بسم الله الرحمن الرحيم

نبذة عن هذه العقيدة:
http://www.alsoufia.com/main/847-1-%...%88%D8%AF.html

مع الأسف أن لهذا الفكر الخبيث الشيطاني أصحاب يدعون إليه و القائلون به أصناف مختلفة في الظاهر ، و لكن حقيقة ما في باطنهم شيء واحد ، يجمعهم آرائهم و عقائدهم الإلحادية المَوحية من الشيطان الذي هو على سبيلهم و يدعوهم إلى النار ؛ فيهم من فلاسفة اليونان و الهند، و فيهم من الصوفية - و من ضمنهم بعض الأشعرية - و فيهم من الشيعة الروافض و أصحاب الدراسات الفلسفية في جامعات بلادنا ، و فيهم بعض الطوائف الضالة الكافرة كطائفة تسمّى بــ: ( يارستاني ) وهم منتشرون في إيران و عراق و كثير من دول العالم و فيهم ... . و ليس قصدي في هذا الموضوع السعي - حسب قدراتي الضعيفة - في الرد عليهم و بيان فساد عقيدتهم التي تخالف الفطرة و العقل و نصوص الوحيين و لكن الذي يهمني الآن هو أنني في أثناء بحثي حول نقض هذا الفكر وجدت بعض الأدلة التي ما أدري مدى صحة الإستدلال بها في الرد عليهم، و لا شك أن في القرآن مئات آيات تفضح باطلهم و تكشف ضلالهم ، و الدلائل العقلية و الفطرية كثيرة أيضا .. و المسألة هي أنني أريد أن أطمئن قلبي هل لي أن أضيف هذه السهام إلى الجعبة حتى أرمي بها عن القوس لمزق جسدهم إربا إربا و زهق شرهم أكثر فأكثر؟

السؤال الأول:

الإستدلال بقول الله سبحانه و تعالى :

وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ سورة البقرة: 116و117

و قوله تعالى ذكره:

وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ سورة الأنعام

ما هو المعنى الصحيح لكلمة " البديع " المنسوبة إلى الله جلَّ ذكره في سياق هاتين الآيتين ؟
و نحن نعلم أن :
. هذه الكلمة لم يذكر في القرآن إلا في هاتين الآيتين و لم يضاف إلا إلى مخلوقين اثنين : السماوات و الأرض
. في كلتا الآيتين جاء جملة "بديع السموات و الأرض" ردّاً على الذين " قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا " و الذين " جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ "

لماذا بدأ الله سبحانه و تعالى الردَّ عليهم بالآيتين تبتدءان كل منهما بقوله تعالى: "بديع السموات و الأرض" دون غيره من الآيات و الإستدلالات ؟