تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: قراءة كتب شيخ الإسلام رحمه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,629

    افتراضي قراءة كتب شيخ الإسلام رحمه الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هذا تلخيص أعددته من محاضرة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وهي كيف تقرأ كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ،
    أقول مستعينة بالله متوكلة عليه سائلة إياه الهدى والسداد وأن ينفع بما نكتب وأن ينفعنا به .


    ..كلامه رحمه الله تعالى على مكانته عميق غزير كثير الفوائد جم العوائد ،ولكن أكثر كلامه يحتاج إلى تبصر ونظر ، يحتاج إلى من يكون عالما بالعلوم الشرعية أو طالب علم فيها حتى يفهم مراده في كلامه .
    ... لهذا نقول إن فهم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ينبني على أشياء ، وأن القارئ لكتب شيخ الإسلام يحتاج إلى قراءة بعد العلم بهذه الأشياء ..

    ما يتميز به كلام شيخ الإسلام ابن تيمية :

    أولا: أنه كان رحمه الله تعالى يوجز الكلام في مسألة في موضع ويبسطها في موضع آخر ..

    ثانيا: تميز كلامه بأنه ألَّف التآليف فيما يريد وخاصة في مسائل الاعتقاد ، فجعل منها تواليف مختصرة ، وجعل منها تواليف مطولة ، والمختصرة كما سيأتي هي ذريعة المطولة والوسيلة إليها ، فمن لم يفهم المختصرات التي ألفها شيخ الإسلام فإنه لن يعي معاني المطولات.

    ثالثا: تميز كلامه رحمه الله بأنه يؤصل ويستطرد ؛ يعني تميز كلامه بتأصيل واستطراد، فالتأصيل ما يذكر فيه أصل المسألة ويذكر فيه صورتها ، ويذكر فيه الحكم عليها ، ثم يستطرد إما ناقلا للأقوال التي تؤيد كلامه ، وإما ينقل النظائر التي تدل على أن قوله الذي ذكره صواب وأنه هو الراجح وأنه هو الذي لا يسوغ القول بغيره في بعض المسائل ، وإما يكون استطرد ببيان أقوال المخالفين في هذه المسألة والرد عليها.

    فإذا أتى طالب العلم ونظر إلى تأصيله يقف عنده ، ثم إذا نظر نظرة أخرى ووجد بداية الاستطراد يضع هنا بداية الاستطراد حتى يفرق بين كلامه في التأصيل وكلامه في الاستطراد.


    .. لهذا ينتبه طالب العلم بأنه لا يأخذ كلامه دائما من المستطردات ؛ بل يأخذها من التأصيلات ؛ لأن الاستطراد قد يكون – كما ذكرت – عنى به شيئا عرض فيه لبعض ما يريد من هذه المسألة التي استطرد إليها ، كتنظيره لمسألة بمسألة .
    مثلا خذ كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم ) تجد أنه يمكن أن يلخص في صحفات يعني في أربعين خمسين صفحة ؛ لكنه يذكر المسألة ثم يستطرد كثيرا .
    ..فينتبه طالب العلم أنه إذا نظر في كلام شيخ الإسلام يفرق ما بين التأصيل والتنظير، ما بين التأصيل والاستطراد، ولا يأخذ المسألة دائما من الاستطراد.

    رابعا: أن من مميزات كلامه رحمه الله أن كلامه يكثر فيه المحكم والمتشابه عنده فيما يقرر محكم ، وتارة في كلامه إما في الاستطراد أو أحيانا في بعض التأصيل يكون من المتشابه .
    ونعني بالمحكم ما يتضح معناه وبالمتشابه ما يحتمل المعنى أو لا يتضح أو يكون مشكلا على أصول السلف ؛ لأن شيخ الإسلام رحمه الله كان متابعا للسلف الصالح لا يخرج عن أقوالهم ، وخاصة أقوال أئمة أهل الحديث كأحمد وباقي الأئمة ، فهو قد يورد كلاما ينظر إليه العالم أو طالب العلم ويجده مشكلا وهذا يسمى متشابه ؛ لأن المتشابه موجود في كلام أهل العلم ،ويُحل هذا المتشابه بالنظر في المواضع الأخر التي تكلَّم فيها عن هذه المسألة فيكون في الموضع الآخر جلاء إيضاح لهذا الموضع الذي اشتبه على الناظر..

    خامسا :من مميزات كلامه أنه يكثر النقول، ويسهب في النقل على أهل العلم، وهذا الإسهاب في النقل للتدليل على أن ما ذهب إليه ليس متفردا به أو ليس غريبا..

    سادسا: أنه يكثر الاستدلال، وهذا من مزايا شيخ الإسلام رحمه الله أنَّ أدلته التي يوردها كثيرة ومتنوعة، فتجد أنه يستدل بآيات القرآن استدلالا مستفيضا، ويستدل بالسنن ويميز رحمه الله بين المقبول منها وغير المقبول، وما أدرجه أئمة السنة قبله في تواليفهم وما لم يوردوه، كذلك يستدل بالإجماع إذا وجد، كذلك يستدل بالقياس، يستدل بالتقعيد الفقهي، يستدل بأقوال الصحابة فيما يريد تقريره يستدل بالتنظير، وهذه أنواع من الأدلة معلومة في أصول الفقة .

    سابعا: كثرة استعماله لعلوم الآلة. .

    الثامن: أنه رحمه الله يستعمل مصطلحات أهل الفنون، ولكل فن مصطلح، وهذه التي يسميها العلماء اللغة العرفية، فشيخ الإسلام إذا تكلم في مسألة فقهية استخدم كلام أهل الفقه؛ لغة الفقهاء، وإذا تكلم في مسائل عقدية استخدم لغة ذلك العلم، وإذا تكلم في مسائل أصولية استخدم لغة الأصوليين، وإذا تكلم في مسائل لغوية أو نحوية استخدم لغة أهل ذلك الفن، وإذا تكلم مع أهل السلوك والصوفية استخدم لغة أولئك. ..


    وإذا أشكل شيء من ذلك من كلام شيخ الإسلام وأشكل بعض ما تميز كلامه مما ذكرت في مسألة أو في اصطلاح أو في استعمال أو في استدلال أو في مذهب نقضه أو في مذهب أيَّده، وأشكل ذلك فإذا أردت أن تعلم طريقته أو مذهبه فترجع إلى كلام ابن القيم رحمه الله؛ لأن ابن القيم في كتبه يفصل كلام شيخ الإسلام، ويبيِّن ما فيه ويكثر الاستدلال له، ويوضحه إيضاحا مفصلا.
    ومن الكلمات المأثورة عن الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله رحمة واسعة أنه كان يقول: شيخ الإسلام ابن تيمية يأتي إلى جدار الباطل فيلطمه حتى يتهدم، وأما ابن القيم فيأخذ هذا الجدار حجرا حجرا فيكسره إلى أشلاء.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    الرمادي
    المشاركات
    107

    افتراضي رد: قراءة كتب شيخ الإسلام رحمه الله

    جزاك الله خيرا
    و قد قام بهذا الجهد أيضا عضو آخر في المجلس فجزاكما الله خيرا:

    كيف تقرأ مباحث شيخ الإسلام ابن تيمية الفقهية؟ - محمد بن فائد السعيدي


    http://majles.alukah.net/showthread....8A%D8%AF%D9%8A

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,629

    افتراضي رد: قراءة كتب شيخ الإسلام رحمه الله

    كيف تقرأ كتب شيخ الإسلام في العقيدة؟

    شيخ الإسلام رحمه الله -كما ذكرتُ لكم- جعل كلامه في الاعتقاد متنوعا، فمنها كتب مختصرة وهي أيضا على درجات في الاختصار، ومنها كتب مطولة، ومنها فتاوى مختصرة، ومنها فتاوى مطولة ، فطريق فهم كلامه أن تضبط المختصرات
    .

    فمن المختصرات ( الواسطية ) و( الحموية ) و( التدمرية )، وهذه المؤلفات الثلاث مهمة في فهم كلام شيخ الإسلام وفهم مذهبه وطريقته وتقريره للمسائل.

    فلابد لطالب العلم حتى يفهم كلام شيخ الإسلام في المطوَّلات وفي الفتاوى في الأجوبة المطوَّلة أن يستوعب هذه الثلاث استيعاباً تاماً، ولهذا كان أهل العلم يقرئون الطلاب هذه الثلاث المختصرات قبل أن يُقرأ عليهم في المطوَّلات؛ لأنَّ هذه المختصرات فيها تأصيل العلم العقدي الذي نَصَره شيخ الإسلام -رحمه الله-، فيها تأصيل أقواله التي نَصَر فيها مذهب السلف الصالح وعقيدة السلف الصالح ومنهج السلف الصالح -رحمهم الله تعالى- فلابد من استيعاب الواسطية وفهمها لفظةً لفظةً، لابد من استيعاب الحموية، لابد من استيعاب التدمرية، فإذا استوعبت هذه على قدر ما آتاك الله -جلَّ وعلا- من الفهم ويسَّره لك فإنك إذا قرأت بعد ذلك المطوَّلات كردِّه على الرازي أو دَرْء التعارض أو الأجوبة المطوَّلة في الفتاوى كشرح حديث النزول وغير ذلك، فإنك تفهم الكلام ، لأنه مبنيٌّ على تأصيل سابق، أما أن تقرأ المطوَّل من كلامه قبل المختصر هذا يحدث في النفس التباساً؛ لأنه لا يمكن أن تقيم أعلى البناء إلا بإقامة أسفله فإذا أقمت الأعلى دون الأسفل كان إما على وشك تهدم أو لم يكن بناء مستقيما .
    لهذا شيخ الإسلام رتَّب لك : فأعطاك الواسطية، ولمَّا سُئل عن الاعتقاد في الصِّفات كتب الحموية أطول منها وكتب التدمرية. وهي مراتب : الواسطية هي الأولى، الحموية ، التدمرية .

    ... فإذا أردت أن تفهم المطوَّلات فلا يمكن ذلك مطلقاً إلا بفهم المختصرات، يمكن أن تفهم بعض كلامه لكن يُشْكِلُ البعض الآخر حتى تكثر المُشكِلات والعِلْمُ إنَّما ينبني على تصوُّرٍ سليم من أول لحظة.
    واحرص كما أوصى بذلك عدد من المشايخ أن لا تدخل ذهنك إلا الصورة الصحيحة للمسائل، سواءٌ كان في العقيدة أو في الفقه، لا تدخل في ذهنك صورة مُشوَّهة، لا تدخل في ذهنك صورة غير واضحة للمسألة فإذا أدخلت صورة فهمتها من بعض الأوجه ولم تفهمها من بعض ربَّما أتت الحاجة إليها فلم تستفد منها ، وربَّما أتت الحاجة إليها فقررتها على غير طريقة أهل العلم وعلى غير طريقة شيخ الإسلام فيما ذكر.
    إذاً فلابد أن تتصور المسائل تصوراً أول ما ترد عليك وتحرص على أن لا تدخلها ذهنك إلا بوضوح.


    ... كلامه في الاعتقاد شيخ الإسلام ابن تيميَّة تارة يكون محتملاً لا تأخذ منه تقرير المسألة كما يكون في الاستطرادات كثيرا ، وتارة يكون واضحاً جلياً وهذا الواضح والمحتمل إنما تفهمه إذا كنت قد أحكمت المختصرات التي ذكرتُ لك وهي الواسطية والحموية والتدمرية تتضح لك مراداته بكلامه ، بعد فهم مصطلحات العلوم ولغة أهل العلم كما ذكرتُه لك سالفاً هذا بالنسبة للاعتقاد .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,629

    افتراضي رد: قراءة كتب شيخ الإسلام رحمه الله


    إذا اختلفت الفتاوى والنقول عن شيخ الإسلام :

    فمثلا تجد في الفتاوى مجموع الفتاوى الذي جمعها الشيخ عبد الرحمن بنقاسم رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة ، تجد أنه ربَّما وجدت فتويين متناقضتين ، يعني إحداهما على قول والأخرى على قول آخر. هذا إذا عَرَفْتَ المتقدم من المتأخر منهما ، فإن كلام شيخ الإسلام المعتمد هو المتأخِّر من الفتويين المتأخر زماناً لا موضعا في الفتاوى ، المتأخر زماناً ، وإذا لم تدركه وهو الأكثر فإنك ترجع إلى الكتب التي أسلفتُ لك فيما ذكره ابن القيم وابن مُفْلح وصاحب الاختيارات يكون هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .

    وهذا خلاصة لهذا المبحث المهم وهو الذي عُنْوِن له بـ كيف تقرأ كتب شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة .

    ولا شك أن هذا يعطيك لفتة في أن العلم ينبغي أن يؤخذ بحقه ، وأن يؤخذ بجدٍّ ، ولايؤخذ بالآماني ، فإن العلم اليوم صارعه الشباب والصغار ولكن العلم في السابق لا يصارعه إلى الرجال الفحول ، وهذا من نكد الزمان وأهله ، لكن ينبغي لطلبة العلم الحريصين أن يكونوا على بينة مما ذكرنا وأن يسعوا في أخذ العلم كما أخذه العلماء السابقون ، فإنه بذلك تقوى الملكة وتَبْرأ ذِمَّةُ المَرْء في النظر بنصوص الشريعة ، فإن التجرؤ على النظر في نصوص الشريعة دون استعداد ودون أخذ للمسألة بحقها لاشك أنه يَجُرُّ المرء إلى الإثم لأنه يقول على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ما لا يعلم ، لأنه ليس عنده وسائل العلم.
    أسأل الله لي ولكم أن يَشْرح صدورنا وأن يوفِّقنا وأن يُلْهمنا القول والعمل والصواب فيهما.
    وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,629

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر صلاح مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا
    و قد قام بهذا الجهد أيضا عضو آخر في المجلس فجزاكما الله خيرا:

    كيف تقرأ مباحث شيخ الإسلام ابن تيمية الفقهية؟ - محمد بن فائد السعيدي


    http://majles.alukah.net/showthread....8A%D8%AF%D9%8A

    جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •