يوجد عموم وخصوص، فإذا أطلق أهل السنة فإنه يعني الطائفة التي تشمل غالبية المسلمين، وهذا المقصود من قولهم والجماعة فهي تعني جماعة المسلمين ، وتجمع الخصائص الآتية
1 أنها عامة المسلمين
2 أنها تسكت عما جرى بين الصحابة من خلاف وقتال، ، وتحب الخلفاء الراشدين وتفاضل بينهم على الترتيب الذي جرى، وتوقف بعض فقهائهم في التفضيل بين عليّ وعثمان كما روي ذلك عن مالك، وثمة آراء أخرى كالتوقف في التفضيل بين فضلاء الصحابة وهو قول داود الظاهري وابن عبدالبر النمري، وكالقول بتفضيل زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورضي عنهنّ ، تفضيلهن على سواهن من الصحابة وهو مذهب أبي محمد بن حزم، ،
3 أنها تحترم فقهاء الأمصار ، ولهم فيها مقلدون ومتابعون على اجتهاداتهم، ومن أشهرهم مالك بالمدينة، وأبو حنيفة في الكوفة، والليث بمصر، والأوزاعي ببيروت ، ثم تلميذ مالك الذي أوجب العمل بالحديث المتصل الصحيح الإسناد. ثم انحصرت المذاهب الفقهية في أربعة مالك وأبي حنيفة والشافعي ، ومذهب علماء الحديث الذي نسب إلى أحمد بن حنبل
4 لفهم المذاهب بين أهل السنة ينبغي وضع التصنيف الآتي
آ-مجال علم الكلام أو العقيدة وأصول الدين، ومن مذاهبه المعتزلة ،والسنة(الحنابل ،الأشعرية،الما ريدية)، الشيعة (الإمامية،الإسم عيلية، الباطنية، الغلاة)، ،
ب- مجال الفقه وقد تقدم وأشهره أربعة مذاهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلية
ج- مجال النحو ومذاهبه البصريون والكوفيون والبغداديون، ثم فيما بعد الأندلسيون ، ،
د_مجال التصوف وهوطرق كثيرة أو مناهج تربوية مختلفة
تبين أن اهل السنة هو مصطلح عقائدي أو كلامي أي من مصطلحات علم أصول الدين ليطلق على عامة الأمة من غير المعتزلة والشيعة والإباضية ويشمل مذهب اهل السنة الأشعرية والحنابلة والماتريدية والعوام ممن لا مذهب لهم
وهذا هو التصنيف الذي حصل في كتب الفرق والعقائد، إلا أن التصنيف الجديد هو كالتالي
آ_مذهب الأمة ويشمل اهل السنة (سلفية،أشعرية)، والزيدية، والاباضية، والمعتزلة
ب_ مذاهب مستقلة عن الأمة ، الشيعة الإمامية والإسماعيلية (ويطلق عليهما الروافض)، والقاديانية (الأحمدية)، والباطنية (النصيرية، البابية والبهائية)
ويحاول بعض السلفيين أن يقصر استخدام مصطلح اهل السنة والجماعة على من يسير على مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية بالقول ان الإيمان قول وعمل وفهم مذهب السلف في الصفات على انه إثبات الظاهر مع نفي المماثلة، وينطلق هؤلاء من اعتبار مصطلح اهل السنة والجماعة مصطلح مدح يتطابق مع مصطلح الفرقة الناجية.
ونحن نرى أن علم الفرق والعقائد بحاجة إلى الأخذ بالتصنيف الحديث، ذلكم أن الزيدية أقرب الى السنة من قربهم إلى الإمامية ، ولذلك يطلق عليهم شيعة السنة وسنة الشيعة، فتصنيفهم ضمن مذاهب الشيعة مخالف للواقع، والإباضية كما قال ابن حجر أقرب مذاهب الخوارج إلى السنة، لكن في الواقع أنهم من مذاهب الأمة ولا يتفقون مع الخوارج إلا في اعتبار أهل النهروان مجتهدين ويخطئون من قتلهم، وهو غير معصوم في مذهب أهل السنة.
والله أعلم