تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: ابن الجوزي ليس أشعري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    581

    افتراضي ابن الجوزي ليس أشعري

    دائماً الأشاعرة يشكلون على الحنابلة بأن عقيدة ابن الجوزي مخالفه للحنابلة، فيخيل للسامع انه على عقيدة الطرف المقابل
    الإجابة لا
    لنه توقف ولم يؤيد طرف في باب الصفات وكان يذم الطرفين
    يقول في صيد الخاطر الصفحة 194
    وإن قال: لم يقدر ولم يقض تزلزل إيمانه بالقدرة، والملك، فكان الأولى ترك الخوض في هذه الأشياء.
    ولعل قائلاً يقول: هذا منع لنا عن الاطلاع على الحقائق، وأمر بالوقوف مع التقليد.
    فأقول: لا، إنما أعلمك أن المراد منك الإيمان بالجمل، وما أمرت بالتنقير لمعرفة الكنه مع أن قوى فهمك تعجز عن إدراك الحقائق.
    فإن الخليل عليه الصلاة والسلام قال: أرني كيف تحيي، فأراه ميتاً حيي، ولم يره كيف أحياه، لأن قواه تعجز عن إدراك ذلك.
    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي بعث ليبين للناس ما نزل إليهم، يقنع من الناس بنفس الإقرار واعتقاد الجمل.
    وكذلك كانت الصحابة، فما نقل عنهم أنهم تكلموا في تلاوة ومتلو، وقراءة ومقروء ولا أنهم قالوا استوى بمعنى استولى ويتنزل بمعنى يرحم.بل قنعوا بإثبات الجمل التي تثبت التعظيم عند النفوس، وكفوا كف الخيال بقوله: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " .
    ثم هذا منكر ونكير إنما يسألان عن الأصول المجملة فيقولان: من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟.
    ومن فهم هذا الفصل سلم من تشبيه المجسمة، وتعطيل المعطلة، ووقف على جادة السلف الأول، والله الموفق.
    أشهد أن لا أله ألا الله وأشهد أن محمد رسول الله
    أنا الأن أحفظ القران أدعوا لي أن الله يعينني على حفظ كتابه

  2. افتراضي رد: ابن الجوزي ليس أشعري

    هذا الكلام الذي قمت حضرتك بنقله عن ابن الجوزي يثبت بشكل جازك أن ابن الجوزي ليس من الأشاعرة المؤولين ولكنه لا ينفي عنه كونه من الأشاعرة المفوضين لأنه أنكر تفسير استوى باستولى ولم يثبت المعنى الذي يعتقده، كما أن الأشاعرة والسلفية متفقين - من حيث المبدأ - على أن تعطيل صفات الله كفر وتجسيم الله وتشبيهه بخلقه كفر
    لكن ما هو التعطيل وكيف يقع المرء فيه ؟
    ما هو التجسيم والتشبيه وكيف يُحكم على الرجل بكونه مجسم ومشبه ؟
    هذا هو محل الخلاف بين الأشاعرة والسلفية
    فقول ابن الجوزي : "
    ومن فهم هذا الفصل سلم من
    تشبيه المجسمة، وتعطيل المعطلة
    "
    يقولها الأشعري والسلفي لكن كل منهما يفهمها على طريقته فلا تعتقد أن قول ابن الجوزي هذا - و " هذا " عائد على قول ابن الجوزي وليس ابن الجوزي نفسه - ينفرد بالنطق به السلفية
    ملحوظة: أنا سلفي لكن أقول لك أن نقلك هذا لا قيمة له عند الأشاعرة في خلع " التفويض " عن ابن الجوزي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    140

    افتراضي رد: ابن الجوزي ليس أشعري

    أما ابن الجوزي فقد شاع نكير أئمة الحنابلة عليه وتبديعهم إياه لأقواله القبيحة في الاعتقادات
    ويُقرأ لزوما نصيحة الإمام العلثي له في هذه المسائل
    ومن يدافع عنه فهو إما جاهل بحاله إما جاهل بالشرع
    نسأل الله السلامة والعافية

  4. افتراضي رد: ابن الجوزي ليس أشعري

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله السبري مشاهدة المشاركة
    أما ابن الجوزي فقد شاع نكير أئمة الحنابلة عليه وتبديعهم إياه لأقواله القبيحة في الاعتقادات
    ويُقرأ لزوما نصيحة الإمام العلثي له في هذه المسائل
    ومن يدافع عنه فهو إما جاهل بحاله إما جاهل بالشرع
    نسأل الله السلامة والعافية
    على فكرة أنا لم أتهم ابن الجوزي بالتمشعر والتفويض لأنني لست محققاً في المسألة بل كل ما قلته أن هذا النقل الذي أشار صاحب الموضوع إليه لا يخلع عنه كونه من أهل التفويض وإن خلع عنه كونه من أهل التأويل
    لكن لا يصل الأمر للهجوم عليه بهذه الطريقة
    فأقِم البّيِّنة من أقواله ومؤلفاته على ما تدعيه ولا تحيلنا لكتب أو كتاب بل اقتبس لنا ما يجعلنا نلتفت إليه بدلاً من التساهل في الطعن في من لم يشتهر عنه السوء كالرازي وابن عربي ونحوهما
    ولا أحب أن يعتقد السلفيون اقتصار وانحصار السلفية على الحنابلة وكأن مالكاً والشافعي وأبو حنيفة وتلامذتهم كانوا أشاعرة
    فهذا نجده كثيراً على ألسنة طلبة العلم السلفيون وهو يوافق ادعاء الأشاعرة بأنهم الأغلبية
    فلا مالكاً ولا الشافعي ولا أبو حنيفة يرضوا بالاعتقاد بأن ظاهر النصوص القرآنية كفر
    وأن الرسول خاطب العوام بالتشبيه والتجسيم نزولاً لمستواهم العقلي
    مع أن المعلوم عن الرسول أنه لا يمزح بالكذب وقد أوتي جوامع الكَلِم
    فإن كان لا يستبيح الكذب ولو مزاحاً وأوتي جوامع الكَلِم فهل يُعقَل أنه عجز عن تبسيط الاعتقاد للعوام والجهلة - وهو الاتهام الذي يلصقه الأشاعرة بكثير من الصحابة - ولم يجد لتبسيط الاعتقاد لهم إلا كلاماً لازمه كفر ؟؟؟؟؟؟؟؟
    هل يُعقَل أن يعتقد الشافعية والمالكية والأحناف ذلك ؟؟
    وهل معنى تمشعر بعض من تمذهب بهذه المذاهب أن أصحابها الأصليين وتلامذتهم كانوا كذلك ؟
    فليحذر طلاب العلم السلفيون من هذا الفخ وهو الرمز بالحنابلة للسلفية وكأن أبو حنيفة لما تم جلده بسبب رفضه للقضاء لأنه سيضطر للحكم بما يحكم به الخليفة لم يكن من مظاهر السلفية، ورفض مالك لفرض مذهبه بقوة السلطان لم يكن من مظاهر السلفية، واجتهاد الشافعي في التوفيق بين مدرسة الرأي ومدرسة الحديث ورفضه إدخال العقل في العقائد ودفاعه عن الحديث الآحاد لم يكن من مظاهر السلفية !!!!! فنرجو الانتباه .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: ابن الجوزي ليس أشعري


  6. افتراضي رد: ابن الجوزي ليس أشعري

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان الخراشي مشاهدة المشاركة
    الرابط لم يعمل معي أرجو إخباري بمحتواه

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: ابن الجوزي ليس أشعري

    ( قول ابن الجوزي في الأشاعرة )
    اكتبه في قوقل .. بوركت .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: ابن الجوزي ليس أشعري

    قال ابن تيمية رحمه الله

    ( إن أبا الفرج نفسه متناقض في هذا الباب

    لم يثبت على قدم الإثبات


    بل له من الكلام في الإثبات نظماً ونثراً ماأثبت به كثيراً من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف

    فهو في هذا الباب مثل كثير من الخائضين في هذا الباب من أنواع الناس

    يثبتون تارة وينفون أخرى في مواضع كثيرة من الصفات

    كما هو حال أبي الوفاء بن عقيل وأبي حامد الغزالي ) نقض المنطق ص135

  9. #9

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    شاع وذاع عند طلبة العلم أنَّ ابن الجوزي(ت : 597هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ وقع في زلّات عقدية طفحت بها بعض مصنفاته . ولا ريب أن أبا الفرج ظل ردحاً من الزمن يدعو إلى توحيد الله تعالى وتحقيق مراتب الدين وإقامة دعائم الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فهذه الأعمال الجليلة التي أفنى ابن الجوزي عمره في العمل بها ولها ؛ تجعل المحقق في معتقد ابن الجوزي يٍحسن الظن به وبمنهجه ، لأنه لم يكن من دعاة البدعة ولا من رؤوس الضلال . (1) .

