معركة فارنا بداية نهاية الدولة البيزنطية نوفمبر 1444م
أطراف معركة فارنا:
- الدولة العثمانية بقيادة السلطان مراد الثانى.
- تحالف أوربي مكون من: (المجر، كولونية، ألمانيا، فرنسا، البندقية، بيزنطة).


أسباب معركة فارنا:
شعر السلطان مراد الثاني بالتعب فقرر التخلى عن العرش لابنه محمد الثاني الذي عرف فيما بعد بالفاتح، وكان عمره آنذاك (12) سنة فطمع الأروبيون في الدولة العثمانية وشكلوا جيشًا كبيرًا من قوات عدة دول أوربية ليهاجم الدولة العثمانية
على غرار توقيعه لمعاهدة "سره كدين" كان اول من نقض المعاهدة هو الكاردينال "جيسارينى" ممثل منصب البابوية فى المعارك العثمانية المجرية فقام هذا المتعصب بلضغط على ملك "بولونيا" و"المجر" للأخلال بالمعاهدة والاستفادة من انعزال مراد الثانى وترك الامر لابنه محمد الثانى ولقد تردد فى البداية الملك المجرى خوفا على الاقسام الغليظة التى أقسمها للوفاء بتلك المعاهدة ولكن الكاردينال تعلل بأن "إن النصارى ليسوا ملزمين بالإيفاء بوعودهم مع المسلمين"، وكان الاسطول البابوى مشكل من 60الى 70 سفينة حسب أقوى الروايات راسيا فى بحر الخرز وكان قائد الاسطول الكاردينال "كوندولميرى" الذى أرسل رسالة الى الملك المجرى يحثه على الاستفادة من تلك الفرصة وانه سوف يمنع انتقال "مراد الثانى" من الوصول الى الروملى.


كذلك يذكر ان الامبراطور "يؤانس الثامن" أرسل كذلك الى الملك لاديسلاس كذلك ملك الافلاق الذى ارسل رسالة الى الملك المجرى يظهر انه وقت تحرك ملك المجر فسيتحرك هو للهجوم من الاناضول على الاملاك العثمانية هناك كل هذا ادى الى قيام ملك المجر لنقض الهدنة التى لم يمر عليها سوى خمسون يوما تكون تحالف اوربى بزعامة المجر وتولى القائد المجرى الوطنى "يانكو هونياد".

مشاهد لمعركة فارنا:
أعداد الجيشان: تحركت هذه الحشود الضخمة نحو الدولة العثمانية، ونزلت إلى ساحل البحر الأسود واقتربت من "فارنا" البلغارية الواقعة على ساحل البحر ولقد تكون التحالف الصليبى من 16000جندى و كذلك 2000 مركبة حربية "عربة" أما بالنسبة لاعداد الجيش العثمانى ذكر ان 125.000ولكن الأبحاث الأخيرة ذكرت أن الأعداد ترواحت ما بين 30.000 و 40.000 نسمة، وفي الوقت الذي كان تجري فيه هذه التحركات كان القلق والفزع يسيطر على كبار القادة في “أدرنة” عاصمة الدولة العثمانية، ولم يكن السلطان الصغير قادرا على تبديد هذه المخاوف والسيطرة على الموقف وانتزاع النصر من أعداء الدولة؛ من أجل ذلك اجتمع مجلس شورى السلطنة في "أدرنة"، واتخذ قرارا أبلغه إلى السلطان محمد الثاني، نصه: "لا يمكننا مقاومة العدو، إلا إذا اعتلى والدك السلطان مكانك.. أرسلوا إلى والدكم ليجابه العدو وتمتعوا براحتكم، تعود السلطنة إليكم بعد إتمام هذه المهنة".


وعلى الفور أرسل محمد الثاني في دعوة أبيه مراد الثاني الموجود في مغنيسيا، غير أن السلطان مراد أراد أن يبعث الثقة في نفس ولده، فبعث إليه قائلا: إن الدفاع عن دولته من واجبات السلطان..


فرد عليه ابنه بالعبارات التالية: "إن كنا نحن السلطان فإننا نأمرك تعالوا على رأس جيشكم، وإن كنتم أنتم السلطان فتعالوا ودافعوا عن دولتكم".

سيلجى قائد قوات التحالف:
أحداث معركة فارنا: ولقد سبق المعركة اعلان هام من القائد "هوينادى" وللخروج من المستحيل، على الاستسلام غير وارد. فدعونا نقاتل بشجاعة وشرف أسلحتنا!


أسرع السلطان مراد الثانى في السير إلى "فارنا" في اليوم الذي وصل فيه الجيش الصليبي، ونظرا إلى تمكن الأساطيل البابوية والبيزنطية فى تلك الفترة من قناة الدردنيل فلم يكن فى إمكان السلطان مراد الانتقال من الاناضول الى الروملى عن طريق "كلى بولى" فأضطر السلطان مراد الثانى إلى أن يجتاز البوسفور ونظرا كون قلعة الاناضول المعروفة بـ"حصار الاناضول /كوزلجة حصار" الواقعة فى ضفة الاناضول والتى سمتها المصادر "بوغاز إسكندر" هى من انسب المواقع لعبور الروملى
ولذلك فقد وضع الوزير الأعظم "جاندرارلى باشا" المدافع على التلال الواقعة فى قلعة الروملى لتوفير الحماية اللازمة لعبور القوات العثمانية، وبذلك تمكنت القوات من العبور ولقد صدم قائد الأسطول البابوي "كوندولميرا" من عبور السلطان مراد الثانى.


وفي اليوم التالي نشبت معركة هائلة , وضع الجيش الصليبى بقيادة الملك فلاديسلاف معسكرا بجوار القلعة فارنا. وجاءت الرسالة في المساء، توضح مدى ضخامة الجيش العثمانى وانها اتخذت معسكر لها بالقرب من هضبة "فرنجين"، ووفقا لشهود عيان ومؤرخين، فقد وضع الجيش الصليبى في شكل قوس من البحيرة إلى محلة "بلافا " يتألف الجناح الأيمن والذى ليس لديه قيادة مشتركة، من 5 فصائل، أو الأعلام.


وشاركت بعض العربات الحربية التشيكية كاحتياطي يتألف المركز من خط المعركة من فصييلة بقيادة الملك والاخرى من قوات والاشية وقوات وضعت للكر والفر بقيادة و تنظيم القائد "جون هوينادى".


يتألف الجناح اليساري من 5 فصائل هنغارية تحت قيادة "سيلجى" الملك المجرى وديسلاس.


أما الأتراك:
يتألف خط معركة الأتراك من قلب وميمنة وميسرة وفقد كانت الميمنة مؤلفة من قوات السيباهى بقيادة "داود باشا"، أما الميسرة فقد كانت بقيادة "كاردذا باشا"، والقلب بقيادة السلطان مراد الثانى والانكشارية وكان يحيط به فرقة خاصة لحماية السلطان.


فبدأت المعركة بهجوم من "هونياد" قائد الجيش الصليبي على ميمنة الجيش العثماني وجناحه الأيسر، وترك السلطان مراد الثانى العدو يتوغل إلى عمق صفوف جيشه، ثم أعطى أمره بالهجوم الكاسح، فنجحت قواته في تطويق العدو،ة واشتبكت قوات الملك المجرى و قوات هونيادى مع القوات الاسيباهية ولق اتخذت قوات التحالف شكل قوس لتطويق القوات العثمانية ولكن من دهاء القوات العثمانية أن طوقت التحالف بالمثل بل اتخذت شكل مربع لإتمام هزيمة التحالف الذى لم يجد مفر من القوات العثمانية، ولقد قام ايضا القائد “هويناد ” أولا بالهجوم على الجيش العثمانى وقضى الجناج الايسر ثم قام القوات التشيكيون بالهجوم على جناح الميمنة الا انهم تقهقروا على اعقابهم , وقام الملك المجرى بقواته بالهجوم على القلب الذى يقوده السلطان مراد الثانى، وقد وضع السلطان مراد المعاهدة التي نقضها أعداؤه على رأس رمح ليشهدهم ويشهد السماء على غدر العدو، وفي الوقت نفسه يزيد من حماس جنده د تمكن مراد الثانى من جرح “لاديسلاس ” من جاء سهم او رمح و(قيل ان قائمة فرسه وقعت فى حفرة فوقع منها وتدحرج فقام جندى مسن , يسمى "قوجة خضر" فقطع رأس الملك المجرى وقدمه الى السلطان مراد الثانى ووضع الرأس على رأس رمح وتشهيره بين العساكر أدى نشوب الفتور بين جنود المجر وادى إلى تفتت صفوفهم وتمت هزيمتهم أشد هزيمة وهرب من بقى من عساكر العدو إلى المعسكر وقام القائد "هوينادى" بجمع قواته والهروب إلى المجر، وتم الاستيلاء على معسكر العدو فى اليوم التالي على الرغم من محاولة بعض القادة الاستماتة فى الدفاع عنه إلا أنه سقط رغم أنف الجميع جزاء لتطاولهم والغدر بالمعاهدة، ولقد تم حفظ رأس الملك المجرى "لاديسلاوس" فى العسل , وأرسل الى رئيس السقاة فى بورصا "جبه على بك " وأمر بتشهيره فى البلد نصب تذكارى لمعركة فارنا لسقوط ملك المجر.


نتائج معركة فارنا:
لقد خسر التحالف الصليبى اعدادا غفيرة من قواته جراء ما أحل بهم من شر هزيمة و توفي نحو نصف جيش الملك (ما يقرب من 10000 جندي) في ميدان المعركة، وبهذا النصر أيقن الأروبيون صعوبة طرد العثمانيون من البلقان كذلك تركت وفاة ولاديسلاوس ملك المجر البلاد في فوضى لمدة أربع سنوات من العمر.


وكانت بداية نهاية للإمبراطورية البيزنطية تمهيدا لفتح القسطنطينية على يد القائد الفاتح محمد الفاتح" والتى لم يبق من عمر تلك الإمبراطورية التليدة سوى تسع سنوات قبل سقوطها وطوي صفحة حاول المسلمون الأوائل طوي صفحتها، ولقد تبادلت الدول الاسلامية التهاني بمناسبة الانتصار العظيم الذي حققه السلطان مراد الأول في القضاء على تحالف أشبه ما يكون بالحملات الصليبية.


المصادر:
- "تاريخ الدوله العثمانية في العصور الوسطى" دكتور محمود محمد الحويري
- الدوله العثمانية فى التاريخ الاسلامي" الحديث دكتور إسماعيل أحمد ياغي
- "الدوله العثمانيه العلية" إبراهيم بك حليم