الحمد لله رب العالمين


غرس اليقين

عليك وأنت تقرأ هذه الكلمات أن تقرأها بروح جديدة ، وقلب كأنه ولد اليوم ولم يتلطخ بخطيئة بعد ،وخذ وصف ذلك من الأستاذ بهى الخولى ،الذى حثك على على قراءة السيرة بهذه الطريقة ،باستخدام قلبك قبل عينيك ،وبروحك وعاطفتك مع عقلك ، وأرشدك الى هذا الطرح الحى الذى يثمر هذا القلب الحى فقال :

" أن تكثر من مصاحبة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سيرته المطهره مصاحبه وجدانية عميقة ،تجعلك فى مجلسه اذا جلس ، وفى ركابه اذا ركب ،وفى معيته اذا سار ،وتسمعك قوارع وعظه ،وتسرب الى قلبك رقة مناجاته اذا ناجى ربه فى جوف الليل ،أو فى خلوات النهار ،وتصل عواطفك بعواطفه صلوات الله عليه ،حتى تكاد تشعر بخلجات قلبه العظيم اذا غضب ،وبشاهته وسماحته اذا تسهل لشئ وتهلل ، وتسلكك فى صفوف المؤمنين به ، فأنت معهم حين يسامون العذاب ، تألم كما يألمون ،وتهاجر كما يهاجرون ، تهاجر معهم بوجدانك وخيالك وعواطفك الى الحبشه أو غيرها من البلاد ،فاذا شرع له الجهاد فى المدينة ، فأنت تحت لوائه المظفر تشهده ممتطيا صهوة جهاده ، وقد لبس لأمة الحرب، وتقلد السيف ،وأخذ برمحه ، فهو فارس الميدان ،وقائد الفرسان ،تزهر عيناه الشريفتان من تحت مغفره صلى الله عليه وسلم ، فما يصعد شرفا ، ولايهبط واديا ، ولا ينال من عدو نيلا الا وأنت معه ، تكاد تضرب اذا ضرب ، وتقدم اذا أمر ، وتفديه بما بكل ما تملك ، وتحوطه بكل ما فى سويداء قلبك من حب وعاطفه "