثر بشكل مدمر على كل أعضاء الجسم, ولا سيما الحلق والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والكبد.
وهو ما يؤكد قول الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400 عام: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) المستدرك للحاكم 6/123 برقم 413, ويؤكد أيضا جوابه صلى الله عليه وسلم لسؤال طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ الْجُعْفِىَّ الذي سَأَلَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْخَمْرِ. فَنَهَا أَوْ كَرِهَ أَنْ يَصْنَعَهَا. فَقَالَ: إِنَّمَا أَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ وَلَكِنَّهُ دَاءٌ) صحيح مسلم برقم 5256.
ورغم كل ما سبق فإن حكومة الجزائر تريد إعادة ترخيص محلات بيع الخمور التي أغلقت سابقا بقرار حكومي, وهو ما دفع عشرات النشطاء السلفيين بالعاصمة الجزائرية للتظاهر بعد صلاة الجمعة أمس, الذين تجمعوا أمام ساحة مسجد "نادي الإصلاح" بحي بلكور الشعبي بالعاصمة الجزائر، في وقفة دعا إليها حزب الصحوة الحرة السلفي قيد التأسيس.
وردد المحتجون شعارات ورفعوا لافتات تندد بقرار وزير التجارة "عمارة بن يونس" إعادة منح وتسليم التراخيص لفتح المخامر والحانات في كل محافظات الجزائر بحسب وكالة الأناضول, وهو حق مشروع للشعوب الإسلامية برفض شرعنة ما يخالف دينها وعقيدتها.
وكانت وسائل إعلام جزائرية نشرت منذ أيام أن "وزير التجارة عمارة بن يونس أعطى تعليماته بخصوص إعادة فتح ملفات تراخيص الخمارات ومحلات بيع الخمور في الجزائر".
وقالت صحيفة البلاد (خاصة): "هذا الملف الذي كان الوزير الأسبق للقطاع مصطفى بن بادة (وزير إسلامي) قد أغلقه سنة 2006 وأعطى حرية التصرف فيه للولاة المحافظين".
وضمن فعالية المظاهرات الاحتجاجية قرأ زعيم حزب الصحوة الحرة السلفي "عبد الفتاح حمداش" بيانا خلال الوقفة، دعا فيه "الشعب الجزائري إلى رفض إعادة التراخيص لفتح حانات ومحلات بيع الخمر التي ستهلك الأمة وتحرف الشباب وتغرر بالمجتمع".
وتابع : "في الجزائر 68 مصنعا للخمر و1674 منتج للمشروبات المحرمة أغلبهم ينشط بطريقة غير قانونية، ونحن ندعو إلى تحريم الخمر المحرمة ومنع بيعها بترخيص أو بغير ترخيص".
وأشار البيان أن "الوزير في الدولة بالأصل عند الله تعالى هو المقيم للحق والمعين عليه بالقوة والحكم والسلطان, والمحارب للباطل وليس المنحل الذي ينشر العربدة (الأفعال المنافية للآداب العامة) ويبيح السكر ويروج للحرام والشر".
وأوضح أن إعادة فتح المخامر والمحلات المحرمة التي تبيع الخمر "عداون ضد الشعب الجزائري وسبيل محرم, فهي تصد عن سبيل الله وتعمي البصيرة وتضل المسلمين وتسلخ الناس عن الدين".
فمتى ستعود حكومات الدول العربية والإسلامية إلى دين ربها فتلتزم به؟!! ومتى ستوقن أن الخير كل الخير لها ولشعوبها في التزام شرع الله؟! وأن الشر كل الشر في مخالفته؟!