هذه آراء الشيخ العلامة ابن عثيمين وتوجيهاته في اختيار التفاسير :
السؤال:
تعلمون حفظكم الله أن الإجازة الصيفية قادمة، فحبذا لو دللتمونا على بعض كتب التفسير تنصحونا بقراءتها، وتكون خالية من الإسرائيليات والموضوعات، وما تعليقكم على تفسير الجلالين من حيث الإسرائيليات و بعض الملاحظات جزاكم الله خيراً؟
الشيخ : تريد أن تقرأها للعامة أم لنفسك ؟
السائل : للشباب .
الجواب:
[ أنا أرى أن من خير التفاسير تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - على ما فيه من بعض الآيات التي يختصر فيها اختصاراً مخلاً، أو ربما يطويها ولا يتكلم عليها ، لكن هذا قليل ، إنما فيه فوائد ما تكاد تجدها في غيره، فهو صالح لطالب العلم، والنقص الذي فيه يمكن للإنسان أن يتلافاه بمراجعة تفسير ابن كثير ، أو غيره كفتح القدير للشوكاني ، وإن كان فيه ما فيه لكنه طيب.
السائل : يصلح للعوام؟
الشيخ : الذي يصلح للعوام تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي ؛ لأنه ليس فيه إسرائيليات، ولا أسانيد ولا شيء أبدا.
السائل : تفسير الجلالين؟
تفسير الجلالين لطالب العلم جيد ، لأنه في الحقيقة زبدة ، وكما تعلم أنه يتمشى في مسألة الصفات على مذهب الأشاعرة ، فلا يوثق به بل يرد قوله في ذلك ، لكن في غير ذلك جيد جداً من حيث سبكه للقرآن، وتنبيهه في كلمات وجيزة على أمور تخفى على من يطالعه من أهل العلم!، فإذا اجتمع الفتوحات الإلهية وهو ما يعرف بحاشية الجمل مع الجلالين كان طيباً ].
" لقاء الباب المفتوح " شريط (32)ب.
السؤال:
ماذا يستحسن أن يقرأ المبتدئ من كتب التفسير؟
الجواب:
[ أحسن شيء إما تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي ، لأنه واضح وليس فيه تكلف ولا شيء ، أو تفسير ابن كثير، والباقي من التفاسير كلها طيبة إن شاء الله ، لكن بعضهم غلب عليه مذهب الأشاعرة ].
" لقاء الباب المفتوح " . شريط(220) وجه أ.
السؤال:
كيف يتمكن طالب العلم من علم التفسير وما هي الطريقة المناسبة للتمكن من فن التفسير؟
الجواب:
[ على كل حال الله عز وجل يعين من شاء من عباده، لكن الطرق أن يعرف الإنسان معنى كلام الله من المفسرين الموثوقين في علمهم ، وفي دينهم وأمانتهم، لأن بعض المفسرين عنده علم ، وجيد في التفسير لكنه لا يُؤمن من جهة العقيدة ، فأحسن ما أرى من التفاسير فيما اطلعت عليه تفسير ابن كثير - رحمه الله - ، وتفسير ابن سعدي ، و تفسير القرطبي على أن فيه بعض الشيء، و تفسير الشوكاني أيضاً لا بأس به ، ولكن أظنه لا يخلو من الملاحظات، والمسألة فهم يؤتيه الله من يشاء ، ولهذا لما قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: [هل خصكم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشيء؟ قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إلا فهماً يؤتيه الله تعالى من شاء في كتابه].
" لقاء الباب المفتوح " شريط (221) وجه ب.
السؤال:
طيب هذا السائل من الدمام فضيلة الشيخ له سؤال ثاني يقول : ما هي كتب التفسير التي تنصحونني بقراءتها ، وخصوصاً لطلبة العلم مأجورين؟
الجواب :
[ كتب التفسير الحقيقة تختلف مشاربها فتفسير ابن كثير من أحسن التفاسير لكنه رحمه الله لا يعتني كثيراً باللغة العربية يعني بالبلاغة وأوجه الإعراب وما أشبه ذلكوتفسير ابن جرير وهو أصل تفسير ابن كثير أيضاً مطول وفي الآثار الواردة فيه ما هو غثٍ وسمين فيحتاج إلى طالب علم يكون له معرفة بالرجال والأسانيد وهناك كتب تفسير جيدة لكن منهجها في العقيدة غير سليم كتفسير الزمخشريفهو جيد من حيث البلاغة واللغة لكنه ليس بسليم من حيث العقيدة وفيه كلمات تمر بالإنسان لا يعرف مغزاها لكنها إذا وقرت في قلبه فربما يتبين له مغزاها فيما بعد ويكون قد استسلم لها فيضل ولذلك أرى أن طالب العلم يأخذ تفسير ابن كثير ما دام في أول الطلب أو تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله أو تفسير أبي بكر الجزائري وهذا ما اطلعت عليه وقد يكون في تفاسير أخرى مثلها أو أحسن منها لكن هذا ما اطلعت عليه ثم إذا وفقه الله إلى علمٍ واسع وملكةٍ قوية يدرك بها ما لا يدركه في أيام الطلب فليراجع كل ما تيسر من التفاسير ].
" نور على الدرب " شريط (269)وجه أ
السؤال :
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ بماذا توجهون المستمعين من كتب التفسير في قراءتها يا شيخ؟
الجواب:
[ كتب التفسير في الواقع كثيرة ومتشعبة ، والعلماء - رحمهم الله - كل يأخذ بجهة من جهات القرآن الكريم ، فمنهم من يغلب عليه تفسير المعاني ، بقطع النظر عن الإعراب والبلاغة وما أشبه ذلك ، ومنهم من يغلب عليه مسائل الإعراب والبلاغة وما أشبه ذلك ، ومنهم من يغلب عليه استنباطات من الآيات العلمية والعملية ، فهم يختلفون .
لكن من خير ما يكون من التفاسير فيما أعلم تفسير ابن كثير رحمه الله فإنه تفسير جيد سلفي ، لكن يؤخذ عليه أنه يسوق بعض الإسرائيليات في بعض الأحيان ولا يتعقبها ، وهذا قليل عنده ؛ ومن التفاسير الجياد تفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله فإنه تفسير سلفي سهل المأخذ ينتفع به حتى العامي ومن التفاسير الجياد تفسير القرطبي رحمه الله ومنها تفسير محمد الأمين الشنقيطي الجكني لا سيما في آخر القرآن الذي أدركه ومن التفسير الجياد في البلاغة والعربيةتفسير الزمخشري لكن احذره في العقيدة فإنه ليس بشيء ومن التفاسير الجياد تفسير ابن جرير الطبري لكنه لا ينتفع به إلا الراقي في العلم هناك تفاسير أخري لا نعرفها إلا بالنقل عنها لكن الإنسان يجب عليه أنه إذا لم يفهم الآية من التفاسير أن يسأل عنها أهل العلم حتى لا يفسر القرآن بغير مراد الله تعالى به ].
(نور على الدرب) (329) وجه أ
السؤال :
ما رأيكم يا شيخ في تفسير البغوي؟
الجواب:
[ تفسير البغوي جيد و لا بأس به ، لكن أحث إخواني السامعين على مراجعة " مقدمة التفسير " لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تكلم عن التفاسير التي مرت به كلاماً جيداً فلتراجع ].
(نور على الدرب) شريط(347)وجه ب.
السؤال :
حفظكم الله وسدد خطاكم طالب العلم الذي يريد أن يقرأ في التفسير ما هي أشهر كتب التفسير التي يقتنيها طالب العلم؟
الجواب :
[ أرى أن يقتني تفسير ابن كثير - رحمه الله - ، وتفسير شيخنا عبد الرحمن ابن سعدي ، لأنهما خير ما اطلعت عليه من كتب التفاسير ، وهناك تفسيرات أخرى لطالب العلم الراقي كتفسير القرطبي وتفسير الشوكاني ].
" نور على الدرب " شريط(360) وجه أ.
السؤال :
جزاكم الله خيرا ، كتب التفسير تحدثت فضيلة الشيخ عن تأويل بعض هذه الصفات ، طالب العلم الذي يريد أن يقرأ التفسير بماذا ترشدونه يا شيخ؟
الجواب :
[ أرشده إلى أن يتجنب جميع الكتب التي فيها التحريف ، ثم إذا ترعرع فيما بعد وأحب أن يطلع ويرى ما ابتلي به بعض الناس من التحريف فلا حرج ، أما في بداية الأمر فأخشى عليه الضلال إذا طالع الكتب التي فيها التحريف ، كتحريف استوى بمعنى استولى ، { وجاء ربك } بمعنى جاء أمر ربك ، و { بل يداه مبسوطتان } أي نعمتاه ، وما أشبه ذلك من التحريف الباطل ، هذا لا يمكن أن يقرأه المبتدئ ، لأنه يضل ويهلك.
ونحن نؤمن بأن الله يجيء نفسه ، لأن الله أضاف الفعل إلى نفسه ، { جاء ربك } وأنه استوى على عرشه حقا ، وبأن له يدين حقيقتين قال الله عز وجل : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) ، فالأمر واضح ولله الحمد ، الأمر مثل الشمس في رابعة النهار ، لكني أقول من لم يجعل الله له نورا فما له من نور].
"نور على الدرب" شريط (372)وجه ب