تأملات في الحياة
أَحسَسْتُ فيكِ تناسِيمَ الهـوا لَهَبـاً
ومنبعُ الشُّوقِ في الأعماقِ ما نَضَبا
وفي حَشايَ لسانُ الحُزنِ خاطبَني
أجبتُه بـدمٍ مـن عَيْنِـيَ انْسَكَبـا
سلِ اللَّياليْ التِّي أمضيتُها سَهَـراً
أسامِرُ البدْرَ حتى أرْتمـيْ تَعِبَـا
أقلِّبُ الطَّرْفَ ليلي صارَ يَعْرِفُنـي
ففيه شَجْويْ وَهمْسيْ جاوَزَ الشُّهُبا
وما شكوتُ لغيـرِ اللهِ مُعْضِلَتـي
إنِّي بنجوى إلهي أنتشـيْ طَرَبـا
وقدْ جَلَسْتُ معَ الماضي بخاطـرةٍ
تَتُوقُ ذاكرتي دوماً لعهْـدِ صِبَـا
أيسمعُ البُلْبُـلُ الصـدَّاحُ قافِيَتـي
لكيْ أحمِّلَه مـن مُدْنَـفٍ كُتُبـا ؟
أبثُّهُ السِّـرَّ مـن قلبـي فيَحْفَظُـهُ
وَيفْضَحُ الدَّمعُ أسراري إذا سُكِبـا
يا طيرُ أوصلْ مكاتيبي إلى زمـنٍ
قدِ انقضى ليتَهُ قدْ عـادَ واقْتَرَبـا
ودمعةُ البائِسِ المحزونِ تُغْرِقنـي
وَبَسْمةٌ من يتيـمٍ تعـدِلُ الذَّهبـا
ونظرةٌ من رؤومٍ نحـوَ واحدِهـا
وقدْ طواهُ الرَّدى والدمعُ قد غَلبـا
تُهَدْهِدُ القلبَ والأحشـاءَ تحرِقُهـا
وتَنْـدُبُ الأمُّ طفـلاً كلَّمـا لَعِبـا
لا تَجْزَعي فالمآسـي كلُّهـا قـدر
قدْ عاد لله ما أَعطى ومـا وَهبـا
تأمُّلٌ في حياتي قدْ شعـرتُ بِـهِ
قدْ ساقَه قَلَمي من بعدِ ما احْتَجَبـا
الشيخ الشاعر : مصطفى قاسم عباس من ديوانه : ( صور من مأساتنا )