بربي ما هذه العقول ، ولم الكيل بمكيالين ، وما السبب في الانفصام الحادث في هذه العقول ؟
ـ إذا تقدمنا لتوزيع المطويات والنصائح والمواعظ والأوراق الدعوية الهادفة لإصلاح الفرد والمجتمع .. تقدم إلينا الكثير والكثير .. بعض منهم بدون قراءة ، والبعض بتعالٍ ، والآخر باعتراض على الأسلوب .. المهم أن الكل اتفقوا على تهميش الفعل ومحاولة منعه والاعتراض عليه ...
أما إذا رأوا الدعاية للدنيا والمحلات والمتاجر والنوادي والأفراح والمسارح بأفخم المطبوعات والألوان الزاهية فلا التفات لذلك .. ويقولون : هذا من أجل التكسب ، ولا مانع من ذلك ...
ـ وإذا كان في السابق في زمن السلف إرسال الرسائل من احترام المرسَل إليه وتقديره ، ولها وقع كبير على النفس ، وتبتدأ بالبسملة ويذكر فيها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ....
واليوم إذا قمنا بذلك ووزعنا على كل فرد بنفسه المطويات والوريقات الدعوية ، اعترضوا علينا ، وقالوا : لا يجوز كتابة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على الورق لأنه يرمى ...
أما إذا كانت الدعاية لحزب وكتابة الآيات والأحاديث فهذا شأن آخر وفتوى أخرى ...
ففعلهم من أجل الترويج للحزب والدعاية إليه فلا بأس بفعل ذلك ويحرضون عليه ...
والجرائد الإسلامية كذلك والمقالات الدينية ذات الآيات والأحاديث في الصحف اليومية لها فتوى أخرى وشأن آخر ... لله الأمر ...
..... أقول هذا : لأننا شاهدنا جميعا تحفيز الشباب على الوقوف في الطرقات للتعريف بالأحزاب والاشتراك فيها ، وتوزيع الأوراق والبنارات ، وتحفيز الشباب على ذلك ، والنزول لحماية اللجان الانتخابية والسهر على أبواب اللجان ... في الطرقات بالآلاف ... من أجل المسار الديموقراطي !! .... ورأينا التحفيز والثناء ومدح الشباب الفاعل لذلك ... أما أن يُستخدم كل ذلك من وقوف وتوزيع ونشر ونزول إلى الناس لدعوتهم إلى الله وطلب هدايتهم . .. فالغرابة والنفور والتعجب ودعوى أخذ الإذن من قبل العلماء .... ما أغرب الأمر .. لله الأمر ...