أراد معلم أن يرسخ في أذهان تلاميذه عدد ومواضع سجدات التلاوة في القرآن الكريم، فألف لهم الحكاية التالية التي فيها اسماء أربعة عشر سورة فيها خمسة عشر سجدة.
قال: كان الشيخ فرقان بن رعد مُختَلَفاً في اسمه، ولم يكن الأمر هكذا في القابه التي تذكر بمواضع سجود التلاوة في القرآن. فمرة كان يلقبه أصحابه بالنمل والنحل لمثابرته وصبره في تحصيل العلم النافع، ومرة أخرى بالنجم لعلو شأنه في مختلف العلوم. وحتى أختاه ساهمتا أيضاً باسميهما إسراء ومريم في إثراء ميزته هذه. وأول ما تعلمه باكراً جداً هو حفظه سورتي الأعراف والعلق ، وكان لا يمل من ترديد: الأعراف عرفناها منذ صبانا والعلق علقت بأذهاننا منذ طفولتنا.ومن عجائبه في تلاوة القرآن أنه كلما قرأ سورة الحج سجد في كل من سجدتيها طيلة نصف نهار. وأما في سورة السجدة فكان يسجد طيلة ليله. وعلم أحد أصحابه أنه يحب سورة ص كثيراً، وأراد أن يمازحه ، فأخبره أنه سيهديه جبة ثمينة مطرز عليها بخيوط الذهب حرف "ص ". فأنكر الشيخ هذه الهدية وقال له : إذن سيكون مصير نصفيها الأنشقاق. فقال له صاحبه: قد فصلت ولم يبق إلا خياطتها. وأبى الشيخ قبولها إلاّ بعدما طمأنه صاحبة أنها لن تكون مذهبّة.
السور الكريمة هي: الفرقان، الرعد، النمل، النحل، النجم، الإسراء، مريم، الأعراف، العلق، الحج (فيها سجدتان) ، السجدة، ص، الأنشقاق، فصلت.