للتفكير السليم ثمرتان:
الأولى: في الدنيا وهي صلاح معاش الناس جميعا وتطور حياتهم فإن كان صاحب الفكرة مؤمنا فهو مأجور في الدنيا بخلاف ما لو كان كافرا فإن أجره دنيويا هو شهرته وما يجنيه من مال
والثانية: في الآخرة فإن كان صاحب الفكرة مؤمنا فيكون مأجورا وأما الكافر فلا أجر له بل الله يقول: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان:23].
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة (1/117): "والعقل عقلان: عقل غريزة وهو أبو العلم ومربيه ومُثَّمره، وعقل مكتسب مستفاد وهو ولد العلم وعمرته ونتيجته فإذا اجتمعا في العبد فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، واستقام له أمره وأقبلت عليه جيوش السعادة من كل جانب وإذا فقدهما؛ فالحيوان البهيم أحسن حالا منه، وإذا انفرد انتقض الرجل بنقصان أحدهما.
ومن الناس من يرجح صاحب العقل الغريزي ومنهم من يرجح صاحب العقل المكتسب والتحقيق أن صاحب العقل الغريزي الذي لا علم ولا تجربة عنده آفته التي يؤتي منها الإحجام وترك انتهاز الفرصة لأن عقله يعقله عن انتهاز الفرصة لعدم علمه بها.
وصاحب العقل المكتسب يؤتي من الإقدام فإن علمه بالفرض وطرقها يلقيه على المبادرة إليها وعقله الغريزي لا يطيق رده عنه فهو غالبا يؤتى من إقدامه والأول من إحجامه.
فإذا رزق العقل الغريزي عقلاً إيمانياً مستفاداً من مشكاة النبوة لا عقلاً معيشياً نفاقياً يظن أربابه أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون فإنهم يرون العقل أن يرضوا الناس على طبقاتهم ويسالموهم ويستجلبوا مودتهم ومحبتهم ومحبتهم وهذا مع أنه لا سبيل إليه فهو إيثار للراحة والدعة على الذي في الله والموالاة فيه والمعاداة فيه وهو إن كان أسلم عاجلة فهو الهلك في الآجلة فإنه مما ذاق طعم الإيمان من لم يوال في الله ويعاد فيه فالعقل كل العقل ما أوصل إلى رضا الله ورسوله والله الموفق المعين".
كيف تنمي عقلك:
إن العقل البشري ينمو ويتطور كما ينمو جسم الإنسان ومن أهم ما يساعد على تنمية العقل ما يأت
ثانيا: أن يكون عند الإنسان علما يؤهله للتفكر قال تعالى: {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت:43].
ثالثا: أن يكون عند الإنسان تجارب شخصية أو عرفها من الآخرين فذلك مما ينمي العقل البشري.
رابعاً: أن يشاور الشخص المتأهلين للشورى لأن بالشورى تضيف إلى عقلك معلومات غائبة عنك.
المصدر:حملة السكينة
__________________
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، وجعل أمتنا خير أمة، وبعث فينا رسولاً منا يتلوا علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة