أي الأمرين أشد:
صبر يوسف على أخوته في رميهم له في الجب بدون جريرة؟
أم صبر يوسف عليه السلام عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها؟
كان صبر يوسف عليه السلام عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخوته له في الجب وبيعه وتفريقهم بينه وبين أبيه، فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره لا كسب له فيها، ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر وأما صبره عن المعصية فصبر اختيار ورضى ومحاربة للنفس، ولاسيما مع الأسباب التي تقوى معها دواعي الموافقة فإنه كان:
1 - شابا وداعية الشباب إليها قوية.
2 - عزباً ليس له ما يعوضه ويرد شهوته.
3 - غريباً والغريب لا يستحيي في بلد غربته مما يستحيي منه من بين أصحابه ومعارفه وأهله.
4 - مملوكا والمملوك أيضا ليس وازعه كوازع الحر.
5 - المرأة جميلة وذات منصب وهي سيدته وقد غاب الرقيب.
6 - هي الداعية له إلى نفسها، والحريصة على ذلك أشد الحرص.
7 - مع ذلك توعدته إن لم يفعل بالسجن والصغار.
ومع هذه الدواعي كلها صبر اختيارا وإيثارا لما عند الله؛ وأين هذا من صبره في الجب على ما ليس من كسبه؟!