    وهذه ورقات حرّرتُها في عقيدة ابن الجوزي – عفا الله عنه – القصد منها : استخراج سبب الزلل في معتقده والوقوف على المعالم المهمة التي كانت سببا في انحرافه وتنكُّبه لمنهج أهل السنة والجماعة . وهي مُستلّة بتمامها من كتابي : مرويات ابن الجوزي في صيد الخاطر ، وقد أفردتُها هنا لأهميتها .
    والمتأمِّل لسيرة ابن الجوزي يلحظ أنه وقع في بعض المنافرات بسبب حِدتَّه وتعصُّبه وعدم تسليمه لآراء مخالفيه ، فكثر منتقدوه ، وعظم اللَّوم عليه من الحنابلة ــ أفراد مذهبه ــ وغيرهم من الطوائف والفرق المتعِّددة . وبسبب هذا الاتجاه العقدي عند ابن الجوزي ؛ ظل خصومه ينتقدون مسلكه العلمي والأدبي ويرقمون له النصائح والمواعظ كما في رسالة الشيخ إسحاق العلثي (ت:634هـ) التي أوردها ابن رجب في " ذيل طبقات الحنابلة " وهذا نصُّها :

    أولا : رسالة العلثي لابن الجوزي :
    " من عُبَيْد الله " إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثي " (2) ، إلى عبد الرحمن بن الجوزي ، حمانا الله وإياه من الاستكبار عن قبول النصائح ، ووفقنا وإياه لا تباع السلف الصالح ، وبصَّرنا بالسنة السنية ، ولا حرمنا الاهتداء باللفظات النبوية ، وأعاذنا من الابتداع في الشريعة المحمدية . فلا حاجة إلى ذلك . فقد تركنا على بيضاء نقية ، وأكمل الله لنا الدين ، وأغنانا عن آراء المتنطعين ، ففي كتاب الله وسنة رسوله – صلى
    الله عليه وسلم - مقنع لكل من رغب أو رهب ، ورزقنا الله الاعتقاد السليم ، ولا حرمنا التوفيق ، فإذا حُرمه العبد لم ينفع التعليم ، وعرفنا أقدار نفوسنا ، وهدانا الصراط المستقيم .
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ، وفوق كل ذي علم عليم . وبعد حمد الله سبحانه ، والصلاة على رسوله : فلا يخفى أن " الدين النصيحة " (3) خصوصاً للمولى الكريم ، والرب الرحيم . فكم قد زل قلم ، وعثر قدم ، وزلق متكلم ، ولا يحيطون به علما . قال عز من قائل : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِير } (4). وأنت يا عبد الرحمن ، فما يزال يبلغ عنك ويُسمع منك ، ويشاهد في

    كتبك المسموعة عليك ، تذكر كثيرا ممن كان قبلك من العلماء بالخطأ ، اعتقاداً منك : أنك تصدع بالحق من غير محاباة ، ولا بُد من الجريان في ميدان النصح : إما لتنتفع إن هداك الله ، وإما لتركيب حجة الله عليك . ويحذر الناس قولك الفاسد ، ولا يغررك كثرة اطلاعك على العلوم ، " فرب مُبلَّغٍ أوعى من سامع " (5) ، ورب حامل فقه لا فقه له ، ورب بحر كَدِر ونهر صاف ، فلستَ بأعلم من الرسول ، حيث قال الإمام عمر " أتصلي على ابن أَبيّ ؟ (6) ؟ أنزل القرآن { وَلا تُصلِّ عَلَى أحَدٍ مِنْهمْ } (7) " ولو كان لا يُنْكَر من قلَّ علمه على من كثر علمه إذاً لتعطَّل الأمر بالمعروف ، وصرنا كبني إسرائيل حيث قال تعالى : { كانوُا لاَ يَتَنَاهُونَ عَنْ مُنْكَرِ فَعَلُوهُ } (8) بل ينكر المفضول على الفاضل وينكر الفاجر على الولي ، على تقدير معرفة الولي . وإلا فأين العنقاءُ لتُطلب وأين السمندلُ ، ليُجلب ـــ إلى أن قال : واعلم أنه قد كثر النكيُر عليك من العلماء والفضلاء ، والأخيار في الآفاق بمقالتك الفاسدة في الصفات .
    وقد أبانوا وَهاء مقالتك ، وحكوا عنك أنك أبيت النصيحة ، فعندك من الأقوال التي لا تليق بالسنة ما يضيق الوقت عن ذكرها ، فذُكر عنك:أنك ذكرتَ في الملائكة المقربين،الكرام الكاتبين ، فصلا زعمتَ أنه مواعظ ،(9) وهو تشقيق وتفهيق ، وتكلُّف بشع ، خلا أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وكلام السلف الصالح لا يخالف سنة ، فعمدتَ وجعلتها مناظرة معهم . فمن أذن لك في ذلك ؟ وهم مستغفرون للذين آمنوا ، ولا يستكبرون عن عبادة الله . وقد قرن شهادته بشهادتهم قبل أولي العلم . وما علينا كان الآدمي أفضل منهم أم لا ، فتلك مسألة أخرى . فشرعت تقول : إذا ثارت نار الحسد فمن يطفيها ؟ وفي الغيبة ما فيها ، مع كلام
    غَثّ . أليس منا فلان ؟ ومنا فلان ؟ ومنا الأنبياء والأولياء . من فعل هذا من السلف قبلك ؟ ولو قال لك قائل من الملائكة : أليس منكم فرعون وهامان ؟ أليس منكم من ادَّعى الربوبية ؟ فعمِّن أخذتَ هذه الأقوال المحدثة ، والعبارات المزوَّقة ، التي لا طائل تحتها وقد شغلتَ بها الناس عن الاشتغال بالعلم النافع .، أحدُهم قد أُنسى القرآن وهو يعيد فضل الملائكة ومناظرتهم ، ويتكلم به في الآفاق . فأين الوعظ والتذكير من هذه الأقوال الشنيعة البشعة ؟! .
    ثم تعرضت لصفات الخالق تعالى ، وكأنها صَدَرَتْ لا من صدرٍ سكنَ فيه احتشام العلي العظيم ، ولا أملاها قلبَُ ملئ بالهيبة والتعظيم ، بل من واقعات النفوس البهرجية الزيوف . وزعمت أن طائفة من أهل السنة والأخيار تلقَّوها وما فهموا . وحاشاهم من ذلك . بل كفوا عن الثرثرة والتشُّدق ، لا عجزاً ـــ بحمد الله ـــ عن الجدال والخصام ، ولا جهلاً بطرق الكلام . وإنما أمسكوا عن الخوض في ذلك عن علم ودراية ، لا عن جهلٍ وعماية .

