الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد ، فهذه قطوف من البلاغة لسورة الفاتحة انتقيتها من تفسير البحر المحيط لأبي حيان ، وكذا من كتاب صفوة التفاسير للصابوني :
قال فى البحر المحيط: وفى هذه السورة الكريمة من أنواع الفصاحة والبلاغة أنواع:
الأول: حسن الافتتاح وبراعة المطلع، حيث بدأ بجوامع الشكر والثناء.
الثانى: المبالغة فى الثناء لإفادة "ال" الاستغراق.
الثالث: تلوين الخطاب إذ صيغته الخبر، ومعناه الأمر، أي قولوا الحمد لله.
الرابع: الاختصاص فى قوله [الله] أي الحمد كله خاص به جل وعلا.
الخامس: الحذف كحذف "صراط" من قوله [غير المغضوب عليهم] تقديره غير صراط المغضوب عليهم وغير صراط الضالين، أى غير طريق الفريقين.
السادس: التقديم والتأخير فى [إياك نعبد].
السابع: التصريح بعد الإبهام [الصراط المستقيم] ثم فسره بقوله:
[صراط الذين أنعمت عليهم].
الثامن: الالتفات فى [إياك نعبد وإياك نستعين].
التاسع: طلب الشئ، والمراد به دوامه واستمراره فى [إهدنا الصراط] أى ثبتنا عليه، كقوله تعالى
[يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله] أى اثبتوا على الإيمان.
العاشر: السجع المتوازى فى قوله: [الرحمن الرحيم، الصراط المستقيم] وقوله: [نستعين.. الضالين].
و قال الصابوني حفظه الله ذاكرا لبعض جوانب البلاغة لهذه السورة العظيمة:
1- [الحمد لله] الجملة خبرية لفظاً، إنشائية معنى أي قولوا "الحمد لله" وهى مفيدة لقصر الحمد عليه تعالى كقولهم: الكرم فى الرعب.
2- [إياك نعبد وإياك نستعين] فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب، ولو جرى الكلام على الأصل لقال: إياه نعبد، وتقديم المفعول يفيد القصر - أعني الاختصاص - أي لا نعبد سواك كما فى قوله تعالى [وإياي فارهبون].

كتبه طويلب العلم بحليل محمد