أحشفا وسوء كيلة:
في هذا الوقت العصيب الذي نحاول أن نستجلب فيه الدعم والمساندة لإخواننا في سوريا لرفع الحيف والظلم عنهم، مما أصابهم من ويلات النظام البائد والطاغية بشار الذي أفسد البلاد وقتل العباد، وأتى على الأخضر واليابس حتى ممن سانده ووقف بجانبه، وفي لحظة ننادي فيها بحرية إخواننا من استبداد حاكمهم الغاصب مع سبق الإسرار والترصد، إذ بنا نفاجأ بتصريح من زعيم حزب الله الذي يدعى حسن نصر اللات (نصر الله)، في سابقة تاريخية خطيرة ستبقى وسمة عار على جبين الشيعة، وفي صحائف حزب الله بالخصوص، حيث صرح بأنه سيقف إلى جانب النظام السوري باعتباره صديقا وفيا لبشار المجرم وأعوانه!!!
وحين سمعت تصريحه ومقالته هذه كأنني تمثلت قول القائل: سكت دهرا ونطق كفرا. وكلمته هاته والله لو مزجت بالماء الزلال لنجّسته، ولا أدري أين كان عقله حين قال ما قال، وهو يتفوه بما قاله بكل صفاقة وقلة حياء، ولا غرابة في ذلك، لأنه إذ عرف السبب بطل العجب، فديدن هؤلاء الكذب والافتراء، وبضاعتهم الحقد والحسد على أهل السنة من المسلمين. كيف لا وقد شارك حزب الله الشيعي بمقاتليه وجنوده فعليا وعلى أرض الواقع في بلدة القصير إلى جانب قوات النظام التي اجتمعت فيها كل سوءة وفضيحة، ضد إخواننا المجاهدين والثوار في الجيش الحر، والغريب أن المجتمع الدولي وقف مشدوها أمام هذه الفعلة النكراء والواقعة الشنيعة، حتى الدول العربية والإسلامية بل حتى من الدولة اللبنانية، اللهم تصريحات من هنا وهناك لبعض القادة والسياسيين.
فعوض أن يقفوا إلى جانب الثورة السورية لتحقق أهدافها وتواصل مسارها نحو الحرية والعدالة، إذا بهذا المجرم حسن نصر اللات يقصم ظهر المقاومة الباسلة الصامدة –وقد مر على الثورة أكثر من سنتين- ويطعنها بخنجر من الوراء بهذا التصريح القبيح، وقد كان يكفيه السكوت في موطن يتكلم فيه الشجعان والأحرار، ويقدمون فيه يد العون على الأقل لهؤلاء الثوار. فلا قولا سديدا ولا فعلا رشيدا، وكما قال الأعرابي فيه مثل هذا أحشفا وسوء كيلة!!! ويقال لمن يظلم مرتين وقصته معروفة.
وقد صدق المتنبي حين قال:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهند.