19-01-2014 |
لهذا فاستهداف هذه المنطقة تحديداً ليس أمرا عشوائياً، بل مدروساً ومدبراً له بليل، ولا ينحصر هذا التآمر على إيران فقط، بل يمتد إلى الغرب، فلدى الغرب تخوفات من نمو الروح العلمية، ومن ثم الروح الإسلامية لدى رواد هذا المركز وما يشابهه من مراكز علمية تعد من المنظور الغربي مفارخ للأفكار المناوئة للغرب وسياساته ومخططاته.


دماج ليست مجرد منطقة محاصرة من قبل الشيعة، بل هي رمز لمعاناة السنة في كل بقاع العالم ودليل قاطع على تكالب الشيعة والغرب وأعداء الداخل، فكثيرا ما نرى هذا التكالب وتلك المعاداة، سيما إن ظهر أثر لقوة السنة في أية منطقة من مناطق العالم، رأينا ذلك في أمكان كثيرة أبرزها أفغانستان، والآن نراه- بقوة- في سوريا، حيث يجتمع الجميع على تثبيت أركان دولة الأسد ونظامه، خوفا من مجيء نظام سني جديد يهدد مصالح الغرب، ويعصف بحلم الشيعة في تأسيس دولتهم المزعومة وحلمهم المفقود المتمثل إحياء أمجاد الدولة الصفوية.
والأمر في اليمن لا يختلف كثيراً عما حدث في أفغانستان ويحدث الآن في سوريا، حيث تعد منطقة دماج من أخصب مناطق اليمن من الناحية العلمية، ففيها مركز دار الحديث الذي أسسه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي أحد أكابر مشايخ السلفية باليمن، وهذا المركز يعد من أكثر المراكز العلمية أهمية في اليمن، بل له شهرة عالمية، حيث يفد إليه اليمنيون– من كافة أرجاء اليمن- وغير اليمنيين- من كافة أرجاء العالم- لتلقي العلم الشرعي على يد علماء المركز ومشايخه.
لهذا فاستهداف هذه المنطقة تحديداً ليس أمرا عشوائياً، بل مدروساً ومدبراً بليل، ولا ينحصر هذا التآمر على إيران فقط، بل يمتد إلى الغرب، فلدى الغرب تخوفات من نمو الروح العلمية، ومن ثم الروح الإسلامية لدى رواد هذا المركز وما يشابهه من مراكز علمية تعد من المنظور الغربي مفارخ للأفكار المناوئة للغرب وسياساته ومخططاته.
فالغرب يعي جيداً أن التيار السلفي من أخطر التيارات تهديداً للغرب ولمصالحه لا في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في العالم أجمع، بل يرى في نمو هذه التيارات واستفحال أمرها تهديداً لحضارة الغرب ودياناته وفلسفاته.
لهذا تواردت أنباء أكدتها مصادر مطلعة أن الحرب التي شنت على سلفي دماج بدءاً بالحصار كانت ضمن سيناريو استخباراتي دولي أدارته غرفة العمليات المشتركة لما يسمى بالحرب على الإرهاب المتواجدة بصنعاء وتدار من قبل مكتب التحقيقات الأميركي المتواجد في سفارة واشنطن بصنعاء.
وقالت مصادر أخرى أن الجانب الأميركي أبلغ الرئيس هادي بأن جماعة الحوثي ستقوم بشن حرب على السلفيين بدماج بهدف إغلاقه باعتباره يمثل أحد المنابع الفكرية للتطرف والإرهاب وأن واشنطن طلبت من الرئيس هادي وفقاً للتعاون المشترك في الحرب على الإرهاب عدم التدخل وتقديم الدعم الممكن لتسهيل مهمة جماعة الحوثي في تنفيذ مهمتها لتطهير منطقة دماج من التواجد السلفي.
لهذا فما نراه من قتل لأهل دماج وتهجير لهم من قبل الحوثي وجماعته وسط صمت حكومي(يمني) ليس بالأمر المستغرب، بل لن يكون مستغرباً أيضا إن رأينا الحكومة اليمنية تشارك الحوثي يوماً ما في محاربة الإرهاب (السني) بحسب التصنيف الأمريكي لكل ما يخالف التوجه الغربي، كما لا يستغرب في الصدد ذاته ما نشر بالأمس من أن الحوثيين يستعدون لخوض حرب شاملة بعد تصفية دماج.