كيف يقول ابن تيمية هذا الكلام ؟؟!!
عندما قرأت هذه الكلمات للإمام الجهبذ أحمد بن تيمية أعجبتني فأحببت نقلها والتعليق البسيط عليها
فقد قال رحمه الله : ( ولهذا كان الكفار رحمة في حق المؤمنين ، الذين جاهدوهم فنالوا بجهادهم أعلى الدرجات ) .
فتأملت كيف أن كل شيء عندما ننظر إليه بنظرة ايجابية فإنه يصبح كذلك ، حتى لو تبين لنا في بادئ الأمر أن الايجابية فيه معدومة ، وهذا الكلام أجزم به ولكن في حق المؤمن فقط ، نعم .. ولك أن تتمعن في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم فقد قال : ( والذي نفسي بيده لايقضي الله للمؤمن بقضاء إلا كان خيراً له ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له ، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له ) .فإنه يؤكد دائماً أن الآلام محاضن الآمال .
ولهذا فإن أشد الخلق ثباتاً عند الملمات هم المؤمنون لأنهم
علموا حقيقة الأمور ، وأن مآلاتها إلى خير حتى لو بدت عوراء .
فمقاييس الأمور لدى المؤمن مقاييس ربانية ، تقلب الشر إلى خير ، ومن ضمن القصص التي ذكرها القرآن ، حادثة الافك وكيف صورها الله بالخير مع أنها كانت حادثة أليمة لكل غيور في ذلك الزمن الطاهر وينزل القرآن يتلى بقوله تعالى : ( لاتحسبوه شراّ لكم ، بل هو خير لكم ) ، عندها يطمئن من ابتلي بالشر لأن نظرته مرتبطة بهذه المقاييس التي جعلت الدنيا معبر والآخرة مستقر ، والتي جعلت التفكير منصب على العمل للآخرة فيحق لحامل تلك المقاييس أن يعيش بأمان واستقرار والضد بالضد
( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) .