كنت قد عزفت عن كتابة في فصول الرد والتعليق على ذي الامامات الثلاث وما سطره من أوهام حول كتاب "النحويون والقرآن" لكن كلفني وباصرار كبير الطالب جميل فالح المحمود ، ان انزل رده على ذي الامامات الغامضة .. فكانت هذه الاسطر له:

طرائق إماماتيه
لذي الإمامات الثلاث
جميل فالح المحمود
غاظ ذا الإمامات الثلاث انتصاف مؤلف "النحويون والقرآن" من النحويين لما تبدَّى له منهم من مس لكلام الله تعالى في طائفة من أحكامهم، وذلك حين عدّوا بعض ما جاء فيه مخالفاً لقياس العربية، وغيره أقيس منه، وما هو محمول على التوهم، وما هو محمول على الجر على الجوار, وهم يعدون هذين من ضروب الخطأ، وما هو محمول على الضرورة، وما أقروه من أحكام مخالفة لما جاء في كلام الله تعالى، ومن منحهم أحكاماً وردت في القرآن، وما وصفوه بالقلة والقليل عندهم دون الكثير الفاشي في كلامهم، وما نعتوه بالضعف، والشذوذ، وبما هو أشد من ذلك، هذا فضلاً عما أخلوا به من الأحكام اللغوية والنحوية الواردة في كلام الله تعالى ولم يثبتوها في نحوهم .
هذا ما نبه عليه مؤلف "النحويون والقرآن" موثقاً بأقوالهم في مصادرهم.
غاظ هذا كله ذا الإمامات الثلاث فانبرى مدافعاً عن النحويين وشاتماً مؤلف "النحويون والقرآن" شتائم تجاوز فيها حدود النقد العلمي المتزن إلى التهجم العدواني في حالة من الهياج والانفعال، فمؤلف "النحويون والقرآن" جاهل لا يفقهُ شيئاً وأمي، وكالطفل الذي يلعب بالميكانو، وكالطفل الذي يلعب بالرمل، وأدنى الطلاب أعلم منه بذلك، ولا يفرق بين ذيل الأرنب وذيل الحصان، ومصاب بالخبل، وبالجنون، وبالانفصام، ولا يعرف علماً اسمه النحو، وغير ذلك من الشتائم .
هذا كله غبرةً على النحويين الذين بدر منهم مس لكلام الله وتطاول.
ولا يستوي عند الله والناس من انتصف لكلام الله تعالى ومن انحاز إلى من أساء إليه أدنى اساءة وأشدها .
ومع ذلك فقد بدرت منه طائفة من الطرائف في سياق تهجمه وشتمه وحالة الهياج والانفعال التي انتابته غيرةً على النحويين .
إمام اللغة والنحو والأدب
هذه الالقاب العلمية الثلاثة هو الذي أنعم على نفسه بها وأخفى اسمه وليس هذا تشنيعاً به، فقد رد عليه مؤلف النحويون والقرآن في كتابه "ذو الإمامات الثلاث والنحويون والقرآن" المطبوع في دار الفراهيدي، فقال ذو الإمامات الثلاث في كراسة لم يذكر فيها اسمه كذلك وذكر إمامته: ..... على ان المؤلف لم يكرر كلمة في كتابه أكثر من قوله " ذو الإمامات الثلاث " كأنه نفس علينا ما سمينا به أنفسنا، ورجع إلى نفسه فوجدها أحق بهذا اللقب وربما غلبته الحسرة، إذا لم يهتد أحد طلابه إلى إطلاق هذا اللقب أو أقل منه عليه.
هذا ما قاله ذو الإمامات، فهو الذي أسمى أنفسه به، وأن مؤلف "النحويون والقرآن" غلبته الحسرة لضياع هذه الألقاب منه واستأثر بها وحده .
وهذا يغني عن كل قول في حقيقة هذه الإمامات:
فهو الذي أسمى أنفسه به !!!
فإذا كنت أسميت أنفسك بالإمامات وأخفيت أسمك فبماذا نسميك ؟ والأنفس جمع قلة كما هو معلوم، ويبدو أن له أنفساً بعدد إمامته .
وإن مؤلف "النحويون والقرآن" يتحرق قلبه بالحسرة لأن أياً من طلابه لم يطلق هذا اللقب عليه، فبقى بلا القاب ولا إمامات.
وإن الألقاب العلمية من رتبة إمامات ثلاث يطلقها الطلاب على أساتذتهم .
فهلاّ سألتموه؛ لماذا أكتفى بثلاث إمامات ؟
لماذا لم يجعلها أربعاً أو خمساً أو أكثر مادام هو المانح والممنوح؟!
أربعة وعشريناً
ومن إبداعاته بإمامته الثلاث في سياق تهجّمه على مؤلف "النحويون والقرآن" قوله: "طعن المؤلف بجمهور النحاة متهّماً إياهم بعدم الاطلاع علماً أربعةٍ وعشريناً موضعاً"
هكذا: على أربعةٍ وعشريناً موضعاً !! وهذا ما لا يقدر عليه أحد، ويبدو أن شدة ما يضمره من الحقد على مؤلف "النحويون والقرآن" هي التي مكَّنته من تنوين "عشريناً" مجروراً ومنصوباً بدعم من الإمامات الثلاث .
وهذا ليس خطأً في الطبع الان الخطأ في الطبع لا يأتي بمثله.
مؤلف النحويون والقرآن
يسرق الآيات القرآنية
ومن أطرف طرائف ذي الإمامات الثلاث "ضبطه مؤلف النحويون والقرآن متلبساً بسرقة آيتين من القرآن"، الآية التاسعة من سورة النساء ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ ﴾ والآية رقم مئة من سورة الأعراف ﴿ أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ﴾
هاتان الآيتان سرقهما مؤلف "النحويون والقرآن" !!!
أما كيف سرقهما: فإنه استشهد بهما وقد استشهد بهما من سبقه من النحويين .
فهلاّ سألتموه ـ يرحمكم الله ـ أية آية استشهد بها سيبويه لمسألة من المسائل لم يستشهد بها النحويون من بعده للمسألة نفسها؟
وأي شاهد من شواهد سيبويه لمسألة من المسائل لم يستشهد به النحويون للمسألة نفسها ؟!
ومن الجدير بالذكر أنه إمام في النحو، هو أسمى أنفسه به كذلك، ويبدو أن إمامته في النحو هي التي مكّنته من اكتشاف هذه السرقة وكشفها.
باب المضاف
ومن طرائف ذي الإمامات الثلاث الدالة على حجم إمامته في النحو سخريته من مؤلف "النحويون والقرآن " لتنبيهه على إخلال النحويين بذكر حذف المفعول له مع ما يذكرونه من ضروب الحذف الاخرى، زاعماً أن حذف المفعول له مذكور في كل كتب النحو في "باب المضاف " قائلاً " وهو باب لم يخل منه كتاب من كتب النحو "واستهل ذلك بالتهجم، إذ قال "هذا من مواضع الكتاب الدالة على عدم فقه مؤلفه في النحو وفلسفته".
ولو كان مؤلف "النحويون والقرآن" يفقه شيئاً من فلسفة النحو لعرف ان كل كتب النحو تذكر حذف المفعول له في "باب المضاف" وموضع الطُرفة وموضع الفضيحة الاماماتيه كذلك انه لا يوجد في كل كتب النحو منذ كتاب سيبويه حتى آخر كتاب في النحو باب بعنوان باب المضاف، وذو الإمامات الثلاث ـ وإحداها في النحو ـ لا يدري أن المضاف ليس حالة اعرابية خاصة به، لأنه يكون مبتدأ، أو خبراً، أو فاعلاً أو مفعولاً به أو مفعولاً مطلقاً أو حالاً أو تمييزاً، وهو في كل من هذه الحالات مضاف إلى المضاف إليه المجرور به، ومن علماء النحو من لا يتقبل القول بعد تحديد حالته الإعرابية: وهو مضاف.
فهلاّ سألتموه ـ وفقكم الله ـ أن يذكر لنا كتاباً من كتب النحو القديمة والحديثة فيه باب بعنوان باب المضاف، ومثبت في فهرسته وباب المضاف... كتاباً واحداً فقط، ومذكوراً في باب المضاف حذو المفعول له، وأن يتفضل فيطلعنا على موضع "باب المضاف من فلسفة النحو"
مؤلفات ذي الإمامات
ومن طرائف ذي الإمامات الثلاث أنه وجد أخطاء إملائية في كتاب من كتب مؤلف النحويون والقرآن، وهي سقوط نقاط من بعض الكلمات، وتغير مواضعها ـ مواضع النقاط ـ من كلمات أخرى، منها هذا الخطأ: بين أبدينا، بنقطة واحدة للياء الأولى، والصحيح: بين أيدينا؟!! والخطأ الآخر: سبيويه، فقدّمت نقطة الباء على نقطتي الياء ؟!!!
ولاريب ان تجشمه الوقوف على هاتين الغلطتين لمؤلف "النحويون والقرآن" إنما يدل على أنه ليس له كتاب مطبوع منشور، ولو كان له كتاب مطبوع منشور لأدرك أن شأن النقاط في المطبوع المنشور لا يحُمَل على المؤلف، ولا يؤبه به لدلالة رسم الكلمة عليه .
ذكر هذا مؤلف النحويون والقرآن، فرد عليه ذو الإمامات ذاكراً مؤلفاته، وإذا بها عنوانات لكراسات وكراريس علقّها على (الإنترنت) وتهجم بها على مؤلف "النحويون والقرآن" ولم يذكر في كل منها اسمه، وهذا يعني أنه حين أنعم هو على نفسه بألقاب الإمامات الثلاث لم يكن له أي مؤلف وأيّة كراسة .
وإنا لنتحداه أن يذكر له مؤلفاً واحداً مطبوعاً منشورا.
أقبح ما يكون ...
مما أنكره مؤلف "النحويون والقرآن" من مواقف النحويين من كلام الله تعالى قول أحدهم "وأقبح ما يكون الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بالجمل كما قال ... وذكر الآية التي وجد فيها هذا النحوي الأقبح ما يكون.
وقد أنكر مؤلف "النحويون والقرآن" هذا التطاول القبيح على كلام الله تعالى، أما ذو الإمامات فقد تجاوزه ولم يستثره بشيء، ومضى في ما التزمه من الدفاع عن النحويين وشتم المؤلف المنتصف لكلام الله تعالى.
وحينما أنكر المؤلف سكوته على هذا التطاول القبيح في رده عليه اعتذر ذو الإمامات بعذر هو اقبح من ذنب، وشتم المؤلف، أذ رأى في ما أثبته المؤلف ما يدل على أنه مصاب بالانفصام، وهذه ثالثة الاثافي، إذ نعت قبل ذلك المؤلف بالخبل وبالجنون، وعذره أنه وجد المؤلف يستبعد صدور هذا القول من أي نحوي .
أليس هذا ـ ياذا الإمامات ـ أدعى إلى شتمه من نقطة ساقطة أو نقطة في غير موضعها؟
وقد أستفظع مؤلف "النحويون القرآن" هذا القول واستبعد صدوره ممن يؤمن بالله واليوم الآخر.
وحينما أبديت شكى بإيمان ذي الإمامات لم يتقبل المؤلف ذلك قائلاً: أنا لا أشك في إيمانه، أما تجاوزه هذا المنكر من القول فلأنه لا يتقبل تخطئة أي نحوي، ولا يطبق موافقة المؤلف في شيء، لأنه عنده جاهل وأمي ولا يعرف علماً اسمه النحو ولا يفقه شيئاً .
فقلت له: إذا كان مؤمناً كما تقول فهو إيمان مخّفف.
ومما يدل على هذا الإيمان المخفف إنكاره ما أثبته المؤلف بشأن الفعل حسب يحسب .
حسب يحسب
ومن طرائف ذي الإمامات أنه أنكر ما ذكره مؤلف "النحويون والقرآن" بشأن الفعل "حسب يحسب" إذ إن النحويين والصرفيين يعدونه الباب السادس من أبواب الفعل الثلاثي، في حين أنه ورد في القرآن في واحد وثلاثين موضعاً من باب فرح، مكسور الثاني في الماضي ومفتوحه في المضارع .
فأستهل ذو الإمامات إنكاره لما نبه عليه مؤلف "النحويون والقرآن" بالشتم والسخرية منه قائلاً: "جهل مؤلف النحويون والقرآن في هذا الفصل إحدى جهلاته الكبرى"
واعتذر للنحويين بعذر أقبح من ذنب كذلك، قائلاً: "والحق أن القوم إنما نقلوا ما وجدوا العرب تتكلم به"
فالقوم عند ذي الإمامات لم يجدوا الواحد والثلاثين موضعاً للفعل يحتسب في القرآن!!!
وحجته الاخرى هي الطرفة الطريفة، إذ قال "لغة الكسر في (يحسِب) جاءت مع ثلاثة افعال اخرى على الشذوذ لأنها خالفت السماع في باقي افعال هذا البناء، وإنما أختير (يحسِب) لعنونة الباب لشذوذه"
فالأفعال الثلاثة الشاذة المخالفة للسماع عنده ارجح من الواحد والثلاثين موضعاً هي التي جعلت النحويين يختارون يحسِب لعنونة الباب لشذوذه، ولا يلتفتون إلى الواحد والثلاثين موضعاً في القرآن وهو مفتوح السين.
فمؤلف "النحويون والقرآن" جهل إحدى جهلاته الكبرى حينما رأى أن الواحد والثلاثين موضعاً للفعل حسِب يحسَب في القرآن أولى بالاعتبار من الافعال الثلاثة الشاذة .
وهذا دليل آخر على ما يضمره من الإيمان الخّفيف.
إختار ورغب
ومما يجري مع هذا المستوى من الاعتبار لكلام الله تعالى تهجمه الشديد على مؤلف "النحويون والقرآن" لإنكاره ما وقع فيه ابن عقيل بمنعه وجهاً من التعبير جاء في القرآن بلفظه وبما تعلق به في القرآن، إذ منع حذف حرف الجر مع الفعل (رغب) في شرحه للألفية، وقد حذف حرف الجر مع هذا الفعل في القرآن في قوله تعالى: ﴿وَتَرْغَبُو َ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾
ومنع ابن عقيل حذف حرف الجر مع الفعل (اختار) وقد جاء حرف الجر محذوفاً في القرآن مع هذا الفعل في قوله تعالى: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا﴾ وقد اخذ مؤلف "النحويون والقرآن" على ابن عقيل انه منع ذلك ولم يذكر الآيتين ليجد لهما وجهاً من التأويل يبعدهما عما منع، والممنوع هو غير الجائز وغير الصحيح، وشرح ابن عقيل كتاب منهجي يُدَّرس في كل الوطن العربي وموضع الطرفة النكتة في رد ذي الإمامات دفاعاً عن ابن عقيل قوله إن الذي منع ذلك ليس ابن عقيل وانما هو علي بن سليمان (الاخفش الصغير) فهو في رفعه راية الدفاع عن النحويين نفي هذا الخطأ عن نحوي ونسبه الى نحوي آخر!!!، وموضع النكتة في هذه الطرفة أنه لم ينتبه الى ان ابن عقيل مشترك مع الاخفش في هذا الخطأ وذلك:
لأنه اثبت هذا في كتابه.
ولأنه لم يذكر الآيتين اللتين تبطلا ما منع.
ولأنه لم يستثره منع ما هو وارد في القرآن.
ثم هو في دفع (التهمة) عن ابن عقيل وإلقائها على الاخفش، موافق لمؤلف "النحويون والقرآن" في انكار هذا الصحيح دون أن يدري! أرأيتم الى هذا القدر من النباهة واللوذعية ؟!!!

أوثر قليل على قليلون
هذا عنوان مسألة ذكرها مؤلف "النحويون والقرآن" في سياق الفصل الذي جعل عنوانه (ما فضّلوا غيره عليه) يريد: ما فضلوا غير كلام الله تعالى عليه
وأثبت من أمثلة ذلك ما ذكره القراء عند وقوفه في معانيه على قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ﴾ إذ قال: "وقوله ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ﴾ يقول: عصبة قليلة، وقليلون وكثيرون، وأكثر كلام العرب أن يقولوا: قومك قليل وقومنا كثير، وقليلون وكثيرون جائز عربي أو إنما جاز لأن القلة إنما تدخلهم جميعاً فقيل قليل" (معاني القرآن 2/280)
ثم عقب على ذلك قائلاً: "وأوثر قليل على قليلين" فرأى مؤلف "النحويون والقرآن" من سياق كلام الفراء ما يشي بميله الى (قليل) دون (قليلون) في كلام الله تعالى وذلك:
لوقوفه على هذه الآية، ولا موجب لقوله ما قال، وقوله "وأكثر كلام العرب أن يقولوا: قومك قليل وقومنا كثير"
ولجعله ما في الآية من الجائز، والجائز دون (الكثير) في كلام العرب.
ولأنه حين جوّز الوجه الآخر المتمثل في الآية في قوله: "وقليلون وكثيرون جائز عربي لان القلة انما تدخلهم جميعا فقيل (قليل) لم يقل (فقيل قليلون) والسياق يؤدي اليه، وانما قال (فقيل قليل) هذا كل يدل على ميل الفراء الى قليل خلافاً لما جاء في كلام الله تعالى، فعقب مؤلف "النحويون والقرآن" على نص القراء قائلاً: فالفراء يؤثر: قليلاً على (قليلون) في الآية.
استفز هذا ذا الإمامات لغيرته على النحويين ولأنه لا يعنيه ان يكون كلام الله تعالى مفضلاً عليه فرأى بعين السخط التي تبدي "المساويا" أن المؤلف لا يعرف المفعول به ولا نائب الفاعل والفعل "أوثر" مبني للمجهول، وليبعد الشبهة عن الفراء قال: إن قول الفراء "وأوثر قليل" ليس قول الفراء.
ولنهبط الى مستوى حقده ومستوى إماماته التي سمى هو "أنفسه" بها كما قال فنقول: ألم يقل المؤلف "فالفراء يؤثر قليلاً" فما الدليل على ان مؤلف "النحويون والقرآن" الاستاذ الدكتور الذي امضى اكثر من نصف قرن في التدريس لا يعرف المفعول به ولا نائب الفاعل؟ وإذا كان مبنياً للمجهول فما الذي حمله على ذكره بعد ما قدم من الدلائل على ميله الى خلاف ما في الآية؟
وكون الفعل "أوثر" مبنياً للمجهول لا يبرّئ الفرار من شبهة ترجيحه قليل على قليلون في الآية بما قدم من الدلائل، وذو الإمامات لا يدري ان القائل ليعمد الى بناء الفعل للمجهول حين يبدي رأيه في مسألة من المسائل، فيقول: ويُعرب بكذا ويفسًّر بكذا، ويُحمًّل كذا، ويظن ان المراد به كذا.
أليس هذا دليلاً آخر على الايمان المخّفف لذي الإمامات، فهو لا يحتمل ان يُمس النحوي ادنى مس، ولا يعنيه ان يكون كلام الله تعالى يؤثر عليه غيره من كلام الناس.
ولقد فاتك ـ ياذا الإمامات الثلاث ـ بما تضمره للمؤلف ان تستنتج من عنوانه: (أوثر قليل على قليلون) ان مؤلف "النحويون والقرآن" لا يجهل المفعول به فقط، وانما يجهل حروف الجر وما تعمل كذلك.
حيضة البكر
ومن طرائف ذي الإمامات الثلاث أنه شبَّه تأخر رد مؤلف "النحويون والقرآن" على كراسته "الحروفيون ـ ونقد النحويون والقرآن" التي نشرها على أحد المواقع في الإنترنيت، شبهه بـ (حيضة البكر) لأن المؤلف لم يعلم بكراسته إلا في وقت متأخر، أعلمه به أحد طلابه ولسنا ندري ما وجه الشبه بين (حيضة البكر) وتأخر رد مؤلف "النحويون والقرآن" عليه .
وبعد
فهل رأيتم أو سمعتم قبل اليوم إماماً بثلاثة علوم، باسم مكتوم، غير معلوم، وبكُنية واحدة، وبلقبين اثنين؟
أبو الخطاب الطائي الموصلي
فهّلا سألتموه: ما لذي يمنعك من التصريح باسمك الكبير، بالعلم الوفير، والرتبة الرفيعة بالإمامات البديعة، التي لم يدركها أحد من قبلك، ولن ينالها أحد من بعدك، فلا أحد يجرؤ على أن يسمّي أنفسه بإمامة واحدة، في هذه الأمة الخالدة.
وهّلا عرّفتنا بمصنفاتك في كل من هذه العلوم المطبوعة المنشورة، التي جرت في كل منها إماماً لتفيد من علمك الوفير ونتشرف بمعرفة اسمك الكبير، تحدياً لمن يقول إنك لن تفعل، لأن كشفت أسمك، فاضح لحجمك، وكاشف لمقدار علمك، ومزرٍ بإمامتك التي أسميت أنفسك بها كما قلت.

جميل فالح الحمود