بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما)
لم يعد مستغربا على صحافة انفرط عيارها وتسلقها السفهاء فصارت مسرحا للعابثين التائهين ، ومباءة للقذارة والتطاول ، ومضمارا يتسابق فيه الساقطون الشهوانيون للوصول إلى تجريد البلاد من دينها وإلى المال والشهرة ، أن تقرأ هذا العنوان ( درباوي محتسب ) فالمعلوم أن الدرباوي مراهق جاهل مع الريح حيث مالت ، وقد يكون ممن يقع في المحرمات ، وهو بصفة عامة شاب او مراهق لا يأبه بقيم المجتمع ولا يعيرها احتراما ، والغريب أن يأتي كاتب هو ممن أسهم بحربه للشعائر الإسلامية والقيم الأخلاقية الشرعية في ظهور الدرباوية ، فالدرباوية لم يكن لهم وجود في بلادنا قبل موجة العلمنة التي شرعت بكل وسيلة منذ سنوات في إعمال معاولها في شريعة الله وفي أخلاق ديننا وأحكامه ، عبر النت والصحافة والفضائيات والروايات والمجلات ، حتى تجاوز أثرهم الدرباوية إلى ظهور الذين سبوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فما يسمى الدرباوية وحالات الردة في بلادنا هي من إنتاج العلمانية قلبا وقالبا ، فمن يحار ب القيم والأخلاق القائمة على الدين هم العلمانيون ، والعلماني يريد هذا يريد التمرد على الدين والأخلاق وهكذا هم الذين اعلنوا ردتهم بسب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والدرباوية الذين لا يأبهون بالقيم والأخلاق.
إن بلادنا تعاني اليوم من هؤلاء العلمانيين الذين تركت لهم الحرية للنيل من ديننا وبالتالي من مجتمعنا ـ حتى رأينا اليوم الذي يعتدى فيه على رجال الحسبة باليد واللسان من قبل المراهقين والمراهقات ، ومن قبل نساء فقدن الحياء والستر والفضيلة حتى رأينا المختلى بها تهاجم وتصرخ في وجوه رجال الهيئة الرسمية الحكومية – لأن العلمانية ترى في المختلية بالرجال شجاعة وامرأة متحضرة ، لأنهم لهذا يسعون ويناضلون - فمن اين جاء هذا التمرد على مجتمعنا ؟ ومن الذي استدرج هؤلاء الفتيات اللاتي تربين في محاضن الفضيلة حتى أصبحن لايبالين بالخروج مع الرجال في سياراتهم أو الشقق المفروشة والاستراحات للرذيلة والفساد؟ من قاد مجتمعنا إلى هذا الحال البالغ القتام ؟ من الذي جر كثيرا من الفتيات إلى هذا المستنقع ؟ إنها العلمانية التنظيرية التي شرقت بالدين ودعاته وعلمائه والمحتسبين للذود عن حياضه وحياض المجتمع وأعراضه ؟ إنها العلمانية التي تريد النساء كلأً مباحا لها لتفرغ شهواتها الملعونة ، ولتدمر أخلاق الشعب وقيمه ، ولذا كانت الهيئة وكان محتسبوها وكل محتسب هدفهم الأول وغرض سهامهم الأهم لأن الهيئة هي السد المنيع الذي يقف في وجه مشاريعهم النجسة وشهواتهم القذرة قذارة فكرهم المستورد من مواخير الغرب والشرق.
إن العلمانيين / الليبراليين لن يهدؤوا ولن يسعدوا إلى إلا إذا وجدوا فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على النعش ممثلة في هيئتها المباركة ، ولكن هيهات ، فالله حافظ لدينه ومنه هذه الفريضة العظيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي غص بها كثير من كتاب الصحف وكثير من أصحاب وسائل الإعلام المرئي والمسموع وغيرها من أصحاب الشهوات ومن دعاة العلمانية التي تريد أن يفصل الإسلام عن الحياة والحكم والنظام ، وليتذكر كل صحاب صحيفة ورئيس تحرير لها أنه المسؤول أمام الله ثم أمام التاريخ والشعب والأمة ، والتاريخ لا ينسى أن يكتب بحروف من قتام وفحم كل من كتب أو أجاز ما يخالف الإسلام شريعة وعقيدة وكل ما يسعى للفتنة وإسقاط المجتمع في أتون الرذيلة التي هي البيئة التي تحي فيها العلمانية .
علي التمني
ابها في 10/1/1435