    والعجب ممن ينتحل مذهب السلف ، ولا يرى الخوض في الكلام . ثم يُقِدُم على تفسير ما لم يره أولاً ، ويقول : إذا قلنا كذا أدَّى إلى كذا ، ويقيس ما ثبت من صفات الخالق على ما لم يثبت عنده . فهذا الذي نهيتَ عنه ؟! وكيف تنقضُ عهدك وقولك بقول فلان وفلان من المتأخرين ؟ فلا تُشمت بنا المبتدعة ، فيقولون : تنسبوننا إلى البدع وأنتم أكثر بدعاً منا ، أفلا تنظرون إلى قول من اعتقدتم سلامة عقده ، وتثبتون معرفته وفضله ؟ كيف أقول مالم يقل ؟ فكيف يجوز أن تتبع المتكلمين في آرائهم ، وتخوض مع الخائضين فيما خاضوا فيه ، ثم تنكر عليهم ؟ هذا من العجب العجيب . ولو أن مخلوقا وصف مخلوقا مثله بصفات من غير رؤية ولا خبر صادق . لكان كاذباً في إخباره . فكيف تصفون الله سبحانه بشيء ما وقفتم على صحته ، بل بالظنون والواقعات ، وتنفون الصفات التي رضيها لنفسه ، وأخبر بها رسوله – صلى الله عليه وسلم – بنقل الثقات الأثبات ، بيَحْتملُ ، ويحتمل . ثم لك في الكتاب الذي أسميته " الكشف لمشكل الصحيحين " (10) مقالات عجيبة ، تارة تحكيها عن" الخطابي" وغيره من المتأخرين ، أطلَّع هؤلاء على الغيب ؟ وأنتم تقولون : لا يجوز التقليد في هذا ، ثم ذكره فلان ، ذكره" ابن عقيل "، فنريد الدليل من الذَّاكرِ أيضاً ، فهو مجرَّد دعوى ، وليس الكلام في الله وصفاته بالهيِّن لُيلْقى إلى مجاري الظنون ـــ إلى أن قال :
    إذا أردت : كان ابنُ عقيلٍ العالمِ ، وإذا أردتَ : صار لا يفهُم ، أوهيت مقالته لما أردت . ثم قال :
    وذكرت الكلام المحدث على الحديث : ثم قلت والذي يقع لي . فبهذا تقْدُمُ على الله ، وتقول : قال علماؤنا ، والذي يقع لي . تتكلمون في الله عز وجل بواقعاتكم تخبرون عن صفاته ؟ ثم ما كفاك حتى قلت : هذا من تحريف بعض الرواة تحكماً من غير دليل (11) . وما رويت عن ثقة آخر أنه قال : قد غيَّره الراوي فلا ينبغي بالرواة العدولِ : أنهم حرفوا ، ولو جوّزتم لهم الرواية بالمعنى ، فهم أقرب إلى الإصابة منكم . وأهل البدع إذاً كلما رويتم حديثاً ينفُرُون منه ، يقولون : يحتمل أنه من تغيِّير بعض الرواة .
    فإذا كان المذكور في الصحيح المنقول من تحريف بعض الرواة ، فقولكم ورأيكم في هذا يحتمل أنه من رأي
    بعض الغواة !! ، وتقول : قد انزعج الخطَّابي لهذه الألفاظ . فما الذي أزعجه دون غيره ؟ ونراك تبني شيئاً ثم تنقضه ، وتقول : قد قال فلان وفلان ، وتنسب ذلك إلى إمامنا أحمد ــ رضي الله عنه ـــ ومذهبه معروف في السكوت عن مثل هذا ، ولا يفسِّره ، بل صحَّح الحديث ، ومنع من تأويله .
    وكثير ممن أخذ عنك العلم إذا رجع إلى بيته ،علم بما في عَيبته من العيب ، وذمَّ مقالتك وأبطلها . وقد سمعنا عنك ذلك من أعيان أصحابك المحبوبين عندك ، الذين مدحتهم بالعلم ، ولا غرض لهم فيك ، بل أدَّوا النصيحة إلى عباد الله ، ولك القول وضدَّه منصوران . وكل ذلك بناء على الواقعات والخواطر .
    وتدَّعى أن الأصحاب خلطوا في الصفات ، فقد قُبَحت أكثر منهم ، وما وسعتك السنة . فاتق الله سبحانه . ولا تتكلم فيه برأيك فهذا خبر غيب ، لا يُسْمع إلا من الرسول المعصوم ، فقد نصبتم حرباً للأحاديث الصحيحة . والذين نقلوها نقلوا شرائع الإسلام . ثم لك قصيدة مسموعة عليك في سائر الآفاق ، اعتقدها قوم ، وماتوا

    بخلاف اعتقادك الآن فيما يبلغ عنك ، وسُمع منك منها :
    ولو رأيت النار هَبّــــــــَت ، فعــــــدت تحرق أهل البغي والعنــــاد
    وكلما ألقـــــــى فيهـــــــا حطمــــــــت وأهلكتــه ، وهي في ازدياد
    فيضع الجبـــــار فيهــــــا قدمــــــــــا جلت عن التشبيه بالأجسـاد
    فتنزوي من هيبتـــــــــه ، وتمتلــــي فلو سمعت صوتهـــا ينادى
    حسبي حسبي ، قد كفاني مـــا أرى من هيبـــة أذهبــــت اشتداد
    فاحذر مقال مبتــــدع فــــــي قولــه يروم تأويلا بكــــــــــل وادي (12) .
    فكيف هذه الأقوال : وما معناها ؟ فإنا نخاف أن تحدث لنا قولا ثالثاً ، فيذهب الاعتقاد الأول باطلا . لقد آذيت
    عباد الله وأضللتهم ، وصار شغلك نقل الأقوال فحسب ، وابن عقيل سامحه الله ، قد حُكي عنه : أنه تاب بمحضر من علماء وقته من مثل هذه الأقوال ، بمدينة السلام ــ عمرها الله بالإسلام والسنة ـــ فهو برئ ـــ على هذا التقدير ــــ مما يُوجد بخطه ، أو يُنسب إليه ، من التأويلات ، والأقوال المخالفة للكتاب والسنة (13) .
    وأنا وافدة الناس والعلماء والحفَّاظ إليك ، فإما أن تنتهي عن هذه المقالات ، وتتوب التوبة النصوح ، كما تاب غيرك ، وإلا كشفوا للناس أمرك ، وسيَّروا ذلك في البلاد وبيَّنوا وجه الأقوال الغَثَّةِ ، وهذا أمر تُشُوِر فيه ، وقُضي بليل ، والأرض لا تخلو من قائم لله بحجة ، والجرح لا شك مقدَّم على التعديل ، والله على ما نقول وكيل ، وقد أعذر من أنذر .
    وإذا تأوَّلت الصفات على اللغة ، وسوّغته لنفسك (14) ، وأبيتَ النصيحة ، فليس هو مذهب الإمام الكبير أحمد بن حنبل قدَّس الله روحه ، فلا يمكنك الانتساب إليه بهذا ، فاختر لنفسك مذهباً ، إنْ مُكنتَ من ذلك ، ومازال أصحابنا يجهرون بصريح الحق في كل وقت ولو ضُربوا بالسيوف ، لا يخافون في الله لومة لائم ، ولا يبالون بشناعة مشنِّع ، ولا كذبِ كاذبٍ ، ولهم من الاسم العذب الهني ، وتركهم الدنيا وإعراضهم عنها اشتغالاً بالآخرة : ما هو معلوم معروف .
    ولقد سوّدتَ وجوهنا بمقالتك الفاسدة ، وانفرادك بنفسك ، كأنك جبَّار من الجبابرة ، ولا كرامة لك ولا نُعْمى ، ولا نُمكنك من الجهر بمخالفة السنة ، ولو اُستقبل من الرأي ما استدبر: لم يُحك عنك كلام في السهل ، ولا في الجبل ، ولكن قدَّر الله ، وما شاء فعل ، بيننا وبينك كتاب الله ورسوله ، قال الله تعالى : { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ } (15) ولم يقل : إلى ابن الجوزي . وترى كل من أنكر عليك نسبته إلى الجهل ، ففضل الله أُوتيته وحدك ؟! .

