أم محمد الظن
2012-04-09, 01:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة طرق الشيطان في إغواء الإنسان
للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
الدرس الأولإن الحمد لله تعالى نحمده ، ونستعين به ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله تعالى فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ (آل عمران:102) ، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾(النساء:1) ، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾(الأحزاب:71،70) أما بعــــــد:فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمدٍ r ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .قال الله U:﴿ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ﴾ (القصص:15) الصفتان الكاشفتان اللتان ذكرهما موسى عليه السلام لعدواة الشيطان:إن موسى u ذكر صفتين كاشفتين للشيطان عدو مضل مبين الصفة الأساسية وصف الذات بالنسبة للشيطان أنه عدو ، فماذا ينتظر يا أولو الألباب من العدو أينتظر منه إيصال الخير ؟ إنه عدو ، ثم ذكر صفتين كاشفتين لهذه العداوة مضل مبين ، إما أنه مبين فهذا من أعجب ما يكون قد أفهم ويفهم أولو الألباب أن يذل المرء إذا كانت عداوة العدو خفية قد أفهمها ويفهمها غيري ذل لأنه ما أبصر ، أما أن تكون العداوة بينة ظاهرة غاية الظهور ومع ذلك يذل المرء هذا شيء عجيب ، إن الله U قال لآدم u ولحواء:﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾(الأعراف:22) طالما العداوة بينة وسهل أن تُكشف فالشيطان له طريقة ، طريقة الخداع والمكر حتى يُخفي هذه العداوة البينة الظاهرة فهو يجر المرء ويستذله خطوة خطوة ، وقد حذرنا الله - تبارك وتعالى - من إتباع خطوات الشيطان في أربعة مواضع من كتابه: المواضع التي حذر الله عز وجل فيها من إتباع خطوات الشيطان:الموضع الأول:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾(البقرة:168) .الموضع الثاني:﴿ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ،وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾(البقرة:208) .الموضع الثالث: وقال تعالى:﴿ وَمِنَ الأنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾(الأنعام:142) .الموضع الرابع:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾(النور:21) .إذًا طريقة الشيطان الجر ، ولذلك النبي r كان يستعيذ بالله من الشيطان وشركه الشرك: هو الفخ ، ينصب له شرك ، ابحث عن كل شرٍ وضع في الأرض فالشيطان خلف هذا الشر فعداوته بينة ، وإذا نظرت وأردنا أن نحصر أجناس الشر التي يدعو إليها الشيطان فهى لا تخرج عن ستةٍ كبار قد يندرج تحت كل صنف مئات الجزئيات ، لكن كل هذه الجزئيات ترد في أخر الأمر إلى ستة أجناس: أجناس الشر التي يدعو إليها الشيطان:لا تخرج عن ستةٍ كبار قد يندرج تحت كل صنف مئات الجزئيات ، لكن كل هذه الجزئيات ترد في أخر الأمر إلى ستة أجناس:الجنس الأول: أنه يدعو المرء إلى الإشراك بالله والكفر به ، فإذا وقع المرء به وظفر الشيطان منه بذلك خف أنينه وقل مع المرء عمله ، وهذا هو ما يصبو إليه الشيطان وهى الغاية القصوى لما يريد ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾(الأعراف:16) كان مقتضى المعنى لأقعدن لهم على صراطك المستقيم ، لكن حذف حرف الجر (على) أقوى ﴿لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ﴾ فإن الذي يعلو على الشيء قد يفارقه ، إنما هذا معناه أنه لزم القعود على الصراط لزومًا أكيدًا لا يفارقه ولا يغادره حتى صار كأنه والصراط شيئًا واحدًا ﴿ لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ ، وقد بين النبي r في الحديث الصحيح الذي رواه النسائي وأحمد وابن حبان من حديث سبرة بن أبي الفاكه t قال: قال رسول الله r:« إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه » ما من طريق إلا وعلى الرصد شيطان ، ﴿ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾(الأعراف:17) ، هذه هى الجهات الأربع التي يتحرك فيها ابن آدم، فالنبي r يقول:« إن الشيطان قعد لابن آدم على أطرقه »: أي ما من طريق يتوجه ابن آدم إليه إلا كان على أوله شيطان .« فجاءه من باب الإسلام »: أسلم ابن آدم فجاءه الشيطان وقف على طريق الإسلام « قال له: أتسلم وتذر ألهتك وآلهة آباءك وآباء أبيك ؟ فعصاه فأسلم ، فوقف له على طريق الهجرة قال: أتهاجر وتذر أرضك وسماءك ؟ ، وإنما مثل المهاجر كالفرس في الطول »الطول: هو الحبل الذي تربط به قدم الفرس ثم في نهاية الحبل وتد ، إذًا الفرس عنده مساحة حركة في حدود طول الحبل يتحرك في حدود الحبل له حركة نعم ولكن حركة مقصورة « مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول » ، وأي مهاجر في بلاد الغربة مساحة حركته ضيقة إما أن يكون فر هاربًا فهو حريص على ألا يفطن إليه أحد ، دائرة معارفه ضيقة ليست كالذي يسكن في بلاده وبين أهله وماله ، أيضًا مساحة رزقه أقل من مساحة رزق الإنسان المقيم في بلده وبين إخوانه وأخدانه وأهله ، فيقول له: إنك إذا هاجرت قيدت حركتك نعم لك حركة ولكن كالفرس في الطول مربوط بحبل طويل « فعصاه وهاجر ، فقعد له في طريق الجهاد فقال له: تُقاتل فتقل فتنكح المرأة ويُقسم المال »: امرأتك التي تغار عليها ولا تتخيل على الإطلاق أن يتزوجها رجل غيرك فنخوتك تمنع من الذهاب إلى الجهاد لأن هذا معناه أنك ستقتل والمرأة ستنكح بعدك فغير يا رجل ، كيف تجاهد ؟ « فعصاه وجاهد » ، فقال النبي r:« فمن جاهد في سبيل الله فقتل فله الجنة ، فغرق فله الجنة ، فوقصته دابته فله الجنة » .
سلسلة طرق الشيطان في إغواء الإنسان
للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
الدرس الأولإن الحمد لله تعالى نحمده ، ونستعين به ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله تعالى فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ (آل عمران:102) ، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾(النساء:1) ، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾(الأحزاب:71،70) أما بعــــــد:فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمدٍ r ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .قال الله U:﴿ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ﴾ (القصص:15) الصفتان الكاشفتان اللتان ذكرهما موسى عليه السلام لعدواة الشيطان:إن موسى u ذكر صفتين كاشفتين للشيطان عدو مضل مبين الصفة الأساسية وصف الذات بالنسبة للشيطان أنه عدو ، فماذا ينتظر يا أولو الألباب من العدو أينتظر منه إيصال الخير ؟ إنه عدو ، ثم ذكر صفتين كاشفتين لهذه العداوة مضل مبين ، إما أنه مبين فهذا من أعجب ما يكون قد أفهم ويفهم أولو الألباب أن يذل المرء إذا كانت عداوة العدو خفية قد أفهمها ويفهمها غيري ذل لأنه ما أبصر ، أما أن تكون العداوة بينة ظاهرة غاية الظهور ومع ذلك يذل المرء هذا شيء عجيب ، إن الله U قال لآدم u ولحواء:﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾(الأعراف:22) طالما العداوة بينة وسهل أن تُكشف فالشيطان له طريقة ، طريقة الخداع والمكر حتى يُخفي هذه العداوة البينة الظاهرة فهو يجر المرء ويستذله خطوة خطوة ، وقد حذرنا الله - تبارك وتعالى - من إتباع خطوات الشيطان في أربعة مواضع من كتابه: المواضع التي حذر الله عز وجل فيها من إتباع خطوات الشيطان:الموضع الأول:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾(البقرة:168) .الموضع الثاني:﴿ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ،وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾(البقرة:208) .الموضع الثالث: وقال تعالى:﴿ وَمِنَ الأنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾(الأنعام:142) .الموضع الرابع:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾(النور:21) .إذًا طريقة الشيطان الجر ، ولذلك النبي r كان يستعيذ بالله من الشيطان وشركه الشرك: هو الفخ ، ينصب له شرك ، ابحث عن كل شرٍ وضع في الأرض فالشيطان خلف هذا الشر فعداوته بينة ، وإذا نظرت وأردنا أن نحصر أجناس الشر التي يدعو إليها الشيطان فهى لا تخرج عن ستةٍ كبار قد يندرج تحت كل صنف مئات الجزئيات ، لكن كل هذه الجزئيات ترد في أخر الأمر إلى ستة أجناس: أجناس الشر التي يدعو إليها الشيطان:لا تخرج عن ستةٍ كبار قد يندرج تحت كل صنف مئات الجزئيات ، لكن كل هذه الجزئيات ترد في أخر الأمر إلى ستة أجناس:الجنس الأول: أنه يدعو المرء إلى الإشراك بالله والكفر به ، فإذا وقع المرء به وظفر الشيطان منه بذلك خف أنينه وقل مع المرء عمله ، وهذا هو ما يصبو إليه الشيطان وهى الغاية القصوى لما يريد ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾(الأعراف:16) كان مقتضى المعنى لأقعدن لهم على صراطك المستقيم ، لكن حذف حرف الجر (على) أقوى ﴿لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ﴾ فإن الذي يعلو على الشيء قد يفارقه ، إنما هذا معناه أنه لزم القعود على الصراط لزومًا أكيدًا لا يفارقه ولا يغادره حتى صار كأنه والصراط شيئًا واحدًا ﴿ لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ ، وقد بين النبي r في الحديث الصحيح الذي رواه النسائي وأحمد وابن حبان من حديث سبرة بن أبي الفاكه t قال: قال رسول الله r:« إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه » ما من طريق إلا وعلى الرصد شيطان ، ﴿ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾(الأعراف:17) ، هذه هى الجهات الأربع التي يتحرك فيها ابن آدم، فالنبي r يقول:« إن الشيطان قعد لابن آدم على أطرقه »: أي ما من طريق يتوجه ابن آدم إليه إلا كان على أوله شيطان .« فجاءه من باب الإسلام »: أسلم ابن آدم فجاءه الشيطان وقف على طريق الإسلام « قال له: أتسلم وتذر ألهتك وآلهة آباءك وآباء أبيك ؟ فعصاه فأسلم ، فوقف له على طريق الهجرة قال: أتهاجر وتذر أرضك وسماءك ؟ ، وإنما مثل المهاجر كالفرس في الطول »الطول: هو الحبل الذي تربط به قدم الفرس ثم في نهاية الحبل وتد ، إذًا الفرس عنده مساحة حركة في حدود طول الحبل يتحرك في حدود الحبل له حركة نعم ولكن حركة مقصورة « مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول » ، وأي مهاجر في بلاد الغربة مساحة حركته ضيقة إما أن يكون فر هاربًا فهو حريص على ألا يفطن إليه أحد ، دائرة معارفه ضيقة ليست كالذي يسكن في بلاده وبين أهله وماله ، أيضًا مساحة رزقه أقل من مساحة رزق الإنسان المقيم في بلده وبين إخوانه وأخدانه وأهله ، فيقول له: إنك إذا هاجرت قيدت حركتك نعم لك حركة ولكن كالفرس في الطول مربوط بحبل طويل « فعصاه وهاجر ، فقعد له في طريق الجهاد فقال له: تُقاتل فتقل فتنكح المرأة ويُقسم المال »: امرأتك التي تغار عليها ولا تتخيل على الإطلاق أن يتزوجها رجل غيرك فنخوتك تمنع من الذهاب إلى الجهاد لأن هذا معناه أنك ستقتل والمرأة ستنكح بعدك فغير يا رجل ، كيف تجاهد ؟ « فعصاه وجاهد » ، فقال النبي r:« فمن جاهد في سبيل الله فقتل فله الجنة ، فغرق فله الجنة ، فوقصته دابته فله الجنة » .