04-02-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
وبعيدا عن الإحصائيات التي تؤكد أن الإسلام هو الدين الأكثر انتشار في العالم, فإن إحصائية رسمية ألمانية ذكرت: أنه خلال عام 2006 و2007 و 2008 يدخل مسلم جديد إلى الإسلام في كل ساعتين, بمعنى أنه خلال السنة الكاملة يدخل أكثر من 4000 شخص، وفي كل شهر ثلاثمائة وخمسين تقريبا، وفي كل يوم 12 شخصا. لم يجد الغرب إزاء هذا الانتشار السريع للإسلام في أراضيه, مع العداء المتجذر في نفوسهم تجاه الإسلام إلا المواجهة بالاضطهاد والتضييق والتمييز العنصري, بدلا من المنافسة النزيهة للأفكار, والإقناع بالمنطق والحجة والبرهان.








لا يبدو أن الغرب جاد في تطبيق شعاراته المرفوعة المتعلقة "بالحرية الدينية" على جميع المواطنين والقاطنين على أراضيه, فبينما يستميت في تطبيق هذه الحرية على غير المسلمين, تراه متراخيا في تنفيذ شعاراته إذا تعلق الأمر بالمسلمين.


وليس العداء المتأصل في نفوس الغرب تجاه الإسلام والمسلمين المذكور بقوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا...} المائدة/82, وقوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} البقرة/120 هو السبب الوحيد في ذلك.


فهناك سبب آخر وراء هذه الازدواجية في التعامل مع الشعارات والمبادئ المرفوعة من الغرب, ألا وهو سرعة انتشار الإسلام المذهل في القارة الأوربية, والذي أثار موجة من الاضطهاد والتمييز العنصري غير المبررة الذي تمارسه الحكومات تجاه المسلمين هناك.


وبعيدا عن الإحصائيات التي تؤكد أن الإسلام هو الدين الأكثر انتشار في العالم, فإن إحصائية رسمية ألمانية ذكرت: أنه خلال عام 2006 و2007 و 2008 يدخل مسلم جديد إلى الإسلام في كل ساعتين, بمعنى أنه خلال السنة الكاملة يدخل أكثر من 4000 شخص، وفي كل شهر ثلاثمائة وخمسين تقريبا، وفي كل يوم 12 شخصا.


لم يجد الغرب إزاء هذا الانتشار السريع للإسلام في أراضيه, مع العداء المتجذر في نفوسهم تجاه الإسلام إلا المواجهة بالاضطهاد والتضييق والتمييز العنصري, بدلا من المنافسة النزيهة للأفكار, والإقناع بالمنطق والحجة والبرهان.


وفي هذا الإطار تعرض المسجد المركزي التابع للاتحاد الإسلامي التركي، في مدينة "كولن" الألمانية، لـ 3 اعتداءات منذ يوم أمس وحتى الآن.


وجاء في بيان صادر عن الاتحاد الإسلامي التركي أن سيارة ارتطمت بباب كراج المسجد؛ ما خلف أضرارا بالباب، إضافة إلى وضع مادة قابلة للاشتعال على باب قاعة المؤتمرات في المسجد، في محاولة لإحراقه.
وأضاف البيان: أن المسجد الذي تشرف عليه رئاسة الشؤون الدينية التركية تعرض منذ مساء أمس إلى 3 اعتداءات، وشهد نفس اليوم اعتداءات مماثلة على المساجد التابعة للاتحاد في مدن " هورث" و"ويسلنغ".


وأدان البيان جميع أشكال العنف والفوضى الاجتماعية والكراهية، مشيراً إلى أن الأضرار اقتصرت على الخسائر المادية، وأن عزاءهم الوحيد هو عدم وجود خسائر بالأرواح.


وإقرارا للحقيقة والواقع فإنه لا بد من الاعتراف بأن هناك بعض العقلاء والمنصفين في الغرب, ممن رفضوا سياسات حكوماتهم العنصرية تجاه المسلمين, لقناعتهم بتأثير ذلك على سلامة وأمن بلادهم, فالعنف والاضطهاد لا يولد إلا الكراهية والعنف المضاد, الأمر الذي يثير الاضطرابات ويعرض أمن البلاد للخطر.


ومن هذا الباب وصف "فولكان بَك" النائب في حزب "الخضر"، الاعتداء على المسجد بأنه هجوم مروع ضد الديمقراطية والحرية, مشددا على ضرورة إيقاف جميع أشكال التحريض ضد الإسلام، ووقوف جميع مدّعي الديمقراطية ضد مثل هذه الأعمال، قائلا: "يجب على المسلمين في ألمانيا معرفة أننا نقف إلى جانبهم فيما يتعلق بالدفاع عن حريتهم الدينية".


ومع تأكيد البيان أن السلطات الأمنية ألقت القبض على الفاعل خلال فترة قصيرة، بعد الاضطلاع على شهادات شهود العيان، وفحص تسجيلات كاميرات المراقبة، شاكرا مديرية أمن كولن وشهود العيان لمجهودهم في إلقاء القبض على الفاعلين, إلا أن ذلك لا يعني أن هذه الاعتداءات ستتوقف, ما دامت السياسات العامة للحكومات الغربية ليست جادة في مواجهة الإرهاب الموجه ضد المسلمين, بنفس حماس مواجهتها "للإرهاب" المزعوم منهم.


ولأن هذا المطلب بعيد المنال حاليا للإسباب المذكورة سابقا, فإن مسلسل الاعتداء على المساجد في ألمانيا وغيرها من الدول الغربية سيستمر –للأسف- ما دام المسلمون على هذا الحال من الضعف والتمزق والتشرذم, فالقوي لا يحترم إلا القوي.