    وإذا جَهَّلت الناس فمن يشهد لك أنك عالم ؟ ومن أجهل منك ، حيث لا تُصغي إلى نصيحة ناصح ؟ وتقول : من كان فلان ، ومن كان فلان ؟ من الأئمة الذين وصل العلم إليك عنهم ، من أنت إذا ؟ فلقد استراح من خاف مقام ربِّه ، وأحجم عن الخوض فيما لا يعلم ، لئلا يندم .
    فانتبه يا مسكين قبل الممات ، وحَسِّن القول والعمل ، فقد قرب الأجل ، لله الأمر من قبل ومن بعد ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ".أهـ (16) .

    ورسالة العلثي هذه اشتملت على ست دعاوى :
    الأولى : إساءة ابن الجوزي الأدب في وصفه لعبادة الملائكة ــ عليهم السلام ـــ بأنَّها ساذجة .
    الثانية : زعم ابن الجوزي أنَّ أهل السنة والجماعة ما فهموا صفات الله تعالى .
    الثالثة : قول ابن الجوزي بالقياس في صفات الله تعالى .
    الرابعة : تقليد ابن الجوزي لمن ضَلّ من العلماء في باب صفات الله تعالى .
    الخامسة : وقوع ابن الجوزي في التخليط والتحريف في صفات الله تعالى .
    السادسة : تأويل ابن الجوزي لصفات الله تعالى .

    وقبل التحقُّق من صحة دعاوى العلثي لابُدّ من التنبيه على أمرين :
    الأول : أنَّ ابن الجوزي ليس من علماء السنة والجماعة الذين حرَّروا المسائل العقديَّة .
    الثاني : أنَّ أغلب الأخطاء العقدَّية التي وقع فيها ابن الجوزي إمَّا أخطاء سببها الاجتهاد أو التقليد .
    والرجل له تحريرات قيمة في تنزيه الباري تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله سبحانه ، وله تقعيدات مهمة في أبواب الإيمان والتوحيد تدل على تمسكه بالسنة وإقراره بمنهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في إثبات صفات الله تعالى كما أنزلها الله من غير تحريف ولا تبديل .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    ثانيا : نماذج لكلام ابن الجوزي في الصفات :
    يقول ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
    أ : " اعلم أن ذاته سبحانه لا تُشبه الذوات ، وصفاته ليست كالصفات ، وأفعاله لا تُقاس بأفعال الخلق " (17).
    ب : لا يجوز أن يكون استوى كما يُعْلَم ، ولا يجوز أن يكون محمولاً ، ولا أن يُوصف بملاصقة ومسَّ ، ولا أن ينتقل ولا يخفى عليه أن المراد بتقليب القلوب بين إصبعين الإعلام بالتحكم في القلوب " ولا يحتاج إلى تأويل من قال : الإصبع : الأثر الحسن ، فالقلوب بين أثرين من آثار الربوبية ، وهما : الإقامة ، والإزاغة . ولا إلى تأويل من قال : يداه : نعمتاه لأنه إذا فهم أن المقصود الإثبات .. علمنا المقصود بذكر ذلك . وأصلح ما نقول للعوامّ : أمّروا هذه الأشياء كما جاءت ، ولا تتعّرضوا لتأويلها ، وكل ذلك يُقصد به حفظ الإثبات ، وهذا الذي قصده السلف ، وقد كان أحمد يمنع من أن يقال : لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق ، كل ذلك ليحمل على الإتباع ، وتبقى ألفاظ الإثبات على حالها " (18) .
    جـ :" إن إثبات الإله بظواهر الآيات والسنن, ألزم للعوامّ من تحديثهم بالتنزيه،وإن كان التنزيه لازماً " (19) .
    د : " فينبغي أن يُوقف في إثباته على دليل وجوده ، ثم يستدل على جواز بعثة رسله ، ثم تُتَلقَّى أوصافه من كتبه ورسله ، ولا يُزاد على ذلك ، ولقد بحث خلق كثير عن صفات الله بآرائهم ، فعاد وبالُ ذلك عليهم " ( 20).
    هـ : " من المخاطرات العظيمة تحديث العوامّ بما لا تحتمله قلوبهم أو بما قد رسخ في نفوسهم ضدُّهُ .
    مثاله : أن قوماً قد رسخ في قلوبهم التشبيه ، وأن ذات الخالق سبحانه ملاصقة للعرش ! وهي بقدر العرش ، ويفضل من العرش أربع أصابع ! وسمعوا مثل هذا من أشياخهم ، وثبت عندهم أنه إذا نزل وانتقل إلى السماء الدنيا فخلت من ست سماوات !! ، فإذا دُعي أحدهم إلى التنزيه ، وقيل له : ليس كما خطر لك ، وإنما
    ينبغي أن تُمَرّ الأحاديث كما جاءت ، من غير مساكنة ما توهمته ، صعب هذا عليه لوجهين :
    أحدهما : لغلبة الحسّ عليه ، والحس على العوام أغلب .
    الثاني : لما قد سمعه من ذلك من الأشياخ الذين كانوا أجهل منه ، فالمخاطب لهذا مخاطر بنفسه . ولقد بلغني عن بعض من كان يتديَّن ممن قد رسخ في قلبه التشبيه أنه سمع من بعض العلماء شيئاً من التنزيه ، فقال : " والله لو قدرت عليه لقتلته " (21) .

    و : " على العامي أن يؤمن بالأصول الخمسة : بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، ويقنع بما قال السلف : القرآن كلام الله غير مخلوق ، والاستواء حق ، والكيف مجهول . وليُعلم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يكلف الأعراب سوى مجَّرد الإيمان , ولم تتكلم الصحابــــــة في الجواهـــــر والأعــــــراض ، فمن مات على طريقهم مات مؤمناً سليماً من بدعةٍ ، ومن تعَّرض لساحل البحر ، وهو لا يُحسن السباحة ، فالظاهر غرقه " . (22)
    ز : "الحق سبحانه لا تقاس أفعاله على أفعالنا ولا تُعَلَّل ، والذي يوجب علينا التسليم أن حكمته فوق العقل ، فهي تقضي على العقول ، والعقول لا تقضي عليها ، ومن قاس فعِله على أفعالنا ، غلط الغلط الفاحِش " (23) .
    ح : إيَّاك إيَّاك أن تقيس شيئاً من أفعاله على أفعال الخلق ، أو شيئاً من صفاته ، أو ذاته سبحانه وتعالى ، فإنك إن حفظت هذا ، سلمتَ من التشبيه الذي وقع فيه من رأى الاستواء اعتماداً والنزول نقلةً ، ونجوت من الاعتراض الذي أخرج قوماً إلى الكفر حتى طعنوا في الحكمة " (24) .
    ط : " ومن أضرّ الأشياء على العوامّ : كلام المتأولين والنفاة للصفات والإضافات ، فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالغوا في الإثبات ، ليتقرر في أنفس العوامّ وجود الخالق ، فإن النفوس تأنس بالإثبات ،فإذا سمع العامي ما يُوجب النفي ، طرد عن قلبه الإثبات ، فكان أعظم ضرر عليه ، وكان هذا المنِّزه من العلماء ـــ على زعمه ـــ مقاوماً لإثبات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالمحو ، وشارعاً في إبطال ما يفتنون به ، وبيان هذا : أن الله تعالى أخبر باستوائه على العرش ، فأنست النفوس إلى إثبات الإله ووجوده : قال تعالى : { َويَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ } (25) ، وقال تعالى : { َبلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ }(26) ، وقال : { وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ }(27) .

    وأخبر الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن الله ينزل إلى السماء الدنيا (28) .
    وقال : " قلوب العباد بين إصبعين " (29) . وقال : " كتب التوراة بيده " (30) .
    و" كتب كتاباً عنده فوق العرش " (31) . إلى غير ذلك مما يطول ذكره . فإذا امتلأ العامي والصبي من الإثبات وكاد يأنس من الأوصاف بما يفهمه الحسّ ، قيل له : { ليْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } (32) ، فمحا من قلبه ما نقشه الخيال ، وتبقى ألفاظ الإثبات متمكنة "(33) .
    ي : " ينبغي لمن آمن بالله تعالى أن يُسلِّم له في أفعاله ، ويعلم أنه حكيم ومالك ، وأنه لا يعبث ، فإن خفيت عليه حكمة فعله ، نسب الجهل إلى نفسه وسلِّم للحكيم المالكِ ، فإذا طالبه العقل بحكمة الفعل ، قال : ما بانت لي ، فيجب عليّ تسليم الأمر لمالكه " (34) .



  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    ثالثا : نصوص واستنتاجات من كلام ابن الجوزي :
    هذه التحريرات القيمة التي وافق فيها ابن الجوزي ـــ رحمه الله تعالى ــ علماء السنة والجماعة ؛ هي قواعد عقدية من كتاب " صيد الخاطر " وإلا فله تحريرات أخرى رقمها في بعض مصنفاته ، كقوله : " أيها السامع لما جاء من أحاديث الصفات والآثار المشكلات ، سلِّم الأمور إلى باريها ، واترك تأويلها إن كنت تاليها وقاريها " (35) . وكقوله : " لا ينبغي للواعظ أن يتكلم في الأصول ، إلا أن يقول : القرآن كلام لله غير مخلوق ، وأخبار الصفات تُمِّر كما جاءت " (36) وقوله أيضاً : " جادة التسليم سليمة ، وادي النقل بلا نقع ، أنزل عن علو غلو التشبيه ، ولا تعل قلل أباطيل التعطيل ، فالوادي بين جبلين ، المشبه متلوث بقرب التجسيم ، والمعطل بخس بدم الجحود ، ونصيب المحق لبن خالِص هو التنزيه " (37) . وغيرها مما هو مبثوث في مصَّنفاته . لكن المتأمل لمعتقد ابن الجوزي في باب الأسماء والصفات يلحظ أن أبا الفرج لم يَثْبُتْ على إثبات الأسماء والصفات كما لم يثبت على نفيها ، بل كان يميل تارة إلى الإثبات ، وتارة إلى النفي .
    ولهذا قال" أبو العباس أحمد بن تيمية "ـــ رحمه الله تعالى ــ : " إن أبا الفرج نفسه متناقض في هذا الباب ، لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات ، بل له كلام في الإثبات نظماً ونثراً, ما أثبت به كثيراً من الصفات التي أنكرها في هذا المصنَّف . فهو في هذا الباب مثل كثير من الخائضين في هذا الباب من أنواع الناس ، يُثبتون تارة وينفون أخرى في مواضع كثيرة من الصفات ، كما هو حال أبي الوفاء ابن عقيل وأبي حامد الغزالي " (38) . وهذا الحكم الذي أصدره شيخ الإسلام ابن تيمية ـــ برَّد الله مضجعه ـــ هو عين العدل والصواب ، وهو حكم إمامٍ قلَّب جميع مصنَّفات ابن الجوزي فوقف على بحوثها وآرائها ومسائلها .

    وقد وجدتُ أثناء دراستي لكتاب " صيد الخاطر " صحة ما تبنَّاه ابن تيمية في الحكم على مُعتقد ابن الجوزي ،وهو القول الوسط المطابق لحقيقة آراء ابن الجوزي واعتقاده . فليس من الحكمة ولا من الإنصاف أن يقال إن ابن الجوزي كان جهمياً ، كما هو رأي بعض المعاصرين . وليس من العدل أن يقال إن ابن الجوزي كان من أئمة أهل السنة والجماعة !! .
    ولعلّ تذبذب أبي الفرج في باب المعتقد واضطرابه يعودُ إلى ثلاثة أسباب :

    الأوّل : تأثُّره ببعض آراء المذاهب العقديَّة المنحرفة عن جادّة السلف .
    الثاني : عدم رسوخه في باب الاعتقاد .
    الثالث : اعتماده على كتبه ومحفوظاته دون الرجوعِ إلى العلماء المحقِّقين .
    وقد وجدتُ خمسة نصوص مهمةٍ في ثنايا كتاب " صيد الخاطر " تؤكِّد ما ذهبتُ إليه
    من أسباب لاضطراب معتقده وتذبذب مذهبه .
    النصّ الأوّل : " عجبتُ من أقوام يَّدعون العلم ، ويميلون إلى التشبيه ، بحملهم الأحاديث على ظواهرها ، فلو أنهم أمُّروها كما جاءت ؛ سلموا ، لأنَّ من أمَّر ما جاء ومَّر من غير اعتراض ولا تعرض ، فما قال شيئاً ، ولا له ولا عليه .. فكذلك الظاهرية الذين لم يسلِّموا بالتسليم ، فإنه من قرأ الآيات والأحاديث ولم يزِدِ ، لم ألُمْهُ ، وهذه طريقة السلف . (39)
    النصّ الثاني : "
    ولقد عجبتُ لرجل أندلسي يقال له : ابن عبد البَر ، صنَّف كتاب " التمهيد " ، فذكر فيه حديث النزول إلى السماء الدنيا ، فقال : هذا يدلُّ على أن الله تعالى على العرش ، لأنه لولا ذلك ، لما كان لقوله : " ينزل " معنىً . وهذا كلام جاهل بمعرفة الله عز وجّل ، لأن هذا استسلف من حِسِّه مايعرفه من نزول الأجسام ، فقاس صفة الحق عليه " . (40)
    النصّ الثالث : " كان ابن عقيل يقول : الأصلح لاعتقاد العوامّ ظواهر الآي والسنن لأنهم يأنسون بالإثبات ، فمتى محونا ذلك من قلوبهم ، زالت السياسات والحشمة ، وتهافت العوامّ في الشبهة أحبّ إليَّ من إغراقهم في التنزيه ، لأن التشبيه يغمسهم في الإثبات ، فيطمعون ويخافون شيئا قد أنسوا إلى ما يخاف مثله ويرجى،
    والتنزيه يرمي بهم إلى النفي ، ولا طمع ولا مخافة من النفي . ومن تدبر الشريعة ؛ رآها غامسة للمكلفين في التشبيه بالألفاظ التي لا يعطي ظاهرها سواه ، كقول الأعرابي : أو يضحك ربنا ؟ قال : " نعم " (41) ؛ فلم يكفهِّر من هذا القول " (42) .
    النص الرابع : " إن الله سبحانه وتعالى نصب أعلاماً تأنس بها النفوس وتطمئن إليها ، كالكعبة ــ وسماها بيته ـــ ، والعرش ــ وذكر استواءه عليه ـــ وذكر من صفاته اليد والسمع والبصر والعين ، وينزل إلى السماء الدنيا ويضحك وكل هذا لتأنس النفوس بالعادات وقد جلّ عما تضّمنته هذه الصفات من الجوارح"(43) .
    النص الخامس : " ودفن لهم أقوام من سلفهم دفائن ، ووضعت لهم الملاحدة أحاديث ، فلم يعلموا ما يجوز عليه مما لايجوز ، فأثبتوا بها صفات جمهور، الصحيح منها آتٍ على توسع العرب ، فأخذوا هم على الظاهر فكانوا في ضرب المثل كجحا .. ولما تحايلوا صورة عظيمة على العرش ، أخذوا يتأولون ما ينافي وجودها
    على العرش : مثل قوله : " ومن أتاني يمشي ، أتيته هرولة ً " (44) ، فقالوا : ليس المراد دنوّ الاقتراب ،
    وإنما المراد قُرب المنزل والحّظ !! .
    وقالوا في قوله تعالى : { إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ } (45) : "هو محمول على ظاهرها في مجئٍ الذات . فهم يُحلِّونه عاماُ ويحِّرمونه عاماً . ويسمُّون الإضافات إلى الله تعالى صفات ، فإنه قد أضاف إليه النفخ والرُوح " . (46).
    فابن الجوزي في هذه النصوص يقول بالتفويض في أسماء الله وصفاته ، ويزعم أنه مذهب السلف ، وقد قَّرَّر هذا المذهب الباطل في كتابه " دفع التشبيهبأكفّ التنزيه" (47) . وفي النصّ الثاني قال ابن الجوزي بالقياس لتنزيه الباري سبحانه وتعالى عن مشابهة الأجسام ؛ فوقع عفا الله عنه في تعطيل الله تعالى عن صفة النزول التي تليق بجلال الله تعالى .وقد كرَّر هذا المعنى أيضاً في كتابه"دفع التشبيه بأكفّ التنزيه". وفي النص الثالث قلَّد ابن الجوزي شيخه ابن عقيل ـــ وإن كان لم يلتق به ــــ الذي تأَّثر بمصنَّفاته وأقواله .
    وقد وصف شيخ الإسلام ابن تيمية (ت :728هـ ) عقيدة وتقليد ابن الجوزي لشيخه في أخطائه فقال : " ولابن عقيل أنواع من الكلام ، فإنه كان من أذكياء العالم، كثير الفكر والنظر في كلام الناس ، فتارة يسلك مسلك نفاة الصفات الخبرية وينكر على من يسميها صفات ،ويقول إنما هي إضافات موافقة للمعتزلة كما فعله في كتابه " ذم التشبيه وإثبات التنزيه " وفي كتابه " منهاج الوصول " . وتارة يثبت الصفات الخبرية ويردُّ على النفاة والمعتزلة بأنواع من الأدلة الواضحات ، وتارة يُوجب التأويل كما فعله في كتابه " الواضح " وغيره .وتارةً يحِّرمُ التأويل ويذمُّه وينهى عنه كما فعله في كتابه " الانتصار لأصحاب الحديث " . فيوجد في كلامه
    من الكلام الحسن البليغ ماهو مُعظَّم مشكور ، ومن الكلام المخالف للسنة والحق ماهو مذموم ومدحور."
    (48). وقال أيضاً : " وكان الأشعري أقرب إلى مذهب أحمد وأهل السنة من كثير من المتأخَّرين المنتسبين إلى أحمد الذين مالوا إلى بعض كلام المعتزلة كابن عقيل وصدقة به الحسين وابن الجوزي وأمثالهم " (49) . وقد ردّ الحافظ الذهبي ( ت: 748 هـ ) على شبهة ابن الجوزي التي نقلها عن شيخه ابن عقيل حول اعتقاد ظواهر الصفات والمبالغة في التنزيه فقال : " قد صار الظاهر اليوم ظاهرين " أحدهما حق ، والثاني باطل . فالحق أن يقول : إنه سميع ، بصير ، مريد ، متكلم ، حي ، عليم ، كل شيء هالك إلا وجهه ، خلق آدم بيده ، وكلم موسى تكليما ، واتخذ إبراهيم خليلاً .. , وأمثال ذلك ، فنُمُّرهُ على ما جاء ، ونفهم منه دلالة الخطاب كما يليق به تعالى ولا نقول : له تـأويل يُخالف ذلك . والظاهر الآخر ـــ وهو الباطل والضلال ــ : أن تعتقد قياس الغائب على الشاهد ، وتمثل البارئ بخلقه ، تعالى الله عن ذلك ، بل صفاته كذاته فلا عِدل له ، ولا ضدّ له ،
    ولا نظير له ، ولا مثل له ، ولا شبيه له ، وليس كمثله شيء ، لا في ذاته ، ولا في صفاته . وهذا أمر يستوي فيه الفقيه والعامي . والله أعلم " . (50)

    وفي النص الرابع يميل ابن الجوزي إلى تجريد صفات الله تعالى عن حقيقتها ، فيقع في التعطيل قاصداً التنزيه ، وقد وضَّح شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728هـ) أنَّ هذا المسلك يوقع في عدة محاذير حيث قال : " إن كثيراً من الناس يتوهَّمُ في بعض الصفات أو كثير منها أو أكثرها أو كلها أنها تماثل صفات المخلوقين ، ثم يريد أن ينفي ذلك الذي فهمه ؛ فيقع في أربعة أنواع من المحاذير :
    أحدهما : كونه مثل ما فهمه من النصوص بصفات المخلوقين ، وظن أن مدلول النصوص هو التمثيل .
    الثاني : أنه إذا جعل ذلك هو مفهومها وعطَّله ، بقيت النصوص مُعطًّلة عما دلَّت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله ، فيبقى مع جنايته على النصوص ، وظنُّه السيئ الذي ظنَّه بالله ورسوله ، حيث ظن أن الذي يفهم من كلامهما هو التمثيل الباطل ، قد عطَّل ما أودع الله ورسوله في كليهما من إثبات الصفات لله والمعاني الإلهية اللائقة بجلال الله تعالى .
    الثالث : أنه ينفي تلك الصفات عن الله عز وجل بغير علم ، فيكون معطلاً لما يستحقه الرب .
    الرابع : أنه يصف الرب بنقيض تلك الصفات ، من صفات الأموات والجمادات أو صفات المعدومات ، فيكون قد عطل به صفات الكمال التي يستحقها الرب ، ومثَّله بالمنقوصات والمعدومات ، وعطل النصوص عما دلت عليه من الصفات ، وجعل مدلولها هو التمثيل بالمخلوقات ، فيجمع في كلام الله وفي الله بين التعطيل والتمثيل ، فيكون ملحداً في أسماء الله وآياته " (51) .
    وفي النصّ الخامس شنَّ ابن الجوزي ـــ عفا الله عنه ــ غَضَبهُ على مُثبتي الأسماء والصفات ، الآخذين بظاهر نصوصها من غير تحريف ولا تأويل ولا تكييف ولا تعطيل ، وهم الذين يؤمنون بحقيقة صفات الله تعالى ويعلمون معانيها ، ويُنَزِّهون الباري تعالى عن مشابهته لخلقه ، ويسكتون عن تكيِّيف صفات الله سبحانه ، ويكلون ذلك لله على ما يليق به سبحانه .
    وقد نبزهم ابن الجوزي ـــ عفا الله عنه ــ بالغفلة وشبَّههم بـ ( جحا ) !! (52) ، واستشكل تسمية الإضافات صفات من قبل أهل السنة والجماعة ! ، وهذه الشبهة تلقَّفها ابن الجوزي عن شيخه ابن عقيل الحنبلي ( ت :513هـ هـ ) ، وقد ردّ عليها الحافظ الذهبي بقوله : " وفي هذا الباب ، باب المضافات إلى الله: إضافة خلق وملك ، كإضافة البيت والناقة ، وهذا قول نفاة الصفات من الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم ، حتى ابن عقيل وابن الجوزي وأمثالهما إذا مالوا إلى قول المعتزلة سلكوا هذا المسلك ، وقالوا : هذه آيات الإضافات لا آيات الصفات ، كما ذكر ذلك ابن عقيل في كتابه المسمَّى " نفي التشبيه وإثبات التنزيه " وذكره ابن الجوزي في " منهاج الوصول " وغيره ، وهذا قول ابن
    حزم وأمثاله ممن وافقوا الجهمية على نفي الصفات ، وإن كانوا من المنتسبين إلى الحديث والسنة " (53) .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفًة له ،
    بل قد يُضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق ، كقوله تعالى : " بيتُ الله " و" ناقة الله " و" عباد الله " ، بل وكذلك " روح الله " عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم ، ولكن إذا أضيف إليه ما هو صفة له وليس بصفة لغيره ، مثل كلام الله ، وعلم الله ، ويد الله ، ونحو ذلك ، كان صفة له " (54) .


    رابعا : خلاصة الكلام في المخالفات الشرعية التي نُوقش فيها ابن الجوزي :
    أ : تأويل الأسماء والصفات ، وتحريف عقائد السلف في بعض كتبه " دفع شبه التشبيه " و " تلبيس إبليس " ، و" منهاج الوصول " .
    ب : الميل إلى عقيدة " التفويض " في مواضع كثيرة من مصنَّفاته ، وترجيحه لهذا المذهب على مذهب السلف . وهذا ظاهر في بعض الفصول من كتابه " صيد الخاطر .
    جـ : كثرة الاضطراب عنده في آيات الأسماء والصفات وأحاديثها ، فتارة ينفي ، وتارة يُثْبِت ، مما يدل على عدم رسوخه في هذا الباب .
    د : إنكاره للفظة " بذاته " في بعض مصنَّفاته (55). وهذه اللفظة ترد كثيراً في عقائد أهل السنة والجماعة حين الكلام عن الاستواء على العرش ، وكان السلف يقولون : إنَّ الله فوق العرش بذاته (56) .
    هـ : تسميته لأخبار الصفات إضافات ، واعتقاده أنَّه ليس كل مضاف صفة ، وحكمه أنَّ من سمَّى المضاف صفة فقد ابتدع ! (57).
    و : زعمه أنَّ آيات الصفات من المتشابه ، فلا ظاهر لها يجب أن تُحمل عليه . وقد ظنَّ أنَّ الظاهر هو المألوف عند الخلق فقال : " فهل ظاهر الاستواء إلا القعود ، وظاهر النزول إلا الانتفاع " (58) .
    ز : تأثره باصطلاحات المذاهب الكلامية والفلسفية أحياناً ، مع بُغضه لتلك المذاهب وردِّه على أصحابها .
    ح : اعتقاده أن إثبات الصفات يؤّدِي إلى التجسيم ! .
    ط : ميله إلى التبرك الممنوع بقبور الصالحين ، وهذا ظاهر في كثير من مصنَّفاته .
    ي : وقوعه في تعطيل بعض نصوص الأسماء والصفات . وقد انتقده ابن تيمية على هذا المسلك في كثير من مصنَّفاته (59) .
    ك : ابن الجوزي له تعقُّبات على بعض كتاباته ، انتقد فيها بعض كلامه ، كما في كتاب " مجالس ابن الجوزي " (60) .
    ويستطيع طالب العلم المحقِّق أن يَسبْرُ المخالفات الشرعية العامة عند ابن الجوزي بتتُّبع أشهر مصنَّفاته وهي : " تلبيس إبليس " و" زاد المسير في علم التفسير " و " دفع شبهة التشبيه " و" صفة الصفوة " .


    خامسا : أثر المخالفات الشرعية التي نُوقش فيها ابن الجوزي على الدعوة إلى الله تعالى :

