من موقع الشيح الدكتور ضلاح الصاوي في صفحته الرسمية في facebook:حول تبشير من نمر بقبره من الكافرين بالنارأستاذنا الفاضل حفظه الله ورفع قدره ::السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهقام مدرس التربية الدينية في مدرسة ابنتي باصطحابهم إلى المقابر للتذكرة وا لعظة فاخبرناه عن حديث تبشير الكفار في المقابر بالنار..ما رأي حضرتكم في هذا الأمر وسألصق الحديث في نهاية هذه الرسالةجزاكم الله عنا خير الجزاء وأطال في عمركم وبارك فيكمجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي كان يصل الرحم ، وكان وكان فأين هو ؟ قال : " هو في النار " ، فكأن الأعرابي وجد من ذلك ، فقال : يا رسول الله ، فأين أبوك ؟ قال : " حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار " قال : فأسلم الأعرابي بعد ، فقال : لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا ، ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار الجزء رقم : 85، الصفحة رقم: 27 بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن الكافر الذي نقطع بموته على الكفر، ونقطع ببلوغ الدعوة إليه، هو الكافر الذي نقطع بأن الله لا يغفر له، وأن مآله إلى الخلود في النار، وأدلة الكتاب السنة على ذلك مستفيضة، ومن بينها هذا الحديث الذي جاء في الاستفتاء، وهو ما رواه عامر بن سعد عن أبيه قال :جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : إن أبي كان يصل الرحمَ ، وكان , وكان ؛ فأين هو ؟ قال : " في النار " . فكأن الأعرابيَّ وجَدَ من ذلك . فقال : يا رسول الله ! فأين أبوك ؟ قال : " حيثما مررتَ بقبر كافر ؛ فبشرْه بالنار " ، فأسلم الأعرابي بعدُ ، فقال : لقد كلفني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-تعبًا: ما مررت بقبر كافر ؛ إلا بشرتُه بالنار .قال الألباني -رحمه الله في التعليق على هذا الحديث (وفي الحديث فائدة هامة أغفلتها عامة كتب الفقه؛ ألا وهي مشروعية تبشير الكافر بالنار إذا مر بقبره ، ولا يخفى ما في هذا التشريع من إيقاظ المؤمن، وتذكيره بخطورة جرم هذا الكافر، حيث ارتكب ذنبا عظيما تهون ذنوب الدنيا كلها تجاهه ولو اجتمعت ، وهو الكفر بالله عز وجل والإشراك به، الذي أبان الله تعالى عن شدة مقته إياه حين استثناه من المغفرة فقال [إنّ اللهَ لا يغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلكَ لِمَن يَّشاءُ].ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم: (أكبر الكبائر أن تجعلَ لله نِدًّا وقد خلقكَ " ) متفق عليه.وإن الجهل بهذه الفائدة مما أدى ببعض المسلمين إلى الوقوع في خلافِ ما أراد الشارع الحكيم منها .مونهم بعظماء الرجال من الكفار! ويضعون على قبورهم الأزهار والأكاليل، ويقفون أمامها خاشعين محزونين ، مما يُشعر برضاهم عنهم، وعدم مقتِهم إياهم، مع أن الأسوة الحسنة بالأنبياء -عليهم السلام-تقضي خلافَ ذلك ؛ كما في الحديث الصحيح .واسمع قول الله عز وجل :[قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًاحتى تؤمنوا بالله وحده] هذا موقفهم منهم وهم أحياء ، فكيف وهم أموات ) السلسلة الصحيحة "،(1/1) (18-19] ومع التسليم بما مضى وكونه مما لا يختلف فيه في الجملة، إلا أن تطبيقه في واقعنا المعاصر، وعلى مستوى تلاميذ المدارس خارج ديار الإسلام، يحتاج إلى تأمل:• فغير المسلمين في هذه البلاد لا نجزم ببلوغ الدعوة إليهم بلوغا صحيحا تقوم به الحجة، وينقطع به العذر، فأغلبهم لم تبلغه الدعوة إلا بلاغا مشوها على يد المستشرقين والمنصرين! ولا يخفى أن مثل هذا البلاغ لا يحفز على الطلب، فلا تقوم به حجة ولا ينقطع به عذر! وأمثال هؤلاء يمتحنون في عرصات يوم القيامة، قياسا على أصحاب الفترات، فلا يقطع فيهم بجنة ولا نار، بل يفوض أمرهم إلى الله عز وجل، ويقال فيهم الله أعلم بما كانوا عاملين! • أن الأمر الوارد في هذا الحديث يغلب اختصاصه بمن علم بلوغ الدعوة إليهم، وهذا قد لا يتأتى في جميع الأزمنة والأمكنة، ولهذا فإن أهل العلم بالسنة لم يحرصوا على إشاعتها والتواصي بها، ولم ينقل ذلك فيما نعلم عنهم قولا أو عملا، وقد عبر عن هذا المعنى شيخنا الجليل الألباني رحمه الله بقوله (وفي الحديث فائدة هامة أغفلتها عامة كتب الفقه) أفلا يكون في إغفال عامة كتب الفقه لها إيماء إلى هذا المعنى ولفت للانظار إليه؟!!• أن شيخنا الألباني رحمه الله يقول (وفي الحديث فائدة هامة أغفلتها عامة كتب الفقه؛ ألا وهي مشروعية تبشير الكافر بالنار إذا مر بقبره ) فنحن أمام فعل مشروع، والمشروعية أعم من الوجوب، فهي تطلق على المباح والمندوب والواجب، وسياق الكلام يرجح أن المراد هنا هو مجرد الإباحة، وإذا كان ذلك كذلك فلا بد أن ينظر إلى المفاسد المقابلة، إذا ما أريد تطبيق هذا المباح في واقع المجتمع الأمريكي، وبين تلاميذ المدارس الذين لا يحسنون وضع الأشياء في مواضعها، ويتقاولون مع نظرائهم من غير المسلمين بمثل هذه المسائل، ولا يحسن صغارنا التفريق بين الموالاة المحرمة، والبر والقسط المشروع، فتختلط الأمور، وتتداخل المواقف، وفي ذلك من المفاسد ما فيه! • ومن ثم فإن الذي يظهر لي هو التحفظ على ذلك، وتربية أولادنا تربية هادئة على المواقف الشرعية الصحيحة، بعيدا عن وضعهم في مثل هذا المقام الحرج والمعترك الضنك! وهم لا يزالون يدرجون في مراحل العمر الأولى! والله تعالى أعلى وأعلمhttps://www.facebook.com/SalahAlSawy...51994763228618هل انتهى.هل صح أن الكفار الذين لم تبلغ الدعوة والحجة إليهم اليوم يقاسون بأهل الفترة؟؟