مشاهدة النسخة كاملة : من أطايب الكلام شارك معنا
أم محمد الظن
2012-03-23, 10:56 PM
أطايب الكلام ومن أطايب كلام سفيان -رحمه الله- قال: (نظرنا إلى أصل كل عداوة في العالم فوجدناها اصطناع المعروف إلى اللئام )، لله درك يا أبا عبد الله ، كلام من ذهب وهذا الكلام ينم عن تجربة ومعرفة بالناس ، كل الشرور الموجودة في العالم سببها اللئام ، لئيم لا يحفظ لك جميلًا ولو ظللت تخدمه طيلة عمرك .
ومن عيون كلامه رحمه الله قال:( لو همَّ رجل أن يكذب في الحديث في بيت في جوف بيت لأظهره الله عليه ) فإذا هم رجل أن يكذب وهو في بيت في جوف بيت في جوف بيتٍ لفضحه الله تعالى .
يقول عبد الله بن المبارك الإمام المبارك- رحمه الله-:( لوهم رجل أن يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم في البحر لفضحه الله في البر وأصبح الناس يقولون فلان يكذب على النبي- صلى الله عليه وسلم- ).والكذب على النبي- صلى الله عليه وسلم- من ناقل الخبر كان يسقطه في هوة الجرح ، أي لو كذب رجل مرة واحدة يسقط رأس ماله كله ، كأنما ما رحل ولا كتب سوداء في بيضاء ، وهذا صيانة لحديث النبي- صلى الله عليه وسلم- حتى لا يُبدَّل الدين ، لأنه لو جاز حتى عقلاً أن ينطلي الكذب على الأمة كلها ، لقال كل واحد في كل حديث يصله لعله كذب ومن أدراك أنه ليس بكذب فحينئذٍ يُكذَّب الصدق لأجل هذا الاحتمال ، .
علي أحمد عبد الباقي
2012-03-24, 02:25 AM
بارك الله فيك ، وأحسن إليك ، وجعلنا وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
أم محمد الظن
2012-03-24, 02:59 AM
لكم بمثل من فضلك اريد فتح موضوع جديد لكتاب الأول العلمية للدعوة السلفية لأن الرابط ثقيل جدا ويصعب الول لوضع مادة جديد فضلا عن قراءتها ان شاء الله لو وافقتم افتح موضوع جديد ويكون بطريقة منظمة ليسهل الوصول للمادة وجزيتم خيرا عنا وخلاص انا الآن في الدرس التاسع والعشرين وهو آخر درس . تقبل الله منا ومنكم صالح العمل
شتا محمد
2012-03-24, 10:30 AM
إن الثوابت التى شرعها الله تعالى لعباده و أرتضاها لهم لا تتبدل و لا تتغير ولا يضرب عليها بإقلام الأجتهاد مهما توهمنا وجود المصلحة و الأستحسان فى ذلك . و إلا لا فرق بيننا و بين بني يهود
أم محمد الظن
2012-03-24, 11:28 AM
جزيتم خيرا في انتظار المزيد من المشاركات
علي أحمد عبد الباقي
2012-03-24, 06:24 PM
لكم بمثل من فضلك اريد فتح موضوع جديد لكتاب الأول العلمية للدعوة السلفية لأن الرابط ثقيل جدا ويصعب الول لوضع مادة جديد فضلا عن قراءتها ان شاء الله لو وافقتم افتح موضوع جديد ويكون بطريقة منظمة ليسهل الوصول للمادة وجزيتم خيرا عنا وخلاص انا الآن في الدرس التاسع والعشرين وهو آخر درس . تقبل الله منا ومنكم صالح العمل
لا بأس افعلي ما ترينه مريحًا لك ، أعانك الله وجزاك خيرًا .
أم محمد الظن
2012-03-24, 08:45 PM
جزيتم خيرا ان شاء الله انتهي من رفع جميع مواد المعهد ومن ثم افتح موضوع جديد للمادة .
شتا محمد
2012-03-25, 08:50 AM
كلما قرأ طالب العلم فى الكتب . كلما علم أنه مازال يجهل الكثير
أم محمد الظن
2012-03-26, 04:35 PM
تعلم من القاضي القاضي يحيى بن أكثم للشيخ ابراهيم شاهين حفظه الله
القاضي يحيى بن أكثم :وهذا كان من قضاة العدل في الدولة العباسية عالم متمكن من علمه أديب، قال: بت ليلة عند المأمون،_ المأمون بن هارون_، فعطش فقام يزحف على أطراف أصابعه حتى لا يوقظني، حتى وصل إلى الماء وبينه وبين الماء ثلاثمائة قطر فأخذ كوزا من الكيزان وشرب ثم رجع يتخفف على أصابعه فلما وصل إلى الفراش نام فجاء عند الفجر فاستيقظ فيريد أن يصيح بالغلام لكي يأتيه بالماء للوضوء وغيره وهو ينظر إلى صاحبه نائم لا يريد أن يعكر عليه نومته قال فلما لامست ذلك فقمت قال فجلست على الفراش فلما وجدته يتنحنح ولم استيقظ فجلست على الفراش فلما جلست صاح يا غلام الصلاة ،قال كيف كان مبيتك يا أبا محمد،؟ قال:جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين لو استطعت أن أفديك بنفسي يوم القيامة لفعلت،فقد حباك الله بأخلاق الأنبياء، ومنهج الرسل كيف مشيت على أقدامك حتى لا توقظني؟ قال: هذه مروءة والواجب على الضيف ألا يوقظ ضيفه ولا يشغب عليه حتى يستريح، أدب عالي ،تعلمه من النبي r إذا دخل في مكان فيه أيقاظ أو نوام كان يلقي السلام بصوت خافت بحيث ،لا يستيقظ النائم، أدب تعلمه من النبي r ومن هذا الأدب أدب عجيب جدا كانت أخلاقهم تأتيهم على الوسائل طبعا ولذلك قال القائل :( كانت أخلاق أسلافنا تواتيهم على الخير طبعا وأنفسنا لا تواتينا على الخير إلا جهدا
أم محمد الظن
2012-03-27, 11:58 AM
يقول الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله:فالإنسان المفلح، يعيش في الدنيا، وعينه تُطِلُ على الآخرة, كل شيء يستخدمه، يتقرب به إلى الله عز وجل...وهذا ما يسمّيه العلماءفقه استعمال النيّة,كيف تكثّر الأعمال الصالحات، بالنيات الصالحات.
أم محمد الظن
2012-03-27, 12:08 PM
من كلام الشيخ أبي إسحاق الحويني عن الشيب وكيف أنه من علامات دنو الأجل ذاكرا قول علي بن جبلة عن الشيب:
ألقى عصاهُ وأرخى من عمامتهِ
وقال ضيفٌ،فقلت الشيبُ قال أجل
فقلت َ له أخطأتَ داراَ الحي
قال ولِم لكَ الأربعونَ التمُ
فما شجيتُ لشيءٍ ما شجيتُ له
فكأنما اعتمَ منه مفرقي بجبل.
الشيب ( ألقى عصاهُ وأرخى من عمامتهِ وقال ضيفٌ ) وفتح له الثاني _الرجل الذي نزل به الشيب_ وعندما نظر إليه قال( فقلت الشيبُ قال أجل) فقال له الرجل صاحب البيت(أخطأتَ داراَ الحي )( أي أنك نزلت مكان ليس بمكانك مازلت صغير السن ومازال عمري أربعون عاماً في أول الكهولة اذهب لشخص بلغ من العمر الستين أو سبعين عاماً كي تُبيض له رأسه ولحيته (قال ولِم لكَ الأربعونَ التمُ )أي أنك بلغت الأربعين التمُ ، ولم ينتظر أن يأذن له ثم نزل قال صاحب الدار( فما شجيتُ لشيءٍ ما شجيتُ له* كأنما اعتم منه مفرقي بجبل)_ المفرق_ الرأسيقول بمجرد نزوله رغماً عني وقال( لكَ الأربعونَ التمُ ) لم ينتظر حتى آذن له نزل من ركوبته وجلس في البيت ( أي علي رأسه لأنه شيب) يقول (فكأنما اعتمَ منه مفرقي بجبل) أي كأنه لما لبس رأسي كأني حملت جبلاً فوق رأسي لأن الشيب نذير المرء.نصيحة الشيخ _حفظه الله_لكل شيخ:فأنا أقول لكل الموجودين في الدنيا، الآن( وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ)فخذ حذرك _إذا كان أملك طويل وتقوم ببناء المصانع ورجل أعمال ومشغول بالدنيا لا أقول لك توقف ولكن خف من اللهث وراء الدنيا فكم جريت وكم ضيعت من صلوات وكم ضيعت من رمضان من أجل العمل فعندما تنظر للمرآة وأنت تمشط شعرك ،فتذكر قوله تعالي(( وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ )فقل (ما بقى في الكرم إلا الحطب) مثلما يقول أهل الشام، أنا سمعت هذا المثل من شيخنا الألباني_ رحمه الله _أي أن حقل العنب ما بقى فيه إلا الحطب لا يوجد به عنب، ولا ورق أخضر ولا يوجد به أي شيء يبس، ._____________________________ ________
علي أحمد عبد الباقي
2012-03-27, 12:31 PM
من كلام الإمام الحسن بن أبي الحسن البصري الذي يدل على طهارة نفسه ورجاحة عقله ما رواه الخرائطي في «مكارم الأخلاق» بإسناد لا بأس به عن جعفر بن سليمان الضبعي، قال: حدثني بعض أشياخنا، قال : سمعت الحسن بمكة ، وكثر الناس عليه ، فقال : أيها النَّاس ، إن سرَّكم أن تَسْلمُوا ويَسْلم لكم دينُكم ؛ فكفُّوا أيديَكُم عن دماء النّاسِ ، وكفُّوا ألسنتَكم عن أعراضِهم ، وكفُّوا بطونَكم عن أموالِهم.
ابوشقران
2012-03-27, 08:36 PM
السلام عليكم
سرق احدهم عبدالله ابن مسعود فقال:
الهم إن كان محتاجا فبارك له فيما اخذ
وإن لم يكن محتاجا فاجعل هذا اخر ذنبا يذنبه
اخلاق الصحابة
أم محمد الظن
2012-03-29, 02:50 PM
جزيتم خيرا وفي انتظار التفاعل
أم محمد الظن
2012-03-29, 02:50 PM
إِذَا تُرِكَت بْابَه- تَبَارَك وَتَعَالَي- تَعَثَّرْت بِذَيْلِك: وكون الواحد يتعثر بالذيل هذا أشد في الفجيعة من أن يرتطم بحجر ، لأن هذا ذيله . فَالمُشّكَلّة الَّتِي تَعْرِض لِلْإِنْسَان أَن يَنْصَرِف عَن رَبِّه- تَبَارَك وَتَعَالَي - لأنه لو أنصرف بقلبه أو كَلَّ قلبه كلت جوارحه لأنه كما قال أبو هريرة- رضي الله عنه - :( إن القلب هو الملك ، والجوارح جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده ) ، فإذا هذا القلب هو الذي يحرك هذه الجارحة . ولذلك بن القيم- رحمه الله- عز وجل-:يقول:( إن قوة القلب توجب زيادة قوة الأعضاء وإن ضعف القلب يوجب زيادة ضعف الأعضاء ) ، وهذا كلام حقيقي ، أي قلبك عندك فرحان مسرور تجد جسمك خفيف ، حتى لو كنت بك عاهة فروحك تكون خفيفة كأنك ستطير . إذًا الحل كما قال موسي- عليه السلام- ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾(طه:84) . إذًا تكون في أول الطابور وهذا هو المطلوب ،.
أم محمد الظن
2012-03-29, 03:09 PM
أيها الراجي عفو ربه: لا تقل من أين أبدأ؟ طاعة الله البداية. لا تقل أين طريقي؟ شرع الله الهداية. لا تقل كيف نجاتي؟ سنة الهادي وقاية. لا تقل أين نعيمي؟ جنة الله كفاية. لا تقل في الغد أبدأ ربما تأتي النهاية.
عبدالعزيز عبدالرحمن
2012-03-29, 03:47 PM
أخوتي من أين أحصل على مراجع لمعرفة عيون كلام السلف في الحكمة والتقوى ونحو ذلك.
حسن أبوتراب
2012-03-30, 12:17 AM
جزاكم الله خيرا
سؤال يا أم محمد متى سنرى العلامة الحوينى مجددا ولماذا الشيخ لا يظهر على الفضائيات
أم محمد الظن
2012-03-30, 02:44 PM
شيخنا الآن مشغول بإخراج مؤلفات جديدة فندعو اللهم أن يوفقه ويسدده ويطيل في عمره بالباقيات الصالحات اللهم آمين
أم محمد الظن
2012-03-30, 02:47 PM
من كلام الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله:لن يصل الإنسان إلي ربه بسلام علا إذا خلط الخوف بالرجاء.ولذلك من يعبد الله بالخوف المحض، ييأس، ومن عبد الله عز وجل بالرجاء المحض، يغتر. ولا يصل رجلٌ بسلامٍ إلى ربّه، إلا إذا خلط الخوف بالرجاء.كلما أدركه الخوف أدخل عليه الرجاء، فيأمل في رحمة الله، وكلما غلب عليه الرجاء وسيكسل عن العمل، يدخل الخوف يوقظه لأن الخوف سوطٌ مزعج.فسفيان الثوري عندما يقف على الآية ﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾(ا لزمر:47) فهمها.
احمد موسى مصطفى
2012-03-30, 03:13 PM
قال أبو تمام:
لا تحسبنَّ المجدَ تمراً أنت آكله.......... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
أم محمد الظن
2012-03-30, 09:06 PM
جزيتم خيرا وفي انتظار مزيد من التفاعل
أم محمد الظن
2012-03-30, 09:07 PM
الدنيا خطوة رجل مؤمن، قفزة واحدة تكون في الآخرة -مدة حياتك. ما تقول لربك إذا لقيته؟ تقوله ضيعت نسلي. يلقى المرء ربه خائنًا لم يعلم ولده ميثاق العبودية الذي أخذه الله على الناس. ألا تفعل ما نهاك وأن تقف على حدود ما أمرك.
أم محمد الظن
2012-03-30, 09:36 PM
يقول المحدث أبي إسحاق الحويني حفظه الله معقبا على هذه الآية: ﴿ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾(النساء:65) . فذكر مراحل نفي الإيمان عمن لم يحكم النبي r في القضية.إذا استكمل المرء هذه الثلاثة فقد استكمل الإيمان.1-﴿ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ 2- ﴿ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ ﴾ .3- ﴿ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ أي الحق عليه وهو فرح وصدره منشرح أن النبي r قضى لغيره عليه بالحق ، .
أم محمد الظن
2012-04-10, 05:18 PM
من أطايب الشيخ الحويني حفظه الله:
*لو كانت عيون الناس تُعار ليبكي المرء بها على ما قصر وفرط في معرفة مذهب الشيطان لاشترى المرء عينًا يبكي بها
أبوعثمان المصرى
2012-04-10, 06:50 PM
(من لم يردعه القران لوتناطحت الجبل بين يديه لم يرتدع)ابوسهل الصعلوكى
((تحكيم الرجال منة غير التفات الى كونهم وسائل للحكم الشرعى المطلوب شرعا ضلال وان الحجه القاطعه والحاكم الاعلى هوالشرع لاغيره) الشاطبى
(يجب على من بسط الله يده ان يقيم سوق الحجر فى الفتيا على المتعالمين فالحجر لاستصلاح الاديان اولى من الحجر
لاستصلاح الاموال والابدان )بكر بن عبد الله ابوزيد
أم محمد الظن
2012-04-10, 09:54 PM
جزيت خيرا وننتظر المزيد من المشاركات
أم محمد الظن
2012-04-10, 09:55 PM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:*كلما عرفت الله عز وجل كلما أحببته ، وأعلم أنه لا يُغيثك إلا هو ، وليس لك منجى ولا منجى منه إلا هو أيضًا ، فكلما عرفته أطمئن قلبك لأن كل شرٍ نفسي على وجه الأرض سببه اضطراب القلب وخوفه.
أم محمد الظن
2012-04-10, 10:25 PM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:* إذا أهمل الرجل النظر إلى المرأة فما يجوز لها أن تهمل زينتها ، فإن الاستمرار في الزينة يجعل الرجل يفيء كما روى النسائي في سننه أن امرأة قالت للنبي r: يا رسول الله إن المرأة إذا تركت الزينة ثقلت وكره زوجها النظر إليها.
أم محمد الظن
2012-04-10, 10:39 PM
يقول :الشيخ الحويني حفظه الله:
*فإن الذي يفرق دينه لابد أن يفارقه فرّق ففارق كما قال تبارك وتعالى:﴿ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾(الروم:32،31).
أم محمد الظن
2012-04-10, 10:44 PM
قال عبدالله بن المبارك: كنتُ إذا نظرت إلى وجه الفضيل بن عياض جدد الحزن لي ومقت نفسي ، ثم يبكي عبدالله بن المبارك .ويقول على بن عمر البزار: كان ناس يأتونا يصلون خلف شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ليسمعوا منه تكبيرة الإحرام في الصلاة ، قال: إذا قال: الله أكبر في الصلاة انخلعت القلوب من جلال الكلمة وما يحسون من الإخلاص حال الإتيان بالكلمة .ويقول ابن القيم - رحمه الله -: كانت إذا ضاقت بنا الدنيا وساءت منا الظنون نأتي شيخ الإسلام فما هو إلى أن ننظر إلى وجهه ونسمع كلامه حتى يستحيل ما نجد إلى طمأنينة مع ما كان يعانيه من الضغط والإرهاق وخلاف الرفاهية.
أم محمد الظن
2012-04-11, 11:11 AM
يقول الشيخ أبو إسحاق حفظه الله:
اعلم أن الجواد الذي تعده للسباق إنما هو الجواد المضمر لديه القدرة على أنه يجري ، لديه قدرة على أنه يدخل في سباق فيفوز فنحن في سباق إلى الله u ﴿ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُو نَ﴾(المطففين:26).
أم محمد الظن
2012-04-11, 11:13 AM
يقول الشيخ أبو إسحاق حفظه الله:
mمكوث العبد على الصغيرة أعظم من إتيانه الكبائر ، فمن القطر تدفق الخلجان.
فتحي أبو محمد
2012-04-11, 05:08 PM
عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها: علم لا يعمل به، وعمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء، ومال لا ينفق منه، فلا يستمتع به جامعه في الدنيا ولا يقدمه أمامه إلى الآخرة، وقلب فارغ من محبة الله والشوق إليه والأنس به، وبدن معطل من طاعته وخدمته، ومحبة لا تتقيد برضاء المحبوب وامتثال أوامره، ووقت معطل عن استدراك فارطه أو اغتنام بره وقربه، وفكر يجول فيما لا ينفع، وخدمة من لا تقربك خدمته إلى الله ولا تعود عليك بصلاح دنياك، وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله وهو أسير في قبضته ولا يملك لنفسه حذرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.وأعظم هذه الإضاعات إضاعتان هما أصل كل إضاعة: إضاعة القلب وإضاعة الوقت؛ فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة، وإضاعة الوقت من طول الأمل، فاجتمع الفساد كله في اتباع الهوى وطول الأمل، والصلاح كله في اتباع الهدى والاستعداد للقاء والله المستعان.
أم محمد الظن
2012-04-12, 01:16 PM
جزيت خيرا في انتظار المزيد من المشاركات
أم محمد الظن
2012-04-12, 01:30 PM
اعرف ربك أولًا حتى تحبه وتمثل قول القائل:أنت القتيل بكل من أحببته فاختر لنفسك في الهوى من تصطفياختر أي قتلة تُقتلها ، وإنما يختار المرء على قدر نبله وشرفه وتوحيد قصده أحببت ربك تُقتل فيه ، أحببت نبينًا تُقتل فيه ، أحببت المال ، أحببت النساء ، أحببت الجاه السلطان تُقتل فيه.
فتحي أبو محمد
2012-04-12, 01:57 PM
همة المؤمن متعلقة بالآخرة فكل ما في الدنيا يحركه إلى ذكر الآخرة، وكل من شغله شيء فهمته شغله.ألا ترى أنه لو دخل أرباب الصنائع إلى دار معمورة رأيت البزاز ينظر إلى الفرش ويحزر قيمته، والنجار إلى السقف، والبناء إلى الحيطان، والحائك إلى النسيج المخيط.والمؤمن إذا رأى ظلمة ذكر ظلمة القبر، وإن رأى مؤلماً ذكر العقاب، وإن سمع صوتاً فظيعاً ذكر نفخة الصور، وإن رأى الناس نياماً ذكر الموتى في القبور، وإن رأى لذة ذكر الجنة، فهمته متعلقة بما ثم، وذلك يشغله عن كل ما تم.
فتحي أبو محمد
2012-04-16, 01:22 PM
بارك الله فيك يا أم محمد وجازاك الله خير الجزاء
فتحي أبو محمد
2012-04-16, 01:23 PM
أعظم ما عند المؤمن أن يتخايل دوام البقاء في الجنة، وأن بقاءه لا ينقطع ولا يزول، ولا يعتريه منغص، فيكاد إذا تخايل نفسه متقلباً في تلك اللذات الدائمة التي لا تفنى يطيش فرحاً ويسهل عليه ما في الطريق إليها من ألم ومرض وابتلاء وفقد محبوب وهجوم الموت ومعالجة غصصه.فإن المشتاق إلى الكعبة يهون عليه رمل زرود، والتائق إلى العافية لا يبالي بمرارة الدواء.ويعلم أن جودة الثمر ثم على مقدار جودة البذر ههنا فهو يتخير الأجود، ويغتنم الزرع في تشرين العمر من غير فتور.ثم يتخايل المؤمن دخول النار والعقوبة فيتنغص عيشه ويقوى قلقه، فعنده بالحالين شغل عن الدنيا وما فيها، فقلبه هائم في بيداء الحب تارة وفي صحراء الخوف أخرى، فما يرى البنيان.فإذا نازله الموت قوي ظنه بالسلامة، ورجا لنفسه النجاة فيهون عليه.فإذا نزل إلى القبر وجاءه من يسألونه، قال بعضهم لبعض: دعوه فما استراح إلا الساعة.نسأل الله عز وجل يقظة تامة تحركنا إلى طلب الفضائل، وتمنعنا من اختيار الرذائل، فإنه إن وفق، وإلا فلا نافع.
فتحي أبو محمد
2012-04-17, 01:47 PM
من لم يعتز بطاعة الله لم يزل ذليلا ومن لم يستشف بكتاب الله لم يزل عليلا ومن لم يستغن بالافتقار إلى الله فهو الدهر فقيرا ومن لم يتحقق بالعبودية لله فهو لكل شيء عبد وفي قبضة الله كل أسير ومن لم يتترس بالتوكل على الله أصابه كل رام ومن لم يحتم بحماية الله لم يحمه سواه حام
فتحي أبو محمد
2012-04-19, 04:30 PM
لَا تطلب الْحَيَاة إلابالعافية وَلَا تتمّ الْعَافِيَة إلا بِالرِّضَا وإنما يرضى الله على من تَابَ من مُخَالفَتهمن أهل مرافقته، من لم يلْزم نَفسه بتقوى الله فَهُوَ لئيم وَمن لم يرض بِمَا قسم اللهلَهُ فَهُوَ عديم، الشَّأْن كُله فِي أن تفهم عَن الله ثَلَاثَة أصول: أولها أن تعرفالله بما تعرف بِهِ إليك بِمَا هُوَ أهله وتعرف مَا فرض الله عَلَيْك مَعْرفَته منأحكام شَرْعِيَّة؛ ثَانِيهمَا أن تُطِيعهُ فِي فعل الْوَاجِبَات وَترك الْمُحرمَات؛ثال ثهما أن تشتاق إلى مَا شوق إليه وَتخَاف مَا خوف مِنْهُ؛ فإذا أحكمت هَذِه الأصوللم يتأخر عَنْك الْوُصُول.
أم محمد الظن
2012-04-20, 02:57 AM
جزيت خيرا أخي محمد
أم محمد الظن
2012-04-20, 02:58 AM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله عن أهمية علم الحديث:علم الحديث الذي يقبل عليه كان يحتاج إلى محبة خاصة بخلاف بقية العلوم لأن بقية العلوم يمكن أن يخالجها شيء آخر من حظوظ الدنيا إنما الحديث لا .
أم محمد الظن
2012-04-20, 02:59 AM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله عن أهمية علم الحديث:لابد لكل عصر من محدث مثل ما لابد لكل عصر من فقيه فعصر بلا محدث كبلد فيه طاعون بلا طبيب. فعلم الحديث علم خادم وبقية العلوم مخدومة، وهذه المسألة مسألة مهمة لابد أن يعرفها كل قارئ في العلوم ، ديننا دين سمعي نقي إنما جاءنا عن أخبرنا وحدثنا سواء في مجال العقيدة أو في التفسير أو الفقه ، لما أريد أن أسس لحكم شرعي في مسألة فلابد أن أعتمد على حديث صحيح، فالفقيه قبل أن يؤسس حكمًا فقهيًا لابد أن يمر على المحدث يقول هذا حديث صحيح أم لا ، فإذا قال له صحيح فيه عمل أما إذا قال له ضعيف فلا يجوز أن يحتج بضعيف في الأحكام الشرعية ، كذلك المفسر فكل شيء في الدين عندنا لابد أن ينقل بإسناد وهذا هو عمل المحدث ، فالمحدث هو الخادم، علم الحديث علم خادم فما من علم من العلوم إلا وهو يحتاج إلى علم الحديث بخلاف علم الحديث فإنه لا يحتاج إلى أي علم آخر ، فالعلوم كلها مخدومة وهو علم خادم وهنا تأتي أهمية علم الحديث .
أم محمد الظن
2012-04-20, 02:59 AM
إذا علم العبد أن الله عز وجل ينظر إليه لا يستطيع قلبه أن يقوم في مشهد العصيانفإذا استحضر أن الله ينظر إليه وأنه يعصيه في ملكه وسلطانه وعلى بساطه والله يراه والملائكة يرونه والكتبة الكرام أيضًا فلا يستطيع أن يقوم بهذا العمل.
أم محمد الظن
2012-04-20, 03:01 AM
يقول الشيخ الحويني مما تعلمته من الشيخ الألباني :مقولة: (الامتثال هو الأدب) ، هذه الجملة هي التي رتبت حياتي كلها وأنا ما عرفت معنى الإتباع في السنة إلا بهذه العبارة الامتثال هو الأدب ليس ما تراه أنت أدبًا لأنه ربما قد يرى الإنسان شيئًا من الأدب وهو من قلة الأدب
أم محمد الظن
2012-04-20, 03:02 AM
الطب النفسي كله وقف على عتبة آية في كتاب الله ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾(الرعد:28) .
أم محمد الظن
2012-04-20, 03:03 AM
مداومة ذكر الله تبارك وتعالى لا يصبر عليها إلا محب
أم محمد الظن
2012-04-20, 03:04 AM
ذكر أصحاب كتب الزهد أن رجل من السلف مرض فعاده صاحبه فوجده يئن ، فأراد أن يخفف عنه فقال له: ليس بمحبٍ من لم يصبر على ضرب حبيبه ، فقال له: صدقت ، بل ليس بمحبٍ من لم يلتذ بضرب حبيبه ، أي ترقى المسألة ليست مسألة أنك أنت تصبر ، لا ، بل تشعر بلذة .
أم محمد الظن
2012-04-20, 03:05 AM
*فبقدر ما تبذل في الدنيا ينقص أجرك من الآخرة بقدر ما تقبل على الدنيا بقدر ما ينقص ذكر الله عز وجل عندك.
أم محمد الظن
2012-04-20, 03:05 AM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:رأس مال الإنسان عمره وكل إنسان منا في سوق فلا ينبغي له أن يخرج خاسرًا ، قال النبي r فيما رواه البخاري من حديث ابن عباس:« نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ » وأصل الغبن أنك تشتري بالسعر العالي وتبيع بالأرخص أو بالأقل فتكون بذلك خسرت مرتين ، مرة لما اشتريت بالغالي ومرة لما بعت بالأرخص والأقل ،فدل الحديث على أن أقل الناس هو الذي يربح في الصحة لأنك لا تستطيع أن تعبد ربك إلا إذا كنت صحيحًا فإن المريض الذي يتأوه من مرضه ليل نهار لا يستطيع أن يجمع شتات قلبه على ذكر ربه I .
أم محمد الظن
2012-04-20, 03:06 AM
إن ترك الذنب أهون عليك من طلب التوبة، فإنك قد لا توفق لتوية، وقد تتوب فلا يقبل منك ،فلماذا تلقي بنفسك في المجهول؟
أم محمد الظن
2012-04-20, 03:07 AM
يقول الشيخ أبو إسحاق حفظه الله:*المحب كلف بذكر من يحب ولذلك شرع النبي صلى الله عليه وسلم لنا أذكار الصباح والمساء وغيرها من الأذكار الموظفة حتى تكون ذاكرًا لربك في كل وقت >
أم محمد الظن
2012-04-20, 03:08 AM
يقول الشيخ أبو إسحاق حفظه الله:
mمكوث العبد على الصغيرة أعظم من إتيانه الكبائر ، فمن القطر تدفق الخلجان.
أم محمد الظن
2012-04-20, 03:09 AM
يقول :الشيخ الحويني حفظه الله:
*فإن الذي يفرق دينه لابد أن يفارقه فرّق ففارق كما قال تبارك وتعالى:﴿ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾(الروم:32،31).
أم محمد الظن
2012-04-20, 03:24 AM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله عن أهمية علم الحديث:
لابد لكل عصر من محدث مثل ما لابد لكل عصر من فقيه فعصر بلا محدث كبلد فيه طاعون بلا طبيب. فعلم الحديث علم خادم وبقية العلوم مخدومة، وهذه المسألة مسألة مهمة لابد أن يعرفها كل قارئ في العلوم ، ديننا دين سمعي نقي إنما جاءنا عن أخبرنا وحدثنا سواء في مجال العقيدة أو في التفسير أو الفقه ، لما أريد أن أسس لحكم شرعي في مسألة فلابد أن أعتمد على حديث صحيح، فالفقيه قبل أن يؤسس حكمًا فقهيًا لابد أن يمر على المحدث يقول هذا حديث صحيح أم لا ، فإذا قال له صحيح فيه عمل أما إذا قال له ضعيف فلا يجوز أن يحتج بضعيف في الأحكام الشرعية ، كذلك المفسر فكل شيء في الدين عندنا لابد أن ينقل بإسناد وهذا هو عمل المحدث ، فالمحدث هو الخادم، علم الحديث علم خادم فما من علم من العلوم إلا وهو يحتاج إلى علم الحديث بخلاف علم الحديث فإنه لا يحتاج إلى أي علم آخر ، فالعلوم كلها مخدومة وهو علم خادم وهنا تأتي أهمية علم الحديث .
أم محمد الظن
2012-04-22, 09:03 AM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله عن السلفية:السلفية منهج وليس جماعة بمعنى جماعة لها إطار وأتعصب لها ، لا ، السلفية منهج فمن التزم بهذا المنهج كان سلفيًا ، وهى باختصار شديد القرون الثلاثة الأول كما قال النبي ، « خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم » وبالمناسبة أنبه أيضًا أن بعض الناس يقول: خير القرون قرني ، كلمة القرون لم تصح ولا في حديث واحد إنما وردت في إسناد ضعيف جدًا عند الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ، إنما اللفظ الصحيح:« خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم » ، نحن ملتزمون بالقرون الثلاثة الأول في كل مناحي الحياة سواء في الفقه أو في السلوك أو حتى في مسائل الورع ،والتي لخصها الإمام مالك وقال فيها:" ما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا،". والذي يريد أن يتذوق طعم الإسلام ويتذوق طعم اليسر عليه أن ينظر إلى جيل الصحابة وجيل التابعين الأوائل الذين لم يكن عندهم تكلف في الدين ، فأنا أريد أن أقول أن القرن الثالث الهجري أخر القرون المفضلة كل قرن يأتي بعد ذلك إنما مردوده إلى القرن الأول فمن كان فيه من القرن الأول فعلى حسب قربه وعلى حسب بعده وهذه هي باختصار السلفية كلها ترجع للسلف.
أم محمد الظن
2012-04-22, 09:23 AM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:السنة حياة والسنة شعور والسنة دفء وليست مجرد علم بارد.
فتحي أبو محمد
2012-04-22, 10:32 AM
مَا احترس الْإِنْسَان من غوائل الشَّيْطَان بِمثل نهي النَّفس عَن الْهوى وَلَا اسْتَعَانَ على قمع هوى النَّفس بِمثل الزّهْد فِي الدُّنْيَا مَتى أردْت أَن تعرف أَن الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ضرتان فَاعْتبر ذَلِك بجوارحك لأنها أبواب دنياك فَإِن دخلت عَلَيْك من لسَانك أطلقته فِي الْبَاطِل وَفِيمَا لَيْسَ لَهُ حَاصِل وشغلتك عَن التِّلَاوَة وَالذكر وأوقعتك فِي لَغْو الْكَلَام والزور وَقَول الْفُجُور وَإِن دخلت عَلَيْك من بَصرك أرسلته فِي النّظر إلى الْمُحرمَات المردية وشغلتك عَن النّظر فِي الْمُصحف وكل مَا فِيهِ عِبْرَة للنَّاظِر وَنور للخاطر وَإِن دخلت عَلَيْك سَمعك أمالته إِلَى سَماع كل لَهو وباطل وشغلتك عَن سَماع مَا نَفعه إِلَى الْقلب وَاصل وَإِن دخلت عَلَيْك من بَطْنك كسلت عَن الطَّاعَات وانبسطت إِلَى الشَّهَوَات وأعمت عَن الْفِكر وَالذكر بَصِيرَة قَلْبك وقادتك إِلَى كل مَا فِيهِ سخط رَبك وَإِن دخلت عَلَيْك من فرجك فَإِن كَانَ حَلَالا أوهن الْقُوَّة وبلد الفطنة وَإِن كَانَ حَرَامًا مَا زَاد على ذَلِك إِلَّا زَوَال النِّعْمَة وحلول النقمَة وَجُمْلَة القَوْل فِي ذمّ الدُّنْيَا أَنَّهَا لَا تدخل على أحد قطّ إِلَّا أدخلته بحرامها فِي عِقَاب ومنعته بحلالها عَن الثَّوَاب سُبْحَانَ الله مَا أَهْون الدنيا عليه وَمَا أبغضها إِلَيْهِ
أم محمد الظن
2012-04-22, 03:33 PM
رزقت الفردوس العلى من الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب
فتحي أبو محمد
2012-04-23, 10:08 AM
بارك الله فيك أختنا الفاضلة
فتحي أبو محمد
2012-04-23, 10:08 AM
اللهم اغغفر لنا ما مضى من ذنوبنا واحفظنا فيما بقي من أعمارنا وكلما عدنا بالمعصية فعد علينا بالتوبة منها وإذا ثقلت علينا الطاعة فهونها علينا وذكرنا إذا نسينا وبصرنا إذا عمينا وأشركنا في صالح دعاء المؤمنين وأشركهم في صالح دعائنا برحمتك يا ارحم الراحمين.
فتحي أبو محمد
2012-04-23, 11:12 AM
إذا تعقبت الأمور كلها فسدت عليك وانتهيت في آخر فكرتك -باضمحلال جميع أحوال الدنيا- إلا أن الحقيقة إنما هي العمل للآخرة فقط لأن كل أمل ظفرت به فعقباه حزن إما بذهابه عنك وإما بذهابك عنه ولا بد من أحد هذين الشيئين إلا العمل لله عز وجل فعقباه على كل حال سرور في عاجل وآجل؛ أما العاجل فقلة الهم بما يهتم به الناس وإنك به معظم من الصديق والعدو وأما في الآجل فالجنة.
جعلنا الله وإياكم من أهل الجنة. آمين.
أم محمد الظن
2012-04-23, 02:09 PM
من شباك الشيطان الخفية: طول الأمل :انظر سيبويه – رحمة الله عليه- إمام أهل البصرة في النحو ، ومات قريبًا من الكهولة مات دون الأربعين ، كان ينشد في مرض موته ويقول:-
يُؤَمِّل دُنْيَا لِتَبْقَى لـــه
فَمَات الْمُؤَمِّل دُوْن الْأَمَل
حَثِيْثا يُرَوِّي أُصُوْل الْفَسِيل
فَعَاش الْفَسِيل وَمَات الْرَّجُل
والفسيل: هي النخلة الصغيرة ، شتلة النخلة ، فهو يقول :
يُؤَمِّل دُنْيَا لِتَبْقَى لـــه
فَمَات الْمُؤَمِّلُ دُوْن الْأَمَل
كان يريد أن يعيش حتى يرى أولاده كبار ، يستمتع بهم ويرى أولاده أصحاب مناصب ، ويكبر المصنع ، أي أمل من الآمال التي تعرض للإنسان ، كان يتمنى أن يعيش إلى أن يحقق أمله . فمات المؤمل قبل أن يصل إلى أمله ، فمات المؤمل دون الأمل .
حَثِيْثا يُرَوِّي أُصُوْل الْفَسِيل
فَعَاش الْفَسِيل وَمَات الْرَّجُل
كل فترة يأخذ الماء ويروى هذا الفسيل حَثِيْثاً: أي بجد وبسرعة واجتهاد يُرَوِّي أصول الفسيل ، فَعَاش الْفَسِيل وَمَات الْرَّجُل.
فتحي أبو محمد
2012-04-25, 12:37 PM
لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار، فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولا فأذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص.
أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ولا يؤتي العبد منها شيئا سواه، وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده.
فازهد في مدح من لا يزينك مدحه وفي ذم من لا يشينك ذمه، وارغب في مدح من كل الزين في مدحه وكل الشين في ذمه، ولن يقدر على ذلك الا بالصبر واليقين، قال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.
فتحي أبو محمد
2012-04-26, 01:48 PM
أسباب الخطأ:تأملت في الخلق وإذا هم في حالة عجيبة، يكاد يقطع معها بفساد العقل، وذلك أن الإنسان يسمع المواعظ وتذكر له الآخرة فيعلم صدق القائل، فيبكي وينزعج على تفريطه، ويعزم على الاستدراك، ثم يتراخى عمله بمقتضى ما عزم عليه.فإذا قيل له: أتشك فيما وعدت به، قال لا والله، فيقال: له فاعمل، فينوي ذلك ثم يتوقف عن العمل.وربما مال إلى لذة محرمة، وهو يعلم النهي عنها.ومن هذا الجنس تأخر الثلاثة الذين خلفوا ولم يكن لهم عذر وهم يعلمون قبح التأخر، وكذلك كل عاص ومفرط.فتأملت السبب مع أن الاعتقاد صحيح والفعل بطيء، فإذا له ثلاثة أسباب: أحدها رؤية الهوى العاجل، فإن رؤيته تشغل عن الفكر فيما يجنيه.والثاني التسويف بالتوبة، فلو حضر العقل لحذر من آفات التأخير، فربما هجم الموت ولم تحصل التوبة.والعجب ممن يجوز سلب روحه قبل مضي ساعة ولا يعمل على الحزم، غير أن الهوى يطيل الأمد، وقد قال صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم: صل صلاة مودع وهذا نهاية الدواء لهذا الداء، فإنه من ظن أنه لا يبقى إلى صلاة أخرى جد واجتهد.والثالث رجاء الرحمة، فيرى العاصي يقول: ربي رحيم، وينسى أنه شديد العقاب.ولو علم أن رحمته ليست رقة وضعفا إذ لو كانت كذلك لما وجد ألم على وجه الأرض، وعقابه عز وجل غير مأمون، فإنه شرع قطع اليد الشريفة بسرقة خمسة دراهم.فنسأل الله عز وجل أن يهب لنا حزماً يبت المصالح جزماً.
أم محمد الظن
2012-04-26, 02:43 PM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:
الإنسان لا يقاس أبدًا بملبوسه:فالشافع -رحمه الله- لما دخل بلد من بلدان العراق وكان الشافعي ولم يكن معروفًا في هذا البلد لكن ظن الشافعي أن أحدًا سيضيفه وكان غريبًا عن البلد، فلما صلوا العصر انصرفوا وتركوه فقال كالمعزي نفسه.
علي ثيابٌ لو يُباعُ جميعها بفلسٍ
كان الفلسُ منهن أكثرَ
وفيهن نفسٌ لو يُقاس ببعضِها
نفوس الورى كانت أجلَّ وأكبرَ.
كذلك :سليمان بن مهران الأعمش، كان لا يظهر له بذة وليس له هيئة ولكن كان إذا حدث كأنما يخرج الدر من بين أسنانه،حتى أنه كان يقول (لو كنت بقالاً لاستقذرتموني) لكن رفعه الله سبحانه وتعالى بالعلم.
والموهبة في حقيقة الأمر إنما هو في موهبة النفـس :وهذا هو وزن الإنسان، وليست ملابسه ولا شكله.
فتحي أبو محمد
2012-04-26, 03:00 PM
من لم يهتز بيسير الإشارة، لم ينفعه كثير العبارة، سر في السر على أقدام العزيمة، وليكن همك الظفر لا الغنيمة، فالعز لا يناله جبان.
فتحي أبو محمد
2012-04-26, 03:37 PM
فِي مثل هَذِه السَّاعَة من ساعات الذكر يُرْجَى الغفران ويتوقع الإحسان وَيطْلب من صَاحب الأمر الأمان، كم لله فِي مجَالِس الذّكر من عين مُحرمَة على النَّار، كم قد وضع فِيهَا عَن الظُّهُور من ثقل الأوزار، وتنفجر فِيهَا ينابيع الرَّحْمَة، ويتوفر فِيهَا على الْحَاضِرين من النِّعْمَة، وَيُعْطى كل سَائل مَا سَأَلَهُ، ومبلغ كل أمل مَا أمله من كرم ذِي الْجلَال والإكرام، ومواهب من لَهُ الْفضل والإنعام، الَّذِي لَا يتعاظم ذَنْب غفره لجانيه، وَلَا فضل وَلَا هبة لسائله، فاحضروا فِي ساعَات الذكر قُلُوبكُمْ، واغسلوا بمياه التَّوْبَة ذنوبكم، وَاسْتَغْفرُوا ربكُم فانه يغْفر ذنُوب المستغفرين، وَاعْتَذَرُوا إليه من تقصيركم فإنه يقبل عذر المعتذرين، واستنصروه على من بغى عَلَيْكُم فَمَا أسرع نصرته إلى المستنصرين، من كَانَ مُقَيّد الْجَوَارِح عَن محارم الله فَهُوَ رَأس الْخَائِفِينَ، وَمن كَانَ لَا يسكن بِقَلْبِه إلى شَيْء سوى الله فَهُوَ سُلْطَان العارفين.
أم محمد الظن
2012-04-27, 01:56 AM
لا حرمت الأجر وأنا أنشر مشاركاتك تقبل الله منا ومنكم صالح العمل
أم محمد الظن
2012-04-27, 04:43 PM
الماسك على دينه كالماسك على جمرة من نارإن اهتزت يده أو انفرط عقد أصابعه...سقطت الجمرةوإن أحكم يده عليها انطفأت جذوتها ومعه الألم بعد قليل تاركة أثرا .... لا ينمحي أبدا ....وتلك علامة الثبات منقوووووووووووو وولأسأل الله أن يثبتنا على دينه فلا نرتد على أدبارنا أبدا
أم محمد الظن
2012-04-28, 03:36 PM
فسلامة الصدر ، طهارة القلب ، صفاء النفس ، كلمات نادرة الاستعمال وعزيزة الذكر وإنني لا أصغي سمعي في مجالسنا لعلي اسمع التماس الأعذار وذكر محاسن الأبرار فيرتد سمعي خاسئًا وهو حسير إلا ما شاء الله ، ولكني على أمل أن نهضم أنفسنا ونعرف قدرها ونردد بلسان الحال والمقال
إذا أدمت قوارصهم فؤادي فتركي على أذاهم ما انطويتُ
وجئت إليهم طالق المحيى كأني ما سمعت ولا رأيت
يقول ابن القيم - رحمه الله -: يا ابن آدم إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها إلا هو ، وإنك تحب أن يغفرها لك الله فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده وإذا أحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده تعفو هنا يعفو هناك ، تنتقم هنا ينتقم هناك ، تطالب بالحق هنا يطالبك بالحق هناك ، لذا عود نفسك أن تقول كل ليلة: اللهم أيما عبد أو أمة من أمة محمد r يحبني ويدعو لي فأسألك اللهم له الفردوس الأعلى فيرد عليك ملك ويقول: ولك مثل ذلك أي الفردوس الأعلى ثم تقول: اللهم أيما عبد أو أمة من أمة محمد r اغتابني أو ظلمني أو بهتني أو قذفني أو قال فى ما ليس في فإني قد عفوت عنه وتركتها له ، فيرد عليك ملك ويقول: ولك مثل ذلك أي لك العفو من الله .
وما أجمل ما قال المقنع الهندي:
وإن الذي بيني وبين بني أبي وبيني وبين بني عمي لمختلفٌ جدا
فإن أكلوا لحمي وفرتُ لحومهمُ وإن هدموا مجدي بنيتُ لهم مجدا
وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم وإن هم هووا غيبي هويت لهم رشدا
ولا أحمل الحقد القديمَ عليهمُ وليس كريم القوم من يحمل الحقدا
ولنردد في كل لحظة ﴿ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾(الحشر:10) ، إذًا فليكن هدير كل واحد منا اللهم إنا نسألك قلبًا سليما ، اللهم إنا نسألك قلبًا سليمًا
أم محمد الظن
2012-04-28, 03:47 PM
إذا استغفر العبد وأراد بذلك الله U والدار الآخرة أخلص القول والعمل بالاستغفار فإن الله يعطيه في الدنيا والآخرة الآثار المترتبة على الاستغفار ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾(نوح:10-12) وقد جاء أن الحسن البصري لما جاءه رجل عقيم قال له: استغفر والذي شكا جدب الأرض قال: استغفر والذي شكا جفاء البستان قال: استغفر والذي شكا قلة الماء قال: استغفر وأجابهم بالآية فقالوا كل من جاءك قلت له استغفر قال: ألم تسمعوا إلى قول الله تعالى:﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ﴾ والنبي r قال:« من لزم الاستغفار من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا » فالمستغفر لاشك أنه سيحصل على الخير في الدنيا والآخرة منها رزق المال والأولاد وصلاح الأولاد وغير ذلك ، ولعلي أورد قصة تجمع بين الاستغفار والدعاء للإمام أحمد .الإمام أحمد في إحدى رحلاته دخل مسجد يريد أن يبيت به في الليل فأتى حارس المسجد فأخرجه من المسجد فقال: أريد أن أبيت حتى الفجر فأصر عليه وأخرجه فمر خباز يريد أن يذهب إلى مخبزه فأشفق على الإمام أحمد لسنه وطلب منه أن ينزل عنده في مخبزه فبات عنده الإمام أحمد فكان طول الليل وهو يعجن ويستغفر فأعجب به الإمام أحمد فقال له: ما وجدت من هذا الاستغفار ؟ قال: ما دعوت بدعوة إلا استجاب الله I لي إلا دعوة واحدة قال: ما هي ؟ قال: أن أرى الإمام أحمد بن حنبل فقال: هذا أحمد بن حنبل يجر إليك جرًا ، فهذا أثر الدعاء يدعو ويستغفر ربه وحقق الله له ذلك
أم محمد الظن
2012-04-29, 10:37 AM
يقول علي ابن أبي طالب: (ارتحلت الدنيا مدبرةً،وارتحلت الآخرة مقبلةً،ولكل واحدةٍ منهما بنون،فكونوا من أبناء الآخرة،ولا تكونوا من أبناء الدّنيا،فإنّ اليوم عملٌ ولا حساب،وغداً حسابٌ ولا عمل).
أم محمد الظن
2012-04-29, 11:23 AM
فَلَا تَكْتُبْ بِكَفِكَ غَيرَ شَيّء يَسُرُكَ في الْقِيَامَةِ أَنْ تَرَاهُ
أم محمد الظن
2012-04-29, 11:29 AM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:
كل مشكلة تأتي للعبد في الدنيا تكون فرعاً على الأمل ولذلك إبليس عليه لعنة الله قال لله عز وجل: ﴿ (وَلأُضِلَّنَّه مْ وَ لأُمَنِّينَّهُم ْ ﴾، ذكر الضلال قبل ذكر الأمانيّ لأن هذا هو أصل الضّلال،ترخي لهم الحبال، فلا يتوب ويسوف، والتّسويف أصله مبني على الأمل، فلا يزال العبد يُسوف حتى يدركه الموت، فيموت قبل أن يتوب, كم من حسراتٍ في بطون المقابر, كم من رجالٍ ماتوا أو كم من نساءٍ ماتوا أراد الواحد منهم أن يقول كلمة أخيرة فلم يُمهَل له قال تعالى: ﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوّصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴾، هذا كله سببه الأمل.
أم محمد الظن
2012-04-29, 11:39 AM
يـا من إلـيه جميـع الـخلق يبتهـل * وكـل حـيّ علـى رحمـاه يتكـل
يـا من نأى فرأى ما في القلـوب وما * تـحت الثرى وحجاب الليل منسـدل
أنـت المنـادى بـه في كل حادثـة * وأنـت ملجـأ من ضاقـت به الحيـل
أنـت الغيـاث لمن سُدَّت مذاهبـه * أنـت الدليـل لمن ضـلت به السبـل
إنـا قصدنـاك والآمـال واقـعـة * عليك ، والكـل ملهـوف ومبـتهل
فإن غفـرت فعن طَوْل وعن كـرم * وإن سطـوت ؛ فأنت الحـاكم العـدل
فتحي أبو محمد
2012-04-29, 12:31 PM
فِي مثل هَذِه السَّاعَة من ساعات الذكر يُرْجَى الغفران ويتوقع الإحسان وَيطْلب من صَاحب الأمر الأمان، كم لله فِي مجَالِس الذّكر من عين مُحرمَة على النَّار، كم قد وضع فِيهَا عَن الظُّهُور من ثقل الأوزار، وتنفجر فِيهَا ينابيع الرَّحْمَة، ويتوفر فِيهَا على الْحَاضِرين من النِّعْمَة، وَيُعْطى كل سَائل مَا سَأَلَهُ، ومبلغ كل أمل مَا أمله من كرم ذِي الْجلَال والإكرام، ومواهب من لَهُ الْفضل والإنعام، الَّذِي لَا يتعاظم ذَنْب غفره لجانيه، وَلَا فضل وَلَا هبة لسائله، فاحضروا فِي ساعَات الذكر قُلُوبكُمْ، واغسلوا بمياه التَّوْبَة ذنوبكم، وَاسْتَغْفرُوا ربكُم فانه يغْفر ذنُوب المستغفرين، وَاعْتَذَرُوا إليه من تقصيركم فإنه يقبل عذر المعتذرين، واستنصروه على من بغى عَلَيْكُم فَمَا أسرع نصرته إلى المستنصرين، من كَانَ مُقَيّد الْجَوَارِح عَن محارم الله فَهُوَ رَأس الْخَائِفِينَ، وَمن كَانَ لَا يسكن بِقَلْبِه إلى شَيْء سوى الله فَهُوَ سُلْطَان العارفين.
فتحي أبو محمد
2012-04-29, 12:35 PM
قُولُوا بقلوب حَاضِرَة خاشعة إلى كرم الله طامحة فِي نيل رِضَاهُ طامعة: يَا حَيّ يَا قيوم يَا ذَا الْجلَال والإكرام يَا أرْحَمْ الرَّاحِمِينَ يَا كثير الْخَيْر يَا دَائِم الْمَعْرُوف يَا ذَا الْمَعْرُوف الَّذِي لَا يَنْقَطِع أبدا وَلَا يُحْصِيه غَيره أحدا يَا محسن يَا مُجمل يَا منعم يَا مفضل نَسْأَلك مِمَّا كتبت على نَفسك من الرَّحْمَة وَمِمَّا فِي خَزَائِن فيضك ومكنون غيبك أن تضَاعف صلواتك على سيدنَا مُحَمَّد وآله وَصَحبه وَسَائِر عِبَادك الصَّالِحين؛ اللَّهُمَّ اعتقنا من رق الذُّنُوب وخلصنا من أشر النُّفُوس وأذهب عَنَّا وَحْشَة الإساءة وَطَهِّرْنَا من دنس الذُّنُوب وباعد بَيْننَا وَبَين الْخَطَايَا وأجرنا من الشَّيْطَان الرَّجِيم، اللَّهُمَّ طيبنَا للقائك وأهلنا لولائك وأدخلنا مَعَ المرحومين وألحقنا بالصالحين وأعنا على ذكرك وشكرك وَحسن عبادتك وتلاوة كتابك واجعلنا من حزبك المفلحين وأيدنا بجندك المنصورين وارزقنا مرافقة الَّذين أنعمت عَلَيْهِم من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ .
فتحي أبو محمد
2012-04-29, 12:36 PM
اللَّهُمَّ اغغفر لنا مَا مضى من ذنوبنا واحفظنا فِيمَا بَقِي من أعمارنا وَكلما عدنا بالمعصية فعد علينا بِالتَّوْبَةِ مِنْهَا وإذا ثقلت علينا الطَّاعَة فهونها علينا وَذكرنَا إذا نَسِينَا وبصرنا إذا عمينا وأشركنا فِي صَالح دُعَاء الْمُؤمنِينَ وأشركهم فِي صَالح دعائنا بِرَحْمَتك يَا ارْحَمْ الرَّاحِمِينَ.
فتحي أبو محمد
2012-04-29, 05:38 PM
أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة، كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب، ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة.وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين، فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها، ومعظمها من قبل طلبهم للرئاسة، فالعالم منهم يغضب إن رد عليه خطوة، والواعظ متصنع بوعظه، والمتزهد منافق أو مراء.فأول عقوباتهم: إعراضهم عن الحق شغلًا بالخلق، ومن خفي عقوباتهم: سلب حلاوة المناجاة، ولذة التعبد، إلا رجال مؤمنون، ونساء مؤمنات، يحفظ الله بهم الأرض، بواطنهم كظواهرهم؛ بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم؛ بل أحلى، وهممهم عند الثريا؛ بل أعلى، إن عرفوا تنكروا، وإن رئيت لهم كرامة أنكروا، فالناس في غلاتهم، وهم في قطع فلاتهم، تحبهم بقاع الأرض، وتفرح بهم أملاك السماء، نسأل الله -عز وجل- التوفيق لاتباعهم، وأن يجعلنا من أتباعهم.
أم محمد الظن
2012-04-30, 11:28 AM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:
الغفلة سبب من أسباب الوقوع في المعاصي:عذاب النار فعلا غرامة الذي يقدر عذاب النار لا يعصي الله إنما هي الغفلة التي تغلب علينا ، فنقع في الذنوب فيفيق المرء وهذا كله بسبب فعل الشيطان﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ﴾ [الأعراف:201] أي وقعوا في الذنوب ﴿ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف:201] ، الذنب عندما ينزل علي الإنسان هذا بسبب الشيطان مثل الأعمى يقدم علي الذنب وهو يعلم قبل أن يفعله أنه ذنب ومع ذلك يقدم عليه، إنما أوتي من جهل من المراقبة وبمقام الله - تبارك وتعالي- وأنه ينظر إليه وأنه بعينه لكن يحدث نوع من الغفلة كما قال النبي - صلي الله عليه وسلم- " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " يرتفع عنه الإيمان لأنه لو كان مستحضرًا للإيمان لكان الإيمان حاجزًا له أن يفعل ، إنما الذي جعله يخطي ويمر إلى محارم الله ، هذه الغفلة.
اللهم ارزقنا المراقبة لك في السر والعلن في القول والعمل اللهم آمين.
فتحي أبو محمد
2012-04-30, 02:16 PM
آمين يا رب
فتحي أبو محمد
2012-04-30, 02:30 PM
لا ينال لذة المعاصي إلا سكران الغفلة، فأما المؤمن، فإنه لا يلتذ؛ لأنه عند التذاذه يقف بإزائه علم التحريم، وحذر العقوبة، فإن قويت معرفته، رأى بعين علمه قرب الناهي، فيتنغص عيشه في حال التذاذه.فإن غلب سكر الهوى، كان القلب متنغصًا بهذه المراقبات، وإن كان الطبع في شهوته، وما هي إلا لحظة، ثم أخذ من غريم ندم ملازم، وبكاء متواصل، وأسف على ما كان مع طول الزمان، حتى أنه لو تيقن العفو، وقف بإزائه حذر العتاب، فأفِّ للذنوب! ما أقبح آثارها! وما أسوأ أخبارها! ولا كانت شهوة لا تنال إلا بمقدار قوة الغفلة.
فتحي أبو محمد
2012-04-30, 02:30 PM
من العجب إلحاحك في طلب أغراضك! وكلما زاد تعويقها، زاد إلحاحك! وتنسى أنها قد تمتنع لأحد أمرين: إما لمصلحتك، فربما طلبت معجل أذى، وإما لذنوبك، فإن صاحب الذنوب بعيد عن الإجابة، فنظف طرق الإجابة من أوساخ المعاصي، وانظر فيما تطلبه، هل هو لإصلاح دينك، أو لمجرد هواك؟فإن كان للهوى المجرد، فاعلم أن من اللطف بك والرحمة لك تعويقه، وأنت في إلحاحك بمثابة الطفل يطلب ما يؤذيه، فيمنع رفقًا به.وإن كان لصلاح دينك، فربما كانت المصلحة تأخيره، أو كان صلاح الدين بعدمه.وفي الجملة، تدبير الحق عز وجل لك خير من تدبيرك، وقد يمنعك ما تهوى ابتلاء، ليبلو صبرك، فأره الصبر الجميل، تر عن قربٍ ما يسر.ومتى نظفت طرق الإجابة عن أدران الذنوب، وصبرت على ما يقضيه لك، فكل ما يجري أصلح لك، عطاءً كان أو منعًا.
فتحي أبو محمد
2012-04-30, 02:50 PM
من الاغترار طول الأمل، وما من آفة أعظم منه، فإنه لولا طول الأمل، ما وقع إهمال أصلًا، وإنما تقدم المعاصي، وتؤخر التوبة، لطول الأمل، وتبادر الشهوات، وتنسى الإنابة، لطول الأمل.وإن لم تستطع قصر الأمل، فاعمل عمل قصير الأمل: ولا تنس حتى تنظر فيما مضى من يومك، فإن رأيت زلة، فامحها بتوبة، أو خرقًا، فأرقعه باستغفار. وإذا أصبحت، فتأمل ما مضى في ليلك، وإياك والتسويف، فإنه أكبر جنود إبليس.وخذ لك منك على مهلةٍ ... ومقبل عيشك لم يدبرِوخف هجمةً لا تقيل العثَار ... وتطوي الورود على المصدرِومثل لنفسك أي الرعيل ... يضمك في حلْبة المحشرثم صور لنفسك قصر العمر، وكثرة الأشغال، وقوة الندم على التفريط عند الموت، وطول الحسرة على البدار بعد الفوات، وصور ثواب الكاملين وأنت ناقص، والمجتهدين وأنت متكاسل.ولا تخل نفسك من موعظة تسمعها، وفكرة تحادثها بها، فإن النفس كالفرس المتشيطن؛ إن أهملت لجامه لم تأمن أن يرمي بك، وقد والله دنستك أهواؤك، وضيعت عمرك.فالبدار البدار في الصيانة قبل تلف الباقي بالصبابة، فكم تعرقل في فخ الهوى جناح حازمٍ! وكم وقع في بئر بوار مخمور! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أم محمد الظن
2012-05-01, 03:45 AM
جزيت الفردوس العلى من الجنة هل من مصدر معين أخي الفاضل تأخذ منه
أم محمد الظن
2012-05-02, 12:34 PM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:إن عرض النبي صلى الله عليه وسلم أثمن من الأرض ، فلو أُخذت أرض المسلمين جميعًا من تحت أرجلهم لكان أخف ألف مرة من أن يسب النبي صلى الله عليه وسلم وفينا عين تطرف .
فتحي أبو محمد
2012-05-02, 02:28 PM
مدار الأمر كله على العقل؛ فإنه إذا تم العقل، لم يعمل صاحبه إلا على أقوى دليل، وثمرة العقل: فهم الخطاب، وتلمح المقصود من الأمر، ومن فهم المقصود، وعمل على الدليل، كان كالباني على أساس وثيق.وإني رأيت كثيرًا من الناس لا يعملون على دليل، بل كيف اتفق، وربما كان دليلهم العادات! وهذا أقبح شيء يكون.ثم رأيت خلقًا كثيرًا لا يتبعون الدليل بطريق إثباته، كاليهود والنصارى؛ فإنهم يقلدون الآباء، ولا ينظرون فيما جاء من الشرائع، هل صحيح أم لا؟! وكذلك يثبتون الإله، ولا يعرفون ما يجوز عليه مما لا يجوز، فينسبون إليه الولد! ويمنعون جواز تغييره ما شرع! وهؤلاء لم ينظروا حق النظر، فلم يعرفوا الدليل الهادي ولم يفهموا المدلول الشرعي، فكانت أعمالهم ضائعة، كالباني على رمل.ومن هذا القبيل في المعنى قوم يتعبدون ويتزهدون، وينصبون أبدانهم في العمل بأحاديث باطلة، ولا يسألون عنها من يعلم!ومن الناس من يثبت الدليل، ولا يفهم المقصود الذي دل عليه الدليل، ومن هذا الجنس قوم سمعوا ذم الدنيا، فتزهدوا، وما فهموا المقصود، فظنوا أن الدنيا تذم لذاتها، وأن النفس تجب عداوتها، فحملوا على أنفسهم فوق ما يطاق، وعذبوها بكل نوع، ومنعوها حظوظها، جاهلين بقوله صلى الله عليه وسلم: "إن لنفسك عليك حقًّا"، وفيهم من أدته الحال إلى ترك الفرائض، ونحول الجسم، وضعف القوى! وكل ذلك لضعف الفهم المقصود، والتلمح للمراد.كما روي عن داود الطائي: أنه كان يترك ماء في دن تحت الأرض، فيشرب منه، وهو شديد الحر! وقال لسفيان: إذا كنت تأكل اللذيذ الطيب، وتشرب الماء البارد المبرد، فمتى تحب الموت والقدوم على الله؟!وهذا جهل بالمقصود، فإن شرب الماء الحار يورث أمراضًا في البدن، ولا يحصل به الري، وما أمرنا بتعذيب أنفسنا على هذه الصورة، بل أمرنا بخلاف ما تدعو إليه النفس مما نهى الله عنه.وفي الحديث الصحيح: إن أبا بكر رضي الله عنه لما حلب له الراعي في طريق الهجرة، صب الماء على القدح حتى برد أسفله، ثم سقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرش له في ظل صخرة، وكان يستعذب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الماء، وقال: "إن كان عندكم ماء بات في شَنٍّ؛ وَإِلَّا كَرَعْنَا".ولو فهم داود رحمه الله أن إصلاح علف الناقة متعين لقطع المسافة، لم يفعل هذا.ألا ترى إلى سفيان الثوري، فإنه كان شديد المعرفة والخوف، وكان يأكل اللذيذ، ويقول: إن الدابة إذا لم يحسن إليها، لم تعمل.ولعل بعض من يسمع كلامي هذا يقول: هذا ميل على الزهاد! فأقول: كن مع العلماء، وانظر إلى طريق الحسن وسفيان ومالك وأبي حنيفة وأحمد والشافعي، وهؤلاء أصول الإسلام، ولا تقلد دينك من قل علمه، وإن قوي زهده، واحمل أمره على أنه كان يطيق هذا، ولا تقتد بهم فيما لا تطيقه، فليس أمرنا إلينا، والنفس وديعة عندنا، فإن أنكرت ما شرحته، فأنت ملحق بالقوم الذين أنكرت عليهم، هذا رمز إلى المقصود، والشرح يطول.
أم محمد الظن
2012-05-02, 06:36 PM
ما هو الرضا ؟ اختلفت عبارات العلماء في تعريف الرضا :- منهم من قال: أنه النظر إلى قديم اختيار الله I فيرضى به، أن تنظر إلى قديم اختيار الله جل وعلا لك فترضى به بأنه اختار لك الأفضل وإن كرهته نفسك ، لأن كل ما يحدث على هذه الأرض بقدر الله.ابن عباس رضى الله عنه: وضع يده على خده هكذا وقال: والله إن هذه في أم الكتاب هذه تجري بسكينة .وعلي يرضى الله عنه: وضع أصبعه فيه ، ثم قال: والله إن هذه في أم الكتاب ، ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ (القمر:49) ، فهذه المعاني السامية الجميلة العالية الرفيعة تجعل الإنسان يرضى بقدر الله I فإذا نظر الإنسان إلى علم الله السابق الأزلي وأن هذا قد سجل ودون وحفظ باللوح المحفوظ وإنما هذه الصحائف كشفت لك ورأيتها على الواقع فإنك يجب هنا أن تسلم ، ولذلك كان الصحابة عندما تعلموا هذا المقام العظيم من النبي r.يقول ابن مسعود: لئن أضع جمرة في فمي حتى تبرد أهون عليّ من أقول لشيء كان يا ليته ما كان . والآخر يقول: والله إني لاستغفر عن ذنب فعلته منذ ثلاثين سنة ، قالوا: ما هو ؟ قال: لشيء كان قلت: يا ليته ما كان لأنهم يرون أن هذا اعتراض على قدر الله ، والآخر يقول: ما أقامني ربي في مقام منذ أربعين سنة فكرهته ، كل ما أقامني في مقام ما كرهت هذا المقام . وعمر بن عبد العزيز يقول: والله أنني لأصبح وليس لي هم إلا في قدر الله أكون معه حيث كان . فهذه المعاني الكبيرة مقام الرضا في قلوبهم جعلهم يستمتعون بقضاء الله وقدره ويرضون ويعلم بأن الله I قدّر لهم الأصلح وإن كرهته النفوس ، والعاقبة تظهر فيما بعد ، ومما يساعد الإنسان على هذا المعنى أنه مفوض أمره إلى الله ، ومادام أنك فوضت أمرك للعليم الحكيم الرءوف الرحيم سلم بما يكتبه لك ، والإنسان يقول: أنا متوكل على الله جل وعلا حقيقة التوكل وثمرة التوكل أن ترضى بما كتبه الله جل وعلا لك ،ولو كان غير محبب للنفس ، رغم أنه راضٍٍ بقضاء الله، ولكن داخليًا ليس محببًا له، فهناك فرق بين السكينة والراحة القلبية وبين الألم ، قد يُصاب الإنسان بمرض وتؤلمه قدمه مثلًا أو يده أو رأسه ، لكنه راضٍ مستمتع بقلبه لأن هذا من عند الله لأنه يعلم بأن الذي قدره ربه ومحبته لله جل وعلا إذا كانت صادقة فليرضى بما كتبه له من يحبه ، فهذا قدر الله I أظهر المحبة وارض عن الله جل وعلا ، ثم يعلم بأن هذا الألم فيه خير له وعنده إحسان بالله جل وعلا « أنا عند ظن عبدي بي فإن ظن بي خيرًا فله » حتى ولو ألمك هذا الأمر ، ولذلك الآن تجد الآن كما حديثنا عن السعادة السعادة تجد الناس كلهم يربطونها بأمور خارجية بالمحسوسات والملموسات والمشاهدات خارجية عن الإنسان ، ولذلك الحقيقة تسمى هذه ملذات
فتحي أبو محمد
2012-05-03, 10:13 AM
إن الرضا من جملة ثمرات المعرفة، فإذا عرفته، رضيت بقضائه.
فتحي أبو محمد
2012-05-03, 12:00 PM
وقد يجري في ضمن القضاء مرارات، يجد بعض طعمها الراضي، أما العارف، فتقل عنده المرارة، لقوة حلاوة المعرفة، فإذا ترقى بالمعرفة إلى المحبة، صارت مرارة الأقدار حلاوة، كما قال القائل:عذابه فيك عذب ... وبعده فيك قربوأنت عندي كروحي ... بل أنت منها أحبحسبي من الحب أني ... لما تحب أحبوقال بعض المحبين في هذا المعنى:ويقبح من سواك الفعل عندي ... فتفعله فيحسن منك ذاكالكن ما الذي يدخل تحت الرضا مما لا يدخل؟ارض بما كان منه، فأما الكسل والتخلف، فذاك منسوب إليك، فلا ترض به من فعلك. وكن مستوفيًا حقه عليك، مناقشًا نفسك فيما يقربك منه، غير راض منها بالتواني في المجاهدة.فأما ما يصدر من أقضيته المجردة، التي لا كسب لك فيها، فكن راضيًا بها، كما قالت رابعة: إن الراضي لا يتخير، ومن ذاق طعم المعرفة، وجد فيه طعم المحبة، فوقع الرضا عنده ضرورة.فينبغي الاجتهاد في طلب المعرفة بالأدلة، ثم العمل بمقتضى المعرفة بالجد في الخدمة، لعل ذلك يورث المحبة، فقد قال سبحانه وتعالى: "لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ... "؛ فذلك الغنى الأكبر ... ووا فقراه!
فتحي أبو محمد
2012-05-03, 01:03 PM
المعرفة التي توجب الرضا والصبر: من عاش مع الله -عز وجل- طيب النفس في زمن السلامة، خفت عليه زمن البلاء، فهناك المحك.إن الملك -عز وجل- بينا يبني نقض، وبينا يعطي سلب، فطيب النفس والرضا هناك يبين، فأما من تواصلت لديه النعم فإنه يكون طيب القلب لتواصلها، فإذا مسته نفحة من البلاء، فبعيد ثباته، قال الحسن البصري: كانوا يتساوون في وقت النعم، فإذا نزل البلاء، تباينوا.فالعاقل من أعد ذخرًا، وحصل زادًا، وازداد من العدد، للقاء حرب البلاء، ولا بد من لقاء البلاء، ولو لم يكن إلا عند صرعة الموت؛ فإنها إن نزلت-والعياذ بالله- فلم تجد معرفة توجب الرضا أو الصبر أخرجت إلى الكفر.ولقد سمعت بعض من كنت أظن فيه كثرة الخير، وهو يقول في ليالي موته: ربي هو ذا يظلمني! فلم أزل منزعجًا مهتمًا بتحصيل عدةٍ ألقى بها ذلك اليوم، كيف، وقد روي أن الشيطان يقول لأعوانه في تلك الساعة: عليكم بهذا، فإن فاتكم، فلم تقدروا عليه؟!وأي قلب يثبت عند إمساك النفس، والأخذ بالكظم، ونزع النفس، والعلم بمفارقة المحبوبات إلى ما لا يدري ما هو، وليس في ظاهره إلا القبر والبلاء.فنسأل الله -عز وجل- يقينًا يقينا شر ذلك اليوم، لعلنا نصبر للقضاء أو نرضى به، ونرغب إلى مالك الأمور في أن يهب لنا من فواضل نعمه على أحبابه، حتى يكون لقاؤه أحب إلينا من بقائنا، وتفويضنا إلى تقديره أشهى لنا من اختيارنا.ونعوذ بالله من اعتقاد الكمال لتدبيرنا، حتى إذا انعكس علينا أمر، عدنا إلى القدر بالتسخط، وهذا هو الجهل المحض والخذلان الصريح، أعاذنا الله منه.
أم محمد الظن
2012-05-04, 11:51 AM
همسة عن الصلاة:
همسة من قلب حزين ، ووقفة عتاب يملؤها الأنين ، ودمعة يكسوها الحنين ، دمعة من اشتاق إلى جنان رب العالمين ، همسة عن فريضة من أهم فرائض هذا الدين ، نعم فريضة هي أول ما يحاسب عنه يوم القيامة ، فريضة إن صلحت صلح سائر العمل ، وإن فسدت فسد سائر العمل قال r:« رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة » ، قد أفلح من أداها بخشوع وهي صلة بين العبد وربه تنهى عن الفحشاء والمنكر ، الصلاة هي روضة العبادات فيها من كل زوج بهيج تكبير يفتتح به الصلاة ، وقيام يتلو فيه المصلي كلام الله ، وركوع يعظم فيه الرب ، وقيام من الركوع يملئه بالثناء على الله ، وسجود يسبح الله تعالى فيه بعلوه ، ويبتهل إليه بالدعاء وقعود للدعاء والتشهد ، وختام بالسلام . الصلاة ليست مجرد حركات تؤدى بل هي روح ونور ومعراج يصعد به القلب إلى بارئه وخالقه فيسبح في ملكوته بين خوفه ورجاءه ، روح وراحة ، أنس في وحشة ، وسكون وقع فينا ذلك هو الوقوف بين يدي الله عند من ملئت ضمائرهم من حب ربهم فهبوا إلى لذة مناجاته وصلوا فسكنوا واستراحوا ، فسبحان ما أضيق الطريق على من لم يكن دليله ، وما أوضح الحق على من هداه سبيله ، فوجهه إلى محرابه وصف الأقدام أمامه انطرح بين يديه كبر فصغر كل شيء في عينيه ، أقبل فودع دنياه ، وخشع خوفًا من يوم لقياه ، انصرفت همته إلى ربه فكان لقاءه قرة عينه ، ورضاه غاية مطلبه ، فكانت صلاته صلته ، ونوره في دنياه ، وسبيله للقاء مولاه . عن عبدالله بن عمر y قال: عن النبي r أنه ذكر الصلاة يومًا فقال:« من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف » ، فمن شغله ماله عنها فهو مع قارون ، ومن شغله ملكه عنها فهو مع فرعون ، ومن شغلته رئاسته عنها فهو مع هامان ، ومن شغلته تجارته عنها فهو مع أبي بن خلف وهم رؤساء الكفر والنفاق . وختامًا هذه وصية أقدمها من قلبي أصلحوا صلاتكم أولًا لتختصروا الوقت والجهد في الإصلاح والتربية والتغيير ، فإن أصلحتم الصلاة وبقيت أشياء تحتاج إلى إصلاح فابحثوا عنها في غيرها ، أما إشغال الوقت في البحث عن الإصلاح في البرامج والدورات مع إهمال الصلاة فهذا إتيان للبيوت من غير أبوابها ، نسأل الله أن نكون ممن هم على صلاتهم يحافظون ، والذين هم في صلاتهم خاشعون ، وأخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين
أبوعبدالوهاب الوهابي
2012-05-04, 02:03 PM
جزاك الله خير
أم محمد الظن
2012-05-04, 03:12 PM
تتواري كلماتي وأحرفي خلف بعضها خجلًا حينما أرغمها على الانتظام في سطور ، كيف لا ، وأنا أتحدث عن شخصين مهمين في حياة كل إنسان فأقول إلى من متع الله عينيه وسر خاطره وناظريه برؤية أبويه مع من أكرمه الله بحياتهما ، فكم من قلوب تمنت بقاء الوالدين والله تفضل عليك بوجودهما ، فيا من متع الله ناظريك ، ويا من أسعد الله عينيك وصية بالوالدين وصاك الله U في كتابه المبين وعلى لسان نبيه الأمين فقال: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا ﴾ ، وصية من الله جل وعلا إليك أن تحسن إلى الوالدين ، وكيف يحسن الإنسان إلى أبويه ؟ يحسن الإنسان إلى أبويه بخصلتين كريمتين يقول العلماء: من حفظ الله له هاتين الخصلتين فبر بهما فقد أحسن إلى والديه: الخصلة الأولى: في اللسان . الخصلة الثانية: في الجوارح والأركان . إخواني في الله إن للوالدين حقًا عظيمًا وفضلًا بعد فضل الله جليلًا كريمًا اثنان إذا ذكرتهما ذكرت الأجر والمعروف والإحسان ، اثنان إذا ذكرتهما تحركت في القلوب الأشجان والأحزان ، اثنان إذا ذكرتهما أسعفتك بالدمع العينين ، فمضت أيامهما وانقضى شبابهما وبدا مشيبهما ووقفا على عتبة الدنيا الآخرة وهما ينتظران منك قلبًا رفيقا ينتظران منك برًا رشيقا وقفا ينتظران والجنة تحت أقدامها ، فطوبى لمن أحسن إليهما ولم يسئ إليهما ، طوبى لمن برهما ولم يعقهما ، وأضحكهما ولم يبكيهما ، وسرهما ولم يشجيهما ، وأسعدهما ولم يشقيهما ، وأكرمهما ولم يهنهما ، وأعزهما ولم يذلهما ، طوبى لمن نظر إليهما نظرة الحنان ، وتذكر ما كان منهما من البر والعطف والإحسان ، طوبى لمن شمر عن ساعد الجد في رضاهما فما خرجا من الدنيا إلا وقد كتب الله له رضاهما ، طوبى لمن سهر ليله وأتعب نهاره ، وأضنى جسده في حبهما وابتغاء رضاهما . أيها الإخوان في هذا الزمان الذي عظم غربته ، وفي هذا الزمان الذي اشتدت كربته فلم يرحم الأبناء دموع الآباء ، ولم يرحم البنات الأمهات في هذا الزمان الذي توالي فيه الشرور . فيه المودة إلى أعقاب الهوى والشرور ، في هذا الزمان الذي عظمت كربته واشتدت كربته يحتاج المؤمن إلى من يذكره بحقهما ، يحتاج المؤمن إلى من يدله على عظيم فضلهما ، لذلك تنزلت من الله U الآيات تحث المؤمن على البر بالآباء والأمهات وصى النبي r أصحابه ووصى أمته من بعدهم أن يبروا ولا يعقوا ، وأن يحسنوا ولا يسيئوا ، ويكرموا ولا يهينوا . وأختم بهذه الرسالة إلى أمي الغالية وأقول فيها: إلى الزهرة التي لم تزل ممتلئة بالحيوية بالرغم من قسوة الأعاصير ، إلى الروح الذكية التي يذوب عندها كل شقاء إلى النغم الهادئ الذي يخمد زئير الآلام ، إلى الشمعة التي أضاءت طريقي بالرغم من كبرياء الظلام ، إلى البسمة الحية التي تحملني عن دوام الأحقاد ، إلى أمي رعاها الله أهديها هذه الأحاسيس .أماه صوتك زادني إيمانا **فغدوت أزرع في الفؤاد حنانا وحملت نبراس اليقين فلا أنا ** أخشى الظلام ولا أنا أتوانى وجعلت عنواني شريعة خالقي** أنعم بمنهج خالقي عنوانا أماه يا لحن الصفاء بخاطري **لا تحملي همًا ولا أحزانا مهما تطاولت الهموم فإنها تصبي** أمام المستقي إذعانا أماه يا أماه غصن سعادتي يضوي** وغصنك لم يزل ريانا في صوتك المحبوب نبع استقي *من فيضه وأذوق فيه أمانا يرعاك من جعل الحياة شقاوة** للحاقدين وللمحيي جنانا
فتحي أبو محمد
2012-05-06, 12:15 PM
غَيْرُ خَافٍ عَلَى عَاقِلٍ لُزُومُ حَقِّ الْمُنْعِمِ، وَلَا مُنْعِمَ بَعْدَ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ عَلَى الْعَبْدِ كَالْوَالِدَيْن ِ، فَقَدْ حَمَلَتِ الأُمُّ بِحَمْلِهِ أَثْقَالًا كَثِيرَةً، وَلَقِيَتْ وَقْتَ وَضْعِهِ مُزْعِجَاتٍ مُثِيرَةً، وَبَالَغَتْ فِي تَرْبِيَتِهِ وَسَهَرَتْ فِي مُدَارَاتِهِ، وَأَعْرَضَتْ عَنْ جَمِيعِ شَهَوَاتِهَا لِمُرَادَتِهِ، وَقَدَّمَتْهُ عَلَى نَفْسِهَا فِي كُلِّ حَالٍ.وَقَدْ ضَمَّ الْوَالِدُ إِلَى تَسَبُّبِهِ فِي إِيجَادِهِ وَمَحَبَّتِهِ بَعْدَ وُجُودِهِ وَشَفَقَتِهِ فِي تَرْبِيَتِهِ الْكَسْبَ لَهُ وَالإِنْفَاقَ عَلَيْهِ، وَالْعَاقِلُ يَعْرِفُ حَقَّ الْمُحْسِنِ وَيَجْتَهِدُ فِي مُكَافَأَتِهِ.و جَهْلُ الْإِنْسَانِ بِحُقُوقِ الْمُنْعِمِ مِنْ أَخَسِّ صِفَاتِهِ، فَإِذَا أَضَافَ إِلَى جَحْدِ الْحَقِّ الْمُقَابَلَةَ بِسُوءِ الْأَدَبِ، دَلَّ عَلَى خُبْثِ الطَّبْعِ وَلُؤْمِ الْوَضْعِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، وَلْيَعْلَمِ الْبَارُّ بِالْوَالِدَيْن ِ أَنَّهُ مَهْمَا بَالَغَ فِي بِرِّهِمَا لَمْ يَفِ بِشُكْرِهِمَا.
فتحي أبو محمد
2012-05-07, 03:37 PM
من كَلَام السّلف:نبذة من كَلَام السّلف الْأَعْلَام فَفِي كَلَامهم جلاء الهموم وشفاء الأسقام: من أَرَادَ أَن يسلم لَهُ دينه ويستريح قلبه وبدنه فليعتزل النَّاس، وَمن لم يعرف قدر النعم سلبها من حَيْثُ لَا يعلم، وَمن عجز عَن أدب نَفسه كَانَ عَن أدب غَيره أعجز، من قلَّة الصدْق كَثْرَة الْخَطَأ وَمن عَلامَة الاستدراج الْحمى عَن عُيُوب النَّفس، وَمن تزين للنَّاس بِمَا لَيْسَ فِيهِ سقط من عين الله، قُلُوب المغترين معلقَة بالسوابق وَقُلُوب الْأَبْرَار معلقَة بالخواتيم، من النذالة أَن يَأْكُل الْإِنْسَان بِدِينِهِ، من حاسب نَفسه استحيا الله من حسابه، ثَلَاث من كن فِيهِ اسْتكْمل الإيمان: من إِذا غضب لم يُخرجهُ غَضَبه من الْحق وَإِذا رَضِي لم يُخرجهُ رِضَاهُ إِلَى الْبَاطِل وَإِذا قدر لم يتَنَاوَل مَا لَيْسَ لَهُ.حرَام على قلب يحب الدُّنْيَا أن يسكنهُ الْوَرع وَحرَام على عَالم لم يعْمل بِعِلْمِهِ أَن يتخذوه المتقون إِمَامًا إِلَيْك أَشْكُو بدنا غذي بنعمك ثمَّ توثب على مَعَاصِيك.عَلام ة إِعْرَاض الله عَن العَبْد أَن يشْغلهُ بِمَا لَا يعنيه، الطَّرِيق إِلَى الله مسدود على الْخلق إِلَّا على الْمُتَّقِينَ، أول وصال العَبْد للحق هجرانه لنَفسِهِ وَأول هجران العَبْد للحق مواصلته لنَفسِهِ، إِذا نزل بك أَمر من الله فَاسْتعْمل الرِّضَا فَإِن لم تَجِد إِلَى الرِّضَا سَبِيل فَاسْتعْمل الصَّبْر فَإِن لم تَجِد فَعَلَيْك بالتحمل، من علم أَن الله هُوَ الضار النافع أسقط مخاوف المخلوقين، يَا عجبا لمن لم ير محسنا غير الله كَيفَ لَا يمِيل بكليتيه إِلَيْهِ، إِذا بَكت عين الْخَائِفِينَ فقد بَايعُوا الله بدموعهم، إِنَّمَا حملا كَلَام السّلف فِي مذاق الأسماع وعظمت فِيهِ الْبركَة وَحسن بِهِ الِانْتِفَاع لأَنهم كَانُوا بِهِ عاملين، وَفِي نشره مُخلصين، اللَّهُمَّ فعمنا ببركة أَعْمَالهم الصَّالِحَة، وانفعنا بمقاصدهم الصادقة، فهم الْقَوْم لَا يضل من اهْتَدَى بهداهم وَلَا يضيع من تمسك بعراهم.
فتحي أبو محمد
2012-05-07, 04:09 PM
كل عَزِيز وَإِن عز وَجل فَالله أعز مِنْهُ وَأجل، وكل فَائت وَإِن عظم وَكثر فَهُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يفوت من الله أَصْغَر وَأَقل.
فتحي أبو محمد
2012-05-07, 04:15 PM
الْعَارِف بِرُكْن الله فِي حصن حُصَيْن، واللائذ بجناب الله فِي حرم أَمِين، وَالْعَامِل بِكِتَاب الله متمسك بالعروة الوثقى وَالْحَبل المتين، والمقاتل تَحت لِوَاء رَسُول الله مؤيدا بالنصر الْعَزِيز مَضْمُون لَهُ الْفَتْح الْمُبين.
فتحي أبو محمد
2012-05-07, 04:15 PM
يَا من سلب الْملك الْكَبِير وَلم تشعر بسلبه، يَا من أمره ربه بِالتَّوْبَةِ وَهُوَ مصر على ذَنبه، قد خلت صَحِيفَته من الْحَسَنَات لما خلا صَدره من تَعْظِيم ربه وتخلت الْمَلَائِكَة عَن نصرته فقد استحوذ الشَّيْطَان على قلبه، يَا غافلا عَن ذكر ربه يَا مغفلا لصلاح قلبه يَا من سباه عدوه يَوْمًا وَلم يسْعد بسلبه هَذَا جَزَاء مقصر جَهله فِي حق ربه، من رام خِصَالًا لَا تحل فجائع الْأَعْدَاء بجنبه، فليعتصم بِاللَّه وليعمل على السكن بِقُرْبِهِ.
فتحي أبو محمد
2012-05-07, 04:16 PM
الْحَمد لله الَّذِي جعل الْقُرْآن لقلوب أهل الْإِيمَان ربيعا، فَكل من لَا يغذي الْقُرْآن فِي الدُّنْيَا كَانَ غذاؤه فِي الْآخِرَة ضريعا، لَا يزَال الْإِنْسَان صَرِيعًا تَحت الشَّيْطَان حَتَّى يذكر الله وَيَتْلُو الْقُرْآن فَحِينَئِذٍ يَسْتَوِي الْإِنْسَان قَائِما ويخر الشَّيْطَان صَرِيعًا، فَمن شَاءَ أن يكون الْعَدو عَن لحاقه بطيئا فَلْيَكُن إِلَى الذّكر والتلاوة سَرِيعا، مُتَابعَة الْكتاب منقذة من الْعَذَاب، وتعظيم الحرمات مخرج من الظُّلُمَات، ورعاية الْأَدَب رفْعَة فِي الرتب، لَوْلَا الْعلم لَكَانَ الْإِنْسَان بَهِيمَة، وَلَوْلَا اللطف لكَانَتْ البلية عَظِيمَة، فاسألوا الله لطفه فِي جَمِيع الْأَحْوَال، وَليكن تَعْظِيم الْقُرْآن مِنْكُم على بَال، فبوجود اللطف وَعَدَمه سعد من سعد وشقي من شقي وبالتقصير لَقِي المقصر مَا لَقِي.
أم محمد الظن
2012-05-08, 01:27 AM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:التزام الأحكام الشرعية لا يأتي إلا بالخيرإن الله عز وجل وجهك إذا أشكل عليك أمر أن تقول: ربِّ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين؛ لأن الله إذا وكل العبد إلى نفسه طرفة عينٍ أهلكه.ودعاء الاستخارة عندما تتأمل ألفاظه تدرك هذا الأمر، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -وتسمي حاجتك- ) تريد أن تتزوج، أو تنقل مسكنك، أو تغير الوظيفة، أو تبدأ مشروعاً، أنت لا تدري أهو خيرٌ لك أم لا؛ تدعو هذا الدعاء بعد صلاة ركعتين من غير الفريضة.( اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -وتسمي حاجتك- خير لي في ديني ودنياي، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسره لي.وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفني عنه، واصرفه عني، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به ).انظر إلى الكلام! لأنه قد يقدر لك الخير وأنت لا ترضى به فترفضه؛ فتحرم ذلك الخير.فعليك عندما تدعو الله تبارك وتعالى أن لا تدعوه بالذي تريد؛ لأن ذلك الأمر قد يكون وبالاً عليك وأنت لا تدري، فلا تقل: يا رب! أريد أن أتزوج فلانة.لكن قل: يا رب! إن كانت فلانة خيراً لي في ديني ودنياي فزوجنيها، ولا تقل: أريد الوظيفة الفلانية، أو المسكن الفلاني، لكن قل: إن كان ذلك الأمر خيراً؛ فإن ذلك من أدب الدعاء، وما ألطف دعاء أيوب عليه السلام، قال الله عز وجل: { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ } [الأنبياء:83] لم يقل: فاشفني، وإنما قال: { وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [الأنبياء:83] إن كنت ترى الرحمة في استمرار بلائي فزده، وإن كنت ترى الرحمة أن ترفعه عني فأنت أرحم الراحمين، فانظر كيف لم يطلب العافية لنفسه، لم يقل: مسني الضر فاشفني؛ لأنه لا يدري، أيهما أصلح له: المرض أو الصحة، والعبد المريض لا يدري بعد أن يصح أيكون مجرماً في الأرض أم لا؟ ربما مرض حتى يعجزه الله عن معصية لو كان صحيحاً لأتاها؛ فرحمه الله بأن ابتلاه، والله أرأف بالناس من الأم بولدها، فانظر إلى أدب الدعاء، قال: { وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [الأنبياء:83].
أم محمد الظن
2012-05-08, 01:29 AM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:إن الدعوة إلى الله عز وجل وسام شرف يناله من اصطفاه الله من خيرة خلقه وأوليائه، والداعية أثناء سيره في حقل الدعوة إلى الله عليه أن يتسلح بالإخلاص والعلم والصبر والثقة بوعد الله عز وجل؛ حتى تكلل جهوده بالنجاح.وطريقة التعامل مع المدعوين تتوقف على شخصية هذا المدعو، والبيئة التي خرّجته، فعلى الداعية أن يضع الحكمة في موضعها ويعامل المدعوين بأخلاق الداعية لا بأخلاقهم هم
أم محمد الظن
2012-05-08, 12:30 PM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:إن أعلى مقامات الحب هي العبودية، ولا تنبني العبودية إلا على أصلين عظيمين هما: كمال الحب، وتمام الذل، ولا ينبغي صرف هذين الأصلين إلا لله سبحانه، وإن أكبر ثمرة من ثمار هذا الحب هي موالاة الله ورسوله والمؤمنين، والبراءة من الكافرين والمنافقين، ولقد كانت أهم قضية تناولها القرآن بعد نبذ الشرك وتقرير التوحيد هي قضية تقرير عقيدة الولاء والبراء، ولقد ضرب لنا الصحابة في ذلك أروع الأمثلة، ولعل من أبرز ثمار هذه العقيدة قيام الجهاد في سبيل الله، وهو الباب الذي فرطت فيه الأمة في هذا العصر، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه
أم محمد الظن
2012-05-08, 12:38 PM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:العبودية مفتاح النصروالسنوات القادمة لعلها تتمخض عن حرب فاصلة بيننا وبين اليهود، فما هي عدتنا لهذه الحرب، إننا سنغلب اليهود في أول جولة إذا حققنا شيئاً واحداً: إذا كنا عباداً لله عز وجل فقط.فالعبودية لله سلاحنا الوحيد،.
أم محمد الظن
2012-05-08, 12:54 PM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:من المعلوم أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فرض، وأنها أحد أركان الإيمان والإسلام، وله صلى الله عليه وسلم على أمته حقوق، منها: أن لا تضع في مقابله أحداً ولا تقدم قول أحد على قوله، وأن تجعل محبته صلى الله عليه وسلم مقدمة على محبة النفس والأهل والولد.والعلماء رحمهم الله تعالى قد ألفوا الكتب في شمائله وأخلاقه وأوصافه صلى الله عليه وسلم.فبدراستها وقراءتها نزداد محبة وموالاة وتأسياً به صلى الله عليه وسلم.
أم محمد الظن
2012-05-08, 01:01 PM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:إن أول حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة: أن لا يوضع في مقابله أحد، إذ لا يزنه أحد أصلاً، إذاً لا يوضع في مقابله أي إنسان كائناً من كان.هذا ابن عباس أتاه جماعةٌ فجادلوه في متعة الحج، وكان ابن عباس يفتي بوجوب التمتع، فقال له القائلون: إن أبا بكر و عمر كانا لا يريان ذلك، فقال: يوشك أن تنزل عليكم حجارةٌ من السماء، أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: أبو بكر و عمر ؟! ) يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ترجمون بها؛ وذلك لمجرد أنهم رأوا رأياً لأفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأزكاهم باتفاق الأمة، ومع ذلك يستعظم ابن عباس أن يوضع أحد في مقابل النبي عليه الصلاة والسلام، هذا أول حقه علينا.
أم محمد الظن
2012-05-09, 01:43 PM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:إن عقيدة الولاء والبراء هي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها علاقة المسلم مع غيره، فالمسلم يوالي المسلمين ويحبهم على غير أنساب تربطه بهم، ويعادي الكافرين وأتباعهم، ولو كانوا أقرب الأقربين.
ولقد أدرك أعداؤنا أهمية هذه العقيدة فحرصوا على تمييعها بشتى الوسائل، ودأبوا على استبدالها بمصطلحات دخيلة: كأخوة الوطن، والروابط الإنسانية .
و غيرها، وأعانهم على ذلك العلمانيون الذين هم من أبناء جلدتنا، ويتكلمون بلساننا.
أم محمد الظن
2012-05-09, 02:35 PM
يقول الشيخ الحويني حفظه الله:حقيقة البراءة من الكافر:
إن حربنا مع أعدائنا -الذين يجب علينا أن نبغضهم غاية البغض لأنهم كفروا بالله عز وجل- ليست اقتصادية ولا سياسية ولا اجتماعية، إنما هي حرب عقائد، كذا قال الله عز وجل، كل حرب مع عدو لنا القصد منها أن نكفر بالله، أن نرتد عن ديننا، كذا قال الله عز وجل: { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } [البقرة:109] ، { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة:120] ، { وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُم ْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } [البقرة:217] ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ } [آل عمران:100] ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ } [آل عمران:149] ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ } [آل عمران:118] ، وقال تعالى: { وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً } [النساء:89] ، وقال تعالى: { إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم ْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ } [الممتحنة:2] .
هذه الآيات ناطقة بأن رجاء كل الذين كفروا أن يرتد المسلمون على أدبارهم، إذاً: ليست حرباً سياسية ولا اقتصادية ولا اجتماعية، بل هي حرب عقيدة، ولذلك تجد أي مستعمر لأي بلد أول شيء يحرص عليه أن ينشر لغته؛ لأنه لا يتم نشر الاعتقاد ولا فهم المعتقدات إلا باللغة،
فتحي أبو محمد
2012-05-13, 02:41 PM
الأتباع الأشقياء:قال الله تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} ، قال ابن القيم: فهؤلاء المتبوعون كانوا على هدى وأتباعهم ادعوا أنهم كانوا على طريقتهم ومنهاجهم، وهم مخالفون لهم سالكون غير طريقتهم، يزعمون أنهم يحبونهم وأن محبتهم لهم تنفعهم مع مخالفتهم، فيتبرءون منهم يوم القيامة فإنهم اتخذوهم أولياء من دون الله وظنوا أن هذا الاتخاذ ينفعهم.وهذه حال كل من اتخذ من دون الله ورسوله وليجة وأولياء، يوالي لهم ويعادي لهم، ويرضى لهم ويغضب لهم فإن أعماله كلها باطلة يراها يوم القيامة حسرات عليه مع كثرتها وشدة تعبه فيها ونصبه، إذ لم يجرد موالاته ومعاداته، ومحبته وبغضه، وانتصاره وإيثاره لله ورسوله، فأبطل الله عز وجل ذلك العمل كله وقطع تلك الأسباب، فينقطع يوم القيامة كل وصلة ووسيلة ومودة وموالاة كانت لغير الله تعالى، ولا يبقى إلا السبب الواصل بين العبد وربه وهو حظه من الهجرة إليه وإلى رسوله، وتجريد عبادته له وحده ولوازمها من الحب والبغض والعطاء والمنع والموالاة والمعاداة والتقريب والإبعاد وتجريده متابعة رسوله وترك أقوال غيره، وترك ما خالف ما جاء به والإعراض عنه وعدم الاعتناء به، وتجريد متابعته تجريدا محضاً بريئاً من شوائب الالتفات إلى غيره، فضلا عن الشركة بينه وبين غيره، فضلا عن تقديم قول غيره عليه.فهذا هو السبب الذي لا ينقطع بصاحبه، وهذه هي النسبة التي بين العبد وبين ربه، وهي نسبة العبودية المحضة وهي آخيته التي يحول ما يحول ثم إليها مرجعه:نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأولكم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبداً لأول منزلوهذه هي النسبة التي تنفع العبد، فلا ينفعه غيرها في الدور الثلاثة: أعني دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار، فلا قوام له ولا عيش ولا نعيم ولا فلاح إلا بهذه النسبة، وهي السبب الواصل بين العبد وبين الله ولقد أحسن القائل: إذا تقطع حبل الوصل بينهم ... فللمحبين حبل غير منقطعوان تصدع شمل القوم بينهم ... فللمحبين شمل غير متصدعوالمقصود أن الله سبحانه يقطع يوم القيامة الأسباب والعلق والوصلات التي كانت بين الخلق في الدنيا كلها، ولا يبقى إلا السبب والوصلة التي بين العبد وبين الله فقط وهو سبب العبودية المحضة التي لا وجود لها ولا تحقيق إلا بتجريد متابعة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم إذ هذه العبودية إنما جاءت على ألسنتهم وما عرفت إلا بهم ولا سبيل إليها إلا بمتابعتهم وقد قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} ، فهذه هي أعماله التي كانت في الدنيا على غير سنة رسله وطريقتهم ولغير وجهه يجعلها الله هباءاً منثورا، ولا ينتفع منها صاحبها بشيء أصلاً، وهذا من أعظم الحسرات على العبد يوم القيامة: أن يرى سعيه كله ضائعاً لم ينتفع منه بشيء وهو أحوج ما كان العامل إلى عمله، وقد سعد أهل السعي النافع بسعيهم.
فتحي أبو محمد
2012-05-13, 02:58 PM
كيف السفر إلى الله:قد أشرت إلى سفر عظيم وأمر جسيم؛ وهو أن تهاجر إلى ربك؛ فما زاد هذا السفر وما طريقه وما مركبه؟والجواب:ز ده العلم الموروث من خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم ولا زاد له سواه، فمن لم يحصل هذا الزاد فلا يخرج من بيته وليقعد مع الخالفين، فرفقاء المتخلف البطالون أكثر من أن يحصوا، فله أسوة بهم، ولن ينفعه هذا التأسي يوم الحسرة شيئا كما قال تعالى: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}؛ فقطع الله سبحانه انتفاعهم بتأسي بعضهم ببعض في العذاب، فإن مصائب الدنيا إذا عمت صارت مسلاة، وتأسى بعض المصابين ببعض كما قالت الخنساء:ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسيوما يبكون مثل أخي ولكن ... أسلي النفس عنه بالتأسيفهذا الروح الحاصل من التأسي معدوم بين المشتركين في العذاب يوم القيامة.وأما طريقه: فهو بذل الجهد واستفراغ الوسع، فلا يُنال بالمني، ولن يدرك بالهوينا، وإنما هو كما قيل:فخض غمرات الموت واسمُ إلى العلا ... لكي تدرك العز الرفيع الدائمفلا خير في نفس تخاف من الردى ... ولا همة تصبو إلى لوم لائمولا سبيل إلى ركوب هذا الظهر إلا بأمرين:أحدهما: أن لا يصبو في الحق إلى لوم لائم، فان اللوم يصيب الفارس فيصرعه عن فرسه ويجعله صريعا في الأرض.والثاني: أن تهون عليه نفسه في الله، فيقدم حينئذ ولا يخاف الأهوال، فمتى خافت النفس تأخرت وأحجمت وأخلدت إلى الأرض، ولا يتم له هذانالأمران إلا بالصبر، فمن صبر قليلاً صارت تلك الأهوال ريحا رخاء في حقه تحمله بنفسها إلى مطلوبه، فبينما هو يخاف منها إذ صارت أعظم أعوانه وخدمه، وهذا أمر لا يعرفه إلا من دخل فيه.وأما مركبه: فصدق اللجأ إلى الله، والانقطاع إليه بكليته، وتحقيق الافتقار إليه بكل وجه، والضراعة إليه، وصدق التوكل والاستعانة به، والانطراح بين يديه انطراح المسلوم المكسور الفارغ الذي لاشيء عنده، فهو يتطلع إلى قيّمه ووليه أن يجده ويلم شعثه، ويمده من فضله ويستره؛ فهذا الذي يرجى له أن يتولى الله هدايته وأن يكشف له ما خفي على غيره من طريق هذه الهجرة ومنازلها.
فتحي أبو محمد
2012-05-20, 04:48 PM
قال الحسن: حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور، واقرعوا هذه الأنفس فإنها طلعة، وإنها تنازع إلى شر غاية، وإنكم إن تقاربوها لم تبق لكم من أعمالكم شيئا، فتصبروا وتشددوا، فإنما هي ليال تعد، وإنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب ولا يلتفت، فانقلبوا بصالح ما بحضرتكم.إن هذا الحق أجهد الناس وحال بينهم وبين شهواتهم، وإنما صبر على هذا الحق من عرف فضله ورجا عاقبته.
فتحي أبو محمد
2012-05-20, 04:57 PM
الانتفاع بالقرآن: إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وأَلْقِ سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه وإليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله، قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفاً على مؤثر مقتض، ومحل قابل، وشرط لحصول الأثر، وانتفاء المانع الذي يمنع منه، تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدله على المراد. فقوله تعالى: (إن في ذلك لذكرى) إشارة إلى ما تقدم من أول السورة إلى هاهنا، وهذا هو المؤثر، وقوله تعالى: )لمن كان له قلب( فهذا هو المحل القابل، والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله، كما قال تعالى: )إن هو إلا ذكر وقرآن مبين. لينذر من كان حيًّا( أي حي القلب، وقوله:) أو ألقى السمع( أي وجَّه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له، وهذا شرط التأثر بالكلام، وقوله تعالى : )وهو شهيد( أي شاهد القلب حاضر غير غائب. قال ابن قتيبة : استمع كتاب الله، وهو شاهد القلب والفهم، ليس بغافل ولا ساه، وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير، وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له، والنظر فيه وتأمله، فإذا حصل المؤثر وهو القرآن، والمحل القابل وهو القلب الحي، ووجد الشرط وهو الإصغاء، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب، وانصرافه عنه إلى شيء آخر، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر. فإن قيل: إذا كان التأثير إنما يتم بمجموع هذه، فما وجه دخول أداة "أو" في قوله تعالى: )أو ألقى السمع( والموضع موضع واو الجمع : يقصد واو العطف التي تجمع بي شيئين فحينما تقول: جاء محمد وعلي، فقد اجتمع مجيء كل منهما. لا موضع "أو" التي هي لأحد الشيئين. قيل: هذا سؤال جيد، والجواب عنه أن يقال: خرج الكلام بـ "أو" باعتبار حال المخاطب المدعو، فإن من الناس من يكون حي القلب واعيه، تامّ الفطرة، فإذا فكَّر بقلبه وجال بفكره، دله قلبه وعقله على صحة القرآن وأنه الحق وأنه من عند الخالق سبحانه وتعالى ، وشهد قلبه بما أخبر به القرآن، فكان ورود القرآن على قلبه نوراً على نور الفطرة. وهذا وصف الذين قيل فيهم: (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق) وقال في حقهم: (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء) فهذا نور الفطرة على نور الوحي. وهذا حال صاحب القلب الحي الواعي. الذي يجمع بين قلبه وبين معاني القرآن فيجدها كأنها قد كتبت فيه، فهو يقرأها عن ظَهْر قَلْب. ومن الناس من لا يكون تامَّ الاستعداد، واعي القلب، كامل الحياة، فيحتاج إلى شاهد يميز له بين الحق والباطل، ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وزكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الحي الواعي، فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام وقلبه لتأمله والتفكر فيه وتعقل معاينه، فيعلم حينئذ أنه الحق. فالأول حال من رأى بعينه ما دعي إليه وأخبر به. والثاني حال من علم صدق المخبر وتيقنه وقال:" يكفيني خبره" فهو في مقام الإيمان، والأول في مقام الإحسان. هذا وقد وصل إلى علم اليقين، وترقى قلبه منه إلى منزلة عين اليقين، وذاك معه التصديق الجازم الذي خرج به من الكفر ودخل به في الإسلام. فعين اليقين نوعان: نوع في الدنيا ونوع في الآخرة، فالحاصل في الدنيا نسبته إلى القلب كنسبة الشاهد إلى العين. وما أخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار، وفى الدنيا بالبصائر. البصائر: من البصيرة وهي التعقل والفطنة والانتباه.) فهو عين يقين في المرتبتين.
فتحي أبو محمد
2012-05-20, 05:00 PM
التقوى حقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً واحتساباً، أمراً ونهياً، فيفعل ما أمر الله به إيمانا بالأمر وتصديقا بوعده، ويترك ما نهى الله عنه إيماناً بالنهي وخوفاً من وعيده، كما قال طلق بن حبيب: " إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى " قالوا: وما التقوى ؟ قال: " أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله ".وهذا أحسن ما قيل في حد التقوى، فإن كل عمل لابد له من مبدأ وغاية، فلا يكون العمل طاعة وقربة حتى يكون مصدره عن الإيمان فيكون الباعث عليه هو الإيمان المحض، لا العادة ولا الهوى ولا طلب المحمدة والجاه وغير ذلك، بل لابد أن يكون مبدؤه محض الإيمان وغايته ثواب الله وابتغاء مرضاته وهو الاحتساب.
فتحي أبو محمد
2012-05-22, 04:39 PM
نزلت في شدة، وأكثرت من الدعاء أطلب الفرج والراحة، وتأخرت الإجابة، فانزعجت النفس، وقلقت! فصحت بها: ويلك! تأملي أمرك! أمملوكة أنت أم حرة مالكة؟! أمدبرة أنت أم مدبرة؟! أما علمت أن الدنيا دار ابتلاء واختبار؛ فإذا طلبت أغراضك، ولم تصبري على ما ينافي مرادك، فأين الابتلاء؟! وهل الابتلاء إلا الإعراض، وعكس المقاصد؟ فافهمي معنى التكليف، وقد هان عليك ما عز، وسهل ما استصعب!.فلما تدبرت ما قلته، سكنت بعض السكون، فقلها لها: وعندي جواب ثان، وهو أنك تقتضين الحق بأغراضك، ولا تقتضين نفسك بالواجب له، وهذا عين الجهل؛ وإنما كان ينبغي أن يكون الأمر بالعكس؛ لأنك مملوكة، والمملوك العاقل يطالب نفسه بأداء حق المالك، ويعلم أنه لا يجب على المالك تبليغه ما يهوى.فسكنت أكثر من ذلك السكون، فقلت لها: وعندي جواب ثالث، وهو أنك قد استبطأت الإجابة، وأنت سددت طرقها بالمعاصي، فلو قد فتحت الطريق، أسرعت، كأنك ما علمت أن سبب الراحة التقوى! أو ما سمعت قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ} [الطلاق: 2-3] {يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4] ؟! أو ما فهمت أن العكس بالعكس؟! آه من سكر غفلة صار أقوى من كل سكر في وجه مياه المراد، يمنعها من الوصول إلى زرع الأماني!فعرفت النفس أن هذا حق، فاطمأنت، فقلت: وعندي جواب رابع، وهو أنك تطلبين ما لا تعلمين عاقبته، وربما كان فيه ضررك، فمثلك كمثل طفل محمود يطلب الحلوى، والمدبر لك أعلم بالمصالح، كيف وقد قال الله: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 216] ؟!فلما بان الصواب للنفس في هذه الإجابة، زادت طمأنينتها، فقلت لها: وعندي جواب خامس، وهو أن هذا المطلوب ينقص من أجرك، ويحط من مرتبتك، فمنع الحق لك ما هذا سبيله عطاء منه لك، ولو أنك طلبت ما يصلح آخرتك، كان أولى لك، فأولى لك أن تفهمي ما قد شرحت، فقالت: لقد سرحت في رياض ما شرحت، فهمت إذ فهمت.
فتحي أبو محمد
2012-05-24, 03:13 PM
دعاء المسلم لأخيه حسنٌ مأمور به، وقد ثبت في الصحيح عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا وكل الله به ملكاً كلما دعا لأخيه بدعوة، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل".يسر الله تعالى وأعان رواد المنتدى والموقع بجميع أقسامه على ما فيه نهضة الأمة و صلاح البلاد والعباد، وعلى نصر الطريقة السلفية على قواعدها وأصولها السنية، وصير الله مؤلفات ومنتديات أهل السنة ذخيرة صالحة للإسلام وأهله، وخزانة عظيمة لمن يؤلف منها وينقل، وسيوفا قاطعة للبدع والضلال بأنواعه وأحجامه، ومنهلا نيرا وضاءا إلى آخر الدهر إن شاء الله تعالى، وجعلنا الله ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم فيه بطاعة الله"، وقال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة"، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه:{وَيَخْلُق ُ مَا لا تَعْلَمُونَ}.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.