تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الجودة مطلبنا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    جمهورية مصر العربية
    المشاركات
    377

    افتراضي الجودة مطلبنا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الجودة مطلبنا
    تمر مصر بمرحلة فارقة في حياتها بعد ثورة 25 يناير المباركة وتولي د. محمد مرسي تلك المسئولية الصعبة، الأمر الذي يحلو للبعض أن يسميه «الجمهورية الثانية»، وهم يعنون بالجمهورية الأولى جمهورية ثورة يوليو 1952، لكن في تقديري أن هذه التسمية مغايرة للحقيقية، فثورة يوليو أثبتت الأيام أنها كانت أكذوبة كبيرة تبدلت فيها وجوه الإقطاع بضباط فراعين، شهدت مصر في عهودهم انتكاسات على كافة الأصعدة، ولا أنسى الفرعون الأول الذي كان مريضا بالزعامة العربية، وهزمت مصر في عهده في حرب 67 حيث قتل خيرة جنودها ودمر الجيش المصري عن بكرة أبيه، هذا فضلا عن استنزاف رصيد مصر الذهبي في حرب اليمن، ومسرحية التنحي الهذلية.
    ثم تلاه فرعون آخر توج نصره في حرب أكتوبر باتفاقية كامب ديفيد المشبوهة، وتحول بعد النصر إلى دكتاتور لا يعبأ بأحد، حتى أنه كان يشرب الحشيش في غليونه الشهير أمام كاميرات التلفاز وهو يخاطب الشعب، وفي عهده انتشر الحشيش انتشارا لم تعرفه مصر في تاريخها، حتى بات يباع في محلات البقالة، كل هذا لأن الرئيس المفدى حشاش وصاحب مزاج فيه.
    أما الفرعون الثالث فهذا أتم عملية تدمير مصر بالكامل إلى أن وصل إجمالي الدين العام تريليون دولار.
    مصر فعلا لم تشهد ثورة حقيقية إلا ثورة 25 يناير، ولم تعرف رئيسا منتخبا بإرادة شعبية كاملة سوى أخي وأستاذي د. محمد مرسي، وكفي أن الجميع يدعون له صباح مساء أن يعينه الله على حمله الثقيل.
    إنه أول رئيس يحبنا ونحبه، وهذه سابقة لافتة وهامة، حيث كانت الفجوة النفسية دوما كبيرة بين الشعب وبين الفراعين السابقين في ظل أزمات الاقتصاد والقيم والصحة والتعليم .. والكثير مما لا يجهله داني ولا قاصي.
    لكن في خضم أنشودة الإصلاح، وفي معمعة مشاريع النهضة الطموحة ينبغي أن نذكر بأننا لا نريد إصلاحات شكليه، إصلاحات ورقية، إصلاحات إعلامية .. بل نريد إصلاحا فعليا، قائم على تنمية حقيقية.
    إننا في حاجة لإصلاح جذري لمناهج التعليم قبل إصلاح المباني التعليمية وزيادة أعدادها، وإصلاح للكادر التعليمي من مدرس الابتدائي إلى دكتور الجامعة الذي هو الآن على غير المستوى المطلوب، إلا من رحم الله، بل مستوى خريجي الجامعة في الحضيض .. شهادات بلا كفاءات، ومظهر أقرب منه للجوهر.
    ونحن في حاجة لرعاية صحية حقيقية لا رعاية كمية نزيد فيها عدد المنتفعين من الخدمات الصحية العامة، دون أن نلتفت لتحسين مهارات الأطباء ومستويات جودة الأدوية، ولعلنا نتذكر الهيئة العامة للتأمين الصحي الحالية.. تلك الهيئة الفاشلة التي ينضوي تحت لوائها أطباء غالبيتهم لا يعتنون بالمرضى إلا إذا زاروهم مسبقا في عياداتهم الخاصة، أما الأدوية فالكل يعلم -ويسكت- بأنها أدوية مغشوشة لا تحتوي إلا على النذر اليسير من المادة الفعالة، وبالتالي فنتائجها سرابية كارثية، حيث لا تعالج مريض ولا تبرئ علة، حتى صار المتعارف بين الناس أن المرضى الحقيقيون لا يذهبون للتأمين الصحي، بل هو ساحات للتمارض والحصول على إجازات وهمية من العمل.
    ورغيف الخبز كما هو في أشد الحاجة للتوفير يحتاج أيضا للتحسين، فالمخابز في مصر أشبه بمراحيض المياه، لا تعرف أي شيء عن معايير النظافة الصحية، ولا أنسى أبد هذا المنظر اليومي المروع عند عودتي مساء إلى منزلي حيث أمر في طريقي على أحد المخابز وأشاهد أرتال الفئران التي تدخل من الشباك ذو السلك المتهالك إلى غرفة العجين، حيث تتجول على أحواض العجين الذي سوف يخبز أرغفة في الصباح الباكر، والناس تأكل وتغض الطرف عما تشاهد، وقاتل الله الفقر الذي أطعمنا رغيف خبز لا يناسب والله المواشي فضلا عن الإنسان.
    والقائمة الإصلاحية والتحسينية تطول وتطول، لكن لا يفوتني أن أذكر بأن النظام السابق كان من أشد أعداء النجاح، فما إن يمتلك مواطن سيارة جديدة -مثلا- حتى يواجه شريحة عالية من الضرائب والرسوم بحجة أنه طالما قادر على شراء سيارة فهو قادر على تسديد هذه الرسوم، وهكذا من يمتلك عقار، أو ينشئ مصنعا، متناسين أن هذه الشريحة من الناجحين أولى أن ندعمهم ونقف بجوارهم، لأن المصنع سيفتح بيوت آلاف من العمال الموردين والموزعين وما شابه ذلك، والعقار سيرزق بسببه عشرات العاملين في مجال التشييد والبناء .. وهكذا.
    ولا أنسى أبدا فراعين مصر السابقين في عيد العمال وهم يقفون بين الجموع ليلقوا خطبا عصماء طويلة في الإنجازات التي حققوها، والمواطن المسكين لا يرى منها شيئا في شئونه الحياتية، ثم يختتم الحفل بصراخ الحاضرين «المنحة يا ريس» فيأمر جنابه بهذه الصدقة على موظفي شعبه، أما العامل الحر فلا يسعه إلا أن يتفرج على هذا المشهد المهين.
    إننا في حاجة لعمل حقيقي لا عمل ديكوري نصفق له في المحافل وأمام الشاشات وهو خال من الثمرة الفعلية على أرض الواقع، نحتاج لحفنة من الصدق، والتطلع للأحسن، والانحياز لمصلحة المواطن، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم أن يتقنه».
    د/ خالد سعد النجار

    alnaggar66@hotmail.com

  2. #2

    افتراضي رد: الجودة مطلبنا

    بارك الله فيكم، وجزاكم خيرا.

    لكن هل وضحتم لنا صحة هذا الحديث؟؟
    وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم أن يتقنه».
    .

    اللهم اغفر لأبي عبد الرحمن (محمد خالد) المعروف ب (الوراق) وأسكنه فردوسك الأعلى من غير حساب ولا سابقة عذاب.
    واصلح ذريتي ووفقهم لكل خير.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    جمهورية مصر العربية
    المشاركات
    377

    افتراضي رد: الجودة مطلبنا

     ( حسن )  انظر حديث رقم :  1880 في صحيح الجامع
    الصدق بريق الرسالة الإعلامية الهادفة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •