" أخبرنا " : أحمد بن الحسين بن شقيرٍ قال : حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب، عن ابن الأعرابي قال : يقال : نقع فلانٌ فلاناً بعينه، وزلفه بها، وزلفه وأزلفه وشقذه وشوهه. وكلّ ذلك إذا أصابه بعينه،و يقول الرجل لصاحبه إذا أجاد في عملهِ لا تشوّهْ علي أي : لا تقل لي أجدتَ فتصيبني بعينك ويقال : رجلٌ معينٌ ، إذا أصيب بالعين، ورجلٌ معيونٌ ، إذا كان فيه عينٌ ويقال : رجلٌ شائهٌ وشاهٍ ومشوهٌ وشقذٌ وشقذانٌ إذا كان شديد الإصابةِ بالعين
وكان معاوية وابن الزبير يتسايران، فأبصرا راكباً فقال معاوية: هو فلانٌ ، وقال ابن الزبير : هو فلانٌ، فلما تبيناه كان الذي قال ابن الزبير. فقال معاوية : يا أبا بكرٍ ما أحسن هذه الحدة مع الكبر! قال : بَرِّك يا أمير المؤمنين، فسكت ، فقال له الثانية : برك ، فسكت ، وضحك ، قال ابن الزبير : ما أحسن هذه الثنايا وأطرى هذا الوجه مع طول العمر وكثرة الهموم!! فقال معاوية : برك ، فسكت ، يقول ثلاثاً ويسكت ابن الزبير. ثم افترقا، فاشتكى ابن الزبير عينيه حتّى أشرف على ذهابهما، وسقطت ثنايا معاوية، فالتقيا في الحول الثاني فقال له: يا أبا بكرٍ أنا أشوى منك " أي أكثر حظاً منك " في الإصابة بالعين ، وأنا أقل ضرراٌ منك . قال ثعلب: هو من قولهم : رماه فأشواه ، إذا لم يصب مقتله.
" أخبرنا " : أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري ، عن أبيه ، عن بعض شيوخه ، عن محمد بن خازمٍ " و كان شاعراً ظريفاً " قال: دعانا بشار بن برد وكانت عنده قينتان تغنيان، فكان في المجلس من يعبث بهما ويمد يده إليهما فأنفتْ له من ذلك فكتبت إليه من الغد:
إتَّق الله أنت شاعر قيسٍ ... لا تكن وصمةً على الشعراءِ
إن إخوانك المقيمين بالأم ... س أتوا للزناءِ لا للغناءِ
أنت أعمى وللزناة هناتٌ ... منكراتٌ تخفي على البصراء
هبك تستسمع الحديث فما علم ... ك فيه بالغمز والإيماء
والإشارات بالعيون وبالأي ... دي وأخذ المعاد للإلتقاءِ
قطعوا أمرهم وأنت حمارٌ ... موقرٌ من بلادةٍ وغباءِ
قال فأدخلهما السوق فباعهما.