قام مدرس بريطاني مسلم بإجراء بحث ميداني على شريحة من طلاب المدارس البريطانية ، من مراحل الروضة إلى نهاية الثانوي ، حول ما يودون معرفته عن الإسلام ، وما هي الأسئلة التي تدور في أذهانهم عنه ، وخرج بعشرات الأسئلة ، تجدونها في الرابط التالي .
وهي أسئلة يمكن أن تبين لكم ما هي تصورات بعض الأمم عن الإسلام .
وقد لفت نظري في هذه الأسئلة أشياء كثيرة ، تدل أن الصواد عن الإسلام ليست فقط الأسئلة الوجودية الكبرى ، ولا هي فقط عدم العلم بصحة النبوة ، ولا التشكيك في أخلاقيات الإسلام فقط ، ولا هي فقط الاعتراض على بعض أحكام الإسلام كتعدد الزوجات والرق والحدود ، بل ربما كانت بعض القضايا الاجتماعية والإنسانية والترفيهية سببا في الصد عن الدين !!
لقد لفت نظري تكرر السؤال في مراحل عمرية عديدة عن المسلمين هل يحتفلون بالعيد ، هل لديهم أيام بهجة وفرح ، وما هي مظاهر السعادة لديهم في مناسبات تجمعهم كالأعياد ونحو ذلك ؟
وواضح أن هذا نشأ عن أننا لم ننجح في إظهار بهجة الإسلام ، وأن كثيرا من الفتاوى المتزمتة تكاد تحرم كل مظهر من مظاهر السعادة ، من الألعاب واللهو ، وأننا لم نستطع أن نصدر نموذجنا الإسلامي للاحتفال ، رغم أموالنا وأعدادنا الكبيرة وتعدد ثقافاتنا وأعراقنا وانتشارنا في الأرض شرقا وغربا !
حتى إذا أرادنا الاحتفال جلبنا شجرة عيد الميلاد ، واحتفلنا بعيد الميلاد ، ونافسناهم في بضاعتهم ، كما يحصل في بعض دول الخليج وغيرها !!!
كنت أقرأ تلك الأسئلة ، وأتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ، لما سمح بالرقص واللعب داخل مسجده ! نعم .. سمح بذلك في المسجد النبوي الشريف ، وفي حرمه الطاهر المبارك !! وقال عليه الصلاة والسلام : (( ليعلم يهود أن في ديننا فسحة )) !!
لقد علمت لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على إظهار فسحة الإسلام في الاحتفال والبهجة ؟ إذ لم يكن ذلك ليغيض اليهود ، ولا لينافسهم ، كما قد يتصور البعض ، بل كان ذلك الحرص لكي يدعوهم إلى الإسلام !
لقد علمت لماذا كان إظهار الفسحة الإسلامية ، ولماذا كانت مباهج الحياة وصور السعادة = من وسائل الدعوة إلى الله تعالى ! ومن وسائل الدعوة النبوية !!
لقد حان الوقت ( مع فضائياتنا الكثيرة ) أن نظهر للعالم أن في ديننا سعادة ، أن في ديننا فسحة ، وأن المسلم سعيد في الدنيا ، عندها قد يصدقوننا أن ديننا يحقق سعادة الدارين !!

http://www.nusrah.com/ar/articles/8970.article.htm