ليقتدي الداعية بالأنبياء وليغير من أسلوبه في الخطاب إذا اعترض المدعويين عليه
قال تعالى: (ثُمَّ إِنِّى دَعَوْتُهُمْ جِهَارًۭا ﴿8﴾ ثُمَّ إِنِّىٓ أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًۭا ﴿9﴾).

قال ابن كثير: أي لم أبق مجهودا. "وأسررت لهم إسرارا". بالدعاء عن بعضهم من بعض. وقيل: "أسررت لهم" أتيتهم في منازلهم. وكل هذا من نوح عليه السلام مبالغة في الدعاء لهم, وتلطف في الاستدعاء.
وقال السعدي: كل هذا حرص ونصح، وإتيانهم بكل باب يظن أن يحصل منه المقصود .

قلت (أبو مسلم خالد) : قد يقولون: نبرة صوت الداعية عالية جدا وتنفّر منه الناس ...
فلا يقولن الداعية: هذا ما عندي .. ويزيدها علوًّا .. ولكن ليعدّلها ويبسطها رغبة في هدايتهم لأن عرضه للدعوة وللحق كل هذا راجع إلى الناس .. فلا يعاند ويبالغ في الرفع .. فقد يهتدي بتبسيط أسلوبه وتغييره من يحاربه .