تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 52

الموضوع: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    الحمد لله وبعد
    من كثرة الجهل بالتوحيد فكرت في طرح كتاب التوحيد للشيخ الامام كل يوم باب عسى الله أن يتقبله وينفع به كاتبه وقارئه. الحلقة الأولى ..........................

    كتاب التوحيد

    وقول الله تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )(1)
    وقوله: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبواالطاغوت ) (2) الآية.
    وقوله: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا) (3) الآية.
    وقوله: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) (4) الآية.
    وقوله: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا) (5) الآيات.
    قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمة فليقرأ قوله تعالى: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) – إلى قوله – (وأن هذا صراطي مستقيماً..) (6) الآية.
    وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟" فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً" فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: "لا تبشرهم فيتكلوا" أخرجاه في الصحيحين.

    فيه مسائل:
    الأولى: الحكمة في خلق الجن والإنس.
    الثانية: أن العبادة هي التوحيد؛ لأن الخصومة فيه.
    الثالثة: أن من لم يأت به لم يعبد الله، ففيه معنى قوله(ولا أنتم عابدون ما أعبد)(7).
    الرابعة: الحكمة في إرسال الرسل.
    الخامسة: أن الرسالة عمَّت كل أمة.

    السادسة: أن دين الأنبياء واحد.
    السابعة: المسألة الكبيرة أن عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت؛ ففيه معنى قوله: ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله000 ) (8) الآية.
    الثامنة: أن الطاغوت عام في كل ما عُبِد من دون الله.
    التاسعة: عظم شأن ثلاث الآيات المحكمات في سورة الأنعام عند السلف. وفيها عشر مسائل، أولها النهي عن الشرك.
    العاشرة: الآيات المحكمات في سورة الإسراء، وفيها ثماني عشرة مسألة، بدأها الله بقوله: (لا تجعل مع الله إلهاً ءاخر فتقعد مذموماً مخذولاً)(9)؛ وختمها بقولـه: (ولا تجعل مع الله إلهاً آخر فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً)(10)، ونبهنا الله سبحانه على عظم شأن هذه المسائل بقوله: (ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة) (11).

    الحادية عشرة: آية سورة النساء التي تسمى آية الحقوق العشرة، بدأها الله تعالى بقوله: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) (12).
    الثانية عشرة:التنبيه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته.
    الثالثة عشرة: معرفة حق الله تعالى علينا.
    الرابعة عشرة: معرفة حق العباد عليه إذا أدوا حقه.
    الخامسة عشرة: أن هذه المسألة لا يعرفها أكثر الصحابة.

    السادسة عشرة: جواز كتمان العلم للمصلحة.
    السابعة عشرة: استحباب بشارة المسلم بما يسره.
    الثامنة عشرة: الخوف من الاتكال على سعة رحمة الله.
    التاسعة عشرة: قول المسؤول عما لا يعلم: الله ورسوله أعلم.
    العشرون: جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض.

    الحادية والعشرون: تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوب الحمار مع الإرداف عليه.
    الثانية والعشرون: جواز الإرداف على الدابة.
    الثالثة والعشرون: فضيلة معاذ بن جبل.
    الرابعة والعشرون: عظم شأن هذه المسألة.
    ______________________________ ________________

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    لأجل الزيادات أعدت طرح المشاركة الأولى
    ص -7- كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
    تأليف: شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
    بسم الله الرحمن الرحيم
    " الحمد لله، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم ". 1.
    كتاب التوحيد
    وقول الله تعالى: {وََمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} 2.
    وقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 3.
    وقوله:
    {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} 4. ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 هذه الجملة في بعض النسخ دون بعض. وفي إحدى النسخ المخطوطة زيادة: "وبه أستعين, ولا حول ولا قوة إلا بالله".
    2 سورة الذاريات آية: 56.
    3 سورة النحل آية: 36.
    4 سورة الإسراء آية: 24.
    ص -8- وقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}، وقوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} 1.
    قال ابن مسعود: "من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} 2 - إلى قوله {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً} الآية 3.
    وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي:
    يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ قلت: 4 الله ورسوله أعلم. قال: حق الله على ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة الأنعام آية: 153.
    2 الترمذي: تفسير القرآن (3070).
    3 هذا الأثر رواه الترمذي وحسنه, وابن المنذر, وابن أبي حاتم والطبراني بنحوه.
    4 في بعض النسخ الخطية والمطبوعة: (فقلت).
    ص -9- العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا. قلت: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس؟ قال لا تبشِّرهم فيتكلوا" أخرجاه في الصحيحين.
    فيه مسائل، الأولى: الحكمة في خلق الجن والإنس.
    الثانبة: أن العبادة هي التوحيد، لأن الخصومة فيه.
    الثالثة: أن من لم يأت به لم يعبد الله. ففيه معنى قوله:
    {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} 1.
    الرابعة:الحكمة في إرسال الرسل.
    الخامسة: أن الرسالة عمت كل أمة.
    السادسة: أن دين الأنبياء واحد.
    السابعة: المسألة الكبيرة: أن عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت ففيه معنى قوله:
    {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} 2.
    الثامنة: أن الطاغوت عام في كل ما عُبد من دون الله.
    التاسعة: عظم شأن ثلاث الآيات المحكمات في سورة الأنعام عند السلف، وفيها عشر مسائل. أولها: النهي عن الشرك.
    العاشرة: الآيات المحكمات في سورة الإسراء، وفيها ثمانية عشر 3
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة الكافرون آية: 3.
    2 سورة البقرة آية: 256.
    3 هكذا بالأصل; والصواب ثماني عشرة.

    ص -10- مسألة، بدأها الله بقوله: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً} 1 وختمها بقوله: {وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً}2 ونبهنا الله سبحانه على عظم شأن هذه المسائل بقوله: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} 3.
    الحادية عشرة. آية سورة النساء التي تسمى: آية الحقوق العشرة، بدأها الله تعالى بقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}4.
    الثانية عشرة. التنبيه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته.
    الثالثة عشرة. معرفة حق الله علينا.
    الرابعة عشرة. معرفة حق العباد عليه إذا أدوا حقه.
    الخامسة عشرة. أن هذه المسألة لا يعرفها أكثر الصحابة.
    السادسة عشرة. جواز كتمان العلم للمصلحة.
    السابعة عشرة. استحباب بشارة المسلم بما يسره.
    الثامنة عشرة. الخوف من الاتكال على سعة رحمة الله.
    التاسعة عشرة. قول المسؤول عما لا يعلم " الله ورسوله أعلم ".

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة الإسراء آية: 22.
    2 سورة الإسراء آية: 39.
    3 سورة الإسراء آية: 39.
    4 سورة النساء آية: 36.
    ص -11- العشرون. جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض.
    الحادي والعشرون. تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوب الحمار، مع الإرداف عليه.
    الثاني والعشرون. جواز الإرداف على الدابة 1.
    الثالث والعشرون. فضيلة معاذ بن جبل.
    الرابع والعشرون. عظم شأن هذه المسألة 2.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 في إحدى النسخ الخطية زيادة: "إذا كانت تطيق ذلك".
    2 في إحدى النسخ الخطية: "المسائل".

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    الحمد لله وبعد الحلقة الثانية من كتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب

    ص -12- باب (1)فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب

    وقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} 1.
    عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل" 2 أخرجاه.(البخاري ومسلم)
    ولهما في حديث عتبان: "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله" 3.
    وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال موسى: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به. قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله ; قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى لو

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة الأنعام آية: 82.
    2 البخاري: أحاديث الأنبياء (3435) , وأحمد (5/313).
    3 البخاري: الصلاة (425) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (33).



    ص -13- أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله".
    رواه ابن حبان والحاكم وصححه.
    وللترمذي وحسنه عن أنس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" 1.
    فيه مسائل:
    الأولى: سعة فضل الله.
    الثانية: كثرة ثواب التوحيد عند الله.
    الثالثة: تكفيره مع ذلك للذنوب.
    الرابعة:تفسير الآية (82) التي في سورة الأنعام.
    الخامسة:تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة.
    السادسة: أنك إذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وما بعده، تبين لك معنى قول " لا إله إلا الله "، وتبين لك خطأ المغرورين.
    السابعة: التنبيه للشرط الذي في حديث عتبان.
    الثامنة:الثامنة: كون الأنبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا إله إلا الله.
    التاسعة:التنبيه لرجحانها بجميع المخلوقات، مع أن كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه.

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 الترمذي: الدعوات (3540).



    ص -14- العاشرة: النص على أن الأرضين سبع كالسموات.
    الحادية عشرة: أن لهن عمارا.
    الثانية عشرة: إثبات الصفات، خلافا للأشعرية 1.
    الثالثةعشرة: أنك إذا عرفت حديث أنس، عرفت أن قوله في حديث عتبان: "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" 2 أنه ترك الشرك، ليس قولها باللسان.
    الرابعة عشرة: تأمل الجمع بين كون عيسى ومحمد عبدي الله ورسوليه.
    الخامسة عشرة: معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة الله.
    السادسة عشرة: معرفة كونه روحا منه.
    السابعة عشرة: معرفة فضل الإيمان بالجنة والنار.
    الثامنة عشرة: معرفة قوله: "على ما كان من العمل".
    التاسعة عشرة: معرفة أن الميزان له كفتان.
    العشرون: معرفة ذكر الوجه.

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 في إحدى النسخ المطبوعة: "خلافا للمعطلة", وهي الأولى لشمولها.
    2 البخاري: الصلاة (425) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (33).

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    الحلقة الثالثة من كتاب التوحيد لابن عبدالوهاب رحمه الله ________...................... .............................. ............
    باب (3)الخوف من الشرك
    وقول الله (: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 1.
    وقال الخليل عليه السلام: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} 2.
    وفي الحديث: "أخوف ما أخاف عليكم: الشرك الأصغر، فسئل عنه، فقال: الرياء" 3 رواه أحمد والطبراني والبيهقي.
    وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار" 4 رواه البخاري. ولمسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار" 5.

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة النساء آية: 48.
    2 سورة إبراهيم آية: 35.
    3 أحمد (5/428).
    4 البخاري: تفسير القرآن (4497) , وأحمد (1/374 ,1/402 ,1/407 ,1/462 ,1/464).
    5 مسلم: الإيمان (93) , وأحمد (3/325 ,3/344 ,3/374 ,3/391).

    ص -19- فيه مسائل:
    الأولى: الخوف من الشرك.
    الثانية: الرياء من الشرك.
    الثالثة: أنه من الشرك الأصغر.
    الرابعة:أنه أخوف ما يخاف منه على الصالحين.
    الخامسة:قرب الجنة والنار.
    السادسة: الجمع بين قربهما 1 في حديث واحد.
    السابعة:أنه من لقيه لا يشرك به شيئا دخل الجنة،ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار، ولو كان من أعبد الناس.
    الثامنة: المسألة العظيمة: سؤال الخليل له ولبنيه وقاية عبادة الأصنام.
    التاسعة: اعتباره بحال الأكثر لقوله: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ}2.
    العاشرة: فيه تفسير " لا إله إلا الله "، كما ذكره البخاري.
    الحادية عشرة:فضيلة من سلم من الشرك.

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 في إحدى النسخ الخطية: "الجمع بينهما...".
    2 سورة إبراهيم آية: 36.

  5. #5

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    جزاك الله خيرا
    دعواتكم اللهم فرج همي وانصرني اللهم عليك بمن ظلمني

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    وجزاك مثله أخونا الفاضل

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    الحلقة الرابعة من كتاب التوحيد ____________________________
    باب (4) الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله

    وقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}1 .
    عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له:?"إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله" 2.
    - وفي رواية: "إلى أن يوحدوا الله. فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم. فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم. واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" 3 أخرجاه.
    ولهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: "لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة يوسف آية: 108.
    2 البخاري: الزكاة (1395) , ومسلم: الإيمان (19) , والترمذي: الزكاة (625) , والنسائي: الزكاة (2435) , وأبو داود: الزكاة (1584) , وابن ماجه: الزكاة (1783) , وأحمد (1/233) , والدارمي: الزكاة (1614).
    3 البخاري: الزكاة (1395 ,1458 ,1496) والمغازي (4347) والتوحيد (7372) , ومسلم: الإيمان (19) , والترمذي: الزكاة (625) , والنسائي: الزكاة (2435) , وأبو داود: الزكاة (1584) , وابن ماجه: الزكاة (1783) , وأحمد (1/233) , والدارمي: الزكاة (1614).



    ص -21- ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه. فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها: فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يشتكي عينيه. فأرسلوا إليه فأتي به، فبصق في عينيه ; ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع. فأعطاه الراية فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه.
    فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم" 1يدوكون أي: يخوضون.
    فيه مسائل:
    الأولى: أن الدعوة إلى الله طريق من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    الثانية:التنبيه على الإخلاص، لأن كثيرا لو دعا إلى الحق، فهو يدعو إلى نفسه.
    الثالثة: أن البصيرة من الفرائض.
    الرابعة: من دلائل حسن التوحيد: أنه تنْزيه الله تعالى عن المسبة.
    الخامسة:أن من قبح الشرك كونه مسبة لله.
    السادسة: وهي من أهمها - إبعاد المسلم عن المشركين لئلا يصير منهم، ولو لم يشرك.
    السابعة: كون التوحيد أول واجب.

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 البخاري: الجهاد والسير (3009) , ومسلم: فضائل الصحابة (2406) , وأحمد (5/333).



    ص -22- الثامنة: أنه يبدأ به قبل كل شيء، حتى الصلاة.
    التاسعة:أن معنى: "أن يوحدوا الله" معنى شهادة أن لا إله إلا الله.
    العاشرة: أن الإنسان قد يكون من أهل الكتاب وهو لا يعرفها، أو يعرفها ولا يعمل بها.
    الحادية عشرة: التنبيه على التعليم بالتدريج.
    الثانية عشرة: البداءة بالأهم فالأهم.
    الثالثة عشرة: مصرف الزكاة.
    الرابعة عشرة. كشف العالم الشبهة عن المتعلم.
    الخامسة عشرة: النهي عن كرائم الأموال.
    السادسة عشرة:اتقاء دعوة المظلوم.
    السابعة عشرة: الإخبار بأنها لا تحجب.
    الثامنة عشرة:من أدلة التوحيد ما جرى على سيد المرسلين وسادات الأولياء من المشقة والجوع والوباء.
    التاسعة عشرة: قوله: "لأعطين الراية... إلخ" علم من أعلام النبوة.
    العشرون: تفله في عينيه علم من أعلامها أيضا.
    الحادية والعشرون: فضيلة علي رضي الله عنه.
    الثانية والعشرون: فضل الصحابة في دوكهم تلك الليلة وشغلهم عن بشارة الفتح.



    ص -23- الثالثة والعشرون: الإيمان بالقدر، لحصولها لمن لم يسع لها، ومنعها عمن سعى.
    الرابعة والعشرون: الأدب في قوله: "على رسلك".
    الخامسة والعشرون: الدعوة إلى الله إلى الإسلام قبل القتال.
    السادسة والعشرون: أنه مشروع لمن دُعوا قبل ذلك وقوتلوا.
    السابعة والعشرون: الدعوة بالحكمة لقوله: "أخبرهم بما يجب".
    الثامنة والعشرون: المعرفة بحق الله في الإسلام.
    التاسعة والعشرون:ثواب من اهتدى على يديه رجل واحد.
    الثلاثون: الحلف على الفتيا.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    جزاكم الله خيرًا أبا خزيمة، وجعلك من الناشرين لعقيدة التوحيد
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    وجزاك مثله شيخنا

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    الحلقة الخامسة من كتاب التوحيد .............................. .................
    باب (5) تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله
    وقول الله تعالى:
    {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً}1.
    وقوله: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}2.
    وقوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} 3.
    وقوله:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ}4.
    وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
    : "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله )5. ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة الإسراء آية: 57.
    2 سورة الزخرف آية: 26-27-28.
    3 سورة التوبة آية: 31.
    4 سورة البقرة آية: 165.
    5 صحيح مسلم: كتاب الإيمان (23).
    ص -25- وشرح هذه الترجمة: ما بعدها من الأبواب. فيه أكبر المسائل وأهمها 1، وهي تفسير التوحيد، وتفسير الشهادة؛ وبينها بأمور واضحة.
    منها: آية الإسراء بين فيها الرد على المشركين الذين يدعون الصالحين ففيها بيان أن هذا هو الشرك الأكبر.
    ومنها: آية براءة، بين فيها أن أهل الكتاب اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، وبين أنهم لم يؤمروا إلا بأن يعبدوا إلها واحدا، مع أن تفسيرها الذي لا إشكال فيه: طاعة العلماء والعباد في المعصية، لا دعاؤهم إياهم.
    ومنها: قول الخليل عليه السلام للكفار:
    {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي} 2 فاستثنى من المعبودين ربه 3. وذكر سبحانه أن هذه البراءة وهذه الموالاة هي: تفسير شهادة أن لا إله إلا الله؛ فقال: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 4.
    ومنها: آية البقرة في الكفار الذين قال الله فيهم: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} 5. ذكر أنهم يحبون أندادهم كحب الله؛ فدل على أنهم يحبون الله حبا عظيما ولم يدخلهم في الإسلام. فكيف بمن أحب الند أكبر من حب الله؟ فكيف بمن لم يحب إلا الند وحده ولم يحب الله؟ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 في نسخة خطية:.. فيه مسائل, الأولى أكبر المسائل وأهمها.
    2 سورة الزخرف آية: 26.
    3 في نسخة خطية:.. الله ربه.
    4 سورة الزخرف آية: 28.
    5 سورة البقرة آية: 167.
    ص -26- ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله حرم ماله ودمه، وحسابه على الله" 1. وهذا من أعظم ما يبين معنى " لا إله إلا الله "، فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال، بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له، بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله؛ فإن شك أو توقف لم يحرم ماله ودمه.
    فيالها من مسألة ما أعظمها وأجلها! وياله من بيان ما أوضحه! وحجة ما أقطعها للمنازع!
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 صحيح مسلم: كتاب الإيمان (23).

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    أستغفر الله وأتوب إليه وقع مني سهوا إسقاط الباب الثاني من كتاب التوحيد

    فأذكره هنا ثم أكمل بعده إن شاء الله الباب السادس
    عودا على الترتيب
    باب (2)من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
    وقول الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} 1 وقال: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ}2.
    عن حصين بن عبد الرحمن قال: " كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت: أنا، ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة، ولكني لدغت. قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت. قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي. قال: وما حدثكم؟ قلت حدثنا عن بريدة بن الخصيب أنه قال: "لا رقية إلا من عين أو حمة"3 4. قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع. ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة النحل آية: 120.
    2 سورة المؤمنون آية: 59.
    3 رواه أحمد وابن ماجه عنه مرفوعا. ورواه أحمد وأبو داود والترمذي عن عمران بن حصين به مرفوعا. قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات.
    4 البخاري: الطب (5705) , ومسلم: الإيمان (220) , وأحمد (1/271).
    ص -16- ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عُرضت عليّ الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد. إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. ثم نهض فدخل منْزله، فخاض الناس في أولئك؛ فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا. وذكروا أشياء. فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال: هم الذين لا يَسْتَرقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون. فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: أنت منهم. ثم قام جل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: سبقك بها عكاشة 1".
    فيه مسائل:
    الأولى: معرفة مراتب الناس في التوحيد.
    الثانية: ما معنى تحقيقه.
    الثالثة: ثناؤه سبحانه على إبراهيم بكونه لم يك من المشركين.
    الرابعة: ثناؤه على سادات الأولياء بسلامتهم من الشرك.
    الخامسة: كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 الحديث رواه البخاري مطولا ومختصرا, ومسلم, والنسائي, والترمذي (انظر طبعة دار المعارف بتصحيح أحمد محمد شاكر).
    ص -17- السادسة: كون الجامع لتلك الخصال هو التوكل.
    السابعة:عمق علم الصحابة لمعرفتهم أنهم لم ينالوا ذلك إلا بعمل.
    الثامنة:حرصهم على الخير.
    التاسعة: فضيلة هذه الأمة بالكمية والكيفية.
    العاشرة: فضيلة أصحاب موسى.
    الحادية عشرة: عرض الأمم عليه عليه الصلاة والسلام.
    الثانية عشرة: أن كل أمة تحشر وحدها مع نبيها.
    الثالثة عشرة: قلة من استجاب للأنبياء.
    الرابعة عشرة: أن من لم يجبه أحد يأتي وحده.
    الخامسة عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة، وعدم الزهد في القلة.
    السادسة عشرة: الرخصة في الرقية من العين والحمة.
    السابعة عشرة: عمق علم السلف لقوله: "قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن كذا وكذا" 1 فعلم أن الحديث الأول لا يخالف الثاني.
    الثامنة عشرة: بعد السلف عن مدح الإنسان بما ليس فيه.
    التاسعة عشرة: قوله: "أنت منهم" علم من أعلام النبوة.
    العشرون: فضيلة عكاشة.
    الحادية والعشرون: استعمال المعاريض.
    الثانية والعشرون: حسن خلقه صلى الله عليه وسلم.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 مسلم: الإيمان (220).

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    باب (6) من الشرك: لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه


    قول الله تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُو نَ} 1.
    عن عمران بن حصين رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال: ما هذه؟ قال من الواهنة. فقال: انزعها، فإنها لا تزيدك إلا وهنا؛ فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا" 2. رواه أحمد بسند لا بأس به.
    وله عن عقبة بن عامر مرفوعا: "من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له" 3 وفي رواية: "من تعلق تميمة فقد أشرك" 4.
    ولابن أبي حاتم عن حذيفة "أنه رأى رجلا في يده خيط من الحمى، فقطعه وتلا قوله: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ}5
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة الزمر آية: 38.
    2 ابن ماجه: الطب (3531) , وأحمد (4/445).
    3 أحمد (4/154).
    4 أحمد (4/156).
    5 سورة الرعد آية: 106.

    ص -28- فيه مسائل.
    الأولي:التغليظ في لبس الحلقة والخيط ونحوهما لمثل ذلك.
    الثانية: أن الصحابي لو مات وهي عليه ما أفلح. فيه شاهد لكلام الصحابة أن الشرك الأصغر أكبر من الكبائر.
    الثالثة: أنه لم يعذر بالجهالة.
    الرابعة: أنها لا تنفع في العاجلة، بل تضر لقوله: "لا تزيدك إلا وهنا" 1.
    الخامسة: الإنكار بالتغليظ على من فعل مثل ذلك.
    السادسة: التصريح بأن من تعلق شيئا وُكل إليه.
    السابعة: التصريح بأن من تعلق تميمة فقد أشرك.
    الثامنة: أن تعليق الخيط من الحمى من ذلك.
    التاسعة: تلاوة حذيفة الآية دليل على أن الصحابة يستدلون بالآيات التي في الشرك الأكبر على الأصغر، كما ذكر ابن عباس في آية البقرة.
    العاشرة: أن تعليق الودع عن العين من ذلك.
    الحادية عشرة: الدعاء على من تعلق تميمة أن الله لا يتم له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، أي ترك الله له.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سنن ابن ماجه: كتاب الطب (3531) , ومسند أحمد (4/445).

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    باب (7) ما جاء في الرقى والتمائم


    في الصحيح عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه "أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ; فأرسل رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر، أو قلادة إلا قطعت" 1.
    وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك" 2 رواه أحمد وأبو داود.
    " التمائم ": شيء يعلق على الأولاد من العين 3؛ لكن إذا كان المعلَّق من القرآن فرخص فيه بعض السلف، وبعضهم لم يرخص فيه، ويجعله من المنهي عنه، منهم ابن مسعود رضي الله عنه.
    و " الرقى ": هي التي تسمى العزائم، وخص منها الدليل ما خلا من الشرك رخص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العين والحمة.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 البخاري: الجهاد والسير (3005) , ومسلم: اللباس والزينة (2115) , وأبو داود: الجهاد (2552) , وأحمد (5/216) , ومالك: الجامع (1745).
    2 أبو داود: الطب (3883) , وابن ماجه: الطب (3530) , وأحمد (1/381).
    3 في بعض النسخ المطبوعة والمخطوطة: "يتقون به العين".

    ص -30- و " التولة ": شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها، والرجل إلى امرأته.
    وعن عبد الله بن عكيم مرفوعا: "من تعلق شيئا وُكل إليه" 1 رواه أحمد والترمذي.
    وروى أحمد عن رويفع قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رويفع، لعل الحياة ستطول، بك فأخبر الناس أن من عقد لحيته، أو تقلد وترا، أو استنجى برجيع دابة أو عظم، فإن محمدا بريء منه" 2.
    وعن سعيد بن جبير قال: "من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة". رواه وكيع. وله عن إبراهيم 3 قال: "كانوا يكرهون التمائم كلها، من القرآن وغير القرآن".
    فيه مسائل.
    الأولي: تفسير الرقى والتمائم.
    الثانية: تفسير التولة.
    الثالثة: أن هذه الثلاث كلها من الشرك من غير استثناء.
    الرابعة: أن الرقية بالكلام الحق من العين والحمة ليس من ذلك.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 الترمذي: الطب (2072).
    2 النسائي: الزينة (5067) , وأبو داود: الطهارة (36) , وأحمد (4/109).
    3 إبراهيم: هو إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي, ويكني أبا عمران.

    ص -31- الخامسة: أن التميمة إذا كانت من القرآن فقد اختلف العلماء: هل هي من ذلك أوْ لا؟
    السادسة: أن تعليق الأوتار على الدواب عن العين من ذلك.
    السابعة: الوعيد الشديد على من تعلق وترا.
    الثامنة: فضل ثواب من قطع تميمة من إنسان.
    التاسعة: أن كلام إبراهيم لا يخالف ما تقدم من الاختلاف، لأن مراده أصحاب عبد الله بن مسعود.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    باب (8) من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما

    وقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى} 1.
    عن أبي واقد الليثي قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط. فمررنا بسدرة ; فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ; فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، إنها السنن. قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}2 لتركبن سنن من كان قبلكم" رواه الترمذي وصححه.
    فيه مسائل:
    الأولي: تفسير آية النجم.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة النجم آية: 19-20.
    2 سورة الأعراف آية: 138.

    ص -33- الثانية: معرفة صورة الأمر الذي طلبوا.
    الثالثة: كونهم لم يفعلوا.
    الرابعة: كونهم قصدوا التقرب إلى الله بذلك، لظنهم أنه يحبه.
    الخامسة: أنهم إذا جهلوا هذا فغيرهم أولى بالجهل.
    السادسة. أن لهم من الحسنات والوعد بالمغفرة ما ليس لغيرهم.
    السابعة. أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعذرهم الأمر، بل رد عليهم بقوله: "الله أكبر، إنها السنن. لتتبعن سنن من كان قبلكم" فغلظ الأمر بهذه الثلاث.
    الثامنة: الأمر الكبير، وهو المقصود: أنه أخبر أن طلبهم كطلب بني إسرائيل لما قالوا لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً}
    التاسعة: أن نفى هذا من معنى " لا إله إلا الله " مع دقته وخفائه على أولئك.
    العاشرة: أنه حلف على الفتيا، وهو لا يحلف إلا لمصلحة.
    الحادية عشرة: أن الشرك فيه أكبر وأصغر، لأنهم لم يرتدوا بهذا.
    الثانية عشرة: قولهم: "ونحن حدثاء عهد بكفر" فيه أن غيرهم لا يجهل ذلك.
    الثالثة عشرة: التكبير عند التعجب، خلافا لمن كرهه.
    الرابعة عشرة: سد الذرائع.

    ص -34- الخامسة عشرة: النهي عن التشبه بأهل الجاهلية.
    السادسة عشرة: الغضب عند التعليم.
    السابعة عشرة: القاعدة الكلية لقوله: "إنها السنن".
    الثامنة عشرة: أن هذا علم من أعلام النبوة، لكونه وقع كما أخبر.
    التاسعة عشرة: أن 1 ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن أنه لنا.
    العشرون: أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر، فصار فيه التنبيه على مسائل القبر. أما "من ربك؟ " فواضح، وأما " من نبيك؟ " فمن إخباره بأنباء الغيب. وأما " ما دينك؟ " فمن قولهم: " اجعل لنا " إلى آخره.
    الحادية والعشرون: أن سنة أهل الكتاب مذمومة كسنة المشركين.
    الثانية والعشرون: أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة، لقولهم: "ونحن حدثاء عهد بكفر".
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 في نسخة خطية "أن كل..".

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    باب (9) ما جاء في الذبح لغير الله


    وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}1 وقوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}2.
    عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات: لعن الله من ذبح لغير الله. لعن الله من لعن والديه. لعن الله من آوى محدثا ; لعن الله من غير منار الأرض" 3 رواه مسلم.
    وعن طارق بن شهاب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب. قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا، فقالوا لأحدهما: قرب. قال ليس عندي شيء أقرب.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة الأنعام آية: 162-163.
    2 سورة الكوثر آية: 2.
    3 أحمد (1/317).

    ص -36- قالوا له: قرب ولو ذبابا. فقرب ذبابا، فخلوا سبيله. فدخل النار. وقالوا للآخر: قرب. فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله (، فضربوا عنقه؛ فدخل الجنة" رواه أحمد.
    فيه مسائل:
    الأولي: تفسير {إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} 1.
    الثانية: تفسير {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} 2.
    الثالثة: البداءة بلعنة من ذبح لغير الله.
    الرابعة: لعن من لعن والديه، ومنه أن تلعن والدي الرجل فيلعن والديك.
    الخامسة: لعن من آوى محدثا، وهو الرجل يحدث شيئا يجب فيه حق الله، فيلتجئ إلى من يجيره من ذلك.
    السادسة: لعن من غير منار الأرض، وهي المراسيم التي تفرق بين حقك وحق جارك، فتغيرها بتقديم أو تأخير.
    السابعة: الفرق بين لعن المعين ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم.
    الثامنة: هذه القصة العظيمة، وهي قصة الذباب.
    التاسعة: كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده، بل فعله تخلصا من شرهم.
    العاشرة: معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين، كيف صبر ذلك على القتل ولم يوافقهم على طلبتهم، مع كونهم لم يطلبوا إلا العمل الظاهر.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة الأنعام آية: 162.
    2 سورة الكوثر آية: 2.

    ص -37- الحادية عشرة: أن الذي دخل النار مسلم. لأنه لو كان كافرا لم يقل: "دخل النار في ذباب".
    الثانية عشرة: فيه شاهد للحديث الصحيح: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك" 1.
    الثالثة عشرة: معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم، حتى عند عبدة الأوثان.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 البخاري: الرقاق (6488) , وأحمد (1/387 ,1/413 ,1/442).

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    باب (10) لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
    وقول الله تعالى: {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِين َ} 1.
    عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: "2 نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ قالوا: لا. قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم" 3 رواه أبو داود. وإسناده على شرطهما.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة التوبة آية: 108.
    2 "بوانة" بضم الباء, وقيل بفتحها. قال البغوي: موضع في أسفل مكة دون يلملم. قال أبو السعادات: هضبة من وراء ينبع (نقلا عن شرح الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ المتوفى سنة 1258 ه).
    3 أبو داود: الأيمان والنذور (3313).

    ص -39- فيه مسائل:
    الأولي: تفسير قوله: {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً} 1.
    الثانية: أن المعصية قد تؤثر في الأرض، وكذلك الطاعة.
    الثالثة: رد المسألة المشكلة إلى المسألة البينة، ليزول الإشكال.
    الرابعة: استفصال المفتي إذا احتاج إلى ذلك.
    الخامسة: أن تخصيص البقعة بالنذر لا بأس به، إذا خلا من الموانع.
    السادسة: المنع منه إذا كان فيه وثن من أوثان الجاهلية، ولو بعد زواله.
    السابعة: المنع منه إذا كان فيه عيد من أعيادهم، ولو بعد زواله.
    الثامنة: أنه لا يجوز الوفاء بما نذر في تلك البقعة، لأنه نذر معصية.
    التاسعة: الحذر من مشابهة المشركين في أعيادهم، ولو لم يقصده.
    العاشرة: لا نذر في معصية.
    الحادية عشرة: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة التوبة آية: 108.

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    كتاب التوحيد
    باب (11) من الشرك: النذر لغير الله
    وقول الله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} 1 وقوله: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ} 2.
    وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من نذر أن يطيع الله فليطعه ; ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" 3.
    فيه مسائل:
    الأولي: وجوب الوفاء بالنذر.
    الثانية: إذا ثبت كونه عبادة الله، فصرفه إلى غيره شرك.
    الثالثة: أن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    باب (12) من الشرك: الاستعاذة بغير الله

    وقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً}1.
    وعن خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من نزل منْزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منْزله ذلك" 2 رواه مسلم.
    فيه مسائل:
    الأولي: تفسير آية الجن.
    الثانية: كونه من الشرك.
    الثالثة: الاستدلال على ذلك بالحديث، لأن العلماء يستدلون به على أن كلمات الله غير مخلوقة. قالوا: لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك.
    الرابعة: فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره.
    الخامسة: أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية، من كف شر أو جلب نفع، لا يدل على أنه ليس من الشرك.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة الجن آية: 6.
    2 مسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2708) , والترمذي: الدعوات (3437) , وابن ماجه: الطب (3547) , وأحمد (6/377 ,6/378 ,6/409) , والدارمي: الاستئذان (2680).

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    باب (13) من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره
    وقول الله تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}1.
    وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}2.
    وقوله: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} 3.
    وقوله: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} 4.
    وروى الطبراني بإسناده "أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة يونس آية: 106-107.
    2 سورة العنكبوت آية: 17.
    3 سورة الأحقاف آية: 5-6.
    4 سورة النمل آية: 62.

    ص -43- منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله".
    فيه مسائل:
    الأولي: أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص.
    الثانية: تفسير قوله: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ}.
    الثالثة: أن هذا هو الشرك الأكبر.
    الرابعة: أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين.
    الخامسة: تفسير الآية التي بعدها.
    السادسة: كون ذلك لا ينفع في الدنيا، مع كونه كفرا.
    السابعة. تفسير الآية الثالثة.
    الثامنة: أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله، كما أن الجنة لا تطلب إلا منه.
    التاسعة: تفسير الآية الرابعة.
    العاشرة: أنه لا أضل ممن دعا غير الله.
    الحادية عشرة: أنه غافل عن دعاء الداعي، لا يدري عنه.
    الثانية عشرة: أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي، وعداوته له.
    الثالثة عشرة: تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو.

    ص -44- الرابعة عشرة: كفر المدعو بتلك العبادة.
    الخامسة عشرة: هي سبب كونه أضل الناس.
    السادسة عشرة: تفسير الآية الخامسة.
    السابعة عشرة: الأمر العجيب، وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلى الله، ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين.
    الثامنة عشرة: حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد، والتأدب مع الله.

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كل يوم باب من كتاب التوحيد للشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

    - باب (14)

    قول الله تعالى: {أََيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} 1

    وقوله: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} 2.
    وفي الصحيح عن أنس، قال: "شُج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وكسرت رباعيته، فقال: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟ فنَزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} " وفيه: "عن ابن عمررضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر: اللهم العن فلانا وفلانا، بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} " الآية.
    وفي رواية: "يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، فنَزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} 3".
    وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة الأعراف آية: 191-192.
    2 سورة فاطر آية: 13-14.
    3 البخاري: المغازي (4070) , وأحمد (2/93).

    ص -46- حين أنزل عليه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} 1 فقال: يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا. يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئا. يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أغني عنك من الله شيئا. ويا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئا".
    فيه مسائل:
    الأولى: تفسير الآيتين.
    الثانية: قصة أحد.
    الثالثة: قنوت سيد المرسلين، وخلفه سادات الأولياء يؤمِّنون في الصلاة.
    الرابعة: أن المدعو عليهم كفار.
    الخامسة: أنهم فعلوا أشياء ما فعلها غالب الكفار، منها: شجهم نبيهم، وحرصهم على قتله. ومنها: التمثيل بالقتلى، مع أنهم بنو عمهم.
    السادسة: أنزل الله عليه في ذلك: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} 2.
    السابعة: قوله: {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} 3، فتاب عليهم فآمنوا.
    الثامنة: القنوت في النوازل.
    التاسعة: تسمية المدعو عليهم في الصلاة بأسمائهم وأسماء آبائهم.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 البخاري: الوصايا (2753) , ومسلم: الإيمان (206) , والنسائي: الوصايا (3646 ,3647) , وأحمد (2/519) , والدارمي: الرقاق (2732).
    2 سورة آل عمران آية: 128.
    3 سورة آل عمران آية: 128.

    ص -47- العاشرة: لعن المعيَّن في القنوت.
    الحادية عشرة: قصته صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} 1.
    الثانية عشرة: جده صلى الله عليه وسلم 2، بحيث فعل ما نسب بسببه إلى الجنون، وكذلك لو يفعله مسلم الآن.
    الثالثة عشرة: قوله 3 للأبعد والأقرب: "لا أغني عنك من الله شيئا" حتى قال: "يا فاطمة بنت محمد، لا أغني عنك من الله شيئا" 4. فإذا صرح وهو سيد المرسلين بأنه لا يغني شيئا عن سيدة نساء العالمين، وآمن الإنسان أنه صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق، ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس اليوم، تبين له التوحيد وغربة الدين.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    1 سورة الشعراء آية: 214.
    2 في المخطوطة زيادة: (في هذا الأمر).
    3 في المخطوطة زيادة: (صلى الله عليه وسلم).
    4 البخاري: الوصايا (2753) وتفسير القرآن (4771) , ومسلم: الإيمان (206) , والترمذي: تفسير القرآن (3185) , والنسائي: الوصايا (3644 ,3646 ,3647) , وأحمد (2/360 ,2/398 ,2/448) , والدارمي: الرقاق (2732).

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •