تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 97

الموضوع: الأقليات المسلمة حول العالم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي الأقليات المسلمة حول العالم

    أولًا: الأقلية المسلمة في أوربا:
    1- الأقلية المسلمة في قبرص:
    ضمن جزر البحر الأبيض المتوسط غرب آسيا وجنوب أوروبا
    الموقع:
    ثالث جزر البحر المتوسط مساحة، توجد في شرقه، وتبعد عن ساحل تركيا 65 كم، وعن ساحل سوريا 90 كم، وعن أقرب أرض يونانية بحوالي 350 كم، وعن ساحل مصر 400 كم، ومساحتها 9251 كم2، وأكبر طول لها يصل إلى 235 كم، وأقصى عرضها يصل إلى 90 كم، وتقدر مساحة الدولة القبرصية التركية 3700 كم2.
    السكان:
    بلغ عدد سكانها في الآونة الأخيرة حوالي 688,000 نسمة، في سنة 1408هـ منهم 551,000 من اليونانيين، 137,000 من الأتراك، وهؤلاء يشكلون الأقلية المسلمة بقبرص، والباقي من اليونانيين وجنسيات أخرى، ومنذ استقلالها تسودها الاضطرابات الطائفية اليونانية التركية، مما أدى إلى تقسيم الجزيرة، ففي القسم الشمالي شكل الأتراك القبارصة حكومة منذ سنة 1395هـ - 1975م، وفي القسم الجنوبي والأوسط حكومة القبارصة اليونانيين منذ الاستقلال، وعاصمتها "نيقوسيا"، وسكانها 125,060 نسمة.
    الأرض والمناخ:
    أرض قبرص عبارة عن سلاسل جبلية توازي الساحل، ففي الشمال جبال كيرينا، وفي الجنوب الغربي جبال ترودوس حيث أعلى قمة جبلية في الجزيرة (جبل أولمبوس)، وفي المتوسط سهول خصبة، ومناخ الجزيرة ينتمي لطراز مناخ البحر المتوسط، فالشتاء معتدل ممطر، والجبال أكثر أمطارًا من المنخفضات، وتغطي الثلوج قمم جبال ترودوس في منتصف الشتاء، والصيف حار جاف، ومعتدل على السواحل والمرتفعات.
    النشاط البشري:
    يعيش نصف سكان قبرص على الزراعة، وينتجون القمح والشعير والذرة والفاكهة، والزيتون والعنب. كما يعمل السكان في تربية الثروة الحيوانية، ويعمل فريق في قطع الأخشاب واستخدام المعادن كالحديد والكروم والرصاص، وتشكل السياحة حرفة هامة بالبلاد.
    السكان والصراع بين الطائفتين:
    لقد كان سكان جزيرة قبرص في سنة 1890م (80,000 نسمة)، 60,000 من الأتراك، 20,000 من اليونانيين، هذا قبل أعقاب الاحتلال البريطاني للجزيرة، ثم شجع البريطانيون اليونانيين على الهجرة إلى جزيرة قبرص، وأمام النفوذ اليوناني المتزايد هاجر الأتراك منها، وفي أقل من قرن تناقص عدد الأتراك بالجزيرة إلى 104,000 نسمة، بينما وصل عدد اليونانيين إلى 448,000 نسمة.
    والآن يقترب عدد الأتراك المسلمين بقبرص من 137,000 نسمة ، وعدد اليونانيين حوالي 551,000 نسمة، ويعيش معظم الأتراك في القسم الشمالي من الجزيرة، وقد تأسست دولة قبرص التركية الفيدرالية في سنة 1395هـ - 1975م، واعترف بها مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي والذي عقد في سنة 1397هـ بمدينة فاس، كما أكد المؤتمر تأييده لقيام دولة اتحادية ثنائية بجزيرة قبرص من الجاليتين التركية واليونانية حرصًا على وحدة الجزيرة.
    كيف وصل الإسلام إلى قبرص؟
    كانت جزيرة قبرص محل صراع للدول القوية التي عاشت في شرقي البحر المتوسط، فتعاقب عليها الفاتحون منذ منتصف الألف الثانية قبل الميلاد، وكان الرومان آخر الغزاة قبل الإسلام فاحتلوا الجزيرة في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد، وآلت الجزيرة إلى الروم البيزنطيين في سنة 359هـ.
    وكانت فتوح الشام جبهة صدام بين الإسلام والروم، وبعد أن فتح المسلمون بلاد الشام، اتخذ الروم من المناطق المجاورة قواعد للإغارة على البلاد الإسلامية، وكانت قبرص إحدى هذه القواعد، ولذا عندما تم بناء الأسطول الإسلامي في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، كان غزو قبرص أحد أهدافه، ففي سنة 28هـ، أرسلت الحملات الإسلامية البحرية إليها من شواطئ مصر والشام، واشترك فيها عدد من الصحابة -عليهم رضوان الله- كان منهم أبو ذر الغفاري، وأبو الدرداء، وشداد بن أوس، وعبادة بن الصامت، وكانت هذه أولى الغزوات الإسلامية البحرية، وتكللت بالنصر بعد أن اختلطت دماء المسلمين بثرى الجزيرة. وفي سنة 34هـ أرسل معاوية بن أبي سفيان حملة ثانية للجزيرة بعد أن تمرد أهلها فأعاد فتحها، وأسكن فيها 12,000 من جند المسلمين، فبنوا المساجد بها. وفي سنة 109هـ أغار الأسطول الإسلامي على جزيرة قبرص مرة أخرى، وذلك على أثر هجمات الروم على البلاد الإسلامية، واستمر الصراع بين المسلمين والروم في شرقي البحر المتوسط طيلة العصر الأموي.
    في العصر العباسي:
    في العصر العباسي شهدت جزيرة قبرص غزوًا إسلاميًا في عهد هارون الرشيد، بعد أن نشطت مهاجمة الروم للسفن الإسلامية، فغزا المسلمون قبرص في سنتي 174هـ - 190هـ، وهكذا ظلت قبرص محل نزاع بين الروم والمسلمين في العصر العباسي.
    في أثناء الحروب الصليبية:
    وفي أثناء الحروب الصليبية احتل ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا قبرص في سنة 587هـ، وبعد فشل الحروب الصليبية هجر العديد من الصليبيين قبرص، وبقي بها المارون حتى الآن، وأصبحت قبرص مركزًا لأعمال القرصنة ضد البلاد الإسلامية، فهاجم القبارصة مدينة الإسكندرية في سنة 767هـ، مما اضطر المماليك إلى إرسال العديد من الحملات إلى قبرص، ونجحت إحداها أسر ملك قبرص (جيمس لوزنيان) وحملته أسيرًا إلى القاهرة.
    في عهد العثمانيين:
    فتح الأتراك العثمانيون قبرص في سنة 979هـ، وقام الأتراك بالعديد من الأعمال التي أكدت حرية العقيدة للقبارصة، وأعادوا للكنيسة الأرثوذكسية نفوذها بعد أن سلبها البيزنطيون هذا النفوذ لمدة ثلاثة قرون، وظلت تركيا تحكم جزيرة قبرص حتى سنة 1296هـ، عندما فرض البريطانيون على الدولة العثمانية معاهدة عرفت باسم "التحالف الدفاعي"، وأكره فيها السلطان العثماني على قبول الاحتلال البريطاني للجزيرة.