    المخالفات التي وقع فيها ابن الجوزي ــ عفا الله عنه ــ تركت أثراً في الناحيتين الدعوية والشرعية ، ويمكن إجمال هذا الأثر في النقاط الآتية :
    أ : صدع العلماء الراسخون في العِلم بالحق ، وقيامهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويظهر ذلك جلياً في رسالة "إسحاق العلثي"(ت:634هـ ) التي ناصح فيها ابن الجوزي ، وقد سبق إيرادها قبل صفحات .
    ب : نقد علماء المِلة لطريقة ابن الجوزي في مناقشته نصوص الأسماء والصفات ، التي أوقعته في التفويض والتخليط العقدىّ . وقد قال عنه " موفق الدين المقدسي " (ت : 620هـ) :
    " كان ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ ، وكان حافظاً للحديث ، وصنَّف فيه ، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة وطريقته فيها " (61) .
    ج : ظهور تيار علمي مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ، يُنَافح عن ابن الجوزي ، ويردُّ على مخالفيه ، وينبزهم بالحشوية والمجسِّمة والمبتدعة ، ويظهر هذا جلياً في تعليقات " محمد زاهد الكوثري " (ت: 1371هـ) وتعليقات تلاميذه المعاصرين - على مصنَّفات العلماء الحديثية والعقديَّة .
    د : قيام بعض أهل العلم بتأليف مصنَّفات علمية ، درسوا فيها شُبَه أهل التأويل ، والأسباب التي أوقعت في التأويل ، وأثر ذلك على مصنَّفات العلماء مِمَّن لهم حظُّ من نصرة مذهب السلف .
    هـ : اعتناء كثير من أهل العلم والدعوة إلى الله تعالى بتوحيد الأسماء والصفات تعُّلماً وتعليماً ، وقد ظهر عدد من المصنَّفات النافعة ــ في هذا الباب ــ مِمَّا نفع اللهُ به خلقاً كثيرا .
    و : قيام بعض حملة العِلم بدراسة أسباب التقليد في باب المعتقد والعوامل المؤثِّرة في ذلك ، وتفنيد الشُّبه التي يستدلُّ بها المقلِّدة .
    ز : ظهور أصوات تشكِّك في معتقد أهل السنة والجماعة ، وتصف مذهب الإمام أحمد (ت: 241هـ ) ــ رحمه الله تعالى – بالقصور والضَّعف ، وعدم أهليَّة أتباعه لمناظرة الطوائف العقديَّة المختلفة ، وهم كثير لا كثرهم الله ، يتلوَّنون لكل زمان ومكان بلون .
    هذا ما تيسَّر تحريره ، والله أعلم ، وهو خير الحاكمين .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    الهوامش :
    (1) وصف بعض المعاصرين عقيدة ابن الجوزي بأنها عقيدة جهمية جَلْده !! ، وهذا تعبير فيه تهويل وخالٍ من الانصاف . انظر :
    محمود الحّداد : " المقتنى العاطر من صيد الخاطر " – مكتبة آل ياسر – الجيزة – الطبعة الاولى – 1413ه : ( ص / 5). والصواب أن نقول : يوافق الجهمية في كذا .
    (2) إسحاق بن أحمد بن محمد العلثي ، فقيه حنبلي زاهد ، اشتهر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أنكر على الخليفة الناصر فمن دونه ، وواجه الخليفة وصدعه بالحق . سمع من أبي الفتح بن شاتيل ، وقرأ بنفسه على ابن الأخضر ، وكان فقيهاً عالماً . له رسائل ونصائح إلى الأعيان . انظر : ابن رجب " ذيل طبقات الحنابلة " : (2/211) ، و العليمي" المنهج الأحمد " : (4/228) ، و " الدر المنَضد " : (1/169) والذهبي: " سير أعلام النبلاء " : (23/10، 139) ، وتاريخ الإسلام ــ وفيات سنة 634 هـ" .
    (3) أخرجه البخاري : ( كتاب الإيمان ــ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة " رقم الحديث : 57 ) وأخرجه مسلم : ( كتاب الإيمان ـــ باب أن الدين النصيحة ـــ رقم الحديث : 95 ) .
    (4)سورة الحج : آيه رقم : 8
    (5)أخرجه البخاري : ( كتاب العلم ـــ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " رُب مبلَّغ أوعى من سامع " ــــ رقم الحديث : 67 ) ، وأخرجه مسلم : ( كتاب القسامة ــــ باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال ــــ رقم الحديث : 29 ) .
    (6)أخرجه البخاري : ( كتاب التفسير ـــ باب " ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تقم على قبره ـــ رقم الحديث : 4672) وأخرجه مسلم : ( ( كتاب فضائل الصحابة ــــ باب من فضائل عمر رضِي الله عنه ــــ رقم الحديث : 2400) .
    (7) سورة التوبة : الآية 84 .
    (8) سورة المائدة : الآية 79 .
    (9) يشير العلثي إلى مسألة تفضيل صالحي البشر على الملائكة ، وقد عقد لها ابن الجوزي فصلاً في " صيد الخاطر " ( ص /67 ــــ 69 ) .
    (10) وقد طبع بتحقيق د / علي حسين البواب ، بدار الوطن بالرياض. سنة 1418هـ .
    (11) بيَّنت في كتابي : مرويات ابن الجوزي في صيد الخاطر ، المسائل العقدية التي زلّ فيها قلم ابن الجوزي عفا الله عنه . وقد تبيَّن لي باليقين أن ابن الجوزي تنكب السبيل بسبب استدلاله بالروايات الضعيفة كرواية : "ابي يعلى " عن الامام أحمد في قول الله تعالى :(هل ينظرون الا أن يأتيهم الله في ظُلل من الغمام "(البقرة : 210)في الخاطرة رقم ( 79) حيث قال : " المراد قدرته وأمره " وهي رواية ضعيفة لم تثبت .وكان تقليد الشيوخ عنده من أسباب زلاته ولهذا قال بالتفويض كما في الخاطرة رقم ( 49 ) . والملاحظ أن ابن الجوزي فرّ من التشبيه الى التنزيه فوقع في التعطيل . ويُشمُّ من كلامه في الخاطرة رقم ( 46) والخاطرة رقم (207) ميله الى التبرك بالقبور ..وفي كتابه: " كشف المشكل " ( 2/50 ) يُحذَّر من اتخاذ القبور مساجد!! . وفي رسالته المخطوطة : " تذكرة اولي البصائر في معرفة الكبائر " يُقعد أن أصل عبادة الأوثان سببها تعظيم قبور الصالحين . وكتابه صيد الخاطر من آخرها تصنيفا . والله أعلم بحاله عفى الله عنه .
    (12) تسمى هذه القصيدة " الدالية في السنة " وهي مخطوطة في ثلاث ورقات ــ توجد صورة منها في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية برقم ( 1702/8) عن جامعة " برنستون " بأمريكا . وهي في كثير من أبياتها ـــ في الجملة ـــ تطابق معتقد أهل السنة والجماعة .
    (13) تحدّث ابن الجوزي عن توبة " ابن عقيل " في " المنتظم " : ( 16/143ـــ 144) .
    (14) ابن الجوزي سوّغ كثيراً من التأويل لنصوص الصفات في بعض كتبه ، ولاسيما كتابه " دفع شبه التشبيه بأكفّ التنزيه " وهذا الكتاب نقض فيه ابن الجوزي ما قعَّده في مواضع من كتبه وافق فيها معتقد أهل السنة والجماعة !! .
    (15) سورة النساء : الآية 59 .
    (16) ابن رجب : " الذيل على طبقات الحنابلة " – دار الكتب العلمية – الطبعة الأولى – 1405هـ : ( 2/80 ــ 84 ) .
    (17)" صيد الخاطر " : ( ص / 294 ) .
    (18)المرجع نفسه : ( ص/ 94 ) .
    (19) المرجع نفسه : ( ص/170 ) .
    (20) المرجع نفسه : ( ص/70 ) .
    (21) المرجع نفسه : ( ص/ 378 ) .
    (22) " صيد الخاطر " : ( ص/316 ) .
    (23) المرجع نفسه : ( ص/295 ) .
    (24) المرجع نفسه : ( ص/295 ) .
    (25) سورة الرحمن : الآية : 27 .
    (26) سورة المائدة : الآية : 64 .
    (27) سورة المجادلة : الآية : 22 .
    (28) كما في حديث النزول الذي أخرجه البخاري : (كتاب التهجد – باب الدعاء والصلاة من آخر الليل – رقم الحديث : 1145) ، وأخرجه مسلم: ( كتاب صلاة المسافرين – باب الترغيب في الدعاء – رقم الحديث:1772 ) .
    (29) أخرجه مسلم : ( كتاب القدر ـــ باب تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء ـــ رقم الحديث : 2654 ) .
    (30) أخرجه البخاري : ( كتاب القدر ـــ باب تحاجّ آدم وموسى عند الله ــــ رقم الحديث : 6614 ) ، وأخرجه مسلم : كتاب القدر ــ باب حجاج آدم وموسى ـــ رقم الحديث : 6742 ) .
    (31) أخرجه البخاري : ( كتاب بدء الخلق ـــ باب ما جاء في قول الله تعالى : " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده " ــــ رقم الحديث : (3191) ، وأخرجه مسلم : ( كتاب التوبة ـــ باب في سعة رحمة الله ـــ رقم الحديث : ( 6969 ).
    (32) سورة الشورى : الآية : 11 .
    (33) " صيد الخاطر " : ( ص/ 93 ) .
    (34) المرجع نفسه : ( ص/ 418) .
    (35)ابن الجوزي :" بستان الواعظين " : ( ص/ 111) .
    (36) ابن الجوزي :" القصاص والمذكرين " : ( ص/367 ) .
    (37) ابن الجوزي :" المدهش " : ( ص/ 137 ) .
    (38)ابن تيمية : " مجموع الفتاوى " : ( 4 / 169 ) .
    (39) صيد الخاطر " ( ص/ 77 ) .
    (40) المرجع نفسه : ( ص/ 77- 78 ) .
    (41) أخرجه ابن ماجه : ( المقدمة ـــ باب فيما أنكرت الجهيمة ــــ رقم الحديث : 177 ) . وإسناده ضعيف .
    (42) " صيد الخاطر " : ( ص / 170 ) .
    (43) " صيد الخاطر " : ( ص247 ) .
    (44) أخرجه البخاري : ( كتاب التوحيد ـــ باب قوله تعالى : " ويُحذّركم الله نفسه " ـــ رقم الحديث : 7405، وأخرجه مسلم : ( كتاب الذكر والدعاء ــــ باب الحث على ذكر الله ـــ رقم (45) سورة البقرة : الآية 210 .
    (46) " صيد الخاطر " : ( ص / 107 ) .
    (47) طُبع بتحقيق الكوثري في المكتبة التوفيقية بالقاهرة ، وطُبع أيضاً بتحقيق السقاف في دار الإمام النووي بالأردن ، وكلا التحقيقين مليئين بغمزِ معتقد أهل السنة والجماعة . استدراكات وتعقبات على كتاب ابن الجوزي ، صدر بعنوان" إتحاف أهل الفضل والإنصاف " وهو مفيد للغاية .
    (48) ابن تيمية : " درء تعارض العقل والنقل " – طبعة جامعة الإمام – الطبعة الأولى – 1415 هـ ( 8 / 60 ) .
    (49) ابن تيمية : " درء تعارض العقل والنقل " : (1/270) .
    (50) الذهبي : " سير أعلام النبلاء " : (19/449) .
    (51) ابن تيمية " مجموع الفتاوى " : (3/48) .
    (52) وهذا من عجلة ابن الجوزي وغضبه مع خصومه ، سامحه الله ! .
    (53) ابن تيمية : " درء تعارض العقل والنقل " : (7/263) .
    (54) ابن تيمية : " الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح " – دار العاصمة – الطبعة الأولى – 1420 هـ : ( 3/145) .
    (55) ابن الجوزي : " تلبيس إبليس " : ( 2/517 ) ــ طبعة دار الوطن .
    (56) ابن قيم الجوزية : " اجتماع الجيوش الإسلامية " – دار السلام – الطبعة الأولى – 1405 هـ : ( ص/246 ) .
    (57) " دفع التشبيه " : ( ص/104 ) .
    (58) ابن الجوزي : " دفع شبه التشبيه " – دار العاصمة – الطبعة الأولى – 1415هـ : ( ص/104 ) .
    (59) ابن تيمية : " درء التعارض " : ( 7 /20 ) .
    (60) موضوع هذا الكتاب : " صفات الله تعالى " . وقد طُبع بمصر سنة 1970م .
    (61) ابن رجب : " ذيل طبقات الحنابلة " : ( 4/406 ) .

    أ/أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
    عضو هيئة التدريس بقوات الأمن الخاصة
    http://lojainiat.com/main/Author/2083

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •