لا بد أن نخترق الحديد ونُبسط المُعَقَّد ونوقظ المُثبَّط:

لو قلنا أن التدخين انتشر انتشر بين عوام الناس فقط وسلم منه الأطباء والمرضى ...
ولو قلنا أن ترك شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين عوام المسلمين وسلم من تركها العلماء وطلاب العلم والدعاة ... لكان للأمر وجاهة ويحفز هؤلاء الفضلاء العوام على ترك التدخين وعلى القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...
ولكن لم يسلم من التدخين الأطباء ، ولم يسلم من ترك تطبيق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين المسلمين كلهم إلا ممن رحم الله وهم الندرة ... ونقصد بالمسلمين عوامهم ودعاتهم وعلمائهم وطلاب العلم ...


للأسف نحن نخاطب المدخنين بما فيهم الأطباء ، ونخاطب تفعيل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما فيهم العلماء والدعاة ...
وكيف نفهم الأطباء بضرر التدخين وهم يعرفون ضرره ؟
وكيف نوصل للسادة العلماء والدعاة وطلاب العلم بضرورة التنبه بالقيام والجهر بشعيرة الأمر والنهي وهم يعرفون جيدا هذه الشعيرة ؟
ـ إن هذا الذي سبق لمن أعظم الدوافع الأساسية في إقبال الناس على التدخين لما يرون الأطباء يدخنون.. ومن أعظم الدوافع السلبية لعزوف الناس عن تفعيل شعيرة الأمر والنهي لما يروا الفضلاء عن منأى عن تفعيلها ...


قلت (أبو مسلم) : حينما جاء محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة السماوية عرضها على الصغير والكبير والحر والعبد والغني والفقير والرجال والنساء والحاكم والمرؤوس فاخترقت الرسالة العلماء من أهل الكتاب فقالوا كما في القرآن الكريم: (وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ) .. واخترقت الكبار فآمن أبو بكر الصديق ، واخترقت النساء فآمنت خديجة وسمية ,,, واخترقت الأطفال فآمن عليٌّ واخترقت بعد ذلك الحكام كالنجاشي ملك الحبشة فآمن ، واخترقت المحاربين للنبي صلى الله عليه وسلم كخالد بن الوليد فآمن ، واخترقت عمر بن الخطالب ....
فلا بد أن نوضح ونوضح ونوضح حتى نخترق ....