    الاحتلال البريطاني والمشكلة القبرصية:
    وفي ظل الحكم البريطاني لقبرص زادت هجرة اليونانيين إلى الجزيرة، وبالمقابل هاجر الأتراك منها، لا سيما في فترة الحرب العالمية الأولى، فتضاعف عدد اليونانيين وتناقص عدد الأتراك، وبعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى تنازلت عن تبعية قبرص لها في معاهدة لوزان، وتعاقبت الاصطدامات بعد ذلك بين الطائفتين التركية واليونانية، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية طالب القبارصة الأتراك باستغلال الجزيرة.
    وبرز في هذه الأثناء الأسقف مكاريوس، وطالب بوحدة الجزيرة، وحاولت اليونان التدخل لضم الجزيرة إليها، وعرضت القضية على هيئة الأمم المتحدة عدة مرات، ولم تصل إلى نتيجة مرضية، وظهرت المنظمات السرية مثل منظمة (أيوكا)، وانتشرت أعمال العنف، وعرضت قضية قبرص مرة أخرى على هيئة الأمم المتحدة في سنة 1367هـ ولم تصل إلى حل، وأمام تفاقم حركات العنف ضد المسلمين الأتراك، اقترحت تركيا تقسيم الجزيرة بينما أصرت اليونان على الاستفتاء، ونتائجه مضمونة بسبب الأغلبية اليونانية، وأمام هذه الأحداث عقد مؤتمر (زيوريخ) بين رئيس وزراء تركيا ورئيس وزراء اليونان، وتوصل إلى عقد اتفاق، وينص على أن تكون قبرص جمهورية مستقلة رئيسها من الجالية اليونانية ونائبه من الجالية التركية، ويضم مجلس الوزراء سبعة من اليونانيين وثلاثة من الأتراك، كما أن المجلس النيابي يضم 70% من اليونانيين و 30% من الأتراك.
    ولم يستمر هذا الاتفاق طويلًا، فتجددت أعمال العنف ضد المسلمين، واضطرت هيئة الأمم إلى إرسال قوات لحفظ السلام بالجزيرة في سنة 1384هـ ولا تزال ترابط بالجزيرة حتى الآن، ورغم هذا عادت أحداث العنف مرة أخرى، وفي الستينيات من القرن العشرين، قام القبارصة اليونانيون بمذابح ضد المسلمين، فأحرقوا 133 قرية و117 مسجدًا.
    إعلان الجمهورية القرضية التركية:
    أرسلت تركيا قوات السلام للدفاع عن الأتراك في سنة 1394هـ، وتكونت حكومة للأتراك في القسم الشمالي من الجزيرة، وتشكلت الجمهورية القبرصية التركية الفيدرالية في سنة 1395هـ - 1975م، واعترف مؤتمر وزراء خارجية العالم الإسلامي بهذا في سنة 1397هـ، وأكد المؤتمر تأييده لاتحاد المنطقتين التركية واليونانية في اتحاد فيدرالي؛ حرصًا على وحدة الجزيرة القبرصية.
    وفي عام 1400هـ عقد المؤتمر الإسلامي العالمي الثامن (غير رسمي) في الدولة الاتحادية القبرصية التركية، وحضره ممثلون من 49 بلدًا إسلاميًا، وحضره عدد كبير من الهيئات والمنظمات الإسلامية، ومن الدول الإسلامية ومن الأقليات المسلمة، وألقى السيد رؤرف دنكتاش رئيس الدولة الاتحادية القبرصية التركية - كلمة عبر فيها عن وضع المسلمين بقبرص، وأصدر المؤتمر عدة قرارات بشأن القضايا الإسلامية ومشاكل الأقليات المسلمة.
    وأصبحت القضية القبرصية الإسلامية من القضايا الهامة، لهذا جاء في بيان رابطة العالم الإسلامي المقدم إلى مؤتمر القمة الإسلامي الثالث بمكة المكرمة: أن التطورات الأخيرة التي توالت عليها بعد اتفاق فبراير سنة 1977م، تجعل رابطة العالم الإسلامي تتابع القضية بقلق بالغ، وتستنكر كل محاولة لتغيير لاتفاق، وتأمل الرابطة من أن تعيد الحكومات الإسلامية النظر في علاقتها بقبرص بما يضمن تحقيق أهداف المسلمين بها، وتم إعلان استقلالها.

    http://www.al-islam.com/Content.aspx...ContentID=2703
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    2- الأقلية المسلمة في صقلية: جزيرة صغيرة تنحصر بين شبه جزيرة إيطاليا وتونس، وتقسم البحر المتوسط إلى حوضين شرقي وغربي، ومن هذا الموقع تستمد أهميتها الإستراتيجية بين اليابسين الأوروبي والإفريقي ولهذا احتلها الرومان، وعندما اتسعت الدولة الإسلامية فشملت شمالي إفريقيا وسيطرت على الأندلس حرص العرب على فتح صقلية، واستمر الحكم الإسلامي للجزيرة أكثر من قرنين، ثم تعاقب عليها الحكام حتى أصبح سكانها ينفرون من الأجانب.
    الأرض:
    صقلية جزيرة مثلثة الشكل، قاعدة هذا المثلث نحو الشرق على مقربة من شبه جزيرة إيطاليا، ورأسه ناحية الغرب قرب تونس، ويفصلها عن إيطاليا مضيق مسينا، وعن تونس ممر صقلية وتبلغ مساحتها 25.696 كم2، وأرض صقلية جبلية في جملتها، وأعلى مناطقها الركن الشمالي الشرقي وحيث جبل "أتنا" ويزيد ارتفاعه على ثلاثة آلاف متر (3340م)، وهو بركان ثائر، وصفه بعض الجغرافيين العرب قديما، وتحيط بالمرتفعات سهول ساحلية تتسع في غربي الجزيرة، وعاصمة صقلية مدينة بالرمو على الساحل الشمالي، وإلى شمالي صقلية توجد جزيرة ليباري وبها بركان سترمبولي الدائم الثوران.
    المناخ:
    مناخ صقلية ينتمي إلى الطراز المعروف بمناخ البحر المتوسط، فالصيف معتدل والشتاء دفئ، وأمطار الجزيرة وفيرة في الشتاء والربيع، ويسودها الجفاف في فصل الصيف.
    النشاط البشري:
    إنتاج الجزيرة أغلبه من الحاصلات الزراعية، مثل القمح والفاكهة والزيتون، ويزيد سكان صقلية على خمسة ملايين نسمة، والكثافة السكانية عالية ويهاجر العديد من السكان، وأخصب جهاتها الشمالية، وهي أكثر المناطق ازدحاما، وتمارس حرفة الرعي في حدود ضيقة على المنحدرات الجبلية، ويعمل عدد من سكان صقلية بالصناعات التقليدية، ومن أبرز ثرواتها الكبريت، ويقوم سكان صقلية بصيد الأسماك التي تقوم عليها بعض الصناعات المحلية، هذا إلى جانب بعض الصناعات الحديثة.
    كيف وصل الإسلام إلى صقلية؟
    عرف العرب جزيرة صقلية قبل فتحها في سنة 212 هـ، ذلك أنها كانت تتبع الروم، وكانوا يشنون منها الغارات على تونس وشمالي إفريقيا، لذا أغار عليها العرب في حملات تأديبية، فاضطر قسطنطين بطريق صقلية إلى عقد صلح مع إبراهيم بن الأغلب والي إفريقيا، وكانت مدة هذا الصلح عشر سنوات.
    وفي سنة 211هـ استعان أهل صقلية بالأغالبة حكام تونس من قبل العباسيين، وكان رسول الجزيرة إلى الأغالبة إيفيميوس، فطلب العون ضد حكام صقلية، فجند له زياد الله الأغلب عشرة آلاف رجل بقيادة أبي عبد الله أسد بن الفرات، وانتصر المسلمون على حكام صقلية واستولوا على بلدة مازارا، واستمر تقدم المسلمين عبر الجزيرة، وأحرزوا الانتصارات المتتالية على الروم حتى استكملوا فتح جزيرة صقلية في سنة 289هـ.
    وخضعت صقلية لحكم المسلمين، وحكم بنو الأغلب صقلية حتى سنة 297هـ، ثم حل الفاطميون محلهم في حكم الجزيرة، وظل الفاطميون يحكمون الجزيرة حتى منتصف القرن الخامس الهجري، وتمتعت صقلية بشيء من الحكم الذاتي في أثناء هذه الفترة، فحكمها الكلبيون فترة استقلت فيها الجزيرة، وفي النصف الثاني من القرن الخامس الهجري بدأت غارات الروم على شمالي الجزيرة، ثم ظهرت الفتنة واستشرت بين أهل الجزيرة في سنة 431هـ، وفتحت هذه الفتنة ثغرات في صفوف المسلمين، ونفذ من خلالها النورمانديون حكام جنوب إيطاليا فعاونوا بعض الفئات المتخاصمة، وتم استيلاء النورمانديين على صقلية في سنة 484هـ بعد سقوط آخر مقاومة في الجزيرة، وبعد حكم إسلامي دام 267 سنة، وبدأت فترة من التحدي، إذ أخذ النورمانديون يشنون ألوانا من الاضطهاد والتعصب ضد المسلمين، وشهد الحكم النورماندي بن جبير، حيث مر بصقلية في عودته من الحج، فكان الناس يكتمون إسلامهم سرا خوفا من بطش النورمانديين، وقال ابن جبير واصفا أحوال المسلمين: (هم غرباء عن إخوانهم المسلمين تحت ذمة الكفر، ولا أمن لهم في أموالهم ولا في حريتهم وأبنائهم).
    وهكذا وصف ابن جبير اضطهاد المسلمين في صقلية في أثناء حكم النورمانديين للجزيرة، ونتيجة هذا الاضطهاد هاجر الكثير من المسلمين إلى خارج صقلية فرارًا بدينهم فقل عدد المسلمين بالجزيرة، واستسلم الضعفاء للتحديات الصليبية، وتعرض المسلمون بالجزيرة لحملات شرسة من الضغط والكبت، وأصبح عددهم لا يتجاوز بضعة آلاف، ولا يتناسب هذا العدد مع حجم الآثار الإسلامية التي تركت بصماتها على سائر فنون الحياة بصقلية، وبرغم الحملات التي قادها الكونت روجر الفاتح النورماندي لصقلية، فلقد دامت حرب الصراع تسعين عامًا، وأخيرًا نقل الملوك النورمانديون عشرين ألفًا من مسلمي صقلية إلى جنوبي إيطاليا ليكملوا حركة التشتيت.
    والآثار الإسلامية بالجزيرة لا تحصى، فلقد تركت بصماتها على أسلوب العمارة والفنون الزخرفية وأسلوب الكتابة والصناعات التقليدية، ولقد كان بصقلية عدد قياسي من المساجد، فكان في مدينة بالرمو ومدينة الخالصة المجاورة لها ثلاثمائة مسجد ذكرها ابن حوقل، وعدد أنواعها من المساجد الكبيرة والصغيرة والمعلقة التي بنيت فوق بعض القصور، وأشار ابن جبير إلى كثرة المساجد فقال: أما المساجد فكثيرة لا تحصى وأكثرها محاضر لمعلمي القرآن الكريم: "أي كتاتيب لتعليم القرآن الكريم"، وإلى جانب المساجد عدد من القصور التي بنيت على نسق إسلامي، وتمثل مصدرًا سياحيًّا للجزيرة، وهكذا ترك الإسلام بصمات معمارية على مختلف الفنون في حياة صقلية.
    ونتيجة للتحديات التي فرضت على المسلمين بالجزيرة نقص عددهم إلى حد التلاشي، بحيث يوحي التشابه بصور مؤلمة حدثت بنفس المقياس في الأندلس.
    وذكر ابن جبير أسماء مدن عديدة تحمل السمات الإسلامية كما ذكر العديد من القصور الإسلامية من بقايا الحكم الإسلامي، ومن المدن التي ذكرها مدينة ثرمة، وقصر سعدة، ومدينة أطرابنش، وكانت مدينة بالرمو تسمى المدينة قبل استيلاء النورمانديين عليها، ومن مدنها شغلودي، وكل هذه المدن كانت تعج بالآثار الإسلامية التي ذكرها ابن جبير، ومن المدن التي تغيرت مسمياتها مرسى على "مرصالا" ورعوض "راجوسا"، وهكذا كانت الحضارة الإسلامية التي خربها التعصب الصليبي.
    http://www.al-islam.com/Content.aspx...ContentID=2377
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    3- الأقلية المسلمة في أسبانيا:

    توجد في جنوب غربي قارة أوروبا، في شبه جزيرة أيبريا، وحيث تشغل إسبانيا أربعة أخماسها، وتفصل جبال البرانس بينها وبين جارتها فرنسا من ناحية الشمال الشرقي، ويحدها المحيط الأطلنطي والبرتغال من الغرب، وتطل على خليج بسكاي من الشمال، ويحيطها البحر المتوسط من الجنوب والشرق، وفي جنوبها يقترب اليابس الأوروبي من الإفريقي ممثلا في البروز الذي يشغله جبل طارق، وحيث يطل على مضيق طارق همزة الوصل بين المحيط الأطلنطي والبحر المتوسط، والمضيق والجبل يحملان اسم فاتح الأندلس منذ نهاية القرن الهجري الأول وحتى الآن. تبلغ مساحة إسبانيا 504.872 كيلومترًا مربعا، وسكانها في سنة 1408هـ - 1988م حوالي 39.054.000 نسمة والعاصمة مدريد وسكانها 3.500.000 نسمة، ومن أهم المدن برشلونة وسكانها حوالي 2 مليون نسمة، وبلنسية وسكانها 700.000 نسمة، وأشبيلية وسكانها 600.000 نسمة، وقرطبة وسكانها 300.000 نسمة، وسرقسطة، ثم غرناطة، ومرسية.
