العلماء ومهمة التبليغ
إن ممن أخذ الله عز وجل عليهم العهد في الدنيا ورثة الأنبياء وهم العلماء، بل ولكل من يتصدى للدعوة، وتعليم الناس، والحذر من كتم العلم عنهم، وأن يجمعوا إلى ذلك أن يبينوا العلم للناس، وقد ضرب لن سلفنا أروع الأمثلة في ذلك ومنها المواقف المعلومة والمشهورة للإمام البجل والعلم المسدد، أحمد بن حنبل، جاء في ترجمة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: أن أبا جعفر الأنباري قال له عندما امتحن ليقول بأقوال المعتزلة الباطلة:( يا هذا أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك، فو الله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبن خلق، وإن أنت لم تجب ليمتنعن خلق من الناس كثير، ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت، ولابد من الموت، فاتق الله ولا تجب فجعل أحمد يبكي ويقول: ما شاء الله )[سير أعلام النبلاء 11/2].
وجاء أيضاً: قال المروذي: يا أستاذ إن الله قال: [ ولا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ]، قال: يا مروزي اخرج فانظر، فخرجت إلى رحبة دار الخلافة، فرأيت خلقاً لا يحصيهم إلا الله، والصحف في أيديهم والأقلام والمحابر، فقال لهم المروذي: ماذا تعملون؟ قالوا: ننظر ما يقول أحمد ونكتبه، فدخل فأخبره، فقال: يا مروذي: أضلُّ هؤلاء كلهم .