تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: رد العلامة ابن القيم على الشيخ حاتم العوني في معنى (العبادة)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    81

    افتراضي رد العلامة ابن القيم على الشيخ حاتم العوني في معنى (العبادة)

    قال الشيخ العوني: "ولقد كان العرب أعلم بما تعنيه كلمة (العبادة)، ولذلك قالوا (ما نعبدهم)، ولم يقولوا أي عبارة أخرى، كـ(نطلبهم) أو حتّى (نعظمهم)؛ لأنّ (الطلب والتعظيم)؛ لفظان لا يبيّنان حقيقة العبادة" إلى أنْ قال (فبمجرد صرف ما ظاهره عبادة لا تجوز لغير الله تعالى، فما داموا من أهل الشهادتين لا يجوز تكفيرهم، إلا بعد العلم أنهم صرفوا ما ظاهره العبادة (كالسجود) على وجه الإخلال بالربوبية" [حاتم الشريف العوني من مقاله "العبادة: بوابة التوحيد،، وبوابة التكفير].

    قال العلامة ابن القيّم في التفسير:
    "أحدها: أنهم قالوا إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى فاعترفوا بأن دعاءهم إياهم هو عبادتهم لهم.
    الثاني: أن الله تعالى فسر هذا الدعاء في مواضع أخرى بأنه العبادة كقوله (وقيل لهم أينما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون) وقوله (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) وقوله (قل يا أيها الكافرون لا اعبد ما تعبدون) وهو كثير في القرآن فدعاؤهم لآلهتهم هو عبادتهم لها.
    الثالث: أنهم إنما كانوا يعبدونها ويتقربون بها إلى الله فإذا جاءتهم الحاجات والكربات والشدائد دعوا الله وحده وتركوها ومع هذا فكانوا يسألونها بعض حوائجهم ويطلبون منها وكان دعاؤهم لها دعاء عبادة ودعاء مسألة وقوله تعالى فادعوا الله مخلصين له الدين هو دعاء العبادة والمعنى اعبدوه وحده وأخلصوا عبادته لا تعبدوا معه غيره".

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    81

    افتراضي رد: رد العلامة ابن القيم على الشيخ حاتم العوني في معنى (العبادة)

    وقال -رحمةُ الله عليه-: (في مدارج السالكين، ج 1، ص 344، تحقيق: محمد حامد الفقي= موجود على المكتبة الشاملة)
    "وقد قطع الله تعالى كل الأسباب التي تعلق بها المشركون جميعا قطعا يعلم من تأمله وعرفه : أن من اتخذ من دون الله وليا أو شفيعا فهو كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت العنكبوت : 41 فقال تعالى : قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له سبأ : 2223 ؛
    فالمشرك إنما يتخذ معبوده لما يعتقد أنه يحصل له به من النفع والنفع لا يكون إلا ممن فيه خصلة من هذه الأربع :
    (1) إما مالك لما يريده عابده منه.
    (2) فإن لم يكن مالكا كان شريكا للمالك.
    (3) فإن لم يكن شريكا له كان معينا له وظهيرا.
    (4) فإن لم يكن معينا ولا ظهيرا كان شفيعا عنده .
    فنفى سبحانه المراتب الأربع نفيا مترتبا متنقلا من الأعلى إلى ما دونه فنفى الملك والشركة والمظاهرة والشفاعة التي يظنها المشرك وأثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك وهي الشفاعة بإذنه فكفى بهذه الآية:
    (1) نورا وبرهانا ونجاة وتجريدا للتوحيد.
    (2) وقطعا لأصول الشرك ومواداه لمن عقلها.
    والقرآن مملوء من أمثالها ونظائرها ولكن أكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته وتضمنه له ويظنونه في نوع وفي قوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثا وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن ولعمر الله إن كان أولئك قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم أو شر منهم أو دونهم وتناول القرآن لهم كتناوله لأولئك ولكن الأمر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية، وهذا لأنه إذا لم يعرف الجاهلية والشرك وما عابه القرآن وذمه : وقع فيه وأقره ودعا إليه وصوبه وحسنه وهو لا يعرف : أنه هو الذي كان عليه أهل الجاهلية أو نظيره أو شر منه أو دونه فينقض بذلك عرى الإسلام عن قلبه ويعود المعروف منكرا والمنكر معروفا والبدعة سنة والسنة بدعة ويكفر الرجل بمحض الإيمان وتجريد التوحيد ويبدع بتجريد متابعة الرسول ومفارقة الأهواء والبدع ومن له بصيرة وقلب حي يرى ذلك عيانا والله المستعان".

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •