تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تعطير الأرجاء..بالفوائ د المنتقاة..من كتاب "ظاهرة الإرجاء"



أبو القاسم
2007-12-07, 05:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاعتراف لأهل الفضل بالفضل..من الفضل..
فهذه السنة الحسنة..في تلخيص الفوائد..وتقريب الكتب..حاز قصب السبق فيها في هذا الملتقى أخي الكبير الشيخ أبو مالك العوضي..وفقه الله تعالى..فجزاك الله خيرا..وبارك فيك..وفي أهل الملتقى الكرام ولا سيما الشيخ الحبيب المبجل المحدث سعد الحميد..حفظه الله تعالى..ونفعنا به
---------------------
أما بعد..فهذا الكتاب"ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي"..قد بلغ من نفاسته أنه يعسر اختصاره حقا..
فكل سطر فيه..يشتمل على فائدة..وعلم..
غير أني سأحاول تقديم أهم ما يحصل به النفع العميم..
ولا ألتزم فيه بترتيب معين..
وقد أوضح عبارة الشيخ إذا اقتضى المقام..
وأهيب بالمشرفين الفضلاء..عدم السماح لبعض من يتغيظ قهرا حين يرى اسم الشيخ..(!)
فيكعرَ السلسلة المباركة بحول الله تعالى وقوته

مهند المعتبي
2007-12-07, 05:12 AM
باركَ اللهُ فيك حبيبنا أبا القاسم ..
أسألُ اللهَ أن ينفعك ، و ينفعَ بك .

أبو القاسم
2007-12-07, 05:13 AM
"((لم يكونوا-أي المنافقين- ليفكروا في هذا-أي الاحتجاج لرسول الله في التقاعس عن الجهاد بحجج المرجئة- لأن حقيقة الإيمان الحية أمامهم في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحبه لم تكن تسمح لهم بذلك، فقول كهذا في مجتمع مؤمن كهذا يعد لغواً وهذياناً.

لو قالوا هذا أو قريباً منه لكشفته السورة وأزالت شبهته، لكنه لم يكن يصل في تفكيرهم إلى درجة الشبهة، ولهذا لجأوا إلى أعذار وتعللات عليها مسحة من الشرعية مثل:

1- الاعتذار بأنهم ليسوا محل تكليف، إذ مناط التكليف الاستطاعة وهم غير مستطيعين لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ [التوبة:42].

2- الاعتذار بشدة الحر الذي جعله الشارع سبباً في الترخيص والتخفيف، كما في الإبراد بصلاة الظهر وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ [التوبة:81].

3- الاعتذار بوقوع مفسدة تضيع معها مصلحة الجهاد، وهي الافتتان ببنات الروم ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي [التوبة:49] ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح!!

4- الاعتذار بالقياس، حيث طلبوا من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعذرهم كما يعذر من رفع الله عنه الحرج من الضعفاء والمرضى ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ [التوبة:86].

وغير ذلك من الأعذار المفتعلة التي هي شرعية في فقه المنافقين أو أصول فقههم، وهو فقه كثير الحواشي طويل الذيل لا يخلو منه عصر ولا دعوة، أما ذاك القول الذي لم يصل أن يكون عذراً ولا شبهة في أصول فقه المنافقين فقد أصبح حجة وقاعدة في أصول دين الطوائف الإسلامية التي دانت بعلم الكلام واتبعت أساطينه."))

(ولك أن تعنون هذه الفقرة حتى لا تنساها:أصول الفقه عند المنافقين:))

أبو القاسم
2007-12-07, 05:15 AM
حياك الله أيها الحبيب المهند..
لعلي آخذك بالعناق والقبلات قريبا فجهز "التيس"
(ابتسامة..على رأيك)

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2007-12-07, 06:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...

ابن رشد
2007-12-07, 08:52 PM
شكرا لك ... بارك الله فيك ...

محمد بن مسلمة
2007-12-07, 10:28 PM
غفر الله لك ..ونفع بك..
أسأل الله أن يثبتنا وإياك حتى نلقاه..

إمام الأندلس
2007-12-07, 11:05 PM
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
واصل أخي الحبيب فنحن في المتابعة...
: )

أبو القاسم
2007-12-08, 03:04 AM
شكر الله لكم أيها الفضلاء..على المتابعة والاهتمام

بعد سرد لأمثلة من عذابات الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بيان أن واقع السيرة وتعامل الصحابة وفهمهم لقضية الإيمان عبر المجاهدة والبذل والتضحية يناقض الفكرة الإرجائية وينقضها من أساسها..
يقول
:"هذا عدا الأذى الأكبر الحاصل من تكذيبه وهو الناصح الأمين، والإعراض عنه وهو النذير المبين بين يدي عذاب شديد، وعدا ما افتراه عليه قومه ونبزوه من ألقاب الزور؛ كقولهم: إنه شاعر أو كاهن أو ساحر أو مجنون، أو يتلقى الوحي عن بعض الأعجمين، أو اكتتبه من أساطير الأولين وأعانه عليه قوم آخرون، وغير ذلك مما حكاه الله عنهم في كتابه العزيز، وهو بلا شك أشد وقعاً على النفوس البريئة من ضرب السيوف ووقع النبال.
ولهذا طمأنه ربه وصبره وسلاه، فقال: فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً [الكهف:6] أي: مهلكها بالحزن والأسف. "

أبو القاسم
2007-12-10, 06:01 PM
*((إن شهادة أن لا إله إلا الله لم تكن مجرد كلمة تقال باللسان، ولا يمكن أن تكون كذلك في أي مرحلة من مراحل الدعوة، فضلاً عن مرحلة التأسيس التي هي أشق المراحل وأهمها، وإلا فما معنى تلك المعاناة القاسية وما موجبها؟!))


*((إنه حتى على المنطق الجاهلي لا يصح أن نتصور إيماناً بدون تكاليف، وشهادة بلا أثر في واقع الحياة، وإلا أفكان الجاهليون يقتلون مواليهم ويعذبون أبناءهم وإخوانهم ويقطعون أرحامهم لمجرد كلمة تقال باللسان أو نظرية ذهنية في المعرفة؟))

*((وإنما كانت هذه الشهادة نقلة بعيدة ومعلماً فاصلاً بين حياتين لا رابطة بينهما: حياة الكفر وحياة الإيمان، وما يستلزمه ذلك من فرائض وتعبدات، ومشقات أعظم وأكبر من فريضة الصلاة والزكاة ونحوها.

1- من ذلك: فريضة التلقي الكامل عن الله ورسوله، ونبذ موازين الجاهلية وقيمها وأخلاقها وأعرافها وتشريعاتها.

2- ومن ذلك: الولاء المطلق لله ورسوله، والعداء الصارم للكفار ولو كانوا آباءً وإخواناً وأزواجاً وعشيرة.

3- ومن ذلك: فريضة الصبر على الأذى في الله، الذي لا تطيقه إلا نفوس سمت إلى قمة تحمل الفرائض والواجبات، حتى إن الواحد ليكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يلقى في النار. ))

أبو القاسم
2007-12-17, 02:28 PM
وليس من غرضنا الآن -ولن نستطيع- تقصي دروس الموقف وعبره،-أي من غزوة تبوك- ولكننا نكتفي بعبرتين، إحداهما على سبيل الإجمال والأخرى واقعة جزئية.

أما الأولى: فهي أن المنافقين لم يكن يخفى عليهم قط أن الإيمان جهاد وأعباء، وواجبات وفرائض على النفس والمال، وعلى القلوب والجوارح، ولهذا لم يدر في خلدهم أن يستخدموا منطق الأمة الإسلامية في عصورها الأخيرة فيقولوا للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين استنفرهم للغزو: لن نجاهد معك ولن يضر هذا في إيماننا، فنحن مصدقون لك بقلوبنا ومقرون برسالتك بألسنتنا، فدعنا نأخذ بأذناب البقر ونغرس الأشجار ونهتم بشؤون أهلينا وأولادنا

أبو القاسم
2007-12-22, 11:24 PM
*((فالدين دين الله والنفس خلق الله, والله تعالى أحكم الحاكمين وهو الغني الحميد , فلهذا لم يشرع لها من الدين إلا ما يتفق وطبعها ويتناسق وحقيقتها، ويملأ كل جوانبها، ويشبع كل رغباتها, لكن في حدود مقدرة وضوابط مقررة تحفظ لهذا الإنسان سعادته وتكفل صلاحه, ولا يعود ضرر تجاوزها إلا عليه وحده, قال تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ))

*((ومن هنا كثر الاستدلال على التوحيد بما في حقيقة الإنسان من صفات كالعجز والجهل والضعف والافتقار, وهي من أقوى طرق الاسـتدلال وأجلاها لكل ذي لب. ))

أبو القاسم
2008-01-05, 10:41 AM
((وكل إنسان لا يخلو من الحرث والهم , أي: العمل والإرادة، فالتسمية بحارث وهمام وصف للطبيعة البشرية على ما هي عليه دون اقتضاء مدح أو ذم للمسمى، ولهذا كانا أصدق الأسماء.

و بدهي أن العمل هو أثر النية والإرادة، فكلُّ يعمل وفق ما يعتقد ويرى؛ قال تعالى:

قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً [الإسراء:84]

فهذا إخبار بأن كل إنسان يعمل على شاكلته قال ابن عباس : [[على ناحيته ]] .

وقال مجاهد : [[على حدته وطبيعته ]].

وقال قتادة : [[على نيته ]].

وقال ابن زيد : [[على دينه ]] ومؤدى هذه الأقوال واحد))

أبو القاسم
2008-01-05, 02:31 PM
((وهذه العبارة النبوية-يعني حديث رسول الله(إن في الجسد مضغة..)الحديث- أبلغ من العبارة التي قالها أبو هريرة رضي الله عنه وهي: [[ القلب ملك والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده! ]] لأن العلاقة بين القلب والأعضاء أقوى منها بين الملك والجنود، لا سيما والكلام في مورد الحديث عن الإيمان, وأصل محل الإيمان القلب, ويسري في الجوارح بحسب قوته في الأصل كالطاقة في الآلة، والملك قد يفسد وبعض جنده صالح وبالعكس بخلاف القلب؛ فإن الجسد تابع له لا يخرج عن إرادته ولا يتحرك بدونه.

فكلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كشف لعين الحقيقة , وكلام الصحابي رضي الله عنه تقريب وتمثيل.))

أبو القاسم
2008-01-05, 02:34 PM
((وعلى قدر صدق الفكرة وقوة الإرادة يكون تحقق العمل في الخارج إن خيراً وإن شراً , فما يظهر على الجوارح هو الجزء الخارجي من الحقيقة الإنسانية المركبة، ومن عملي القلب والجوارح تركيباً مزجياً عضوياً, كالسفينة التي أسفلها تحت سطح الماء وأعلاها فوقه، وهذا ما يطابق تماماً الحقيقة المركبة للإيمان الشرعي))

ابن عبدالكريم
2008-01-05, 06:35 PM
جزاك الله خيرا ... موضوع ماتع ..

أبو القاسم
2008-01-11, 01:18 AM
أخي الكريم ابن عبد الكريم:أكرمك الله..وازداني وإياك علما وفقها

نتابع بارك الله فيكم

((ومن شأن الجسد إذا كان جائعاً فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر حتى لا يأكله -إن أكل منه- إلا بكراهة وتجشم، وربما ضره أكله أو لم ينتفع به، ولم يكن هو المغذي الذي يقيم بدنه.

فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به بقدر ما اعتاض من غيره، بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ويتم دينه ويكمل إسلامه.))

ابو عمر السلفي
2008-01-12, 01:40 AM
أما الأولى: فهي أن المنافقين لم يكن يخفى عليهم قط أن الإيمان جهاد وأعباء، وواجبات وفرائض على النفس والمال، وعلى القلوب والجوارح، ولهذا لم يدر في خلدهم أن يستخدموا منطق الأمة الإسلامية في عصورها الأخيرة فيقولوا للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين استنفرهم للغزو: لن نجاهد معك ولن يضر هذا في إيماننا، فنحن مصدقون لك بقلوبنا ومقرون برسالتك بألسنتنا، فدعنا نأخذ بأذناب البقر ونغرس الأشجار ونهتم بشؤون أهلينا وأولادنا
في هذا الكلام نظر ومؤاخذات من عدة وجوه:
1- رمي لعموم الأمة الإسلامية في عصورها الأخير - كما هو تعبير المؤلف - بالإرجاء دون استثناء .
2- جعل ارجاء الأمة الأسلامية - المزعوم من المؤلف - اردى من نفاق المنافقين .
3- من مباحث أهل الأصول : مبحث هل يدخل المُخاطِب في خطاب نفسه أو لا يدخل ؟
وقد رجح الشيخ الأمين الشنقيطي في مذكرة أصول الفقة وفي نثر الورود دخول المُخاطِب في خاطب نفسه وهو قول الجمهور .
ولا أظن أن مثل هذا المبحث يخفى على الباحث , إلا أن يكون يقصد بمصطلح الأمة الإسلامية التعريف فقط ؟!!

وما أشبه هذا الخطاب بهذا الخطاب : (( وينظر فيرى الذين يقولون : إنهم مسلمون ليسوا على شيء لأنهم لا يقيمون كتاب الله المنزل إليهم . . فيتعاظمه الأمر ، ويستكثر أن يواجه هذه البشرية الضالة كلها بكلمة الحق الفاصلة ، ويرى عدم الجدوى في أن يبلغ الجميع أنهم ليسوا على شيء! وأن يبين لهم « الدين » الحق ! )) . أهـ

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2008-01-12, 03:02 PM
اخي الكريم تقول رمي لعموم الأمة الإسلامية في عصورها الأخير - كما هو تعبير المؤلف - بالإرجاء دون استثناء
لماذا لانقول انه من باب العام الذي يراد به الخصوص كقوله تعالى ((الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم ))
فيكون المقصود من اعتقد عقيدة الارجاء

أبو القاسم
2008-01-12, 03:48 PM
نتابع على بركة الله
----

يقول حفظه الله ومتع به الأمة:-
((أما ما تعتقده المرجئة من التفريق بين الإيمان والعمل، وإثبات الإيمان كاملاً في القلب مع وقوع عمل الجوارح على خلافه فهو فصل اعتباطي للحقيقة النفسية الواحدة، يجعل أحد شقيها ذاهباً ذات اليمين والآخر ذاهباً ذات الشمال في وقت واحد، وهو ما لا يقع أبداً، بل هذا الفصل يشبه من الناحية العضوية فصل القلب عن الجسد وفصل الطاقة عن الحركة.))

أبو القاسم
2008-01-12, 03:54 PM
((حقيقة الأمر أن المرجئة تعتبر الإيمان قضية ذهنية مجردة -تسميها تصديقاً أو معرفة- تعلق هذه القضية بالقلب كمادة جامدة ومعزولة لا تزيد ولا تنقص، توجد كاملة أو تذهب كاملة، ولا تستلزم أي أثر في الوجدان والشعور أو الحركة والكدح، بل هي مثـل أية معلومة رياضية أو مقولة فلسفية!!

وهي حين تعتقد ذلك يغيب عنها حقيقة بالغة الأهمية، وهي كيف إذن يفسر العمل الإنساني الدائب الذي لا يتوقف إلا لحظة الموت؟ ما مصدره؟ ما طاقته؟ ما دوافعه إن لم يكن الإيمان أياً كان هذا الإيمان؟!))

حقاً لقد جهدت كثيراً لكي أعثر على وجهة نظر القوم في هذه القضية الكبرى بلسان مقالهم لا بلسان حالهم، وتساءلت أيستطيع هؤلاء أن يلتزموا القول بأن المؤمن -على زعمهم- مصاب بانفصام الشخصية؛ فهو يعتقد غير ما يعمل، ويعمل غير ما يعتقد؟!

ابو عمر السلفي
2008-01-13, 12:46 AM
اخي الكريم تقول رمي لعموم الأمة الإسلامية في عصورها الأخير - كما هو تعبير المؤلف - بالإرجاء دون استثناء
لماذا لانقول انه من باب العام الذي يراد به الخصوص كقوله تعالى ((الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم ))
فيكون المقصود من اعتقد عقيدة الارجاء
هذا الإيراد وارد يا أبا محمد اعزك الله بالسنة واعز السنة بك .
ولكن لا يُجزم به إلا أن نتيقن من كونه هو مقصود المؤلف أو مراده وهذا يتبين بتصريحه أو سياقه .
أو بقرينة تبين أنه من العام المراد به الخصوص .

فلو كان المقصود بـ (منطق الأمة الإسلامية) أي الفرق الضالة المنتسبة لها من اشعرية وماتريدية واعتزالية بل وجهمية فيقال حينئذ أنه عام اريد به الخصوص .
ومع هذا لا يستقيم لأن أهل الأصول يقولون : أن العام الذي أريد به الخصوص ما يكون المراد باللفظ أقل وليس المراد باللفظ الأكثر .!!

ثم إن الإجمال في محل التفصيل مذموم , فمن المحبين للدكتور من لا يفهم إلا الظاهر من اللفظ , وقد فعلوا ذلك في كلام الباري جل في علاه

أبو القاسم
2008-01-14, 01:38 PM
شكر الله للأخوين الكريمين أبي محمد وابن عبد الكريم..
---------------

((أما الجماعة- الذين هم الصحابة والتابعون لهم بإحسان- فما حادوا عن منهجهم المأمون قط، فكانوا إذا سئلوا عن الإيمان أجابوا بالوحي لا بالهوى، جواباً يراعى فيه حال السائل ومقام السؤال كما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل.

فمرة يجيبون السائل بآية جامعة من كتاب الله تعالى، مثل جواب بعضهم بقوله تعالى: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة:177] [157]

ومرة يجيـبون بحديث كما أجاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جبريل أو وفد عبد القيس.[158]


ومرة يعرفونه بفهم فهموه من كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما قال بعضهم: 'الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله'[159] ونحو ذلك.

ومن الواضح أنه ليس في شيء من هذا تحديد مجرد للإيمان على المنهج المنطقي المتكلف.

))

قلت مثل تعريف الباقلاني بأنه التصديق..فهذا تعريف ضرب بكل النصوص الشرعية عرض الحائط..

ساعي
2008-02-17, 09:54 PM
جزاك الله خيراً
ننتظر بقية العقد

مكاوي
2008-02-17, 10:03 PM
وأنا كذلك في شوق لقراءة بقية العقد ..

عبدالله العلي
2008-02-17, 10:08 PM
لاتفسد علينا يااباعمر صفو هذه الدرر ، ودع هذه المشاكسات والمماحكات .
واصل أباالقاسم وفقك الله

أبو حسن الشمري
2008-02-17, 11:21 PM
بارك الله فيك نتابع

أبو القاسم
2008-02-19, 12:30 AM
الإخوة الأحبة..يعلم الله أني كنت ذاهبا..منقطعا..لك ني أرجأت بسبب ردودكم الكريمة
ساعي
ومكاوي
والشمري
وعبد الله العلي..
حفظكم الله تعالى وفقهنا وإياكم في دينه وسننه
--

يقول الشيخ حفظه الله تعالى:-
يقول الله تعالى:

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].

ويقول جل ذكره:

كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [البقرة:213].

ويقول:

لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحديد:25].

هذه الآيات الكريمة تضمنت أصول الغايات، والحقائق الكبرى للدين، وهي:

الغاية من خلق الثقلين وحقيقة مهمتهم.

الغاية من إرسال الرسل وحقيقة دعوتهم.

حقيقة سنة اقتران القوة بالحق لتحقيق تلك الغايات))انتهى

قلت:هذا استنباط بديع..فتأملوه..ين فتح من الخير شيء كبير
وأما قوله:
(((حقيقة سنة اقتران القوة بالحق لتحقيق تلك الغايات)))
فهذا ما عبّر عنه الإمام ابن تيمية :قوام هذا الدين كتاب يهدي وسيف ينصر..
وقد استشفّه من آية الحديد المذكورة وغيرها..
وبهذا تعلم خطر من ينفون الجهاد فلا يعتدون بجهاد في فلسطين ولا عراق وغيرها..
وكل ذلك عندهم منكرات وبدع وتكفير..إلخ..
وحاصل قولهم معناه أن تعطيل سنة من سنن الله..مع ما يصحب ذلك من مزيد للإخلاد إلى الأرض في زمن نحن أحوج ما نكون فيه للانتهاض..بكل الوسائل المشروعة الممكنة

يتبع إن شاء الله تعالى

أبو القاسم
2008-05-02, 05:53 AM
كل إنسان -بل كل كائن حي- إنما يصرف عمله وإرادته حرثه وهمه من أجل الحصول على ما يراه نافعاً لذيذاً، والابتعاد عما يراه ضاراً مؤلماً، وليس في تصرفات العقلاء ما يصح أن يخرج عن هذا , بل ليس في الكائنات ما يقصد إلى خلاف ذلك
فالنبات -مع دنو درجته في سلم الأحياء- يضرب بجذوره في الأرض ..إلخ
والحيوان السارح في الغابة يختار من الغذاء- بهداية الله عز وجل له- ما ينفعه ويلائمه ويتجنب ما يضره وينافره..إلخ
والإنسان الذي اختصه الله تعالى بالتكريم والتفضيل على سائر الأحياء في الأرض تظهر فيه هذه النزعة بما يتناسب مع خصائصه الفذة؛ فهو يبني الحضارات المتعاقبة ويتطور في ألوان الاستمتاع ومظاهر الانتفاع، كل ذلك والدافع لا يفتر والمحرك لا يتوقف والتشوق إلى المزيد لا يضعف. وهو حتى حين يرتكب أكثر الأفعال إيلاماً لنفسه -وهو أن يقتلها عامداً- إنما يبتغي بذلك راحتها وخلاصها بزعمه

تأمل الكلام النفيس السابق وحاول ربطه بموضوع الكتاب..(وكلمة إلخ مني لأني حذفت من الكلام للاختصار)

أبو أسامة الشمري
2008-05-02, 07:37 AM
واصل ..
جزاك الله خيرًا و نفع بك .

محمود الغزي
2008-05-02, 03:42 PM
الأخوة أعضاء المجلس العلمي ...........
أرى قبل أن يُشارك الواحد فينا بمقال أو تلخيص لكتاب ، أن يتقي الله _رب الأرباب _ في كل ما يقول وأن يتقي الله في كل ما يحيك في صدره من سوء ظن بإخوانه ...............
فنحن أعضاء مجلس علمي .......... كفى .............
يجب أن نسموا بأخلاقنا .....وبألفاظنا ...............وأن نسموا كذلك في إيماننا
الأسى يعتصرني وأنا أكتب ما أكتبه ............
أخشى والله أن نكون في زمان قُلِب في الحق باطلاً والباطل حقاً ......... والمعروف منكراً والمنكر معروفاًً ............
تُرى أين الخلل .............
وأين موطن الزلل............
أهو نقص في ............... أو خلل في ................... أو تقصير في ....................
يا إخوتاه .........
أرجو قبل أن نكتب الفوائد ونلخص الأوابد ........
أن نرني أنفسنا ........ ونجبرها على تقوى الله في السر والعلن ...........
وكفى ..
ولا أريد أن أزيد .......... والحمد لله .

أبو القاسم
2008-05-02, 04:14 PM
أخي أبا أسامة..جزيت خيرا
أخي الغزي..شكرا على التذكرة..
---
ونستطيع الآن -مع وضوح هذه الحقائق- أن نضيف إلى القضية السابقة- وهي: كل إنسان مفكر , وكل مفكر عامل -عنصراً ثالثاً تكتمل به القضية وهو: وكل عامل عابد. وكون كل عامل عابداً- أي: كل إنسان عابدٍ -مع بداهتها- ليست موضع تسليم من التصور الإرجائي الذي لا يخلو من جهل بالحق أو إعراض عنه...
بل هي قضية غريبة، وأكثر ما تبدو غرابتها في عصرنا الحاضر- عصر الإلحاد والتمرد على الأديان بالجملة والتفلت من العبوديات كلها -كما يتوهمه أكثر أهله- فهناك دول كثيرة تنص دساتيرها بصراحة أنها دول لا دينية, وبعضها ألغى خانة الدين من البطاقة الشخصية لمواطنيها، وأكثر هؤلاء المواطنين- لا سيما في أوروبا وأمريكا فضلاً عن الدول الشيوعية - لو سألت أياً منهم ماذا تعبد؟ لأجابك بداهة أنه لا يعبد شيئاً لأنه إنسان لا ديني!
هذا التيار العالمي الكبير أضاف إلى التصور الإرجائي الشائع أصلاً بين المسلمين قوةً وتعميماً حتى غدا وكأنما هو من المسلمات الواضحة.
وهو التصور الذي يفترض أن الناس قسمان: عابد، وغير عابد.
والأول: العابد, يشمل المنتمين إلى الأديان ولا سيما الإسلام.
والآخر: يشمل الدول -أو الأفراد- اللادينية.
ثم إن العابدين -حسب هذا التصور- ينقسمون قسمين:
1- مؤمن بقلبه عامل بجوارحه.
2- مؤمن بقلبه غير عامل بجوارحه.
وهذا التقسيم منطقي مع حقيقة الإيمان -كما يتخيلونها- وهي أنه مادة جامدة معزولة في ضمير صاحبها لا تزيد ولا تنقص ولا تقتضي أثراً ولا تستدعي متعلقاً.
فهذا الإيمان المتوهم مفقود عند كثير من الناس وهم الصنف غير العابد، وموجود عند الصنف العابد في الحالتين: حالة العمل، وحالة عدمه

يتبع إن شاء الله تعالى

أبو القاسم
2008-05-02, 04:18 PM
يقول:
نلقي مزيداً من الضوء على حقيقة النفس الإنسانية من جهة الدوافع التي تحركها للعمل والتي لا تخلو منها نفس قط، وكيف أن لهذه الحركة بالضرورة غاية تسعى إليها، وأن الطريق إلى هذه الغاية لا يكون إلى على قنطرة أعمال القلوب من الخوف والرجاء والحب والكره ونحوها مما يجعله في محصلته النهائية والحقيقية عبادة مهما كابر بعض بني آدم فيها, فهم عابدون حقيقة وجوهراً وإن أنكروا العبودية لفظاً ومصطلحاً

أبو القاسم
2008-05-02, 04:20 PM
فالسعي لتحقيق اللذة والمنفعة هو وقود الكدح الإنساني على الأرض , ولما كان ذلك فطريا في كل نفس , لم يكن من شأن المنهج الرباني الذي نزل متسقاً مع الفطرة أن يقتلعه ويخمده، وإنما شأنه أن يوجهه ويقومه، فالطاقة المحركة لا يعيبها أنها طاقة وإنما العيب أن يساء استعمالها فتتخذ طاقة للشر والخسران .
إذا تقرر هذا أمكن الوصول إلى النتيجة من خلال الإجابة عن سؤال لابد منه وهو: هل يستطيع الإنسان -مستقلاً منفرداً- معرفة النافع المستلذ وتمييزه عن الضار المكروه في الحال والعاقبة؟
وإذا عرف شيئاً من ذلك، فهل يستطيع الحصول عليه ودفع العوارض الحائلة دونه بمجرد تشوفه إليه وإرادته الحصول عليه؟

هذا ما سيجيب عليه الشيخ في المقالة القادمة بإذن الله تعالى..
وهنا أهيب بالقراء..وأذكرهم أن الكلام حتى تدرك عظمته يحتاج لتأمل..

أبو القاسم
2008-05-06, 11:20 PM
يقول شفاه الله تعالى ومتع الأمة به:
من الواضح لكل ذي عقل سليم أن معنى قول السلف : الإيمان قول وعمل هو: أنه التزام وتـنفيذ وإقرار واعتقاد وطاعة -بالقلب واللسان والجوارح- ولكن المرجئة باستخدامهم المتكلف لمنطق اليونان والفلسفة الأعجمية العجماء- فهموا أن هذه العبارة حد منطقي غير جامع ولا مانع، إذ لم يفهموا إلا أن القول هو ألفاظ اللسان والعمل حركات الجوارح، فاعترضوا على قول السلف -من هذا الوجه- بأنهم أهملوا إيمان القلب! وتبعهم في هذا بعض المتأخرين ممن تأثر بمنطق هؤلاء ومنهجهم في التفكير .
وبعضهم ذهب به الخبث إلى التحايل على العبارة نفسها، فقالوا: صحيح أن الإيمان قول وعمل، ولكن من قال بلسانه: لا إله إلا الله- فقد عمل [191] أما عمل الجوارح فليس من الإيمان فأخرجوا عبارة السلف عن معناها البدهي الفطري إلى هذا المعنى السقيم الساقط.

حمدان الجزائري
2008-05-07, 02:21 AM
ملاحظات الإمام الألباني

على كتاب

«ظاهرة الإرجاء»


قال -رحمه الله تعالى-:

«وقد بدا لي من مطالعتي للكتاب المذكور أنه ذو فائدة كبيرة جداً في الرد على علماء الكلام الذين يخالفون أهل الحديث في قولهم: (الإيمان يزيد وينقص، وأن الأعمال الصالحة من الإيمان)، مع غلوظاهر في بعض عباراته؛ حتى ليخال إليَّ أنه يميل إلى مذهب الخوارج، مع أنه يرد عليهم، وغمزني بالإرجاء أكثر من مرة؛ تارة تصريحاً وأخرى تلويحاً، مع إظهاره الاحترام والتبجيل -خلافاً لبعض الغلاة ولا أقول: الأتباع-، وهو يعلم أنني أنصر مذهب الحديث، متعذراً بأنني لا أكفر تارك الصلاة كسلاً؛ ما لم يدل على أن تركه عن عقيدة وجحود، كالذي يقال له: (إن لم تصل، وإلا؛ قتلناك)، فيأبى فيقتل؛ فهذا كافر مرتد -كما كنت نقلته في رسالتي «حكم تارك الصلاة»، عن ابن القيم وشيخه ابن تيمية - وعلى مثله حمل ابن تيمية الآثار التي استفاضت عن الصحابة في كفر تارك الصلاة، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة» . انظر كلاهما في الرسالة المذكورة (ص38-46). ومع هذا رمانا المؤلف بالإرجاء.. سامحه الله، وهدانا الله وإياه لما اختلف في مِن الحق؛ إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

ومجال مناقشته واسع جداً فيما نَبا قلمه عن الصواب، وما فيه من الأخطاء والتناقضات، وبخاصة في تأويله للأحاديث والنصوص وليُّه إياها إلى ما يتفق مع ما ذهب إليه مع محاولته التشكيك في صحة الحديث المتفق على صحته؛ إذ شعر أن تأويله غير مقنع -كما فعل بحديث الجهنميين الذين يخرجهم الله مِن النار بغير عمل عملوه-. بل وإعراضه أحياناً عن ذكر ما هو عليه منها.

أقول: هذا باب واسع جداً يتطلب التفرع له وقتاً مديداً، مما لا أجده الآن.

والله المستعان». [«سلسلة الأحاديث الضعيفة» (14/949)]

العفالقي
2008-05-07, 07:10 AM
شكر الله لك وأحسن إليك .

حمدان الجزائري
2008-05-07, 02:08 PM
السرورية خارجية عصرية-الألباني

سئل محدث العصر العلامة الألباني – رحمه الله – في ليلة السابع عشر من ذي الحجة 1418هـ كما في شريط بعنوان "السرورية خارجية عصرية" : عن كتاب : ( ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي ) هل رأيته ؟
قال الشيخ: رأيته
فقيل له: الحواشي –يا شيخنا– خاصة الموجودة في المجلد الثاني ؟!
فقال الشيخ: كان عندي – أنا – رأي صدر مني منذ نحو أكثر من ثلاثين سنة حينما كنت في الجامعة الإسلامية وسئلت في مجلس حافل عن رأيي في جماعة التبليغ ؟
فقلت يومئذ: صوفية عصرية. أما الآن خطر في بالي أن أقول بالنسبة لهؤلاء – هنا – تجاوبا مع كلمة الذين خرجوا في العصر الحاضر وخالفوا السلف في كثير من مناهجهم فبدا لي أن اسميهم : خارجية عصرية فهذا يشبه الخروج الآن حين نقرأ من كلامهم – في الواقع – ينحو منحى الخوارج في تكفير مرتكب الكبيرة ولعل هذا – ما أدري أن أقول ! – غفلة منهم أو مكر منهم. وهذا أقوله أيضا من باب قوله تعالى : ﴿ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾
ما أدري لا يصرحون بأن كل كبيرة مكفرة لكنهم يدندنون حول بعض الكبائر ويسكتون أو يمرون على الكبائر الأخرى، ولذلك لا نطلق القول ونقول فيهم أنهم خوارج إلا من بعض الجوانب وهذا من العدل الذي أمرنا به".
وقال أيضا عن هذا الكتاب: ..وما كنت أظن أن الأمر يصل بصاحبه إلى هذا الحد … ويبدو أن إخواننا المشايخ في المدينة النبوية كانوا أعرف بهؤلاء منا )

أبو القاسم
2008-05-07, 02:56 PM
ليس في كلامك أي حجة..
وأنا مستعد لمناظرتك في أصل المسألة في موضوع خاص..مستقل
مع مافي ذلك من ضياع للوقت!
لكن عسى أن يكون الحق ضالتكوأرجو عدم إفساد المقال
فهذا عمل سيء..يتضمن وضع المعوقات أمام نشر العلم
وأطالب الإدارة الموقرة بحذف كل تدخل يجافي الهدف
والله المستعان

محمد سعيد 1
2008-05-07, 10:55 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....وبعد:...
أخي الكريم أبي القاسم
جعل الله لك من خير قسم
إمض في سبيلك ولا تلتفت للخلف فتتعثر وأكمل ما بدأت به فهو والله كالشهب الثاقبة على مسترقي السمع...
وأعتقد أن في رفع الملفات بعض الإشكال وسأرفق في رد آخر إن شاء الله ما تهنأ به نفسك ونفس كل سلفي حق...

ضياء السالك
2008-05-07, 11:25 PM
واصل بارك الله فيك

أبوعبيدة الغريب
2008-05-08, 12:50 AM
دقيقة تأمل
أخي حمدان إليك هذا الرابط
http://www.islamgold.com/view.php?gid=2&rid=104

أبو القاسم
2008-05-08, 12:52 AM
أخوي الكريمين الفاضلين..محمد سعيد وضياء السالك..شكر الله لكما وبارك فيكما
ولقد وقعت نصيحتك أخي الحبيب محمد موقعها..فجزاك الله خيرا..كما أشكر لك دعاءك الطيب

المخضرمون
2008-05-17, 02:35 AM
ملاحظات الإمام الألباني
على كتاب
«ظاهرة الإرجاء»
قال -رحمه الله تعالى-:
«وقد بدا لي من مطالعتي للكتاب المذكور أنه ذو فائدة كبيرة جداً في الرد على علماء الكلام الذين يخالفون أهل الحديث في قولهم: (الإيمان يزيد وينقص، وأن الأعمال الصالحة من الإيمان)، مع غلوظاهر في بعض عباراته؛ حتى ليخال إليَّ أنه يميل إلى مذهب الخوارج، مع أنه يرد عليهم، وغمزني بالإرجاء أكثر من مرة؛ تارة تصريحاً وأخرى تلويحاً، مع إظهاره الاحترام والتبجيل -خلافاً لبعض الغلاة ولا أقول: الأتباع-، وهو يعلم أنني أنصر مذهب الحديث، متعذراً بأنني لا أكفر تارك الصلاة كسلاً؛ ما لم يدل على أن تركه عن عقيدة وجحود، كالذي يقال له: (إن لم تصل، وإلا؛ قتلناك)، فيأبى فيقتل؛ فهذا كافر مرتد -كما كنت نقلته في رسالتي «حكم تارك الصلاة»، عن ابن القيم وشيخه ابن تيمية - وعلى مثله حمل ابن تيمية الآثار التي استفاضت عن الصحابة في كفر تارك الصلاة، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة» . انظر كلاهما في الرسالة المذكورة (ص38-46). ومع هذا رمانا المؤلف بالإرجاء.. سامحه الله، وهدانا الله وإياه لما اختلف في مِن الحق؛ إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
ومجال مناقشته واسع جداً فيما نَبا قلمه عن الصواب، وما فيه من الأخطاء والتناقضات، وبخاصة في تأويله للأحاديث والنصوص وليُّه إياها إلى ما يتفق مع ما ذهب إليه مع محاولته التشكيك في صحة الحديث المتفق على صحته؛ إذ شعر أن تأويله غير مقنع -كما فعل بحديث الجهنميين الذين يخرجهم الله مِن النار بغير عمل عملوه-. بل وإعراضه أحياناً عن ذكر ما هو عليه منها.
أقول: هذا باب واسع جداً يتطلب التفرع له وقتاً مديداً، مما لا أجده الآن.
والله المستعان». [«سلسلة الأحاديث الضعيفة» (14/949)]


أخانا في كل موضوع أجدك من الافضل أن تفتح لك موضوع مستقل لتضع ماعند ..
لان الاخ لم يات للنقاش بل جاء لطرح علينا بعض الفوائد فجزاه الله خيرا ..
وقبلك السلفي ابو عمر ..

أبو القاسم
2008-05-17, 02:55 PM
إن قضية: (إن المرجئة ممسكون عن الفتنة صادقة) فإذا أصبحت القضية كل الممسكين عن الفتنة مرجئة صارت كاذبة.

ولذلك كان لزاماً علينا أن نفصل أقسام المحايدين لنرى أن هذا الحكم إنما ينصب على بعضهم لا على الجميع:

1- الفئة الأولى:

بعض كبار الصحابة وأجلائهم رضي الله عنهم مثل: سعد بن أبي وقاص , وعبد الله بن عمر , وأبي هريرة , وزيد بن ثابت , وأسامة بن زيد , ومحمد بن مسلمة ، وغيرهم.

وقد آثرنا- إجلالاً منا لصحابة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واحتساباً في الذب عنهم- أن نفردهم بمبحث مستقل تال .

2- الفئة الثانية:

بعض سكان الأطراف والمرابطين على ثغور الجهاد، وهؤلاء كانوا يجالدون الأعداء، ويفتحون الأمصار، فما شعروا إلا والنبأ ينزل عليهم بمقتل أمير المؤمنين عثمان كالصاعقة، ثم فوجئوا بما تلاه من أحداث، فما استطاعوا أن يستبينوا رأياً فيتبعوه أو يرجحوا طرفاً فيوالوه، فآثروا مسالمة الفريقين المتقاتلين والركون إلى حياد لا حيلة لهم في قبوله.

وعن هؤلاء يقول الحافظ ابن عساكر : إنهم هم الشكاك الذين شكوا، وكانوا في المغازي، فلما قدموا المدينة بعد مقتل عثمان ، وكان عهدهم بالناس وأمرهم واحد ليس بينهم اختلاف، فقالوا: تركناكم وأمركم واحد ليس بينكم اختلاف، وقدمنا عليكم وأنتم مختلفون.

فبعضكم يقول: قتل عثمان مظلوماً وكان أولى بالعدل وأصحابه.

وبعضكم يقول: كان علي أولى بالحق وأصحابه.

كلهم ثقة وكلهم عندنا مصدق، فنحن لا نتبرأ منهما ولا نلعنهما، ولا نشهد عليهما، ونرجئ أمرهما إلى الله حتى يكون هو الذي يحكم بينهما.

فهؤلاء إن صح إطلاق الإرجاء على موقفهم فهو إرجاء حيرة لا إرجاء فكرة، وهذه الحيرة خاصة بقضية الحكم على المختلفين بالخطأ أو الصواب، أما موالاتهم والإقرار بفضلهم وسابقتهم فلم يكن موضوع شك عندهم.

3- الفئة الثالثة:

وهي فئة من ذلك الصنف البشري المحدود الإدراك الذي يضيق أفقه أو علمه عن تفهم الخلاف، فتثور نفسه ساخطة على طرفيه حانقة عليهما دون تبصر في الدوافع أو تريث في الحكم، فمنهم فرقة أعلنت نقمتها وسخطها على كل الأطراف، وربما كان أصل ضجرها وحنقها أن المختلفين هم أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم تكن صحبتهم دافعاً لالتماس العذر، بل كانت- حسب فهمهم- مبرراً للعداء والبراء، إذ قالوا: كيف يختلفون ويتـقاتـلون وهم أصحاب رسول الله وأعلم الناس بالدين، والأصل أن يكونوا أكثر الأمة تمسكاً ووفاقاً ودعوةً وجهاداً؟! إذن لقد انحرفوا عما كانوا عليه زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلا شك ولا ريب، ومن ثم فلا حرمة لمن نكص على عقبيه، ولا اعتبار لسابقته في الإسلام ما دامت هذه خاتمته!!!

المخضرمون
2008-05-17, 04:06 PM
بارك الله فيكم .. واصل .

أبو القاسم
2008-07-09, 05:56 PM
معايشة الجيل الأول للوحي وصاحبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -مع ما آتاهم الله من سلامة الفطرة وصحة الفهم وحضور البديهة- جعلتهم أصدق الناس نظراً، وأقلهم تكلفاً، وأحسنهم هدياً.

فإن سئلوا عن أمر كان جوابهم أوجز بيان وأشفاه وأبينه، إن لم يكن من ذات نور الوحي فهـو قبس من مشكاته.

وإن في مسألة الإيمان- تلك المسألة التي تشعبت فيها الآراء، وتنافرت فيها الفرق، وتـقاتـلت عليها الأمة- لأصدق دليل على هذا.

فقد ذهبت الفرق الضالة كل مذهب لتأتي بتعريف للإيمان كما تريد، فمنهم من صرف نظره عن نصوص الوحي كلها، ومنهم من أخذ بعضها وغلا فيه، وتعسف في تأويل الباقي أو إنكاره، ومنهم من ظل حائراً متناقضاً لا يستـقـر له قرار.

أما الجماعة- الذين هم الصحابة والتابعون لهم بإحسان- فما حادوا عن منهجهم المأمون قط، فكانوا إذا سئلوا عن الإيمان أجابوا بالوحي لا بالهوى، جواباً يراعى فيه حال السائل ومقام السؤال كما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل.

فمرة يجيبون السائل بآية جامعة من كتاب الله تعالى، مثل جواب بعضهم بقوله تعالى: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة:177] [157]

ومرة يجيـبون بحديث كما أجاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جبريل أو وفد عبد القيس.[158]


ومرة يعرفونه بفهم فهموه من كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما قال بعضهم: 'الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله'[159] ونحو ذلك.

ومن الواضح أنه ليس في شيء من هذا تحديد مجرد للإيمان على المنهج المنطقي المتكلف.

وعندما اتسع الخلاف بين الفرق وانتقلت الأمة من البحث في أعمال الإيمان وفرائضه ليحققوه بكماله إلى البحث في ماهيته المجردة وحده المنطقي- ليتجادلوا فيها- ظهرت الحاجة إلى قول فصل وأصل جامع، يعرف به الناس هذا المفهوم في كتاب ربهم وسنة نبيهم، فتواردت أذهان علماء الجماعة وتواطأت أقوالهم وتواترت أخبارهم- الحجازي منهم والعراقي والشامي والخراساني والمصري والمغربي، ومن كان وراء النهر أو بـالأندلس - على معنى موجز شاف كاف ليس في التعريفات أوضح ولا أيسر منه، مقتبس من الكتاب والسنة، وموافق للعقل والفطرة، ومترجم لواقع الجيل الأول، وهو: أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص

أبو القاسم
2008-07-09, 06:02 PM
ما في ظاهر ألفاظ بعض السلف من اختلاف عما نقلنا وجوابه :-

سبقت الإشارة إلى أن بعض السلف عبروا عن المعنى الواحد المجمع عليه بينهم بعبارات مختلفة، ولما كان ظاهر بعض هذه العبارات قد يفهم منه مخالفته للعبارة المختارة المنقولة عن الأكثر، وهي: قول وعمل يزيد وينقص، فإنه يحسن بنا إيضاح المسألة ورفع هذا الاحتمال، فنقول:

قد نقلت كتب السنة -المذكور أكثرها قريباً- مثل: كتاب الخلال ، والسنة لعبد الله بن أحمد ، واللالكائي ، والآجري ، وابن بطة ، والطبري -أقوالاً من هذا القبيل عن بعض السلف - كـسفيان ، والفضيل ، والأوزاعي ونحوهم، وبعضها عن المتقدمين من الصحابة والتابعين.

ومدار هذه الأقوال على وجوه:

1- من عرّف الإيمان ببعض خصاله، كمن قال: الإيمان هو الصبر واليقين. أو الإيمان هو الصبر والشكر ونحوها، ومعلوم أن هؤلاء لم يقصدوا حقيقة التعريف الاصطلاحي، وإنما قصدوا بيان أهمية هذه الخصلة، وقد ورد نحو ذلك في أحاديث مرفوعة يأتي بعضها في مبحث أعمال القلوب.

2- من زاد في التعريف زيادة قد يحسبها الناظر ركناً أو قيداً لا يتم التعريف إلا به، وأكثر ما ورد من ذلك زيادة بعضهم لفظ (النية) فقالوا: هو قول وعمل ونية، ومنهم من زاد عليها: موافقة السنة، ومن الواضح أن هذه الزيادات لم يقصد بها أن الكلمة المتواتر نقلها: قول وعمل ناقصة، فاستدركوا على قائليها بهذه الزيادة، وإنما قصدوا التنبيه على صحة النية وموافقة السنة، مع دخولها في أعمال القلب والجوارح التي تشملها جميعاً كلمة قول وعمل على ما سيأتي تفصيله في المبحث التالي.

وإنما لم يذكرها الأكثرون؛ لأنها شرط لصحة كل عمل شرعي بلا استثناء، فلا حاجة لذكرها في كل تعريف، وأيضاً فإن العبارة هي أشبه بالحد العقلي، والحدود لا تذكر فيها الشروط، وإنما تذكر الأركان، ومما يوضح ذلك: أن الإمام أحمد رحمه الله قال هو أيضاً: 'الإيمان قول وعمل ونية صادقة' لكن لما سأله بعض تلاميذه: هل لا بد من النية -وهو سؤال يشعر بأن من لم يذكرها قد أخل بالمراد- قال الإمام: النية متقدمة [187] أي: فمن لم يذكرها فلبداهتها، ومن ذكرها فلأهميتها، ففي كلام الإمام هذا إشارة لسبب ترك أكثر السلف لها، وهو أيضاً في أكثر كلامه. [188]

3- من عبّر بألفاظ أخرى قد يفهم منها أنها تخالف تلك الكلمة أو استدراك عليها، وأشهر هذه الألفاظ قول من قال منهم: هو اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان، وهذه العبارة شاعت عند المتأخرين من أهل السنة ، والظاهر أنهم اختاروها احترازاً من الفهم الخطأ الذي فهمه المبتدعة -وغيرهم- من قول السلف : قول وعمل، حيث فهموا أن القول خاص باللسان، والعمل خاص بالجوارح، فكأن السلف غفلوا عن الإيمان القلبي، وهذا من أسوأ الفهم، ولهذا اقتضى الأمر تبيين معنى كلام السلف على النحو الآتي في المبحث الثاني.

يقول شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية : '... ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان، فتارة يقولون: هو قول وعمل ونية، وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية واتباع سنة، وتارة يقولون: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح.

قال: وكل هذا صحيح، فإذا قالوا: قول وعمل، فإنه يدخل في القول قول القلب واللسان جميعاً، وهذا هو المفهوم من لفظ القول والكلام ونحو ذلك إذا أطلق...'

وذكر اختلاف الأقوال في مسمى الكلام، ثم قال: ' والمقصود هنا أن من قال من السلف : الإيمان قول وعمل، أراد قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح.

ومن أراد الاعتقاد، رأى أن لفظ القول لا يفهم منه إلا القول الظاهر، أو خاف ذلك فزاد الاعتقاد بالقلب.

ومن قال: قول وعمل ونية، قال: القول يتناول الاعتقاد وقول اللسان، وأمّا العمل فقد لا يفهم منه النيّة فزاد ذلك.

ومن زاد اتباع السنة، فلأن ذلك كله لا يكون محبوباً لله إلا باتباع السنة.

وأولئك لم يريدوا كل قول وعمل، إنما أرادوا ما كان مشروعاً من الأقوال والأعمال، ولكن كان مقصودهم الرد على المرجئة الذين جعلوه قولاً فقط، فقالوا: بل هو قول وعمل.

والذين جعلوه أربعة أقسام فسروا مراده، كما سئل سهل بن عبد الله التستري [189] عن الإيمان ما هو؟ فقال: قول وعمل ونية وسنة، لأن الإيمان إذا كان قولاً بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق، وإذا كان قولاً وعملاً ونية بلا سنة فهو بدعة '[190]

4- من وضع بدل كلمة: قول كلمة: إقرار أو تصديق وعمل، أو نحو ذلك، وهذا أيضاً مما أساء المرجئة فهمه وتأولوه على مذهبهم، مع أن السلف لم يقصدوا المغايرة بين القول والإقرار، أو القول والتصديق، كما أن معنى الإقرار والتصديق عندهم يختلف عما قررته المرجئة وعلى ما يأتي تفصيله في المبحث الثاني، وما أكثر ما ضل المبتدعة بسبب عدم أخذ معاني اصطلاحات السلف من مصادرهم وكلامهم

ابو البراء الغزي
2009-05-04, 09:17 AM
بارك الله فيكم و في علمكم ونفع بكم


اكمل اخي الحبيب