    الأرض:
    يغلب الطابع المضرس على أرض إسبانيا، ففي الوسط تشغلها هضبة المزيتا الإسبانية، ومتوسط ارتفاعها حوالي 600 متر، وتحيطها من الشمال جبال كنتبريان، وهي امتداد لجبال البرانس التي تفصل بين إسبانيا وفرنسا، وفي جنوب هذه الجبال جبال سيراجوادراما، وفي الشرق جبال إيبريا، وفي الجنوب جبال سيرامورينا، حيث أعلى قمة في إسبانيا وهي قمة أم الحسن (3.478 مترًا) في جبال سيرانفادا، وفي الشمال يوجد غاليسيا وعرفت عند العرب باسم "جليقية"، وفي الشمال الشرقي حوض نهر (أبرو) ويفصل هضبة المزيتا عن جبال البرانس، وفي الجنوب سهل الأندلس الخصب حيث يجري نهر الوادي الكبير، وحيث تتركز مشاريع الري، وهضبة المزيتا تقسمها عدة سلاسل جبلية، وتشقها أنهار هي نهر (دورو)، و(تاجه) ونهر الوادي اليانع، والوادي الكبير وتتجه إلى المحيط الأطلنطي.
    المناخ:
    تشمل إسبانيا ثلاثة أنماط مناخية نتيجة موقعها واتساع رقعتها وتعدد أشكال التضاريس بها، فتضم في القسم الشمالي والشمالي الشرقي طراز غربي أوروبا وأمطاره غزيرة، وتسقط في معظم شهور السنة، ويصل المعدل السنوي إلى 2032 مم، وفي الوسط يسود المناخ القاري في هضبة المزيتا، وهو شبه جاف، بارد في الشتاء وحار في الصيف، تهب عليها رياح محلية متربة مثل السولانو، وفي الجنوب والشرق يسود نمط البحر المتوسط وأمطاره شتوية، وتنتشر الغابات على المرتفعات الشمالية، وتسود الحشائش فوق الهضبة.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    السكان:
    يحكم المطر وتوافر الماء توزيع السكان في إسبانيا، ففي الشمال الشرقي تزيد الكثافة في منطقة كتالونيا، ويزداد التجمع في حوض نهر (أبرو)، كما يزداد في سهول بلنسية ومرسية، وتقل الكثافة السكانية في الوسط، وتزداد على السواحل الجنوبية فيما بين المزيتا ومالقة، ويزداد التجمع في حوض نهر الوادي الكبير حيث سهل الأندلس بين غرناطة وقرطبة وأشبيلية.
    وينتمي سكان إسبانيا إلى عناصر عديدة، فالملامح العربية لا تزال واضحة في وجوه سكان الجنوب، وهذا التأثير نتج عن بقاء العرب ثمانية قرون بالأندلس، ويعيش الباسك في الشمال ويتحدثون لغتهم، ويوجد الكتالونيون في الشمال الشرقي، والغالسيون في الشمال الغربي.
    واللغة القومية هي اللغة الإسبانية وهي اللغة القشتالية، والقاموس الإسباني يضم حوالي 6000 كلمة عربية وهناك الكتالانية والجليقية.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    النشاط البشري:
    لقد نهض الاقتصاد الإسباني في السنوات الأخيرة، وذلك بعد تنفيذ مخططات التنمية التي بدأت منذ عشرين عاما، ونتج عن ذلك تأسيس عدة قطاعات صناعية، ففي الشرق في منطقة كتالونيا نشطت صناعة المنسوجات والملابس والكيميائيات، وفي الشمال في منطقة الباسك نشطت الصناعات الحديدية، كما ازدهرت الصناعة في منطقة مدريد، وبرشلونة، ولإسبانيا شهرة عالمية في إنتاج الزئبق وبعض المعادن كالكبريت والنحاس، وصناعة الخزف، وتوجد صناعة السيارات والدراجات، وصناعة الزجاج، وللسياحة أهميتها في إسبانيا وللآثار الإسلامية دورها الأساسي في ذلك، حيث يزور إسبانيا أكثر من 30 مليون سائح سنويًّا.
    ولا تزال الزراعة حرفة أساسية، فتكاد المنتجات الزراعية تسيطر على نصف الصادرات، ويعمل بالزراعة حوالي 12% من القوة العاملة، وتقوم الزراعة على الأنهار والأمطار، ولقد استخدم العرب في الأندلس نظام الري وما زالت الطريقة العربية تستخدم، وتنتج القمح والشعير والزيتون والعنب والحمضيات، وتوجد في إسبانيا ثروة حيوانية جيدة، حيث تزاول حرفة الرعي في هضبة المزيتا وعلى العديد من السفوح، وتشتهر الأغنام الإسبانية بجودة أصوافها (المارينو) ويربى الماعز والأبقار.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    كيف وصل الإسلام إلى إسبانيا؟
    وصل الإسلام إلى إسبانيا مبكرا، وذلك عندما فتح المسلمون شبه جزيرة إيبريا في سنة 93هـ - 711م، واكتسح المد الإسلامي أكبر مساحة من شبه جزيرة إيبريا في سرعة مذهلة وأتى الفتح بنتائج رائعة، وذلك بفضل الجهاد والتسامح الديني عند الفاتحين، فلم يتعرض المسلمون للمسيحيين في إقامة شعائرهم، ولم يجبروا أحدا على الدخول في الإسلام، ومن العوامل التي ساعدت على الانتشار التشابه الطبيعي في بعض ملامح شبه الجزيرة العربية وشبه جزيرة إيبريا، فلم يمض على دخول العرب ثلاثون عاما إلا وكانت إيبريا بكاملها في حوزة الإسلام، وتحول الفاتحون إلى مهاجرين واستوطنوا البلاد، بل تجاوزها نفوذهم إلى جنوبي فرنسا، وأدخل العرب في إيبريا زراعة المدرجات الجبلية، ومدوا شبكات الري المعقدة والمغطاة من أقنية وفخار وكهاريز وأدخلوا محاصيل جديدة، وتحولت البلاد إلى مشعل حضارة، بل من ألمع مشاعل الحضارة، وقيل: إن سكان الأندلس وصلوا إلى 30 مليونا في عهد عبد الرحمن الثالث، وسيطر المسلمون على رقعة تصل إلى سبعمائة ألف من الكيلومترًات المربعة، وهذه المساحة تزيد على مساحة إسبانيا والبرتغال التي تتكون منهما أراضي إيبريا بمائة ألف من الكيلومترًات.
    ولقد كانت الموجة الأولى لفتح الأندلس من المؤلفة قلوبهم من العرب والبربر الذين آخى الإسلام بينهم، فاندفعوا بقيادة طارق بن زياد وبإمدادات موسى بن النصير يفتحون قرى ومدن إيبريا الواحدة تلو الأخرى، وبهذا الفتح تحول الأندلس أو "المغرب الثاني" كما كان يسمى أحيانا إلى مشعل من ألمع مشاعل الحضارة الوسيطة، وكتبت صفحة من أنقى صفحات التاريخ في أوروبا في العصور الوسطى، وقد امتد تأثير الحضارة الإسلامية إلى الممالك الأوروبية، وآتت ثمارها بنهضة جديدة لأوروبا شملت مختلف الميادين، وتلقى طلاب العلم من المسيحيين من العلوم العربية ما أثار فيهم النشاط العقلي فاجتمعت لديهم ركيزة للنهضة فيما بعد.
