الموضوع: من روائع عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه "

في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى كان الحق والعدل ظاهرين منتشرين بحيث لا يضيع حق وكان الزمن للإسلام في ذلك الوقت ، أرسل ملك الروم إلى عمر بن عبد العزيز يطلب منه أن تتبادل الدولتان السفراء بينهما ـ كناية على بدأ العلاقة بينهما ـ فقال الخليفة الراشد رحمه الله نعم وأرسل سفيره إلى دولة الروم ودخل السفير المسلم البلاد الرومانية وإذ به يرى على الطريق رجلا أعمى قد ربط برحا وأمامه حب يطحنه بالرحى ويقرأ القرءان فوقف السفير يستفسر عن حالته ومن الذي جعله على هذا الحال فقال له السفير اسمع يا هذا أأنت مسلم ؟ قال بلى قال : فما الذي جعلك على هذه الحالة فقال : الأسير المسلم : أسرني الروم منذ زمن وساوموني على أن أترك ديني ويعطوني ما أشاء من نساء ، وأموال ، وقصور أو يشملوا عيناي بالمسامير المحمرة ويربطوني في الحجر أطحن بالرحى طول عمري إذا آثرت ديني على دنياي فآثرت ديني على دنياي ففعلوا بي ما ترى فأنا أقرأ القرءان وأصلي في مكاني هذا إلى أن ألقى الله فلما سمع ذلك السفير المسلم عاد إلى بلاده ولم يقدم أوراق اعتماده وأخبر أمير المؤمنين بما رأى فأرسل عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى ملك الروم وقال له اسمع يا هذا أ طلق الأسير المسلم أو ترى عيناك ما لا تسمع أذناك فقال الملك خاضعا سمعا للرجل الصالح وللسلطان الصالح وأطلق الأسير المسلم ، فهل يفعل هذا حكامنا ويخلصوا الأمة مما هي فيه من ذل وعار .
تقول فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز سنتان كاملتان لم يغتسل من جنابة تقول حتى انكسر قلبي وخفت عليه وكانت لي جارية حسناء كان يحبها ويهواها منذ زمن فقلت أزينها وأهديها له لعله يميل إليها تقول ففعلت ذلك وقلت يا أمير المؤمنين هذه جارتي أهبها لك قالت فنظر إليها وقال لها أي بنيتي أتذكرين أهلك قالت نعم أذكرهم يا أمير المؤمنين فقال لساعي البريد اذهب بها إلى أهلها فقد أعتقتها لوجه الله فنظرت إليه الحسناء الجارية وقالت أين حبك لي يا أمير المؤمنين أين هواك بي قال رحمه الله هو كما هو وزيادة ولكن ما عند الله خير وأبقى .

بارك الله فيك

الله يوفقنا لعمل الصالحات .