07-12-2013 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
فقد قال رئيس موقع كوربيت روبرتر، جيمس كوربيت في تعليقه على الأوضاع في اليمن بعد الهجوم على وزارة الدفاع أن التحول السياسي و عدم الاستقرار في السياسة الداخلية لليمن يغري نظام صالح وجماعة الحوثي بالوصول إلى السلطة في المرحلة الانتقالية, وأنهم المسؤولين الرئيسيين عن عمليه الفوضى والاغتيالات وتفجير وزارة الدفاع.


تستمر المحنة في بلدة دماج السنية في ظل انشغال الدولة في اليمن بمشكلاتها الداخلية, والتي كان آخرها هجوم مسلح على وزارة الدفاع اليمنية بصنعاء, والتي لا تخفى أصابع نظام الرئيس اليمني المعزول علي عبد الله صالح والحوثيين الشيعية فيه رغم تبني القاعدة للعملية.
فقد قال رئيس موقع كوربيت روبرتر، جيمس كوربيت في تعليقه على الأوضاع في اليمن بعد الهجوم على وزارة الدفاع أن التحول السياسي و عدم الاستقرار في السياسة الداخلية لليمن يغري نظام صالح وجماعة الحوثي بالوصول إلى السلطة في المرحلة الانتقالية, وأنهم المسؤولين الرئيسيين عن عمليه الفوضى والاغتيالات وتفجير وزارة الدفاع.
وأضاف أن الهجوم على وزارة الدفاع غير عادي تماماً، وليس حقيقياً أنه مجرد تفجير انتحاري؛ فهناك اشتباكات مع الجيش مع مسلحين استطاعوا الدخول بمساعدة من الداخل؛ ولا يزال الجيش اليمني مسيطراً عليه من قبل النظام السابق, وبالعمل مع جماعة الحوثي الشيعية المسلحة تغريهم المرحلة الانتقالية للوصول إلى السلطة.
فإذا ما أضفنا إلى ذلك المحاولات المتكررة من قبل نظام صالح والحوثييين عرقلة وتقويض الحوار السياسي باليمن, والذي لا يخرج الهجوم على بلدة دماج السنية عن دائرته, حيث لا يعدو كونه حلقة من حلقات محاولة إفشاله, فإن الأمر يبدو أكثر وضوحا وشفافية.
وها هو اليوم الستين يدخل وما زالت محنة مسلمي بلدة دماج اليمنية مستمرة, وما زال الحصار الحوثي الشيعي لهذه البلدة مستمر, مترافقا بقصف بأعتى وأثقل الأسلحة على أهالي البلدة, ليحصد يوميا شهداء وجرحى على مرأى ومسمع من الحكومة والعالم أجمع دون أي تحرك أو حل, اللهم إلا محاولات حكومية بائسة, من خلال لجنة رئاسية تستجدي الحوثيين على الالتزام بالهدنة الموقعة معهم أكثر من مرة دون جدوى.
فقد وقع اتفاق هدنة قبل نحو ثلاثة أسابيع يقضي بوقف إطلاق النار بإشراف لجنة تابعة للرئيس اليمني, وقد اتهمت تلك اللجنة جماعة الحوثي بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الثالث, وذلك إثر انهيار اتفاقين سابقين بعد ساعات قليلة على بدء سريان كل منهما منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
إن استمرار جماعة الحوثي بهذا الاستهتار المهين بهيبة الدولة, من خلال اللامبالاة بالاتفاقيات التي توقعها معها, يشير بكل وضوح إلى وقوف وتحريض إيران لها, كما يشير إلى طبيعة المعركة القائمة هناك, التي لا تخفي النزعة الطائفية الشيعية البغيضة.
لقد ذكر ناشطون يمنيون أنه بعد الثانية والنصف من صبيحة هذا اليوم السبت، شن الحوثيون بقيادة الحوثي أبي عبد الملك الفيشي هجوماً شرساً وبالغ الضراوة فريداً من نوعه على أهالي دماج من جهات كثيرة ولم يتوقف إلا عند الساعة الخامسة والنصف من صبيحة هذا اليوم.
وقد شمل الهجوم جميع مناطق دماج وأشده كان على بيوت آل مناع، وقد استعد الحوثيون بأقصى ما لديهم من معدات من دبابات ومدرعات ومدفعية ثقيلة وأسلحة فتاكة جعلت أبناء المنطقة يشكون أن هناك معسكراً منحهم هذه الأسلحة والذخائر التي تعد بالأطنان والتي لا يستطيع عليها سوى دولة قوية بجيش قوي.
هذا وقد صرح الشيخ تركي بن عبد الله الوادعي شيخ قبيلة المنطقة عبر اتصال هاتفي لمراسل همدان برس بأنه: قتل من دماج اليوم 7 أشخاص وجرح 20 شخصاً بعضهم جراحاتهم خطيرة.
وأضاف: لقد اتصلنا منذ الصباح الباكر بالبعثة الطبية وبالشيخ يحيى أبوأصبع وبعض الشخصيات بالدولة وبعض المنظمات وأطلعناهم على الوضع الخطير وبحالة الجرحى الخطرة وطالبناهم بسرعة إرسال سيارات الإسعاف حالا.
كما طالب الوادعي كافة المنظمات الحقوقية ووسائل الاعلام والجهات الرسمية بالدخول إلى دماج لحصر الذخائر التي ضرب بها أبناء دماج خلال فترة الثانية عشرة والنصف وحتى الساعة الخامسة والنصف من فجر هذا اليوم السبت وحصر الضحايا في الأرواح والمباني والمصالح الخاصة والعامة بدماج.
ورغم شدة الهجوم المشار إليه إلا أن أهالي دماج استطاعوا صد هذا العدوان البربري ببسالة وشجاعة، مستأنسين بقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} آل عمران/ 104, مما أجبر الحوثيين على الانسحاب والتراجع إلى الوراء بعد أن فشلوا في السيطرة على المنطقة.
فكما أن المسلمين يصابون ويرتقي منهم شهداء, فكذلك العدو يصاب ويقع في صفوقه قتلى وجرحى, فقد أفاد الشيخ تركي الوادعي والشيخ سرور الوادعي عصر اليوم السبت بأن قتلى الحوثيين وجرحاهم كثيرون وأنهم عشرات القتلى والجرحى، وقد كثر القتل فيهم بسبب زحفهم غير المنظم وأن المدرعات استطاعت انتشال عشرات الجثث والجرحى، وأنها لا زالت 27 جثة ملقاة بالقرب من مواقع أهالي دماج, وأن من ضمن القتلى القائد الميداني أبو مالك الفيشي وقائد آخر معه كما أكد الوادعي.
بينما قال شاهد عيان بالقرب من منطقة المسادير أن قتلى الحوثيين اليوم في دماج لا يقل عن 70 حوثيا وجرح أكثر من 100 حوثي، وصرح أن البعثة الطبية وكل سيارات الاسعاف وبعض طقوم الحوثيين تنقل من الصباح الباكر جثث الحوثيين حتى ساعة العصر من يومنا هذا.
إنها في الحقيقة معركة ثبات ومصير, حالها في ذلك كحال معارك أهل السنة مع الشيعة في أكثر من بلد عربي ومسلم -كسوريا والعراق- ولا يجدي فيها كثرة استجداء الشرق أو الغرب لحل مؤقت يقوي العدو ويضعف المسلمين, وإنما الذي يجدي هو الدعم الإسلامي اللامحدود لمواجهة الخطر الشيعي المحدق بهذه الأمة.