    وكانت الأندلس قبلة الحضارة في أوروبا، بل تجني إسبانيا ثمار هذه النهضة المعمارية فنيا وماديا حيث يزورها سنويًّا أكثر من ثلاثين مليون سائح ليشاهدوا آثار تلكم النهضة الإسلامية مع فنونها، ولنا أن نتصور ما يدر مثل هذا العدد من دخل على خزائنهم من الآثار الإسلامية بما يقدر بأكثر من مليارين من الدولارات سنويًّا، كحصيلة للحضارة الإسلامية التي مكثت ثمانية قرون، وأسس العرب الهيكل الحضاري الذي ما زال يميز إسبانيا، وبعد هذا الأثر الرائع يتهم المسلمون بما اتهمهم به المستشرقون!!.
    وخارطة إسبانيا المعاصرة وثيقة حية لآثار المسلمين بالأندلس، فتحمل من أسماء الأعلام العرب ما لا سبيل إلى حصره، والقاموس الإسباني اليوم يضم حوالي 1/8 مفردات اللغة الإسبانية من العربية، وفي العقد الأول من وجود الإسلام اتسعت رقعة البلاد فشملت جزيرة إيبريا بكاملها، ثم تقهقر المسلمون عن شمالي إيبريا نتيجة مجاعة حدثت في سنة 123هـ - 740م والسنوات التالية لها فوصلت مساحة الأندلس إلى أربعمائة وأربعين ألف كيلومتر، وكانت هذه فرصة انتهزها المسيحيون وكونوا إمارة صغيرة في شمالي البلاد، واتخذت كنواة للتوسع عندما تضعف السلطة المركزية بالأندلس، فعندما تفتتت وحدة الأندلس إلى دويلات كان التهام الدويلات المجاورة من قبل الإمارات المسيحية سهلا ميسورا، حدث هذا في نهاية الفترة الأموية بالأندلس.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    وعندما تعود للأندلس وحدته وتظهر به دولة قوية تعود الإمارات المسيحية إلى التقوقع والانزواء، وتمثلت هذه الحقيقة في عهد المنصور بن أبي عامر، فلقد بلغت مساحة الدولة الإسلامية في عهده حوالي خمسمائة وثمانين ألف كيلومتر، أي تكاد تقترب من جملة مساحة إيبريا، والقليل الباقي إمارات صليبية منزوية في الشمال، ومن بعد المنصور جاء ملوك الطوائف وتفتتت الوحدة فضاع نصف الأندلس، وأصبحت مساحته مائتين وخمسين ألف كيلومتر في القرن الخامس الهجري، واستطاع المرابطون والموحدون الاحتفاظ بهذا القدر مدة طويلة، وبهزيمة دولة الموحدين انكمشت مساحة الأندلس إلى ثلاثين ألف كيلومتر تقريبا، وظلت هذه المساحة تتقلص حتى غربت شمس الأندلس، ولم تغرب شمس الإسلام عن الأندلس وسقطت غرناطة في سنة 898هـ - 1492م بعد عقد معاهدة بين فرناند وإيزابلا ملكي إسبانيا يلتزمان فيها باحترام الدين، وبعد أن استقر لهم الأمر نقضا نصوص هذه المعاهدة وحاكما المسلمين أمام محاكم التفتيش التي أصدرت أحكامها بالإعدام حرقا على أعداد كبيرة من المسلمين، ولقد نشأت المحاكم البغيضة في سنة 885هـ - 1480م قبل سقوط غرناطة في المناطق الإسلامية التي استولى عليها الإسبان، وأنشأها الراهب الحاقد (توماس توركيمادا) وأدارها بالنار والحديد، واتبع سياسته خلفاؤه من بعده، وكانت أساليبها تخويف الشهود واللجوء إلى التعذيب البدني للحصول على الاعترافات المزيفة، ومصادرة أموالهم، وإعدام الناس حرقا، وفي الفترة التي أدار فيها الراهب توماس محاكم التفتيش حكم على ألفي شخص بالأندلس بالموت حرقا، ومن الطبيعي أن يتضاعف هذا العدد في عهد خلفائه، ولهذا هاجرت أعداد كبيرة من المسلمين إلى بلاد المغرب بلغت عدة ملايين، واضطر من بقي أن يخفي عقيدته سرا، واستمرت هذه المحاكم تمارس سلطاتها أكثر من ثلاثة قرون ولم تلغ إلا في عهد نابليون، أي في القرن التاسع عشر.
    ولكن الكبت لم يدم طويلا، فلقد تمرد "الموريسكيون" وهو الاسم الذي أطلق على أولئك الذين احتفظوا بإسلامهم سرا، وحدث هذا التمرد بعد سقوط غرناطة بحوالي ثلاثة أرباع قرن، أي في سنة 976هـ - 1568م ولما يئس الإسبان من إجبار الموريسكيين على ترك دينهم أمروا بطردهم فخرج من إسبانيا سنة 1019هـ - 1610م مليون مسلم هروبًا من قسوة محاكم التفتيش، هذا في مقابل ما كان يقدمه الإسلام من سماحة وتسامح، فلم يرغم المسلمون طيلة ثمانية قرون أحدًا على اعتناق الإسلام وتركوا للمسيحيين حرية ممارسة عقيدتهم وبناء كنائسهم.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    المسلمون في العصر الحديث:
    هذا لا يشمل جيوب الاستعمار الإسباني في "المملكة المغربية"، فهذه أرض مغربية. لقد هاجر إلى إسبانيا بعد الحرب الأهلية (1935-1939م) عدد كبير من العمالة المغربية، كما كان هنالك عدد من المغاربة عملوا في الجيش الإسباني في عهد "فرانكو".
    كما وفد أعداد من الطلاب العرب للدراسة في إسبانيا، خصوصا من الفلسطينيين والسوريين، واعتنق عدد من الإسبان الإسلام حديثا، خصوصا بعد قانون "حرية الأديان" في إسبانيا، ويقدر عدد المسلمين في إسبانيا بحوالي 250 ألفا، ويشمل هذا الرقم المسلمين في مليلة، وسبتة وهي جيوب الاستعمار الإسباني في المغرب.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    فئات الأقليات المسلمة وتتمثل في:
    1- الطلاب: تزايد عدد طلاب العلم من المسلمين في إسبانيا حتى بلغ عدة آلاف، ولقد شجعت إسبانيا الطلاب العرب للدراسة في إسبانيا لعدة أسباب منها: تحسين العلاقات، ومنها نشر ثقافتهم، وإرضاء العناصر الأندلسية التي تحاول فصل الأندلس.
    ولقد كانت مساعدة الطلاب الوافدين من أهم أعمال الجيل الجامعي السابق عليهم والذي تولى مهمة الدعوة، ولهذا تأسست الجمعية الإسلامية الإسبانية سنة 1391 هـ - 1971م.
