مقدمة
الحمد لله الذي أضاء بالقرءان القلوب وأنزله في أعذب لفظ وأجزل أسلوبوأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
أما بعد
من المعلوم أن من أصعب ما يواجه حافظ القرءان هو وجود آيات متشابهةبألفاظها إلى حد كبير وهذا التشابه نوعان تشابه بين آية وآية أخرى وتشابه بينمجموعة من الآيات مع غيرها.
إن مما يفيد في حفظ القرءان معرفة الآيات المتشابهة الألفاظ وكيفالتمييز بينها.
فهناك بعض الآيات المتشابهات في القرءان الكريم التي تبدو للوهلةالأولى كأنها نفس الآية التي ذكرت في سورة قبلها.
إن التشابه اللفظي في الآيات الكريمة من أكثر ما يعاني منه حافظالقرءان خصوصا مبتدئ الحفظ مما جعل جمعا من العلماء في القديم والحديث يؤلفون كتباتعين على حصر وضبط المتشابه وبيان القواعد التي تعين الحافظ على الضبط وقد اختلفتمناهج هؤلاء العلماء في كتبهم وطريقة معالجتهم لتيسير ضبط المتشابه.
وهو باب مفتوح فقد يخطر على بال كل حافظ طريقة يستعين بها على ضبطما يشكل عليه من المتشابه وهذا البحث البسيط والمتواضع ليس شاملا لجميع المتشابهاتوإنما اقتصرت على المواضع الذي يكثر الخطأ فيه بالنسبة للمبتدئين واعتمدت فيه حسبترتيب المصحف الشريف.
وهو بحث اعتمدت فيه استخراج الآيات المتشابهات من القرءان فقط وهولا يرقى إلى ما ذهب إليه علماؤنا الأجلاء من تصنيفات ومؤلفات قيمة في مجال متشابهالقرءان أحببت أن أشارك في هذا الفضل ولو بجهد بسيط ضارعة للمولى جل قدرته أن يسبغعلينا نعمه ظاهرة وباطنة وأن يؤيدنا فيه بالإخلاص والتوفيق والقبول وأن يحقق بهالنفع المرجو والأثر المأمول.
أسأل الله أن يرزقنا حسن النظر فيما يرضيه عنا وأن يلزمنا حفظكتابه قلوبنا وأن يشرح به صدورنا وأن يطلق به ألسنتنا فإنه لا يعيننا على الحقغيره ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فما ورد في هذا البحث من توفيق فمن عند الله وما كان فيه من خطأ أوتقصير فمن نفسي ومن الشيطان.
أسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعني وينفع بهالمسلمين.