بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبى بعده ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد : فقد طلب مني بعض المحبين أن أكتب شيئاَ أعرف فيه بنفسى ، وهذا الأمر من أبغض شئ إلى نفسى ، وأنا أعرف بحالي من غيري ، ومما أعرفة عن نفسى أننى لا أستحق أن أُذكر .
وقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله فى كتابه القيم " مدارك السالكين " :
ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيميه قدس الله روحه من ذلك أمراً لم أشاهدة من غيره ، وكان يقول كثيراً : مالي شيء ، ولا منى شيء ، ولا فيَ شيء ، وكان كثيراً ما يتمثل بهذا البيت :
أنا المكدي وابن المكدي وهكذا كان أبى وجدي
وكان إذا أثني عليه فى وجهه يقول : والله إنى إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت ، وما أسلمت بعد إسلاماً جيداً .
وبعث إلىَ فى آخر عمره قاعدة فى التفسير بخطه ، وعلى ظهرها أبيات بخطه من نظمه :
أنا الفقير إلى رب البريـــــــت أنا المسكين فى مجموع حالاتــي
أنا الظلوم لنفسى وهى ظالمــتـــى والخير إن يأتينا من عنده يأتــي
لا أستطيع لنفسى جلب منفعـــــة ولا عن النفس لى دفع المضـرات
وليس لى دونه مولى يدبرنــــــي ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتــى
إلا بإذن من الرحمن خالقنــــــا إلى الشفيع كما جاء فى الآيــات
ولست أملك شيئاً دونه أبــــــداً ولا شريك أنا فى بعــض ذرات
ولا ظهير له كي يستعين بـــــــه كما يكون لأرباب الولايـــات
والفقير لي وصف ذات لازم أبــــداً كما الغنى أبداً وصف له ذاتــي
وهذه الحال حال الخلق أجمعهـــــم وكلهم عنده عبد له آتـــــي
فمن بغى مطلباً من غير خالقــــــه فهو الجهول الظلوم المشرك العاتى
والحمد لله ملء الكون أجمعــــــه ما كان منه وما بعد قد يأتــــي
فإذا كان هذا وصف ابن تيميه لنفسه ، وهو من هو فماذا عسى لمثلى أن يقول ، ولولا إلحاح المحبين لكتابة شيء فى ذلك لما أقدمت عليه أبداً ، وعلى كل حال فإننى أعتبر هذه الكلمات تعارف بينى وبين أحبابي :
فأقول :
أنا / أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين ، ولدت فى 6/5/1956م بقرية منية سمنود إحدى قرى محافظة الدقهلية بمصر ، وقد انتظمت فى التعليم النظامي ، وامتن الله عليَ بكونى نشأت في أسرة محافظة فترتب على ذلك بفضل الله أننى نشأت بعيداً عن المعاصى واللهو ، محباً للدين ، ولكن لم أكن أعرف إلا القليل من أمور الدين ، ثم امتن الله عليَ فى فترة الجامعة بالإقبال على الدين بالبحث عن سبيل النجاة ومعرفة الحق
الرحلات فى طلب العلم
ثم امتن الله عليَ بالسفر إلى اليمن عام 1979م ، فصاحبت خلال هذه الفترة شيخنا " مقبل بن هادى الوداعى " رحمه الله ، فكان فى صحبتى له أعظم الأثر فى حياتى ، فعرفت منه طريق العلم النافع ، وانتفعت من صحبته انتفاعاً عظيماً فى هديه وسمته ومنهجه ، فأسأل الله أن يجزيه خيراً وأن يجمعنا معه فى الفردوس ، إنه سميع قريب مجيب الدعاء .
وقد كانت لي رحلات إلى أرض الحرمين سمعت خلالها دروساً لأهل العلم بها كالشيخ : " ابن باز ، ابن عثيمين ، وعبد المحسن العباد " وغيرهم .
وقد صاحبت فى فترة تزيد على الثلاثة أشهر شيخى المفضال " محمد بن صالح بن حبيب " المالي ، فدرست عليه علم الصرف فى الحرم المكي ، فنفعنى الله عز وجل بصحبته ، فأسأل الله أن يجزيه خير الجزاء .
ثم امتن الله عز وجل عليَ بالرحلة إلى الشيخ الإمام " محمد ناصرالدين الألباني " رحمه الله حين قام بعض طلبة العلم بالإعتراض على الأئمة فى تقوية الحديث الضعيف إذا جاء من طرق متعددة ، بل كثيراً ما يرد هؤلاء تفرد الصدوق ، وربما الثقة ، فيسر الله لى سبعه لقاءات مع شيخنا الألباني رحمه الله ، فعرضت عليه هذه الشبهات التى أثارها هؤلاء الطلبة وغيرها من الإشكالات حول القواعد الحديثية ، فانتفعت بهذه المجالس انتفاعاً عظيماً ، فرحمه الله رحمه ةاسعة وأسكنه الفردوس .
وقد كنت ولا زلت حريصاً بفضل الله عز وجل وتوفيقه على الإستفادة ممن هو فوقى وممن هو مثلى وممن هو دونى ، والحمد لله رب العالمين .
وقد قمت بتصنيف وتحقيق بعض المكتب :
المصنفات :
1ـ " إعلام الأنام بأحكام الخمر فى الإسلام " .
2ـ " المنيحة فى أحكام الحج والعمرة من الكتاب والسنة الصحيحة " .
3ـ " السراج المنير فى أحكام صلاة الجماعة والإمام والمأمومين .
4ـ " إعلان النكير على غلاة التكفير ، ومعه النصيحة ببيان طرق الجهاد الصحيحة " .
5ـ " القول الحسن فى دفع شبهات حول الأحتجاج بالحديث الحسن " .
6ـ " سؤالات للعلامة الألباني رحمه الله " ، فرغت فيه ما دار فى المجالس السبعة .
7ـ " الإنتصار للحق وأهل العلم الكبار ، والرد على من رمى الشيخ الألباني رحمه الله بالتساهل " .
8ـ " التفنيد لكتاب الترشيد " ، بينت فيه زيف ما دافع به المردود عليه فى كتاب الإنتصار .
9ـ " تحذير ذوى الفطن من عبث الخائضين فى أشراط الساعة والملاحم والفتن " ، وألحقت به : الرد على عداب الحمس فى تضعيفه كل الأحاديث الواردة عن النبى صلى الله عليه وسلم فى المهدي " .
10ـ " سبائك الذهب فى كشف آفات الطلب " .
11ـ " التحقيق ببيان حال ما ورد حول تحقيق إبطال القول بوحدة الوجود من تعليق " .
12ـ " إتحاف النفوس المطمئنة بالذب عن السنة " .
الكتب التى حققتها :
1ـ " الإعتقاد " للإمام البيهقى .
2ـ " الضعفاء " للإمام البخارى .
3ـ " إبطال القول بوحدة الوجود " لملا على القارى .
4ـ " الإعلام بسنته عليه الصلاة والسلام شرح سنن ابن ماجه الإمام " للعلامة علاءالدين مغلطاي .
5ـ " التبيان فى آداب حملة القرآن " للإمام النووى .
الدروس العلمية :
لقد وفقنى الله عز وجل لمحاولة تأصيل الشباب علمياً منذ أول قيامي بالتدريس ، فحرصت أولاً على تعليم العقيدة ، والحديث وأصوله ، واللغة . وأصول الفقه .
وهذه دروسى :
1ـ يوم الثلاثاء : بين المغرب والعشاء : فى معارج القبول للشيخ حافظ حكمى ، وبعد العشاء : فى نخية الفكر للحافظ ابن حجر .
2ـ يوم الخميس : بعد المغرب : فى صحيح البخارى ، وبعد العشاء : فى تدريب الراوي شرح تقريب النووى .
3ـ يوم الجمعة : بعد المغرب فى كتاب الإعتقاد للبيهقى رحمه الله ، وبعد العشاء : فى زاد المعاد لإبن القيم .
4ـ بعد الفجر كل يوم عدا الجمعة يقرأ عليَ الطلبة فى صحيح مسلم .
وأما بالنسبة لأصول الفقه واللغة فنظراً لضيق الوقت فإننى قد أحلت تدريسها على بعض طلبة العلم النابهين .
هذا وإننى أحض الطلبة على حفظ كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام كبلوغ المرام وحفظ مختصر صحيح مسلم .
ومن كتب الله له الإستمرار حتى يتمه ، فسوف ينتقل إلى مختصر البخارى فيحفظ الزيادات التى فيه ، فبذلك يكون قد جمع بين الصحيحين ، فإذا انتهى من ذلك انتقل إلى الصحيح المسند مما ليس فى الصحيحين لشيخنا مقبل بن هادى رحمه الله ، وبذلك يكون قد حفظ معظم السنة الصحيحة ، ومع دراسته لأصول العلوم الشرعية يمكنه بعد ذلك قراءة الفقه المقارن .
فمن كتب الله له الأستمرار أرجوا أن يلتحق بعلمائنا الكبار .
وأسأل الله التوفيق والسداد وأن يرحم ضعفى ، ويجبر كسري إنه سميع قريب مجيب الدعاء .
وكتبه أبوعبدالله أحمد بن إبراهيم بن أبى العينين
فى غرة ذى الحجة سنة 1428هـ بمدينة الرياض سلمها الله من كل سوء وسائر بلاد المسلمين .