تفسير السعدي (ص: 48)
قوله تعالى : ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
اسْتَوَى ترد في القرآن على ثلاثة معاني:
فتارة لا تعدى بالحرف، فيكون معناها، الكمال والتمام، كما في قوله[تعالى] عن موسى : وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى .
وتارة تكون بمعنى "علا "و "ارتفع "وذلك إذا عديت بـ "على "كما في قوله تعالى: ثم استوى على العرش ، لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ .
وتارة تكون بمعنى "قصد "كما إذا عديت بـ "إلى "كما في هذه الآية، أي: لما خلق تعالى الأرض، قصد إلى خلق السماوات {فسواهن سبع سماوات} فخلقها وأحكمها، وأتقنها، وهو بكل شيء عليم .
وهذه فائدة اخرى في نفس الاية :
وكثيرا ما يقرن بين خلقه للخلق وإثبات علمه كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ لأن خلقه للمخلوقات، أدل دليل على علمه، وحكمته، وقدرته.