    2- العمال: هم أكبر الفئات الإسلامية، فيكونون أكثر من ثلثي عدد المسلمين في إسبانيا أي حوالي 150 ألفا من جملة المسلمين، البالغة 250 ألف نسمة.
    ازدادت هجرة العمال المسلمة في سنة 1396 هـ - 1976م، لا سيما عمال المغارب العربية، بسبب المعاناة التي حدثت للعمال المسلمين في غرب أوروبا، ثم ازدادت الهجرة الإسلامية بعد ذلك، حتى وصل عدد العمال المسلمين في لشبونة إلى أكثر من 50 ألفا معظمهم من المغاربة، وأغلب هؤلاء من الشباب، ومعظمهم بدون أسرهم، كما أن أغلبهم أمي، لذا من السهل انحرافهم.
    ولقد تنبه المركز الإسلامي في إسبانيا لهذا الخطر فأخذ يعمل على تعميق الهوية الإسلامية بين هؤلاء.
    3- المسلمون الإسبان: وهؤلاء اعتنقوا الإسلام طواعية وعن اقتناع بعد أن تكشفت لهم صورته الحقيقية التي حاول تشويهها المسيحيون، وأسهم في ذلك صدور قانون حرية العقيدة في إسبانيا بعد تعصب دام عدة قرون، وهذه الفئة من المسلمين منتشرة في غرناطة، وأشبيلية، وملقا، وقرطبة، ومدريد.
    4- المسلمون في الجيوب الاستعمارية الإسبانية: في المغرب في سبتة ومليلة، لا مجال للشك في أن المسلمين في هذين الجيبين أغلبية ولا مجال لمناقشة موضوعهم الديني ضمن الأقلية، ولكن الوضع الديني والاجتماعي والتعليمي يجعلنا نشير إليهم فقط، لنتذكر هذا الوضع الغريب للاستعمار الإسباني.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    الهيئات والمؤسسات الإسلامية في إسبانيا:
    بدأ أول تجمع للنشاط الإسلامي في إسبانيا من مدينة غرناطة، وسبحان الله فلقد كانت غرناطة آخر معاقل المسلمين التي سقطت في الأندلس بعد غروب شمس الإسلام، ثم يشاء الله أن تبدأ شمس الإسلام تشرق من جديد عن غرناطة بالأندلس، وفي إسبانيا حاليا مجموعة من الهيئات والمؤسسات الإسلامية ظهرت في غرناطة ثم انتشرت خصوصا بعد صدور قانون حرية الأديان، ولقد بلغ عدد الهيئات والمنظمات والمؤسسات الإسلامية في إسبانيا 49 ومنها:
    1) المركز الإسلامي الإسباني:
    أقدم المؤسسات الإسلامية في إسبانيا، أسسه الطلاب المسلمون الذين كانوا يدرسون في إسبانيا في سنة 1966م في مدينة غرناطة، وقد انبثق عن جمعية طلابية أول الأمر، وسمي المركز الطلابي الإسلامي وأصبح للمركز الإسلامي فروع في مدن إسبانية عديدة، وفي سنة 1976م تقدم المركز للحكومة بطلب تحويل مسماه من المركز الطلابي الإسلامي إلى المركز الإسلامي، وفي عام 1978م انتقل المركز من غرناطة إلى مدريد، وللمركز الإسلامي فروع في غرناطة، وبرشلونة وقرطبة ومن أبرز نشاطات المركز:
    1 - نشر الدعوة الإسلامية بين الإسبان.
    2 - توزيع الكتب الإسلامية باللغة الإسبانية.
    3 - التوعية الإسلامية.
    4 - دعم النظام الطلابي الإسلامي.
    5 - الاحتفال بالمناسبات الإسلامية.
    6 - تثقيف العمال دينيا.
    7 - إقامة المخيمات الشبابية.
    8 - ترجمة بعض الكتب الإسلامية.
    9 - إقامة مشاريع إسلامية تخص التعليم، منها مدرسة في برشلونة، ومدرسة في غرناطة.
    10 - نجح المركز الإسلامي في تأسيس وقف خيري إسلامي.
    ولقد أنشأ المركز الإسلامي مدرسة ابن رشد في غرناطة ولقد دعمها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ماديا، وللمركز الإسلامي الإسباني فروع في أشبيلية، وقرطبة، ومالقة، وشريش، ومرسية، والجزيرة الخضراء، ودوس هرماناس، وبرشلونة، وماسراجونزا، وأبريادوا، وفلسية.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    2) جمعية المسلمين الإسبان في غرناطة: تضم المسلمين الإسبان، وهم الإسبان الذين اهتدوا إلى الإسلام.
    3) جمعية اتحاد الطلاب المسلمين في غرناطة.
    4) الجمعية الإسلامية في إسبانيا، ومقرها مدريد ومعظم القائمين عليها من المغرب.
    5) الجمعية الإسلامية في قرطبة تأسست سنة 1400هـ بعد استلام مسجد القاضي أبي عثمان.
    6) الجمعية الإسلامية في الأندلس ومقرها في مالقة.
    7) جالية إسلامية في أشبيلية (جمعية محدودة).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    المركز الإسلامي الثقافي في مدريد:
    تم افتتاحه في عاصمة إسبانيا في 24/ 3 /1413 هـ، وقام بالافتتاح الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وحضر حفل الافتتاح ملك إسبانيا، ولقد تكفل خادم الحرمين الشريفين بنفقات المركز كاملة، والتي بلغت 25 مليون دولار وافتتح المركز رسميا في 24/ 9/ 1992م.
    يعتبر المركز الإسلامي الثقافي في مدريد أكبر المراكز الإسلامية في أوروبا، وتبلغ مساحته 18 ألف متر مربع، ويضم مبنى المركز مسجدًا يتسع لأكثر من ألف مصل، وملحقًا به شرفة خاصة بصلاة النساء، ويضم حمامات للوضوء، ويتكون المركز من 6 طوابق ثلاثة منها تحت الأرض، وتبلغ مساحة المسجد وحده حوالي 650 مترًا مربعًا.
    ويضم المركز إلى جانب المسجد مدرسة متعددة المراحل تتسع لأكثر من 300 طالب، ومعملا لتعليم اللغات، يضم 36 غرفة مجهزة للتدريس، وبالمركز قاعة كبيرة للعرض، وللمؤتمرات تتسع لأكثر من 500 مقعد، ومجهزة بكافة الأجهزة الصوتية ومركز للترجمة الفورية، وتقوم مدرسة المركز بتعليم العلوم الإسلامية، واللغة العربية، والقرآن الكريم، إلى جانب تدريس اللغة الإسبانية، واللغة الإنجليزية، وبالمركز مكتبة تضم حوالي 30 ألف كتاب، وقاعة للمطالعة، مجهزة بوسائل سمعية وبصرية، وللمسجد مئذنة رشيقة ترتفع إلى حوالي 36 مترًا.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    المؤسسات العلمية:
    هناك مجموعة من المؤسسات العلمية بعضها أكاديمي مثل المعهد العربي للدراسات الأكاديمية، ومنها المعهد الإسباني العربي للثقافة في مدريد، والمدرسة العربية في مدريد وهي مدرسة إسبانية للبحث العلمي.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    التحديات:
    تبرز على الساحة الإسلامية في إسبانيا بعض التحديات مثل:
    1 - الوجود القادياني وقد أقامت هذه الفئة الدخيلة معبدا لها في قرية صغيرة سمتها (بدور أباد) على بعد 21 كيلومترًا من قرطبة.
    2 - مركز تنصيري في مدريد (مركز دارك نيوما) يدرس العربية والإسبانية، ويديره راهب.
    3 - بعض العمال المسلمين يقدمون صورة مشوهة عن الإسلام بسبب جهلهم.
    4 - ظهور فئات ضالة في الوسط الإسلامي في إسبانيا.
    5 - توجد بعض الجمعيات الإسلامية الفردية، والتي قد تضم عددًا قليلًا، وهذا يؤدي إلى التشرذم والتمزق.
    6 - تحديات مالية تظهر كصعوبات في تمويل العمل الإسلامي، وقد تسبب تخلف الأعمال الإنشائية للمدارس والمراكز الإسلامية.
    7 - عدم تطبيق العدالة والمساواة بين العمال المسلمين وغيرهم في الأجور.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    المتطلبات:
    1 - كانت الجالية المسلمة تطلب إنشاء وقف إسلامي للصرف على المؤسسات الإسلامية، وقد تم إنشاء هذا الوقف، وتطالب الجالية المسلمة بدعم هذا الوقف.
    2 - الأقلية المسلمة في إسبانيا في حاجة إلى مدرسين لتعليم الدين الإسلامي يجيدون اللغة الإسبانية للتدريس في بعض المدارس الملحقة بالمساجد، كما تحتاج إلى دعم مدرسة ابن ر شد في غرناطة.
    3 - إرسال بعض البعثات الطلابية إلى الجامعات الإسلامية.
    4 - إقامة المخيمات الصيفية للشباب المسلم ولأطفال المسلمين.
    5 - ترجمة الكتب الإسلامية إلى اللغة الإسبانية.
    الوضع الديني في إسبانيا:
    صدرت إحصائية عن الأديان في إسبانيا في سنة 1410هـ أشارت إلى أن عدد المسلمين قدر بحوالي 250 ألف نسمة، والبروتستانت 30 ألف نسمة، والأرثوذكس 400 ألف نسمة، واليهود 5 ملايين نسمة، والكاثوليك يكونون الأغلبية.
    http://www.al-islam.com/Content.aspx...ContentID=2378
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    4- الأقلية المسلمة في بلغاريا:

    إحدى دول البلقان، ومن دول أوروبا الشرقية، خضعت لحكم الأتراك العثمانيين من سنة (799هـ - 1396م). واستمر حكم الأتراك لها قرابة خمسة قرون، وأنشئت إمارة بلغارية عقب اتفاقية برلين سنة 1878م، وكان الأتراك يشكلون حوالي ثلث سكانها، ثم توسعت على حساب الدولة العثمانية، وتكونت بها مملكة في سنة (1326هـ - 1908م). وفي الحرب العالمية الأولى اشتركت مع ألمانيا فهزمت وتقلصت مساحتها، وفي الحرب العالمية الثانية انضمت إلى ألمانيا مرة أخرى، فهزمت للمرة الثانية وغزاها الروس، ثم سيطر عليها الشيوعيون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي سنة 1960م صدر قانون تسجيل السكان. ويحتم على المسلمين أن يتخذوا أسماء بلغارية، واستخدمت السلطات البلغارية القوة في تنفيذ هذا القانون في سنة 1982م. واحتجت على ذلك تركيا فمعظم المسلمين البلغار من أصول تركية، ثم تغير الوضع بعد سقوط النظام الشيوعي في شرقي أوروبا وفي الاتحاد السوفيتي.
    الموقع:
    تشرف بلغاريا على البحر الأسود من الناحية الشرقية، وتشترك حدودها الغربية مع يوغسلافيا، وتحدها تركيا واليونان من الجنوب، ورومانيا من الشمال، وتبلغ مساحة بلغاريا (110.911كم2). وسكانها في تقديرات سنة 1408هـ - 1988م حوالي 8.982.000 نسمة، والعاصمة صوفيا، وسكانها أكثر من مليون نسمة، ومن أهم مدنها: بلوفديف، وفارنا، "وارنا" وروس، وبور غازي، ويشكل المسلمون في بلغاريا حوالي 1.600.000 نسمة. وإن كانت بعض المصادر تقدرهم بمليون نسمة (10% من جملة السكان)، وهذا يخالف الواقع العددي للمسلمين في بلغاريا، وحسب التقديرات الإسلامية يشكل المسلمون حوالي 16.7% من سكان بلغاريا.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    الأرض:
    بلغاريا بلد جبلي مضرس المظهر، فالجبال تخترقها من الغرب نحو الشرق فتشكل مناطق متميزة الملامح، ففي الجنوب الغربي جبال رودوب، ويصرف قسما منها نهرا استروما وماريتزا إلى بحر إيجة، وإلى الشمال من جبال رودوب سهل تراقيا ويشغل القسم الجنوبي الشرقي من بلغاريا، وحيث يجري نهر ماري تيزا، وفي شمال النطاق السابق تأتي جبال البلقان، وتنحدر إلى سهل الدانوب حيث يشكل نهر الدانوب حدودها الشمالية مع رومانيا، ويجري في سهولها الشمالية الشرقية، وتمتد مجموعة من المستنقعات بين صوفيا في الغرب إلى سليفن في الشرق، وتحيط بها مجموعات من التلال المكسوة بالغابات.
    المناخ:
    يتصف مناخ بلغاريا بارتفاع حرارته في الصيف، وبشتائه البارد حيث يتميز بالقارية، غير أن المرتفعات تقلل من حدة الحرارة في الصيف، والقسم الشمالي الشرقي من بلغاريا معرض لغزو الرياح الحارة في الصيف، والباردة في الشتاء، وأمطار هذا النطاق تسقط في فصل الصيف، والنطاق الجنوبي متأثر بمناخ البحر المتوسط، وأمطاره شتوية، وقد وفرت الجبال حماية للوديان من الرياح الباردة في فصل الشتاء وهذه الحماية تتيح لبلغاريا فرصًا ممتازة لزراعة الورود، حتى أصبحت بلغاريا أولى دول العالم في إنتاج عطر الورد.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    السكان:
    الخليط السكاني في بلغاريا يتكون من العناصر البلغارية التي تشكل غالبية السكان، وهذه العناصر ترجع إلى أصول تركية قديمة، هاجرت إلى المنطقة وتتحدث لغة السلاف، تليهم عناصر تركية حديثة الهجرة مختلطة بجماعات من التتار، ثم أقلية من الغجر، وهناك أقليات أخرى من أصل روماني، ومن الأرمن، يعيش نصف سكان بلغاريا في المدن، والنصف الآخر يعيش على الاقتصاد الزراعي في الريف، ولقد وصل الأتراك العثمانيون إلى بلغاريا عن طريق هجرة إلى إقليم رملي في القرن الرابع عشر الميلادي، وظلوا في بلغاريا عدة قرون، واستقر الأتراك في مقدونيا، ورودوبيس، ثم حدثت هجرة إجبارية للأتراك مما قلل من عددهم في بلغاريا، وكان عددهم في سنة 1887م حوالي 602 ألف نسمة، وصل في سنة 1921م إلى 577 ألف نسمة، وكان عدد المسلمين 825 ألفًا.
    النشاط البشري:
    يحتل الإنتاج المعدني مكانة هامة في اقتصاد بلغاريا، وتستخرج المعادن من ثلاث مناطق، في الغرب حيث يستخرج الرصاص والزنك والنحاس والحديد، والمنطقة الثانية في شرقي جبال رودوب، أما الثالثة فقرب البحر الأسود حيث يستخرج النفط، وأسهم هذا في ظهور العديد من الصناعات المعدنية والنفطية، وتتركز الصناعة في صوفيا، وفي فارنا، وبلوفديف، وسترازاجورا.
    أما الزراعة فتمارس في المنطقة الشمالية حيث سهل الدانوب، وفي بعض المناطق الداخلية الإنتاج يتكون من القمح ومن الذرة هذا إلى جانب الفاكهة والورد، والثروة الحيوانية تتمثل في تربية الأغنام والأبقار.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    كيف وصل الإسلام إلى بلغاريا:
    تقدم الإسلام نحو شبه جزيرة البلقان في بداية النصف الثاني من القرن الثامن الهجري، وذلك مع الفتح العثماني للبلقان، ففتح العثمانيون مدينة بلوفديف في سنة (765هـ - 1363م)، ثم فتحوا صوفيا في سنة (787هـ - 1385م)، وتوالت فتوح الأتراك العثمانيين لبلغاريا، وتم الاستيلاء على جميع أراضيها في سنة (796هـ - 1393م)، وظل الأتراك يحكمونها أكثر من خمسة قرون، وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي تدخلت روسيا ضد تركيا، ومنحت بعض المناطق حكما ذاتيا، وتكونت إمارة بلغاريا عقب معاهدة برلين سنة 1878م، وفي سنة (1326هـ - 1893م) أعلن عن قيام مملكة بلغاريا، وعقدت معاهدة إستانبول سنة 1909م، وانحازت في الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا وتركيا، وعقدت معاهدة سنة 1919م مع الحلفاء على أن تحترم حقوق الأتراك، وأعقب هذا عقد عدة معاهدات مع تركيا لاحترام حقوق الأتراك البلغار، وكذلك انحازت إلى جانب الألمان في الحرب العالمية الثانية، ثم تحولت إلى الحكم الشيوعي بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن غزاها الروس، ولقد زاد انتشار الإسلام في العهد التركي. وبعد الاستقلال تعرض المسلمون إلى الظلم والاضطهاد، فكان المسلمون أكثرية قبل الاستقلال، ونتيجة الضغوط والمضايقات هاجر العديد إلى خارج بلغاريا، وحل محلهم العنصر البلغاري، والذي استقدم إلى بلغاريا من البلدان المحيطة بها، فقل عدد المسلمين وظل الإسلام منتشرا بين العناصر التركية التي بقيت في بلغاريا، وتشكل غالبية المسلمين الآن حيث يقترب عددهم من مليون مسلم، فكان عددهم في سنة 1391هـ قرابة 900 ألف نسمة، ثم يليهم المسلمون البلغار، ويليهم المسلمون الغجر، ثم التتار الذين يشكلون حصة ضئيلة من المسلمين المقدونيين، وكان عدد المسلمين في بلغاريا سنة 1391هـ 1.450.000 مسلم، والآن يشكل مجموع المسلمين أكثر من مليون ونصف نسمة، ويتزايد عدد المسلمين بنسب مرتفعة نتيجة زيادة المواليد، فكانت نسبتهم في سنة 1949م 13.3%، وفي سنة 1956م 14.1%، وفي سنة 1971م 17% لذلك فمن المتوقع أن تصل حصتهم في سنة 2000م إلى 25% من مجموع السكان، ولكن التعسف البلغاري مستمر ضد المسلمين الأتراك وهذا يدفع العديد منهم إلى الهجرة، ولم يقتصر الأمر على هذا، فلقد أغلقت المدارس والمساجد وشنت حملات على المسلمين لتغيير أسمائهم، ومنع الختان، وأرغموا المسلمات على الزواج من غير المسلمين.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الأقليات المسلمة حول العالم

    مناطق المسلمين:
    ينتشر المسلمون في المناطق القريبة من الحدود اليوغسلافية والحدود اليونانية، وكذلك قرب الحدود التركية. ويتركزون في مناطق دورويس الشرقية وكترلوا ولودوغوريا وسلانيك. وبرغم أن المسلمين الآن يزيد عددهم على مليون ونصف مليون، تقدرهم بعض المصادر الغربية ب10% من جملة السكان أي حوالي مليون نسمة، ويتكون المسلمون البلغار من القوميات التركية، فحوالي 60% منهم من الأتراك، ومن القومية البلغارية 25% ومن الغجر حوالي 15%. ولم يقتصر الأمر على تغيير أسماء الأفراد، وإنما تجاوز هذا إلى تغيير أسماء مناطق المسلمين، فتم تغيير اسم منطقة شومين إلى غورسكي، ومنطقة لازجراد، وهاسكوي إلى أريغودووبر مشيري.
    الوضع الراهن:
    يعاني المسلمون في بلغاريا العديد من ألوان الاضطهاد فليس لهم حق ممارسة شعائرهم الدينية، فالدين يتعرض لحملات مركزة من الإلحاد الشيوعي، لدرجة منع دخول مصاحف القرآن الكريم، وكذلك الكتب الدينية، وأجبر المسلمون على تغيير أسمائهم الإسلامية واضطروا إلى الهجرة إلى خارج بلغاريا، كما أرغموا على سكنى مناطق شبه معزولة، ونتيجة سياسة القمع هاجر 37 ألف مسلم تركي إلى الخارج. وتبذل المحاولات لتذويبهم في المجتمع البلغاري، ويقاوم المسلمون هذه السياسة بالتمسك بدينهم، ولقد حرمت المناطق الإسلامية من التطور الاقتصادي والنهوض بدخولها، وضحية هذا الاضطهاد الأجيال القادمة من أبناء المسلمين، وعرضت المسألة البلغارية على مؤتمر وزراء خارجية المؤتمر الإسلامي في 1986م، وصدر قرارًا يعبر عن قلق الوزراء من التعسف البلغاري ضد الأتراك، وعرضت المسألة البلغارية أيضًا على مؤتمر القمة الإسلامي بالكويت سنة 1987م، وأكد المؤتمر على ما جاء بقرار وزراء الخارجية السابق، وشكلت لجنة للاتصال ببلغاريا وزارت لجنة بلغارية الكويت، ولقد تغير الوضع في بلغاريا بعد انهيار النظام الشيوعي، ونأمل أن تتحسن أوضاع المسلمين نتيجة هذا.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •