عالم الأقوياء ..
الأمنيةُ والعاطفة .. لا تُوجِد تأثيراً فاعلاً في عالم الحياة المتصارع ، وكلُّ غلبةٍ فيه ، هي نتاج قوةٍ إيمانية منتصرة ، على المنافس القوي والضعيف .. فإمَّـا أنْ تكون قوياً تُهاب ، ويُسمع لك الكلامُ ، وتُطاع حتى لو كنتَ على الخطأ كواقع الحال !! .. وإمَّا أن تكونَ ضعيفاً تعيش سامعاً وطائعاً لكل قوي متسلط ..
ولم تكن يوماً من الأيام غلبةٌ ، وانتصارٌ بالثرثرة الكلامية ، والأماني الحالمة ؛ فالقوة المتسلطة لا تُـزال إلا بالمطالبة القوية علماً وإعداداً وصناعةً وعملاً .. مع تقدير حكمة الوقت ، وقدرة الفاعل ..
وبغير ذلك : أحلامٌ مناميةٌ يستيقظُ صاحبُها ، وقد ذهب عمُره ، ولم يتحقق له شيءٌ في صناعة الغاية المنشودة ..
أُمْـنِيّة ظـفِرَتْ نفسي بها زَمَناً ... والـيومَ أحـسَبُها أضـغاثَ أحلامِ
والقـــوي : هو من يأمر وينهى ، والضعيف يسمع ويطيع .. وقد جعل الله لكل شيء قدراً ..
ودعونا من فكرة المصانعة الجميلة ، فهي حديث خرافةٍ لا تحقيق له في عالم الانتصار ، والسيطرة للأقوياء ، والهزيمة والعبودية للضعفاء .. ولم يقوم يوماً انتصار ، وإزالة لظالمٍ وباغٍ .. إلا بقوة دافعة ، وتضحية بالغة ..
وهذه الحقيقة : ظاهرة العيان في كل أمة وجِدتْ في تاريخ الحياة ، فما زالت قوةٌ إلا بعد ضعف ، ولا انتصر ضعيف ، وقام وجوده وحياته إلا بعد جمع شمله ، وانتصار انتباهه وقوته .. ولكم عبرة في قيام الدول وزوالها !! ..
حسن بن محمد الحملي.